أحدث المشاركات

ما الفرق بين ( رحمت الله) و( رحمة الله)» بقلم ناديه محمد الجابي » آخر مشاركة: خالد أبو اسماعيل »»»»» اتجاهات» بقلم بسباس عبدالرزاق » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» ابتهالات.» بقلم ناديه محمد الجابي » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» نسجل دخولنا بذكر الله والصلاة على رسول الله» بقلم عوض بديوي » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة في كتاب رؤية الله تعالى يوم القيامة» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» نظرات بمقال هل تعلم أن مكالمات الفيديو(السكايب) كانت موجودة قبل 1» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» افتكرني يا ابني» بقلم سيد يوسف مرسي » آخر مشاركة: سيد يوسف مرسي »»»»» جسور الأمل.» بقلم أسيل أحمد » آخر مشاركة: خالد أبو اسماعيل »»»»» أنا لن أحبك لأن الطريق مغلق» بقلم سيد يوسف مرسي » آخر مشاركة: سيد يوسف مرسي »»»»» دعاء لا يهاب ! _ أولى المشاكسات» بقلم أحمد صفوت الديب » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»»

صفحة 13 من 13 الأولىالأولى ... 345678910111213
النتائج 121 إلى 124 من 124

الموضوع: قصص من الحياة

  1. #121
    قلم فعال
    تاريخ التسجيل : Jul 2004
    الدولة : غزة فلسطين
    العمر : 72
    المشاركات : 2,005
    المواضيع : 323
    الردود : 2005
    المعدل اليومي : 0.28

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ناديه محمد الجابي مشاهدة المشاركة
    (عجباً لأمر المؤمن، إن أمره كله خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن،
    إن أصابه سراء فشكر الله فله أجر، وإن أصابته ضراء فصبر فله أجر، فكل قضاء الله للمسلم خير )
    إن من السنن الكونية وقوع البلاء على المخلوقين اختباراً لهم, وتمحيصاً لذنوبهم ,
    وتمييزاً بين الصادق والكاذب منهم قال الله تعالى
    ( وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ)
    وقال تعالى( وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ)
    و قال تعالى( الم* أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ )
    قصة واقعية جميلة فشكرا لك وبارك الله فيك
    تحياتي وتقديري. نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    بارك الله فيكِ ودمتِ بألف خير
    اللهم يا من تعلم السِّرَّ منّا لا تكشف السترَ عنّا وكن معنا حيث كنّا ورضِّنا وارضَ عنّا وعافنا واعفُ عنّا واغفر لنا وارحمنا

  2. #122
    قلم فعال
    تاريخ التسجيل : Jul 2004
    الدولة : غزة فلسطين
    العمر : 72
    المشاركات : 2,005
    المواضيع : 323
    الردود : 2005
    المعدل اليومي : 0.28

    افتراضي

    العفو أشد أنواع الانتقــام.. قصة أبكتني
    قصة مؤثرة تستحق القراءة بطولها وتفصيلها

