قلت لنفسي في لحظة حلم وردية: كفّ عن ذكر الهوى، فقد كبرت وشاخ فؤادك،و
ذبلت أزاهيرك في مزهرية العمر،وفوجئت أنني مازلت أشرب نخب الحب في كأس من حنين.
وكان اللقاء اليتيم!!!
وعندما تصافحت عينانا ؛ امّحى ليل النوى ، وربيع القلب أصبح يجدد نسغه القتيل على أعتاب الوقت،وأصبح شباب الحب يتجدد في داخلي،ويتخطى عبق الكلمات الجريحة،فالحب يعبر شراييني جبرا لا اختيارا.
هو لقاء يتيم...لحظات...لست أدري ..هل تسمى لحظات؟؟!!
جاءني صوتها العذب بموال عذري قديم، يجدد تباريح قيس وجميل وكثيّر، وكنت قبل هذا اللقاء لا أجد في الحب إلا موت الكلمات على مذابح زمني الفارغ.
اغتراب...وآه من الاغتراب حين يسأل حقائب المسافرين عن محب لم يجد في جعبة الأيام إلا لحظات من لقاء يتيم.
بات قلبي يجتاز حدود الكلمات؛ ليروي خطواته الجديدة. لقيتها وأنا غريب.. وكنت قبل اللقاء قد وأدت طيوف المنى منذ زمن، وبعثرت قلبي بكف الرياح، فجاءت وجاء الهوى، وهاج حنيني لذكريات أيامي الخوالي،و رحت ألملم شتات نفسي الممزقة،وأجمع ما انكسر من بقايا روحي،وهاهي ريشتي ترتعش من جديد ؛ لترسم سحابة عطر وبوح قمر
...
وبعد أيام من هذا اللقاء.. عيناي على الأفق البعيد، وقلبي يتصيد الأقمار حين تطل من شرفاتها البعيدة . أعاكس التيار والأحلام المستحيلة،وأطير خلف النوارس بحثا عن وجهها الذي لا يفارقني، أحاول النظر إلى عالمها الجميل في جفون المستحيل...
منذ البداية كنت أعرف أنني سأمزق هذه الصفحة الرائعة من حياتي، ولكنني سأحتفظ ببقاياها الممزقة؛ حتى إذا اعتراني الضيق أضم أضدادي ، وأعيد تشكيل حروفها،وأبحر في بحر لا يعتريه الضيق ،ميمما شطر لقائي اليتيم.
يقولون: جميل أن تتبع النوارس في ترحالها..
لم يكن يعنيني هذا الكلام،ولكنني الآن عرفت أن الطيران وراء النوارس يجعلني أرسم صوتها بالصمت حيث يكون الحب فتى يسرق الوقت من حدائق الحياة، ويستره بين القلب والقلب..
...
لم يكن في عينيها الجميلتين في ذاك اللقاء غير طقوس الوداع ،وطقوس رائعة من الحب ينبع نهر الجمال من ضفتيهما، وجفون امتلأت سحرا،وأنا فيهما أرتل آيات الله في إبداع خلقه
....
وهأنذا ألملم الأشواق في الأحلام،وأعبئ سلالي الفارغة من ذكريات لن أنساها
حاملا ذكريات لقاء يتيم!!