أحدث المشاركات
صفحة 3 من 13 الأولىالأولى 123456789101112 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 21 إلى 30 من 124

الموضوع: قصص من الحياة

  1. #21
    قلم فعال
    تاريخ التسجيل : Jul 2004
    الدولة : غزة فلسطين
    العمر : 72
    المشاركات : 2,005
    المواضيع : 323
    الردود : 2005
    المعدل اليومي : 0.28

    افتراضي

    قصص من الحياة (4)
    قصة واقعية لفتاة في قاعة الامتحان( مؤثرة )
    حدثت لإحدى الفتيات في احد المدارس وهي بقاعة الاختبار ولقد نقلت وقائع هذه القصة المؤثرة
    إحدى المعلمات التي كانت حاضرة لتلك القصة
    والقصة تقول : ـ
    إن فتاة في قاعة الامتحان دخلت وهي في حالة إعياء وإجهاد واضح على محياها ولقد جلست في مكانها المخصص في القاعة وتسلمت أوراق الامتحان وأثناء انقضاء دقائق الوقت لاحظت المعلمة تلك الفتاة أنها لم تكتب أي حرف على ورقة إجابتها حتى بعد أن مضى نصف زمن الامتحان
    فأثار ذلك انتباه تلك المعلمة فركزت اهتمامها ونظراتها على تلك الفتاة

    وفجأة !!!!!!!!!!!!!!

    أخذت تلك الفتاة في الكتابة على ورقة الإجابة وبدأت في حل أسئلة الاختبار بسرعة أثارت استغراب
    ودهشة تلك المعلمة التي كانت تراقبها وفي لحظات انتهت تلك الفتاة من حل جميع أسئلة الامتحان

    وهذا ما زاد دهشة تلك المعلمة التي أخذت تزيد من مراقبتها لتلك الفتاه لعلها تستخدم أسلوبًا جديدًا

    في الغش ولكن لم تلاحظ أي شيء يساعدها على الإجابة !!!!!!!!!!

    وبعد أن سلمت الفتاة أوراق الإجابة سألتها المعلمة ما الذي حدث معها ؟؟؟؟

    فكانت الإجابة المذهلة المؤثرة المبكية !!!!!!!!!!!!
    أتدرون ماذا قالت ؟؟؟؟!!!!!!!!

    إليكم ما قالته تلك الفتاه :

    لقد قالت تلك الفتاه إنها قضت ليلة هذا الاختبار سهرانة إلى الصباح !!!!!
    ما ذا تتوقعون أن تكون سهرة هذه الفتاة ؟؟؟!!!!!!

    تقول : قضيت تلك الليلة وأنا أُمرِّضُ وأعتني بوالدتي المريضة دون أن أذاكر أو أراجع درس الغد

    فقضيت ليلي كله أعتني بأمي المريضة

    ومع هذا أتيت إلى الاختبار ولعلي أستطيع أن افعل شيئاً في الامتحان

    ثم رأيت ورقة الامتحان وفي بداية الأمر لم أستطع أن أجيب عن الأسئلة

    فما كان مني إلا أن سالت الله عز وجل بأحب الأعمال إليه وما قمت به من اعتناء بأمي المريضة

    إلا لوجه الله وبرًا بها ..
    وفي لحظات _ والحديث للفتاة _ استجاب الله لدعائي وكأني أرى الكتاب يتجلى أمامي وأخذت بالكتابة
    بالسرعة التي ترينها وهذا ما حصل لي بالضبط وأشكر الله على استجابته لدعائي

    فعلاً هي قصة مؤثرة توضح عظيم بر الوالدين وأنه من أحب الأعمال إلى الله عز وجل
    فجزى الله تلك الفتاة خيرًا وحفظها لأمها

    أدعو من كان له أب وأم أن يستغلهم في مرضاة الله وأن يبر هما قبل وبعد موتهما
    وأرجو أن تكون هذه رسالة واضحة لمن هو مقصر في حق والديه وفي برهما
    ( القصة منقولة عن المعلمة سناء فروانة مع دعائنا لها بالتوفيق )

  2. #22
    قلم فعال
    تاريخ التسجيل : Jul 2004
    الدولة : غزة فلسطين
    العمر : 72
    المشاركات : 2,005
    المواضيع : 323
    الردود : 2005
    المعدل اليومي : 0.28