    إن لذة الانتقام لا تدوم سوى لحظة‏ ، أما الرضا الذي يوفره العفو فيدوم إلى الأبد‏ . أرجو أن تسامحوني إذا يومًا غلطت في حق أي أحد منكم ، ترى الدنيا فعلا ما تسوى . اقرأ القصة وادع الله تعالى أن يرحم والدينا ويغفر لنا وللمسلمين والمسلمات. قصة في غااااااية الروعة والإنسانية . السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . هذه رسالة كتبتها فتاة مصرية إلى أحد المستشارين في المجلة تحكي فيها قصتها وتطلب فيها التوجيه والرأي ..
    أعجب من قصتها ما كتبه المستشار .. فإلى القصة والاستشارة :
    والدي متسلط سيدي أكتب لك من داخل القطار، لذا اغفر لي ارتعاشة الكلمات وسوء الخط‏ ،‏ وأستميح القراء عذرًا في قسوة بعض التعبيرات وفجاجتها‏ ،‏ ولكني لم أستطع التعبير عن نفسي إلا بما حدث ، مجردًا من أي تنميق أو تجميل وأناشدك ألا تقسو علينا ،‏ فنحن بنات قسا الزمن علينا طويلا ، وأرواحنا ـ كما أجسادنا ـ كلها ندبات وجروح‏.‏ نحن ست بنات ، خمس شقيقات‏ ، والصغيرة من أم أخرى‏..‏ عشنا أيام طفولتنا وصبانا في عذاب لا يمكن وصفه أو تخيله بسبب قسوة أب تجرد من كل مشاعر الإنسانية‏ ، ولم نهنأ‏,‏ أو نغمض عيوننا إلا بعد موته الغريب والمفاجئ ، موته استمر خمس‏ سنوات‏.‏ دعني استرجع معك ذكرياتنا التي لا تفارقنا لحظة‏ ، فكل ألم عليه شاهد في الروح والبدن ‏.‏ استيقظت عيوننا منذ الميلاد ،‏ على أم كسيرة ‏، باكية دائما‏ ،‏ وأب لم نره في البيت إلا في يده سلك كهرباء عارٍ‏ ،‏ تنهال سياطه على أجسادنا‏‏ إذا بدر منا أي صوت‏..‏ هل يمكن تخيل طفل لا يبكي؟‏..‏ نعم‏ ،‏ نحن‏ ، كنا نعي أن البكاء حتى في الأشهر الأولى يعني ألما غير مفهوم من يد شبح ، لم نكن نعرف ماذا يمكننا أن نناديه‏.‏ أتذكر الآن‏,‏ عندما كان عمري خمس‏ سنوات‏ ، أمي حامل في شهورها الأولي‏ ،‏ كانت تستحم ،‏ سقطت في الحمام ، فأخذت تستغيث بصوت منخفض حتى لا توقظ أبي النائم ، ولكنه للأسف استيقظ مع بكائها ،‏ هل يمكن أن تتوقع ماذا فعل؟ لا أنسى ملامح وجهه في ذلك اليوم ، ملامح شيطانية مفزعة‏ ، لم يثنه دمها المراق علي الأرض‏ ، لم يفزعه‏ ،‏ انهال عليها ضربًا ورفسًا في بطنها وشدها من شعرها خارج الحمام‏ ،‏ ونحن نبكي ونصرخ رعبا‏ ، حتى تجمع الجيران‏,‏ وأخذها أحدهم فاقدة الوعي إلى المستشفى ،‏ بينما توجه هو إلى غرفة نومه‏.‏ يومها أصبتُ أنا الأخرى بانهيار عصبي وظللت مريضة فترة طويلة‏.‏ سيدي‏..‏ هل لك أن تتخيل ما هو جزاء أي واحدة فينا‏‏ لو لم تتفوق في المدرسة؟‏..‏ يحلق شعرها‏ ، ويغرس وجهها في صفيحة الزبالة ، ثم ينهال عليها ضربا بالسلك العاري حتى تفقد وعيها من شدة الألم‏.‏ لم يكن أبي ينفق علينا‏ ،‏ ولا تظن أنه كان فقيرًا‏ ، بل كان كما يقولون يلعب بالفلوس لعب‏ ،‏ معه أموال كثيرة من تجارة الغلال‏ ، ولكنه كان يأمرنا بالعمل ونحن أطفال لنشتري ملابس المدرسة‏ ،‏ وننفق على أنفسنا‏.