|
أرض المدينة لا أرجو لها بدلاً |
بين الربوع فقلبي ساكنٌ فيها |
أرض المدينة أرضٌ شُرّفتْ أبداً |
لما استهلّ بها المبعوث بانيها |
أرض المدينة أرضٌ طاهرٌ عبقٌ |
من طهر ِ أحمدَ بالتقوى يزكّيها |
يا (مأرزاً ) ولها الإيمانُ ينحدرُ |
مُذ هجرةٍ لهدى يرجو تلاقيها |
لمّا بها نزلتْ أولى الخطى و نمتْ |
فيها مشاعره و القلبُ ثاويها |
يا (طيبة ٌ) فـَضلتْ ، يا (روضة ٌ) غنِيتْ |
يا قرية ٌ عظمتْ ، تدنو لباغيها |
فيها (قباءُ) وما قد كان أسّسه |
فيه الرسولُ ببيتٍ في أراضيها |
(ذاتُ النخيل) إذا هبّ الصّبا ولهاً |
أندى شغافَ فؤادٍ جاء هاويها |
لمّا تنفس فيها الصبحُ منتشياً |
أغصانها انخفضتْ خجْلى لجانيها |
طافت مغردة ً كل الطيور بها |
و الدّوح في ألق ٍ يُزكي مغانيها |
فلٌ و وزنبقة ، وردٌ يعانقهم |
و الماءُ ينبعٌ جار ٍ في سواقيها |
من كل بستان ٍ يسري لها عبقٌ |
بين (العيون ِ) غدا أو في (عواليها) |
منها لها ذكرى في كل زاويةٍ |
منقوشة ٌ أبدَ التّاريخ حاويها |
أرض (الغمامةِ) أو في (سيّد الشهدا) |
جنبا إلى (أحدٍ) حتماً ستحكيها |
فيها من البركات الضّعفُ تكرمة ً |
فيها الصلاة بألف يا مصليها |
فيها الملاذ ُ لمن ضاقتْ معيشتـُه |
فيها الأمانُ فلا الدّجالُ يأتيها |
والخير ليس على حيّ بمقتصر ٍ |
حتى (البقيعُ) به فضل لفانيها |
أرض المدينة منك العذرَ إنْ قلمي |
لمّا يُوفــّـيكِ الأوصافَ يُزجيها |
إن القصائد قد تعجز فأكملها |
بالدمع أسكبه شوقاً لأفضيها |
أرض المدينة لا أرضى لها بدلاً |
فالقلبُ يفخَرُ إنْ تـُـذكرْ لـه تيها |