    افتراضي

    قصص من الحياة ( 5 )
    أبٌ فاضل ، أعطاه الله مالاً وفيراً ، وتقوى وصلاح ، ولكن لم يعطه من الأبناء سوى ولد واحد ؛ مما جعله يسعى لتوفير كل مستلزمات الراحة والترفيه والعيشة الرغيدة لهذا الولد الوحيد ، ومع ذلك لم ينسَ أن يربيه تربية إسلامية ، فعلمه الصلاة لسبع سنين ، وعوده على مراقبة الله في السر والعلن ، وهذبه بمكارم الأخلاق وفضائل الأعمال ، فكان نموذجاً يحتذى في الدين والعلم والأخلاق .
    وكان من عادة الأب أن يأخذ ابنه كل صباح بسيارته إلى المدرسة ، ويعود به إلى البيت ظهراً ، وكان في طريق الذهاب والإياب يفتح مسجل السيارة على القرآن الكريم ، يستمع إلى آيات الذكر الحكيم ، ولكنه لاحظ تشاغُل ولده عن الاستماع لصوت القارئ بالتطلع من نافذة السيارة إلى الشارع أو عمل أي شيء . نصح الوالد ابنه بالاستماع إلى القرآن الكريم ، وبيَّن له فضل سماع القرآن الكريم ، وحذره من غضب الله على من يهجر كتاب الله الكريم، وجاء بالآيات القرآنية الكريمة والأحاديث النبوية الشريفة ، ولكن دون جدوى . أغراه بالهدايا والمكافآت ، ولكن لا حياة لمن تنادي . هدده بقطع المصروف عنه ، ولكن زاده كل ذلك إصراراً ، وبدأ يفلسف الخطأ لأبيه ، وراح يختلق الأعذار والمبررات . وأخيراً وجد الابن حيلة لعلها تنفعه : أبدى موافقته على طلب أبيه ، وفي نيته أن يتظاهر بسماع صوت القارئ دون الاهتمام بما يقول القارئ . ولكن الأب بفطنته اكتشف أن ابنه لا يدري مما يُتلى شيئاً ، فحزن وتضايق وبدأ يشك في نفسه وفي تربيته لابنه .
    ماذا يفعل هذا الأب المسكين أمام هذا الموقف الذي لم يكن يتوقعه من ولده ؟ توضأ وصلى ركعتين لله تعالى ، ودعا الله أن يلهمه الصواب ، وأن يساعده في محنته . وما إن أتم صلاته حتى خطر له في نفسه أن يستشير صديقاً قديماً له ، عُرف بورعه وحكمته ، فذهب إليه وحكى له الحكاية من طقطق إلى سلام عليكم ـ كما يقولون ـ فأشار عليه الصديق بفكرة نفذها في الحال .
    في اليوم التالي ، ما إن ركب الابن السيارة حتى سمع من مسجل السيارة صوت طفل صغير يتلو آيات من القرآن الكريم بصوت عذب جميل ، ولم يكمل الطفل تلاوة آية أو آيتين حتى أقفل الوالد الشريط وفتح المذياع على محطة فيها أخبار ، وهنا قال الابن لأبيه : انتظر يا أبي قليلاً حتى نستمع إلى صوت هذا الطفل . قال الأب : بعد أن نستمع إلى نشرة الأخبار إن شاء الله . وبعد الانتهاء من نشرة الأخبار أدار الأب مفتاح المذياع على أحد البرامج ، فرجاه الابن أن يفتح المسجل على تلاوة الطفل للقرآن الكريم ، فقال الأب : انتظر حتى ينتهي هذا البرنامج . وظل الأب ينتقل من برنامج إلى آخر حتى وصلا إلى المدرسة دون أن يحقق الابن رغبته . وفي طريق العودة تكررت الحكاية .
    ماذا تتوقعون أن يكون قد حدث بعد ذلك ؟ في اليوم التالي ، عندما ركب الأب وابنه السيارة فوجئ الأب بعدم وجود الشريط في المسجل . لقد أخذه الابن مساء أمس وجلس طول الوقت يستمع إليه من المسجل الموجود في البيت ، ومن يومها أصبح هذا الابن من المداومين على تلاوة القرآن الكريم وسماعه وتدبره .
    إلى هنا أترككم جميعاً إلى استنتاج العبر المستفادة من هذه القصة ـ وهي كثيرة ـ فاستنتاج العبرة من القصة أفضل ألف مرة من أن تلقيها على الآخرين إلقاءً . والله أعلم .