‏ كنا نمسح سلالم أقاربنا والجيران مقابل أجر‏..‏ أما أمي فقد اشترى لها أخوالي ماكينة خياطة‏ ، إضافة إلى عملها في مصنع مجاور لمنزلنا حتى تنفق علينا‏.‏ اقترح أخوالي على والدتي أن تترك له البنات الكبار‏، وتذهب معهم بالبنات الصغار ،‏ ولكن أمي رفضت خوفًا على الكبار والصغار من بطشه وجبروته‏ ، فقد كانت ترى في وجودها بعض الحماية لنا‏. ‏سيدي‏..‏ لا يمكن لأحد تخيل معنى الذل والحرمان مثل الذي يعانيهما‏..‏ لن يستوعب أحد معنى استحالة أن تتحرك من موقعك في البيت أو تمشي حافيًا لأن والدك نائم‏.‏ لن يفهم أحد معنى أن ترتدي طوال العام - صيفا وشتاء - فستانًا ممزقًا‏ ، وتأكل رغيفًا واحدًا‏ ،‏ وتنام الليل خائفا‏ ،‏ وتصحو النهار مذعورا‏.‏ لك أن تتخيل كل شيء‏ ،‏ كل أنواع العذاب والقهر والألم‏ ،‏ فليست أزمتنا الآن فيما فات ،‏ ولكن دعني أكمل لك‏:‏ منذ‏14‏ عامًا‏‏ أصيبت أمي بنزيف حاد‏ ،‏ مما أغضب أبي‏ ، فانهال عليها ضربا‏ ، واستنجدنا بأخوالي .‏ نقلناها إلى المستشفى‏ ،‏ ولكن قضاء الله كان أسرع‏..‏ ماتت أمي‏..‏ كلمة الحنان في الحياة‏ ، ورفض القاسي تسلم جثتها حتى دفنها أخوالي‏.‏ وفي الأربعين دخل أبي علينا البيت وفي يده مطلقة عمرها‏20‏ عاما قال إنها زوجته‏..‏ وقتها كنت أعيش معه أنا وشقيقتي الصغرى ،‏ بعد زواج شقيقاتي ‏.‏ جمعنا أبي وقال لنا‏:‏ لو شكت لي منكم كلمة‏ ،‏ فسأضع سلك الكهرباء في عيونكما‏.‏ وفرغ شقيقتي من عملها في مقلاة اللب لتخدم زوجته الجديدة ،‏ أما أنا فكنت أسارع بالعودة من عملي‏ ، حتى أنظف البيت وأطهو لهما الطعام‏. ‏المهم التفاصيل متعددة‏ ، ولكن الأهم أن أبي تزوج ثلاث مرات بعد أمي ،‏ وآخر واحدة حملت رغمًا عنه فطلقها‏، وعاش بدون زواج حتى حدث الآتي:‏ سيدي‏..‏ منذ‏ ثماني‏ سنوات‏ ، ذهب والدي لأداء العمرة ولم يعد‏..‏ انقطعت أخباره عن الجميع منذ سفره‏ ..‏ توجه أعمامي عدة مرات إلي السفارة السعودية يسألون عنه بلا جدوى‏..‏ لا يعرف أحد له طريقا‏.‏ هل تدري كيف كان إحساسنا مع كل يوم نتأكد من غيابه؟‏..‏أصابتنا كريزة ضحك‏ ، صرخنا : زمن العذاب انتهى ، روحة بلا رجعة‏.. خمس‏ سنوات عشناها على أعصابنا حتى أقمنا دعوى أمام المحكمة لاعتباره مفقودًا وعملنا إعلام وراثة‏.‏ بعدها فقط بدأنا نشعر أننا آدميون‏..‏ انطلقنا في الشقة‏ ، مزقنا صوره‏ ، ألقينا بملابسه في صناديق القمامة‏ ، حتى الملاية التي كان ينام عليها والبطانيات التي استخدمها ،‏ شبشبه‏ ، الأكواب التي كان يشرب فيها‏ ،‏ الكرسي الذي جلس عليه‏ ،‏ كله حطمناه‏ ،‏ تخلصنا منه‏ ،‏ أتعرف ما الذي كان يؤلمنا ويعذبنا؟ أنه مات بدون عذاب‏ ،‏ لم يعش أمامنا ذل المرض‏.‏ حصلنا على أمواله التي حرمنا منها واكتنزها في البنك‏ ،‏ كل واحدة فينا بدأت تتحدث عن أحلامها‏ ، واحدة ستشتري ذهبا‏ ،‏ والأخرى تشتري محلات ملابس‏ ، والثالثة تشتري سوق الخضار واللحوم‏ ،‏ وهكذا بدأنا في تنفيذ أحلامنا‏ ،‏ لا يعكر صفو حياتنا سوى منازعات أعمامنا فيما هو حق لنا‏.‏ سيدي‏..‏ كان كل شيء يسير طبيعيًا حتى جاء هذا اليوم‏..‏ في شهر رمضان الماضي دعتني زميلتي إلى عقد قرانها ، وفيما أنا في طريقي إلى القاعة،‏ لا أدري ما الذي دفعني للنظر خلفي‏ ،‏ هل يمكن تصور من كان يجلس على الأرض؟‏..‏ إنه أبي‏ ، رجل عجوز ممزق الملابس‏ ،‏ لا يمكن‏ ، هل عاد أبي‏ ، أصابني الفزع واستعدت كل تاريخي‏ ،‏ اختبأت‏ ،‏ خشيت أن يراني‏ ، ثم توجهت إليه وأنا ارتجف‏ ، نظرت إليه فلم يعرني اهتماما‏ ،‏ استيقظت على نداء صديقاتي‏ ، فحضرت عقد القران‏ ،‏ ثم توجهت إلى إمام المسجد وسألته‏ :‏ هل تعرف هذا الرجل‏ ؟ فقال لي إن أحد أقاربه أتى به منذ فترة من القاهرة ، وأخبرنا أنه كان يعالج في المستشفى ‏،‏ ويخدم في المسجد‏ ،‏ ويغسل السلالم في العمارات المجاورة‏.‏ هل يمكن تخيل ذلك‏ ،‏ والدي الذي كان يصحو العصر من نومه ،‏ ويرتدي أفخر الثياب ،‏ يمسح السلالم ويجلس على الأرض‏.‏ طلبت من الإمام أن يدعوه‏ ،‏ وسألته : إيه حكايتك ؟ فقال لي‏,‏ إنه كان في مستشفى في السعودية‏ ،‏ والسفارة هناك أخبرته أنه مجهول الاسم ،‏ وهو لا يتذكر أي شيء عن شخصيته ،‏ وعملوا له وثيقة سفر ورحلوه لمصر‏..‏ هو يحكي وأنا أستعيد كل المشاهد القديمة تفصيليا‏..‏ بكيت وبكيت‏ ، لم أعرف لماذا أبكي ،‏ هل هذا الرجل المنكسر الذي ينظر لي بمحبة وحزن هو أبي الظالم‏ ؟ يمد يده ليأخذ مني بعض النقود‏ ،‏ أتذكره وهو يقذف في وجهي صينية الطعام لأني نسيت شيئا‏ ، يعيدني صوته وهو يدعو لي ‏: ‏ربنا يطعمك ما يحرمك‏.‏ سألته‏ :‏ مش فاكر أنت كنت إيه زمان؟ وأرد في نفسي ‏:‏ كنتَ شريرًا‏ ، قاسيا‏ ، بتضرب بسلك الكهرباء والشلوت ومسمينا الحلاليف‏.‏ نظر إليَّ طويلاً وقال ‏:‏ أنا حاسس إن ربنا بيعاقبني على شيء عملته وغضبان علي‏.‏ لا أعرف من أين أتيت بهذه الدموع‏ ،‏ هل كنت أبكي عليه أم لأنني تذكرته وهو يجر أمي من شعرها وهي تنزف‏..‏ أتذكره وهو يرفض الذهاب إلى المستشفى لدفنها‏.‏ عدت إلي البيت‏ ، دعوت شقيقاتي وحكيت لهن ما حدث‏ ، لم يصدقن ما سمعنه ،‏ فقررنا استدعاء محامينا‏ ،‏ واتفقنا على الذهاب إليه لرؤيته‏..‏ اندفعنا نحوه‏ ، كادت واحدة تناديه : بابا ، منعناها‏..‏ جلسنا معه وبدأ المحامي يحكي لي حكايتنا مع أبينا ـ الذي هو الجالس أمامنا ـ تعمدنا ذكر بعض كلماته مثل الحلاليف حتي نتأكد من ذاكرته‏ ،‏ فوجئنا به يبكي ويقول‏ : ‏كيف لأب يفعل ذلك في بناته‏ ، أنا كان نفسي يكون لي بنات مثلكم‏..