هذا ثوبكِ، أذكره كما أذكرُ ليلةَ وداعك، وقد كنتُ جاثيةً على لوعةٍ مغرورقـة بكِ، كنتِ مغطّاةً بالقمح وبروحي، وكانتْ نبضاتُكِ لآلـئَ خضراءَ، قفزتْ من قلبكِ الجميلِ إلى قلبي الذي لمّ يشبّ عن الدمعِ بعدُ..
أتذكرينَ؟؟؟ أحسستِ بقُبلَتي على جبينكِ الأبيض بياضَ الثلج، النقي نقاءَ المطـر، العطِر مثلَ بوحِ الياسميـن، معَ أنكِ كنتِ نائمةً كأميرةٍ حسناءَ، تعبرُ دروبَ الأحلامِ في دعةٍ، قبلَ أنْ تنهضَ من رحلتِها لتعانقَني، لكنكِ لم تستيقِظي "كالجميلـة النائمة"، بلْ أيقظتِ ماءَ الشؤون !
أحسستِ بتحليقِ شوقي الذي بلّلَ ثوبكِ الأبيض، واستَلَّ حنانكِ ليدّخرَه لمواسمِ الحرمان. حتّى الطبيعـةُ صمتتْ عن التغريدِ حين حلٌّقـتِ كزنبقةٍ بيضاءَ، وأعلنتْ ثورةً علـيّ وعلـى نيسـان.
أحبكِ
يا أنــا.. ها قدْ أحرقني الشوق !