أحدث المشاركات
صفحة 6 من 13 الأولىالأولى 12345678910111213 الأخيرةالأخيرة
النتائج 51 إلى 60 من 124

الموضوع: قصص من الحياة

  1. #51

  2. #52
    قلم فعال
    تاريخ التسجيل : Jul 2004
    الدولة : غزة فلسطين
    العمر : 72
    المشاركات : 2,005
    المواضيع : 323
    الردود : 2005
    المعدل اليومي : 0.28

    افتراضي

    قصص من الحياة ( 17 )
    صرخة فتاة من ضحايا ( الشات )....موضوع مقتبس

    هذه قصة حقيقية .. ورسالة تقطر أسىً ..
    فتاة تبلغ من العمر 17 عاماً . لازالت في الدراسة الثانوية .. للأسف تعلمت استخدام الإنترنت لكنها أساءت استخدامه ، وقضت أيامها في محادثة الشباب ، وذلك من خلال الكتابة فقط ، ومشاهدة المواقع الإباحية ، رغم أنها كانت من قبل ذلك متديّنة ، وتكره الفتيات اللواتي يحادثن الشباب .
    وللأسف فإنها تفعل هذا بعيداً عن عين أهلها ، ولا أحد يدري .
    ولقد تعرفت على شاب عمره 21 عاما . من جنسية مختلفة عنها ... لكنه مقيم في نفس البلد
    تعرّفت عليه من خلال ( الشات ) . أحبته وأحبها حب صادق ( ولوجه الله ) لا تشوبه
    شائبة . ( كما تقول ) ..
    كان يعلمها تعاليم الدين ، ويُرشدها إلى الصلاح والهدى ، وكانا يصليان مع بعض في
    أحيان أخرى ، وهذا طبعا يحصل من خلال الإنترنت فقط ؛ لأنه يدعها تراه من خلال
    الكاميرا كما أنه أصبح يريها جسده ... فأدمنت ممارسة العادة السرية!! .
    بقيا على هذا الحال مدة شهر ، ولقد تعلمت الكثير منه وهو كذلك ، وعندما وثقت فيه جعلته
    يراها من خلال ( الكاميرا ) في الكمبيوتر ، وأرته معظم جسدها ، وأرته شعرها
    واستمرت تحادثه بالصوت ، وزاد حُـبها له ، وأصبح يأخذ كل تفكيرها حتى أن
    مستواها الدراسي انخفض بشكل كبير جداً . أصبحت تهمل الدراسة ، وتفكر فيه ؛ لأنها كما
    تقول كلما تحاول أن تدرس لا تستطيع التركيز أبداً ، وبعد فترة كلمته على ( الموبايل )
    ومن هاتف المنزل أخبرته عن مكان إقامتها كما هو فعل ذلك مسبقا ، ولقد تأكدت من صحة
    المعلومات التي أعطاها إياها.. طلب منها الموافقة على الزواج منه فوافقت طبعا لحبها
    الكبير له رغم أنها محجوزة لابن خالها لكنها تخشى كثيراً من معارضه أهلها ،
    وخصوصا أنه قبل فترة قصيرة هددها بقوله : إن تركتني فسوف أفضحك ! وأنشر صورك
    ! وقال : سوف أقوم بالاتصال على الهواتف التي قمت بالاتصال منها لأفضح أمرك لأهلك .
    وعندما ناقشت معه الأمر قاله : إنه ( يمزح ) لكنها أحست وقتها بأنه فعلاً سيفعل ذلك ، وهي تفكر.
    جديا بتركه . والعودة إلى الله ..
    وكم تخشى من أهلها فهي تتوقع منهم أن يقتلونها خشية الفضيحة والسمعة ؛ لأن أباها وأمها متدينان ومسلمان ، وإذا عرفا بأنها تحب شاب وكلمته فسوف يقتلونها !! !
    فهي لا تعرف ماذا تفعل ؟؟ تقول أنها خائفة جدا .
    وهي تريد الهداية .
    تريد العيش مطمئنة وسعيدة .
    وبسبب هذه المشكلة تركت الصلاة ، وتركت العبادة ؛ لأنها يئست من الحياة ، ، تود الموت اليوم قبل الغد ،فهي لو بقيت عائشة على هذه الحياة فسوف يتحطّم مستقبلها ، ومستقبل أخواتها ، وتشوّه سمعتهن.
    وهي تريد تركه لكنها تخشى من فضحه لها ؛ لأنه سيُعاود الاتصال ؟؟ و تتساءل
    كيف تمنعه من ذلك ؟؟
    تريد العودة إلى الله ؟.
    ما الحل ؟؟
    كيف تتخلص من إدمان العادة السرية خصوصاً أنها أصيبت ببرود جنسي ؟
    كيف تعالج ذلك من غير علم أهلها ؟؟
    ماذا تفعل ؟؟
    لازالت تحمل هذه المشكلة كـهـمٍّ كبير لا يقوى ظهرها على حمله ..
    ما الحل ؟؟
    إنها لا تجد أحداً ينصحنها !!

