ما يهمني هنا هو أن أوضح أمرين اثنين لطالما صرحت بهما في مواضع كثيرة كي يعقلها العارفون ، ويدركها من يلقي السمع وهو شهيد.

أما الأولى فهو الرد على مدعي الشعر ممن يعرفونه تارة على أنه شعور فحسب ، وآخرون ممن يرونه مضمون فقط ، والغريب أنهم يصرون على أن الكتابة التي تحمل شعوراً أو تحمل مضموناً هي شعر فهل يعقل ذلك؟؟ ألا يصبح كل أدب العرب وبيانهم بهذا التعريف شعراً؟؟
الشعر هو تصنيف أدبي لأحد أشكال التعبير يتميز بمقومات وخصائص محددة تعطيه شكله ووصفه ، ولا يكون الشعر شعراً إلا إن دل شكله عليه فإن فقد مقوماته فقد خرج من دائرة هذا التصنيف إلى ما سواه ، هكذا ببداهة. خلاصة الأمر أن مبنى الشعر يدل عليه أما المضمون فلا ، وعليه فكل دعاوى التمرد على الشكل الشعري والجرس والتراكيب باطل من حيث التعريف.

وأما الثاني فهو امتداد لتساؤلي في الفقرة الأولى من دعوى البعض أن الشعر شعور ومضمون فهل النثر لا شعور فيه ولا مضمون؟؟ ثم نصل إلى أهم الأمور ؛ أليس القرآن مضمون وشعور؟؟ هل بهذا يصبح شعراً؟؟ وفيم كانت الآيات التي أنزلها رب العباد وأوردها أخي عادل العاني في رد سابق؟؟ أليست تدافع على أن القرآن ليس بشعر وهو كذلك لا ريب. هل يمكن أن يصدق هذا الدفاع دون شكل ومقومات نرتكز في الحكم عليها؟؟ كيف عرف المشركون الفرق بين الأمرين ويأتي بعض نفر يدفعون باتجاه هذا الأمر وهو أقرب للكفر منه للإيمان. بل لقد بلغ الأمر بالبعض جهلاً وبالبعض الآخر غرضاً أن يستشهد على أوزان الشعر بالقرآن وأن يستدل على القوافي بالآيات وهو أمر لو علمتم عظيم وخطير.
إن الحفاظ على تعريف الشعر بشكله ومقوماته وخصائصه هو في الحقيقة حفاظ على القرآن الكريم من لغط المرجفين ونوع من العبادة والتقرب إلى الله به.


نحن هنا في رابطة الواحة الثقافية وقفنا قديماً ونقف دوماً ضد أي هدم مقصود أو غير مقصود لهوية الأدب العربي شعراً ونثراً ونحرص على عدم الخلط بينهما عبادة وإنصافاً ونسأل الله القبول.



تحياتي
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي