أستاذي الكريم سيد سليم ........... أحببت التنويه إلى بعض ما ذكرتم في مقالكم الجميل عن شمس أدباء العرب و إمامهم ، مالك ناصية البيان شيخنا مصطفى صادق الرافعي
أولاً : أراكم اعتمدتم أستاذي الكريم على رسالة الدكتور مصطفى الشكعة ، و هي على أهميتها لم تعد ردة فعل عاطفية أكثر منها عملاً علمياً لأنها لم تعتمد أصول الدراسة العلمية ، و كانت قائمة على الإعجاب و نسخ و نقل بعض ما قاله الرافعي أو قاله أعلام العصر فيه والتأمل في ذلك .
ثانياً رأى الدارسون للرافعي و أنا منهم ، أن الدكتور الشكعة رحمه الله بالغ مبالغة هائلة في روايته تأثير الرافعي في أدباء عصره ، فلا يمكننا نسبة كل هذه التغير ات على شخصياتهم إليه ، و لا سيما ان بعضها كما كان للدكتور طه حسين لم يكن تغيراً حقيقياً ، بل مداراة للآخرين و تمويهاً لأفكاره و جعلها تظهر بصبغة أخرى ، على أنها تظهر للقارئ المتأمل كيف بقيت على حالها .
أما من تغيروا فلا يمكننا ان ننسب كل ما طرأ على أفكارهم إلى شيخنا دونما دليل .
كما لا يمكننا قصر الرافعي على الجوانب الدينية التي ظهرت في أدبه و فاضت بها نفسه المؤمنة ، فهذا من أهم أسباب ما حاق به من ظلم ، فقرب إليه البعيدين عن الأدب من المتدينين و نفر عنه أهل الادب من غيرهم ، مما ساهم بتشويه صورته امام الأجيال الجديدة التي باتت تحسب أنه لم يكن أكثر من شيخ أزهري معمم !!!!!!!!!!
لقد كان الإيمان و الدفاع عن الإسلام أهم جانب في شخصيته ، لكنه لم يكن شخصيته كلها ، و يحق لهذا الرجل ان يدرس بمعزل عن هذا الجانب ليعرف أدبه عند الجميع ، و إن في كتبه الأدبية التي لم تقم على تلك الأفكار وحدها ، أو في كتبه كلها بنظرة نقدية صرف كما صنع الدكتور مصطفى علي الجوزو في دراسته الهامة ( مصطفى صادق الرافعي رائد الرمزية العربية المطلة على السريالية )
هي بضع تنويهات أحببت الإلماح إليها للتوضيح و لتكتمل الصورة لدى القارئ الكريم