  3. #23
    الصورة الرمزية خليل حلاوجي مفكر أديب
    تاريخ التسجيل : Jul 2005
    الدولة : نبض الكون
    العمر : 57
    المشاركات : 12,545
    المواضيع : 378
    الردود : 12545
    المعدل اليومي : 1.83

    افتراضي

    في قصة الصبي الذي لم تشغله ايات القران الا بعدأن انفعل بها من خلال من ماثله
    عبرة تفوق في واقعيتها الكثير من العبر....
    لدينا أيها الحبيب كم مذهل من التخم الوعضية التي للاسف ماعادت تجدي
    ولو ان دعاتنا تنبهوا لتلك المفارقة التي فعلها والد الصبي
    لكان خيرا" لهم ولنا
    \
    \
    ممتن لحضورك الفاعل ياشقيقي في الوجع
    الإنسان : موقف

  4. #24
    قلم فعال
    تاريخ التسجيل : Jul 2004
    الدولة : غزة فلسطين
    العمر : 72
    المشاركات : 2,005
    المواضيع : 323
    الردود : 2005
    المعدل اليومي : 0.28

    افتراضي

    أخي الحبيب خليل حلاوجي حفظه الله ورعاه
    أشكر لك سريع مرورك وتعقيبك
    والحقيقة هذه القصة فيها عبرة كبيرة للدعاة والمصلحين
    فقد مللنا الخطب الوعظية التي ينتهي أثرها بانتهاء سماعها
    دمت بألف خير
    ونلتقي على طاعة الله إن شاء الله

  5. #25
    قلم فعال
    تاريخ التسجيل : Jul 2004
    الدولة : غزة فلسطين
    العمر : 72
    المشاركات : 2,005
    المواضيع : 323
    الردود : 2005
    المعدل اليومي : 0.28

    افتراضي

    قصص من الحياة (6)
    إعداد : صباح الضامن

    فتاة في السابعة عشرمن عمرها كوردة ابتدأت حياتها
    من عائلة ملتزمة وأسرة متوسطة الحال
    تصلي وتصوم وتؤدي فرائضها التي أمر الله
    تلبس فتاتنا الغالية الحجاب الكامل بحمد الله
    وأتتني فجأة عالمي تطلب مني المعونة
    قالت لي
    دعيني اناديك امي
    اريد منك أن تعيني فتاة طرقت بابك لاتعرفينها ولا تعرفي اسمها من بلد آخر فقط اسمعيني وانصحيني
    وسمعتها
    فقالت
    تعرفت عليه من خلال زيارات لعائلته وأخواته
    رآني ورأيته فرمى لي بإيميله وتلفونه وطلب مني أن ألقاه على المسنجر
    في البداية ترددت ولكن لأني أعرف عائلته وأخواته تجرأت وصرت أحادثه
    قال لي انه يحبني .. وقال لي أنه لا يصلي ويريد أن يكون أفضل
    أسرني حنانه وكلامه اللطيف
    لم تتعد خلواتنا إلا تجاذب اطراف الحديث وبعض عبارات الحب البرئية
    أمي أنا خائفة أن تزيد هذه الأمور فأنا أتعلق به كل يوم
    وبالأمس قال لي إنه سيحاول اخذ تلفون أخوتي بالطبع لم يفكر بأمر طرح الزواج فهو من سني ولا زال نلميذا
    فلم يريد أن يفعل ذلك ؟؟؟؟؟
    أمي أنا خائفة فماذا أفعل
    انصحيني وسأمتثل لما تقولين

    أتعلمون
    عجبت في البداية كيف تكون الفتاة بهذا الالتزام وتقع في شرك محادثة غير ذي محرم
    وعجبت من غياب الرقابة الفعالة الايجابية من الأهل
    و لكني لم أعجب أنها حزينة وتريد النصح
    وقلت لها
    يا أمي ليس هناك أي حل لمشكلتك إلا أن تقطعي علاقتك به فورا
    واتجهي إلى دروسك ودينك
    فسمعتك الآن في الميزان
    اترين أنك خفت لمجرد أنه قال لك سأخذ تلفون أخوتك
    خفت من أخوتك ولم تخافي من الله
    اقطعي كل صلة به وقولي له ذلك
    قالت لي أليس ذلك صعبا
    قلت لها ليس صعبا يا أمي ليس صعبا وكيف فتحت المسنجر بسهولة وحدثته بسهولة
    وتبسطت معه بحديث الحب بسهولة
    وذاك من عمل الشيطان
    فأقفلي المسنجر بسهولة وقاطعيه بسهولة وحادثي الله والجأي إليه بسهولة
    فذاك لرضى الرحمن
    أطرقت قائلة سأفعل وسأخبرك بالنتائج
    كم تمنيت أن تكوني معي قبل أن أفتح المسنجر وأحادثه