‏ قالت له أختي ‏:‏ مش يمكن ولادك لو عرفوا إنك عايش يتبروا منك‏ ، نظر إليها باندهاش قائلا ‏:‏ ليه يا بنتي إنتِ قاسية قوي كده‏.‏ المهم سيدي‏..‏ عدنا إلي البيت أكثر حيرة‏ ،‏ جاء خالي لنا وأخبرناه‏ ،‏ فقال إنه لابد أن يعود إلى بيته‏ ،‏ فهذا حقه‏..‏ وقال المحامي‏ :‏ إنه لو عاد سيستعيد أمواله منكن ، أعمامكم سيرفضون‏ ، وسيقدر عليكن‏ ، ولو عالجناه‏ قد يعود إلى ما كان عليه وينتقم منكن‏.‏ قلنا مرة ثانية : عذاب وذل وبهدلة‏.‏ اتفقنا أن نذهب له كل شهر‏،‏ نمنحه صدقة تكفيه وطعامًا وملابس‏..‏ فكرنا في إدخاله مستشفى والانفاق عليه ، ولكن خشينا أن يشفى ويفهم ما فعلناه به فينتقم منا‏.‏ سيدي‏..‏ عقولنا ترفض عودته‏ ، ولكن ضميري يؤلمني‏ ، صوت في داخلي يقول لي ‏:‏ ارحمي عزيزا ذل‏ ،‏ ارحمي أباك في شيخوخته‏ ، يكفي ما يراه من عذاب‏ ، يغسل سلالم العمارات في عز الشتاء‏ ، ألا يكفي انتقام الله‏.‏ منذ أيام ذهبنا إليه وجدناه مريضًا في حجرة متواضعة بجوار المسجد‏ ،‏ وقال لنا إمام المسجد ‏:‏ إن الطبيب أخبرهم بمرضه بالسكر والضغط وماء على الرئة‏..‏ أهل الخير أحضروا له الدواء‏..‏ وجدت بجواره كيسا فتحته وجدت به خبزا عفنًا‏..‏ أتألم له ومنه‏..‏ أتذكر ذات صباح عندما استيقظ من النوم فلم يجد خبزا طازجا‏ ،‏ ففتح رأس أمي بغطاء ماكينة الخياطة‏..‏ وها هو اليوم يأكل خبزا عفنا‏..‏ إن الله بحق يمهل ولا يهمل‏! سيدي‏..‏ نعيش في أزمة بين ضمائرنا وبين ذكرياتنا المؤلمة‏..‏ نعجز عن الاتفاق على قرار‏..‏ فقررنا الاحتكام إليك ،‏ لعلك تساعدنا على اتخاذ القرار السليم بدون أن تظلمنا‏! ـــــــــــــــــــــــــ ـــــ ـــــ وهذا رد المستشار .. هنا يظهر الفرق بين من ينطلق دائماً من الأصول الشرعية وبين من يبني آرائه على العواطف ومشاعر الآخرين . سيدتي ألتمس الأعذار لمن يرى الظلم ويعاني منه‏ ، وتغيب أو تتأخر عدالة الله سبحانه وتعالى - لحكمة يعرفها - عن أنظار العباد‏..‏ ولكن عندما يأتي عقاب الله وانتقامه من الظالم أمام عيني المظلوم وفي حياته ،‏ أتساءل : كيف لهذا المظلوم أن ينقلب إلى ظالم غافلا عن عدالة الخالق العظيم الذي يمهل ولا يهمل‏.‏ سيدتي‏..‏ من يقرأ الجزء الأكبر من رسالتك‏ ،‏ لابد أن يغضب ويتألم ويطالب بالقصاص من مثل هذا الأب‏ ، ومن يقرأ الجزء الأخير‏ ،‏ لابد أن يتمهل ويعيد النظر إلى الصورة مكتملة قبل أن يصدر حكمه بدون قسوة أو اندفاع عاطفي‏.‏ أعتقد أنكِ لستِ في حاجة الآن للتعبير عن الرفض الكامل لسلوكيات والدك قبل فقدانه لذاكرته‏..‏ فمهما كانت الكلمات فلن تعبر عن الألم والمهانة التي تعرضتم لها جميعا من سلوكيات هذا الأب‏,‏ والذي لولا نهايته‏ ،‏ لكان الكلام فيها لا ينتهي‏ ، فما فعله بعيد عن الإنسانية كل البعد‏ ،‏ وليس فقط بعيدا عن الأبوة‏.