صديق الحلو

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صديق الحلو

الشاعر محمد اسماعيل الرفاعي .. الإبحار في زورق الثورة.
كتب /صديق الحلو .
الشاعر محمد اسماعيل الرفاعي تنبأ بالثورة السودانية في ديسمبر كتب عنها ولها وفيها عشرات القصائد الجميلة. المعبرة والفاعلة. يكتب الشعر كأنما يتنفسه. شعر عذب ومفيد. شعر محمد الرفاعي يجمل الحياة ويجعلها تستحق ان تعاش. لديه نفس طويل. واتساق موسيقي ومعرفة بالحياة السودانية واحساس فائق بالجمال. شعر جدير بأن يقرأ. فيه الغزل وفيه الثورة. الواقع المعاش ورؤية المستقبل. ففي قصيدته ثمر البوت يسخر من عبث الطاغوت. سحقا للجبروت والكهنوت.. وفي قصيدته صمت الذهول ياللغثاء المحض إذ اضحي مهول.
الفن تجربة جمالية تتوسط المعرفة والفعل. ومحمد اسماعيل منفتح علي المدارس الابداعية ولديه القدرة علي التنبوء مع اتساع وعمق الرؤية. ولديه ادراك حسي سليم بالجمال والقيم النبيله المقصودة. في قصيدته انسي وعيش اللحظة الحلوة. يتجاوز الاحزان ويبني للمفيد. ما دام حولك مويه وخدره ووجه صبوح وكمان بلوم وكنار بيغرد. هنا الطبيعة في اسمي تجلياتها يهرب اليها الشاعر ليمارس الرومانسية والرمزية الدفاقة وذاك الحنين. قال الناقد محمد ميرغني الشيخ :
الرفاعي من قامات الملكة السهلة المفهومه العصية التكوين التي قلما تقلد أو تجاري.
في قصيدته يقين الفكرة:
الفكرة الجديدة والمفاجأة اللغة توضع بشكل طازج ومدهش. الكتلة الغوية المالوفة تضحي هنا غير مالوفه. الكلشيه لاتسمع كمدرك حسي. اما المألوفة اسيرة قالب اسلوبي متسامي ومتسامح. وفي حيرة نجد ان النظام الجمالي يمنع التعود باعتباره مملا. ومن أجل إدراك حسي متجرد وشغوف وتلك الكثافة . تتعدد المعاني والقيم عند الرفاعي وهناك صراع وموسيقي الايقاع مما يجذب المتلقي الحاذق. في قصيدته امي معني...التكامل التصوري وتنوعه مما يجعل التأويل ضروريا ومجزيا
.ومن ثم العشم نجد الاختلاط. التوتر. الابداعي ورحابة الصور.
في قصيدته شفتا طيوفك. موضعة الفن حيث ان القيم العليا للحياة. نجد أن في قمتها الصدق الفني حيث تتذوق الجمال في ابهي صوره هنا تجلي الرفاعي في قمة نضوجه الشعري شكلا ومضمونا. وفي عشانك بس:
نجد التوازي. التوتر. الحيوية. الحركية.
والرفاعي يعرف اين يكون الجمال. بالمران والقدرة استطاع أن يدرك مكامن الجمال المخبيء. فهو صوفي يؤول المعني. يفسره. ويحلله. ويضع المقارنات والمقاربات قربانا لاسمي الاهداف. في قصيدته عزة وشموخ. استطاع الرفاعي بحساسيته الجديدة ان يصل الي لب المسألة ويستنتج ويعرف. ويعري كاشفا كل ما له قيمة جمالية موجبة. عزة الوطم. الشموخ. وفي خيال وثاب يتوقع النصر المؤزر وهذا ماكان .
في لون الفرحة:
هنا وصل الرفاعي اقصي تجلياته. بتفاؤل ل شبح الخوف الجاثم. ونحفر ندفن الحزن العشعش في الاعماق.
ودمت لتغرس فينا الآباء...
وفي
انا مابراي. مناجاة تائب. انسي هجرك. خربشات. حضرة عينيك. مطر الوصال. خايف من عيوني. رويحتي بتهاتي. سد الباب وراك. انا كنتا. الكل بموت. دثار العز بمناسبة عيد الام. عيونك ممصة. جنون البشر. حمامات بؤسي.تعال راجع. عكس ظلي. خليك في البيت. حقك براك
امشيني ريد. روق ياقلب . خواتيم المسيرة. ضل متمرد. هلاويس زمن الكرونا. ضل الرموش. خايف عليك
الله يكضب الشينة . بوح.حبيبات الجمان. عشان عارفني مجنون بيك. عشرات القصائد تناقش الهم العام والحب والمجتمع. كم هائل من القصائد المنمقة بعناية فيها الخيال الخلاق والفن والفطنة. قصائد متعددة الاشارات والدلالات. استمتعنا بقصائد الرفاعي الفائضة الجمال فيها من سحر البيان والدهشة مما يجعلنا تحت سيطرة الشاعر الذواق الذي تجاوز كل الاشكال .في قصائد تعبر عن البيئة والمحيط. في لغة عذبة ومحببة ومتماسكة .فيها احساس كبير بالحاضر. روح العصر واحساسها المضاعف للكون .ونظرة للعالم كلية وشاملة. لقد استطاع محمد اسماعيل الرفاعي التعبير عننا بصدق. وبتعابير عميقة ومؤثرة. وقصائد غاية في البهاء. ستبقي خالدة في ذاكرة امتنا للابد.