    _______
    تركت الشابة ما احبت ومن أحبت
    تركت هوى النفس بشجاعة وأصرت لأنها طاهرة عفيفة
    فصارحتني فتغلبت على الحب بحب أقوى وأدوم
    حب الله
    وحب الطهر والنقاء

    عندما تغيب شمس الرقابة
    ويعشش الشيطان في النفوس
    عندما نستعذب الكلمة اللطيفة المرسلة كي تشبع فراغنا العاطفي دون حسيب ولا رقيب
    عندها تساقط أوراق النفس الساكنة من أغصانها لتغادر فتترك أرواحنا عارية من خيرها الدفيء
    تضيع النفس وتوأد الفرحة
    إلى من ظن أو ظنت أن حديث الحب والهوى المحرم يشبعان عاطفة فلتعلم أو يعلم , أن ما يكون لدنيا يعفن ويفسد وما يكون لآخرة يرقى ويدوم.
    كلما تصادقت الكلمة الطيبة مع الكلمة وارتفعت عن تفاهة وإثم كلما أنتجت نورا يسري على الأرض ويعانق فضاءات وفضاءات .
    فمن يخلد ياترى أتلك النفس الحيرى المتخبطة أم ذاك الألق الوضاح كصبح ابتدأ من نقاء واتبع حلالا .

    إضاءة
    قال أبوبكر الوراق
    إذا غلب الهوى أظلم القلب وإذا أظلم ضاق الصدر وإذا ضاق الصدر ساء الخلق وإذا ساء الخلق أبغضه الخلق وأبغضهم ........

  6. #26
    الصورة الرمزية سحر الليالي أديبة
    تاريخ التسجيل : Sep 2005
    الدولة : الحبيبة كــويت
    العمر : 38
    المشاركات : 10,147
    المواضيع : 309
    الردود : 10147
    المعدل اليومي : 1.50

    افتراضي

    بارك الله فيك أخي عطيه العمري على هذه القصص

    جزاك الله خير الجزاء

    وثقل بها ميزان حسناتك

    بارك الله فيك

    وبإنتظار المزيد

    لك خالص الاحترامي والتقدير

  7. #27
    في ذمة الله
    تاريخ التسجيل : Sep 2005
    المشاركات : 3,415
    المواضيع : 107
    الردود : 3415
    المعدل اليومي : 0.50

    افتراضي

    إضاءة
    قال أبوبكر الوراق
    إذا غلب الهوى أظلم القلب وإذا أظلم ضاق الصدر وإذا ضاق الصدر ساء الخلق وإذا ساء الخلق أبغضه الخلق وأبغضهم ........
    أ / عطية العمري

    ما أعظم تلك الكلمات ، لو تفتحت لها القلوب ، ووعتها العقول .
    فوالله صدقت ...

    شكرا حد القلب أستاذي لكل ما حدثت .

  8. #28
    قلم فعال
    تاريخ التسجيل : Jul 2004
    الدولة : غزة فلسطين
    العمر : 72
    المشاركات : 2,005
    المواضيع : 323
    الردود : 2005
    المعدل اليومي : 0.28

    افتراضي

    شكراً لكِ أخت سحر
    شكراً لكِ أخت عبلة

    والشكر الجزيل لصاحبة القصة الأخت صباح الضامن

    بارك الله فيكم جميعاً
    ونلتقي على طاعة اللـه إن شاء اللـه

  9. #29
    قلم فعال
    تاريخ التسجيل : Jul 2004
    الدولة : غزة فلسطين
    العمر : 72
    المشاركات : 2,005
    المواضيع : 323
    الردود : 2005
    المعدل اليومي : 0.28