‏ ستقولين إنه الماضي الذي يعيش فيكن حتى الآن‏ ،‏ ولكن الآن ليس أمامكِ إلا التعامل مع الحاضر من أجل المستقبل‏ ، ‏فالعيش في الماضي لن يزيدكن إلا ألما‏.‏ فعندما تصلني رسالة غاضبة من ابن لسوء سلوك أو رعاية أحد والديه‏ ، تطل أمام عيني الآية الكريمة ‏:‏ (وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم‏ فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا‏..) ‏ الخالق‏ ،‏ الجبّار‏ ،‏ المنتقم‏ ، عندما يصل الأمر إلى الدعوة للشرك به من أحد الأبوين ،‏ يأمرنا بعدم طاعتهما في هذا فقط‏ ، بينما يطالبنا سبحانه وتعالى بمصاحبتهما في الدنيا معروفا ، هذه المصاحبة والتكريم أمر إلهي يجب الامتثال إليه‏ ،‏ فإذا سلمنا بذلك‏ ،‏ واستندنا إلى أمر الإحسان - المتكرر في القرآن الكريم والأحاديث الشريفة - إلى الوالدين‏ ،‏ وقررنا أن يكون القرار ابتغاء لمرضاة الله‏ ،‏ فإن قراركن سيكون واحدا ومحددا‏. ‏سيدتي‏..‏ إن لذة الانتقام لا تدوم سوى لحظة‏ ، أما الرضا الذي يوفره العفو فيدوم إلى الأبد‏ ، واستمعي إلى قوله سبحانه وتعالي (وليعفوا وليصفحوا‏ ،‏ ألا تحبون أن يغفر الله لكم )‏....‏ ألا تحبون أن يغفر لكم الله‏ ، كم هو مقابل زهيد‏ ،‏ مهما تكن قسوة الأيام‏ ،‏ فالتسامح يا عزيزتي جزء من العدالة‏.‏ لا أريد أن أدخل معكم في فرضيات ،‏ لأنه إذا قلتِ أنكن لو عالجتنه وأحسنتن إليه قد يعود إلى سيرته الأولى‏ ، سأقول لكن : ومن أدراكن أن الله قد يعيد إليه ذاكرته الآن ويزداد انتقامه منكن لأنكن تركتموه‏.‏ إن ما أنتن فيه من وفرة من حقه‏ ،‏ إنه ماله حتى ولو كان ظالما .. لكن‏ عودته وهو فاقد الذاكرة ـ على قدر ما أعرفه ـ لا يعطيه الحق القانوني في التصرف فيما يملك لأنه ليس أهلا لذلك‏ ، ولكن نصيحتي لك ولشقيقاتك أن يكون قراركن خالصاً لوجه الله سبحانه وتعالى‏ ،‏ وأن تذهبن إليه فورا وتعيدونه إلى بيته ، وتحرصن على علاجه‏ ، وثقي بأن الهناء والاستقرار والسعادة لن يعرفوا طريقهم إليكن إذا ظل أبوكن ملقى في الطريق‏.‏ إن المنتقم يرتكب نفس الخطيئة التي ينتقم لأجلها‏ ، فلا تواصلن حياتكن وأنتن ترتكبن نفس الخطيئة‏ ، والأولى أن يبكي الابن من أن يبكي الأب ، كما قالوا قديماً، ولا تنسي قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الوالد أوسط أبواب الجنة، فأضع ذلك الباب أو أحفظه). بل وأكثر من ذلك تغليظه صلى الله عليه وسلم بحق الوالد فقال: (ما بر أباه من شد إليه الطرف - يعني نظر إليه بحدة). وعندما جاء شاب إلى النبي صلى الله عليه وسلم ومعه أبوه ليقاضيه بدين عليه (يعني الوالد مقترض من الولد) فماذا قال النبي للشاب: قال: (أنت ومالك لأبيك)..‏ وخذي وعد الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم‏: (‏عفا الله عما سلف‏ ،‏ ومن عاد فينتقم الله منه‏ ، والله عزيز ذو انتقام‏) ..‏

