بسم الله الرحمن ارحيم
عندما سقطت فلسطين في يد اليهود عام 1948م أطلق (العرب) على هذا السقوط عدة أوصاف منها: فلسطين السليبة، وفلسطين المغتصبة، وفلسطين المحتلة، وفلسطين الجريحة، ونكبة فلسطين (فلسطين المنكوبة)... إلى آخر القاموس وما فيه من ألفاظ. إلا أن هذه الألفاظ تلاشت شيئاً فشيئاً حتى اختفت من قاموس الإعلام، والسياسة، وكتب الكتّاب. وهذا
الغياب هو جزء من مخطط الاستسلام للعدو، والاعتراف له بفلسطين.

- لم تتوقف الأمور عند سقوط فلسطين، بل سقطت أفغانستان والعراق بيد المحتل الأميركي والبريطاني، وانتشرت الجيوش الأميركية في الكويت، وقطر، والبحرين، ومناطق في الأردن، والسعودية، وعُمان، وتدخلت سياسياً في لبنان عن طريق القرار. فهل يصح أن نقول: العراق السليب، وغزة السليبة، وأفغانستان السليبة، والكويت المسلوب الإرادة، ولبنان المسلوب الإرادة؟ وذلك على غرار المصطلحات (العربية) التي استعملت في القرن الماضي.

- إن سلب الإرادة السياسية، أو ما يسمى الوصاية الأجنبية، هي أمور لا يمكن إنكارها في الدول المعنية. وكذلك احتلال العراق وأفغانستان لا يمكن إنكاره؛ لذلك من الجائز التساؤل: هل هذه دول أم أشباه دول؟ فهل تملك دولة من الدول التي ذكرناها قرارها بحيث تستطيع طرد السفير الأميركي، أو جندي أميركي، من فوق أراضيها؟ أو إلغاء عقد مع شركة أميركية؟ أو رفض طلب أميركي بشكل صريح دون مناورة؟

- هذه الحقائق المُرّة، التي لا يمكن إنكارها، يواجهها بعض أبناء الأمة بالرفض والمقاومة والممانعة، بينما يقابلها بعض الخونة بالعمالة وإعانة المحتل على احتلاله، وتكريس إعانة العدو على أبناء الأمة، طمعاً في منصب أو جاه أو مال. والأمة تعرف هؤلاء الخونة (الكرزايات)، وستحاسبهم في حينه، وليس ذلك على الله ببعيد، فالله يمهل ولا يهمل.