    افتراضي

    قصص من الحياة ( 7 )
    كتبها العزيز : مروان المزيني
    دخل إلى الفصل ليلتقي بزملائه السابقين. كان المكان يعبق بفرحة اللقيا ورؤية الأصدقاء بعد عطلة ليست بالقصيرة أبعدت شمل التماسك الذي يربط الطلبة بعضهم ببعض. رأى تلميذا يجلس منفردا وحيدا ، لا ينظر إلى أحد ولا يكلم أحدا. ويمر الوقت وهو لا يزال مستمرا في إرسال النظرات الحائرة التي تحاول اكتشاف ما يدور في خلد ذلك الشاب بينما كان الشاب يعيش في جو يختلف عن جو بداية العام الدراسي الجديد. ولكن تقف نظراته عاجزة عن اقتحام أسوار متينة عالية يسودها الصمت والهدوء. كان يعتقد بأن هذا الهدوء ما هو إلا الهدوء الذي يسبق العاصفة. وفجأة تلتقي الأعين ويشع بريقها وتتساقط النظرات ثكلى عندما تغير ذلك الاعتقاد وتدهور إلى أسفل جبل يعلوه الثلج ويطغى عليه البياض. فعرف بأن هذا الهدوء هو .. الهدوء الأبدي.

    وتمضي الأيام والشاب الجديد على حاله رغم علاقاته الضئيلة مع تلاميذ الفصل. تعرف عليه وظلت علاقتهما ودية ذات حساسية نوعا ما. وبمرور الوقت تتطور هذه العلاقة وتصبح أعمق من قبل. واكتشف بأن صديقه الجديد فقد والده وهو طفل رضيع ، وكانت ظروفه المادية من الظروف التي يتمناها أي طفل ، بل أي إنسان على الإطلاق. وبسؤال عفوي طرحه عليه لم يقصد من ورائه شيئا سوى الاستفسار عن إحساس اليتيم ، أجابه الشاب بعد تـنهيدة عميقة ..
    : أنا فقدت أبي منذ طفولتي ، وحرمت من الأب الذي يمثل للابن كل شيء. فأنا أريد أبا يشعر بما في داخلي ويعرف متى أكون متضايقا. يواسيني ويحمل عني متاعبي وينفس عني ما بي من هم. يشاركني أفكاري ويعطيني من تجاربه في الحياة. يشاركني حين أكون مسرورا فيزداد سروري ، يشاركني حين أكون محزونا فيخفف عني. أريد أبا يعرف بم أفكر قبل أن أتكلم. يفهمني قبل أن أتفوه بكلمة أو ببنت شفة. أريد أبا يضعني مكان قلبه ويشغر بي كما يشعر بنبضاته. أريد أبا .. أبا.. هل تعرف ماذا تعني هذه الكلمة ؟!
    فأصابه الذهول مما سمع وأخذ منه الذهول مأخذا عميقا وقال..
    : إن والدي يعيش معي وأراه كل يوم ، ومع ذلك أشعر بما تشعر به ، وأريد ما تريده.. فما يعني ذلك ؟!
    فرد الشاب اليتيم : لست أنا من يجيبك .
    فقال : إذن من يجيب ؟!
    قال اليتيم : أبوك.

    وتبقى هذه المحادثة تلاحقه دون أن تدع لـه مجالاً لإدراك ما يدور من حوله. فقد حركت داخله مشاعر الحرمان التي ألهبت صدره. وبدأ شريط حياته يعرض ذكريات قديمة طواها الزمن وسجنت بين قضبان الطفولة. أخذ ينبش عنها حتى وجدها فنفض عنها غبار السنين لينكأ جراحاً أليمة. ذكرى النجاح ، أول هدية وعده بها والده في حياته. تذكر أول ثمرة قطفها عندما حمل شهادته وركض نحو أبيه لتكمل فرحته بالهدية. كان يتعثر فينهض ويتبع طيف واله الذي يحمل الهدية ويسرع نحو البيت. كان يلهث من شدة الجري. رأى منزلهم من بعيد. زادت خفقات قلبه ، فأسرع أكثر وأكثر حتى وصل إلى الباب فوجده مفتوحا على غير العادة. لم يكترث وحاول الدخول إلا أن صوت شجار والديه صوب سهماً قاتلاً نحو صدره. فتطايرت الفرحة من قلبه وسقطت الثمرة التي جناها من يده ، وتحولت دموع الفرح إلى نزيف ألم. سمع كلمات لم يفهم معناها لكنها حفرت في قلبه.. ( .. الصبر .. العشرة .. الزوجة الثانية .. الطلاق .. ) تذكر كيف تلقفته والدته في أحضانها وهو يبكي من قسوة والده التي مزقت قلبه إلى أشلاء كثيرة ورمت بها في واد سحيق. كاد صدره يختنق من غبار الذكريات ، فغيمت سحب من الدمع الذي أخمد شيئاً من نيران قلبه المشتعلة. كان يحاول ألا تسمعه والدته المريضة.. تلك التي ضحت من أجله بكل شيء. كان أمله أن يرفع عنها ثوب المرض الذي تربع على صدرها بعد أن وهبته شبابها وأغدقت عليه من حنانها ورعايتها. كان ذلك يدفعه لأن يكون طبيباً ليقف في وجه ذلك المرض وينتصر عليه وينقذ والته من بين براثنه. وبدأ يسطر لنفسه الطريق وأخذ يخطو فيه أولى الخطوات.