  3. #123
    مشرفة عامة
    أديبة

    تاريخ التسجيل : Aug 2012
    المشاركات : 21,113
    المواضيع : 317
    الردود : 21113
    المعدل اليومي : 4.95

    افتراضي

    سبحان الله .. سبحان من خضعت لكبريائه الجبابرة، سبحان من دانت لعزته الرقاب
    وسجدت لذاته الجباه، وحارت في عجائب قدرته العقول والألباب.
    قصة قوية جدا ومؤثرة وغريبة
    ربما لا يستطيع الإنسان تخيل أن هناك قلب جبل على القسوة بهذا الشكل المرعب
    ولكن الله كان له بالمرصاد ، وهو يمهل ولا يهمل ـ فكان عقاب الله وانتقامه
    من الظالم أمام عيني المظلوم ـ إنها عدالة الخالق العظيم.
    أما رد المستشار فكان رائعا وقويا وسديدا.
    شكرا على هذه القصة المؤثرة
    بوركت ـ ولك تحياتي وكل تقديري.
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  4. #124
    قلم فعال
    تاريخ التسجيل : Jul 2004
    الدولة : غزة فلسطين
    العمر : 72
    المشاركات : 2,005
    المواضيع : 323
    الردود : 2005
    المعدل اليومي : 0.28

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ناديه محمد الجابي مشاهدة المشاركة
    سبحان الله .. سبحان من خضعت لكبريائه الجبابرة، سبحان من دانت لعزته الرقاب
    وسجدت لذاته الجباه، وحارت في عجائب قدرته العقول والألباب.
    قصة قوية جدا ومؤثرة وغريبة
    ربما لا يستطيع الإنسان تخيل أن هناك قلب جبل على القسوة بهذا الشكل المرعب
    ولكن الله كان له بالمرصاد ، وهو يمهل ولا يهمل ـ فكان عقاب الله وانتقامه
    من الظالم أمام عيني المظلوم ـ إنها عدالة الخالق العظيم.
    أما رد المستشار فكان رائعا وقويا وسديدا.
    شكرا على هذه القصة المؤثرة
    بوركت ـ ولك تحياتي وكل تقديري.
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    يا ليتنا نتعلم أن نرد بإيجابية ولا نرد بما يشي بحقدنا على الآخرين
    بارك الله فيكِ أختي الكريمة
    ودمتِ بألف خير

صفحة 13 من 13 الأولىالأولى ... 345678910111213

المواضيع المتشابهه

  1. يا مَنْ تمَكَّنَ مِنْ فُؤادِي حُبُّها
    بواسطة أحمد موسي في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 58
    آخر مشاركة: 31-05-2010, 02:51 PM
  2. "مَن كذَبَ عليَّ مُتعمِّداً، فليَتَبوّأْ مقعدَهُ منَ النّـار "
    بواسطة أسماء حرمة الله في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 25-03-2008, 01:17 AM
  3. مَن قتل مَن ؟
    بواسطة سعيد أبو نعسة في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
    مشاركات: 19
    آخر مشاركة: 01-12-2006, 09:20 PM
  4. اقتراح بوضع ركن ثابت بعنوان ( قصص من الحياة )
    بواسطة عطية العمري في المنتدى النَادِى التَّرْبَوِي الاجْتِمَاعِي
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 01-12-2005, 08:23 AM