|
يا طول شوقي لمن لا وجْدَ يردعـهُ |
و لا حبيبًا قـضى وجْدانَهُ الحَزَنُ |
و لا فؤادًا بِـهِ هاجت لواعجـهُ |
و بات يكويه ِ من ويلاتِهِ الـزَّمَنٌ |
ماذا جنيت سوى هجرٍ بقربـِكُمُ ؟ |
و لوعـةٍ إذ طواني البين و الظَّعَنُ |
ماذا جنيت و أحلامي مُـشَرْذَمـَةٌ؟ |
و مقلتي قد محت أضواءَها المِحَنُ |
يا جيرة الأمسِ خان الدمع صاحبَكم |
و خار تفضحه الأشواق و الهـَتَنُ |
لو تعلمون هـوىً أودى بصـاحبِهِ |
فذاك وجدي من الدنيا وذا الوَهَنُ |
يا جيرة الأمس ما زال الفـؤاد بكم |
هيمانَ لم يُسْجِه ِ من لوعِهِ الزَّمَـنُ |
فما عَفتْ دمعتي حزني و لا ألـمي |
و لا نهى مقلتي عن ذرفهِا وَسـَنُ |
يا ساكنين بقلبٍ بـات محـتَرِقًـا |
إلَيْكُمُ.. ما له من بعدكـم سَكَنُ |
قد ضاقت الأرض أشواقي فعُدْتُ لكم |
فضاق بي وجدُكم و ضاق بي الوَطَنُ |
فرحْت أسعى بدربٍ ما علمت بـِهِ |
خِـلاًّ يطـبِبُني إن شَقـَّني الحَزَنُ |
هلاّ رحمتم ضعيـفًا بـات مـغتربًا |
عن نفسِهِ،ما له – إلاّكُمُ- سَكَنُ؟ |
هل تذكروني؟ أنا من كان ينشِدُكم |
من عطر كلِّ حبيبٍ هَدَّهُ الشَّجَنُُ |
و الآن لا عـطر لي منكم أهيم بهِ |
و لا حبيبٌ إلاّ الرَّمْسُ و الكَفَنُ! |
أنا الذي حملته الرّيـح كيف مَضَتْ |
و لاعني بعد ما آمَــنْتُه الزَّمَنُ |
أنا الــغريب الذي يحيا بغير هُدىً |
ما الشِّعْرُ عَوَّضَني عنكم ولا الدِّمَنُ |
لـيـت الأحِبَّةُ تدري مُرَّ هَجْرِهمُ |
و هـم يقولون إني الغاربُ الظَعِنُ |
يا طــائِرَ الأيْكِ من يبكي لِغُرْبَتِهِ؟ |
من فارق الإلْفَ؟أم من إلفُهُ الظَعَنُ؟ |
من ناح من أجلِهِ كُلُّ الأنامِ أسـى |
أم من نَساهُ أَحَبُّ النّاسِ والوَسَنُ؟ |
فـمن ينوح لحالي و النَّوى قَدَري؟ |
أنا الغريب وحولي الأهل والوَطَنُ! |
لا أيُّهـا الـخافقُ المَفْطورُ من كَبَدٍ |
انْسَ الحنينَ، فما فيهم لكم عَدَنُ |
مـاذا لـقيت من الأحباب كُلِّهِمُ؟ |
سِوى الجَفاءِ وأنت الهائِمُ الضَّمِنُ!! |
ياساكنَ الرّوح خُذْها و ارْتَحِلْ أبدًا |
فإنما الحُبُّ روحٌ و الوفا بَــدَنُ |
هــذا الفؤادُ الذي كنتم لِجَذْوَتِهِ |
أخْشابَ لم يـَنْهَها حُبٌّ و لا وَنَنُ |
زيدوا بِقَسْوَتِكُمْ فالقلب مُرْتَحِـلٌ |
مـا عاد تُؤْلِمُهُ من هجْرِكُمْ لِزَنُ |