    تمر سنوات طوال لم يعرف فيها لأبيه صوتاً ولا نظرة. كان يثب على الأيام وثوباً في سباق مع الزمن. صوت أمه .. نظراتها .. آلامها .. كل ذلك يدفعه دفعاً نحو الأمل. كان يمر على الذكريات ناسياً أو متناسياً. يحبس الآهات في صدره مخافة أن يتعثر بها. تسلق جبلاً وعراً بغية الوصول إلى القمة. فإما أن يصل ويجني النجاح ، وإما أن يسقط ويسقط معه الأمل. كان الدَّين الذي ربطه في عنقه لوالدته يجعله يحطم الصخر من طريقه. واقترب الفجر الذي طال انتظاره ، وبدت شمس النجاح على الأفق ، وأصبح حلم الأمس حقيقة اليوم. كان النجاح جبيرة القلب الكسير. حمل ذلك النجاح لوالدته التي بكت كثيراً فرحة بزرعها الذي أينع فطرح ثمراً نافعاً. انحنى على رأسها يقبله ويقلدها وسام النجاح الذي ناله بفضل الله ثم بفضل دعائها. قبّل يديها قبل أن يهمس قائلاً :آن لك الآن أن ترتاحي وتقلديني كل عبء حملته من أجلي ، ولسوف أبذل جهدي لإسعادك ما استطعت. فمسحت بيدها الحانية على خده وقالت : إن وجهك اليوم أنساني كل حزن وتعب. إن الابتسامة التي أراها على محياك هي الدواء الذي طال انتظاري له. وأخذت دموع الفرح تغسل دهراً مضى .. تزيل آلامه وأحزانه. وانسابت الأفراح تترى. شفيت والدته ، ومضى هو يكمل مشوار النجاح.

