جاسم الرصيف
ـــــــــــــــــــــــ
رسالة مفتوحة إلى :
مؤتمر العراق في القاهرة
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ
عن بلد يدعى العراق ، بكل تأريخه ، تجتمعون لرسم صورة أخرى لمستقبل العراقيين ، فلا تبعثرونا على خطايا جديدة من شعارات وأجندات أحزاب وطوائف وقوميات دون تأريخ العراق ودون إنسانية العراقيين !! لاتبعثرونا على مستنبطات حّلقت باجتهاداتها ، وحتى بمجتهديها ، إلى خارج تعريف الإنسانية التي الفناها عن انفسنا في العراق ، وصرتم اوّل ضحاياها إذ ما عدتم تتجّرأون على زيارة مدينة عراقية خوفا ً من الوقوع في فخ ّ الشعارات الجديدة التي روجتم لها والشعارت المضادّة لها ، عن عمد أو حسن نية ، في حاويات الحصص التي ثبت عقمها وضيق أفقها ، مع أن بعضها مازال محميّا ً بسلاح من يصرّون على عدم منح العراقيين فرصة الحرّية الحقيقيية التي حلموا بها منذ عقود ولكن بعضكم قوّضها بهذا الشكل أو ذاك منتهكا ً فهمنا للمواطنة وفهمنا للإنسانية في آن .
وإذا كنتم ( قادرين ؟؟ ) حقا ًعلى فعل عراقي سليم فإن أبسط وأوضح صورة تحدّد ملامح العراق الجديد ، الذي نريد له أن ( يخرج ) من بين أياديكم ــ وعساها كريمة ــ ، لابد ّ أن تكون صورة مبنية على العدل والحرية والمساواة بالأفعال ، وليس بالإقوال الفارغة التي قرفنا منها ، وبموجب ميثاق شرف توقعه كل ألأطراف يضمن للعراقيين جميعا ً حقوقا ً وواجبات متساوية ، أيّا ً كانوا ، وهذا لن يتناقض مع أي دين وأي مذهب ليس في العراق حسب بل وفي كل ألأديان والمذاهب ، ولدى كل القوميات ، في العالم المتحضّر ، الذي يدعي الكثير منكم انه عايشه أو عرف الكثير عنه ، ولكن بعضكم تناساه عند حدود المكاسب الضيّقة التي جاءت في أدائها دون مفهوم المواطنة ، ودون مفهوم العراق وطنا ً للجميع .
لقد اوجد بعضكم ، أيها السادة ، بين العراقيين شرخا ً صار هو اوّل ضحاياه عندما قسم ، ولأوّل مرّة في تأريخنا ، العراقيين إلى حصص سياسية وفق إنتماءات طائفية أو قومية وحتى عشائرية ، على طريقة ( الضحيّة التي قلّدت جلاّدها ) ، فأهدر دماء عراقية بريئة ، عن قصد او دون قصد !! فإذا كنتم على قناعة بأنكم في القاهرة ألآن ( قادرين ) على خلق صورة أخرى للعراق فآن لكم ان تعلنوا أن العراق للعراقيين جميعا ً دون قيد أو شرط ، وانّ الدستور القادم سيكتب على هذا ألأساس وفقا ً لمفاهيم العدل والحرّية والمساواة التي لايمكن أن أن يختلف عليها عاقلان في هذه الحياة ، وأن يخلو الدستور من كل ثغرة تتعارض مع ( العراق للعراقيين ) ، أيا ً كانوا وبقوة القانون !!
آن لكم أيها السادة أن تختاروا بين واحدة من إثنتين :
إمّا أن ترسموا طريقا ً واضحا ً، أمينا ً ، وصادقا ً، للسلام وألأمان في بلد مبني على العدل والحرية والمساواة ، فتدخلوا اللّوحة البيضاء من تأريخنا .
أو ، أن تختاروا طريقا ً آخر بكل لا إنسانيته الدموية التي نعانيها كل يوم ، وفي هذه الحال نقول لكم وبصراحة بات واقعنا المؤلم يفرضها على الجميع :
لاتعودوا إلينا مع ( قهر ) جديد !!
arraseef@yahoo.com
arraseef.blogspot.com