    أصبح طبيباً مشهوراً. تفوق في تخصصه حتى ذاع صيته بين الأطباء. حياته مع والدته علمته قتل اليأس بالأمل ، والخوف بالإقدام. كانت ابتسامات المرضى أوسمة يراها كل حين. كان يفكر فيهم حتى في يوم زفافه. وما كاد ينتهي شهر العسل حتى عاد إلى أحضان المستشفى يجوب طرقاتها ويعود مرضاها. وفي زاوية من المستشفى رأى شيخاً كبيراً يجلس على كرسي متحرك بينما يقوده شاب يبدو عليه ملامح الوقار. كان خارجاً من عند أحد الأطباء. رأى على وجهه مسرحاً لعبت فيه السنين أدواراً حزينة. وستار الشيب يكاد ينسدل على آخر فصل فيها. هاله ما رأى من حال ذلك الشيخ ، فتوجه مسرعاً نحو الطبيب الذي كان عنده ليسأل عنه. علم بأن ذلك الشيخ فقد النطق وأصيب بشلل بعد صدمة عصبية. وليس له من يعوله.
    ذرفت عيناه مما سمع ، وطلب من الطبيب أن يسمح له بعلاجه ، فأخبره الطبيب بأن الشيخ يحتاج إلى مستشفى متخصص في الأمراض النفسية والعصبية. وقد أوصى بذلك في ملف المريض إلى مدير المستشفى. خيم الحزن عليه لما سمع وأسقط الألم عليه شباكاً ثقيلة. كيف يقف عاجزاً عن انتشال مريض من بين براثن الألم ! . تذكر والدته وحياته السابقة كلها. هاجمته الذكريات المريرة. أحس بدوار في رأسه ، وأخذ يمشي نحو غرفته. وفي إحدى الممرات اصطدم كتفه بكتف أحد العاملين بالمستشفى ، وكان ذلك العامل يحمل أوراقاً سقطت منه على الأرض. شعر بالإحراج واعتذر للعامل وحاول مساعدته في تجميع الأوراق المتناثرة. وبينما هو يجمع بعض الأوراق ، جذبت انتباهه ورقة من بين الأوراق وشدته من أعماقه. توقفت أنفاسه ، وارتعشت يداه ، وأمسك بالعامل بشدة وصرخ به : أين صاحب هذه الورقة ؟ فأجابه العامل وهو مستغرب لذلك الانفعال المفاجئ : إنه هناك .. وأشار إلى ذلك الشيخ الكبير. فتوجه نحوه مسرعاً ، لكنه وقف على بعد خطوات منه.. أخذ يتفحصه بعينين دامعتين. رأى والده وقد تسطرت على وجهه صفحات من التاريخ لا تنمحي. ومرت حياته أمام عينيه صوراً متقطعة رأى في آخرها صورة والدته وهي توصيه بأبيه خيراً حتى فارقت الحياة. أمسك بالشاب الذي يرافق واله وسأله : إلى أين تأخذ هذا الشيخ ؟ فقال الشاب : لقد تم تحويله إلى مستشفى آخر. فتوجه مسرعاً إلى مدير المستشفى بعد أن طلب من ذلك الشاب الانتظار. واستطاع أن يقنع المدير بتأجيل ذلك التحويل بعد أن قص له حكاية ذلك الشيخ. وباشر في علاج والده دون أن يخبره بحقيقة نفسه. أخذ يزرع الأمل في روحه من جديد. وبدأت حالة والده في تحسن مستمر. وأثبت أنه بالأمل تأتي المعجزات. وشفي والده بعد رحلة طويلة ولد فيها حفيده وترعرع في انتظار خروجه من المستشفى ليكون أجمل مفاجأة يراها في حياته.
    انتهت فترة العلاج وحان وقت مغادرة المستشفى. ومضى خارجاً مع طبيبه الذي لا يعرف حقيقته. وعند باب المستشفى رأى طفلاً جميلاً يجري نحو الطبيب الذي أخذ الطفل في أحضانه. سأله الشيخ : هل هذا ولدك ؟ . أجابه ابنه الطبيب : نعم. فتوجه الشيخ إلى الطفل وسأله عن اسمه ، فرد الطفل رداً سريعاً تلقاه الشيخ كرصاص يخرق صدره المتهالك.. فانتصبت عيناه في نظرات دهشة وحزن نحو ذلك الطبيب.. ولده الذي قضى معه فترة العلاج الطويلة وهو لا يعرفه. وانهال الدمع من مفاجأة لم يكن يتوقعها.. فسأل ولده بصوت حزين: أنت ؟! أنت ولدي ؟! فأجابه ولده الطبيب والابتسامة ترتسم على شفتيه : أجل.. وهذا ابني.. حفيدك. وتمر أحداث الزمن أمام عيني ذلك الوالد شريطاً ملتهباً.. تذكر ولده الذي حرمه حنانه.. تذكر زوجته التي هجرها.. تذكر زوجته الثانية وما لقيه من عذاب.. تذكر الطبيب الذي ثابر على شفائه وإبعاده عن سرير المرض والضعف.. تذكر الأمل الذي زرعه في نفسه .. و دموعه تنساب كأنها المطر الغزير.. رأى الماضي كله في لحظة.. وما لبث أن سقط على الأرض ليختم أحداثاً أليمة قضاها ولده.. ( يتيماً..والأب عايش).

    مع الشكر الجزيل للأخ مروان المزيني

  10. #30

صفحة 3 من 13 الأولىالأولى 123456789101112 ... الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. يا مَنْ تمَكَّنَ مِنْ فُؤادِي حُبُّها
    بواسطة أحمد موسي في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 58
    آخر مشاركة: 31-05-2010, 02:51 PM
  2. "مَن كذَبَ عليَّ مُتعمِّداً، فليَتَبوّأْ مقعدَهُ منَ النّـار "
    بواسطة أسماء حرمة الله في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 25-03-2008, 01:17 AM
  3. مَن قتل مَن ؟
    بواسطة سعيد أبو نعسة في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
    مشاركات: 19
    آخر مشاركة: 01-12-2006, 09:20 PM
  4. اقتراح بوضع ركن ثابت بعنوان ( قصص من الحياة )
    بواسطة عطية العمري في المنتدى النَادِى التَّرْبَوِي الاجْتِمَاعِي
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 01-12-2005, 08:23 AM