    انتهت القصة التي تفيض بالعِظات والعِبَـر.

    فهل مِن مُعتبِــر ؟؟؟

    ** أنا من وجهة نظري ( وجهة نظر الكاتب الأصلي للقصة ) :
    سوف أقف مع قولها :
    ( أحببته وأحبني حب صادق [ ولوجه الله ] لا تشوبه شائبة )
    وقفت طويلاً عند قولها : ( [ ولوجه الله ] لا تشوبه شائبة )

    المشكلة أن كل فتاة تتصوّر أن الذي اتصل بها مُعاكساً أنه فارس أحلامها ، ومُحقق آمالها !
    وإذا به فارس الكبوات ! وصانع الحسرات ، ومُزهق الآمال ، وصانع الآلام !
    حُـبّـاً صادقـاً ولوجه الله لا تشوبه شائبة !!
    هكذا تصوّرته في البداية ، ولكن تبيّن عفنه قبل أن ترسم النهاية !
    ثم تبيّن انه نسخة من آلاف نُسخ الذئاب البشرية ! الذين لا يهمهم سوى إشباع رغباتهم .

  3. #53
    قلم فعال
    تاريخ التسجيل : Jul 2004
    الدولة : غزة فلسطين
    العمر : 72
    المشاركات : 2,005
    المواضيع : 323
    الردود : 2005
    المعدل اليومي : 0.28

    افتراضي

    قصص من الحياة ( 18)


    ماتت وهي ترقص...ودفنت وهي ترقص... قصه مفجعه

    ----------------------------------------

    بسم الله الرحمن الرحيم

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


    ركبت السيارة ، كشفت الغطاء عن وجهها

    أصلحت من حال عباءتها ، تأكدت من حقيبتها

    الهاتف النقال ، المال ، عطرها .... لم تنس شيئاً ....

    انطلقت السيارة بهدوء نحو صالون التجميل ، وتجولت هي بنظرها ...

    وقفت السيارة ، ارجع إلينا الساعة الثانية عشر ...

    ^**^**^**^
    النساء كثير في الداخل ، لا بأس فأنا عميلة دائمة ومميزة

    لابد أن تراعي صاحبة الصالون هذا الأمر وإلا

    استقبال حافل ، تبادلن الابتسامات ، ذهب الخوف ، لن نتأخر كثيراً ...

    هذا حمام زيتي ، انتظري ساعة ...

    مجلة أزياء ، عرض لبعض التسريحات ، قلبت الصفحات تنقلت بين المجلات المختلفة...

    مضت الساعة ، ارتفع أذان المغرب ، أسلمت نفسها لمصففة الشعر

    جففت شعرها ، غاب الأذان ، ومضت الصلاة ...

    إزالة الشعر وتنظيف البشرة ، أنصتت لموسيقى هادئة ، تحولت لأخذ حمام مائي ...

    ارتفع الآذان ، إنها صلاة العشاء ، لم يتبق على الفرح سوى بضع ساعات ...

    وضعت رأسها بين يديّ المصففة ، اختارت التسريحة ، تناثر الشعر بين يديها ، يودعها وداعاً حزيناً

    ألقت نظرة إلى المرآة لم تعرف نفسها ، ارتسمت ابتسامة على شفتيها ، لن يسبقني أحد ...

    رسمت وجهها لطخته بالألوان ، تغيرت ملامحها ، نظرت إلى الساعة

    الواحدة ، ألقت العباءة على كتفها ، وبحذر شديد و ضعت الغطاء على رأسها ...

    ركبت السيارة ... إلى المنزل بسرعة لقد تأخرت ...

    لبست فستانها ، تعرت من حياءها ، بدت بطنها ، وسائر ظهرها

    أنكمش الفستان عن ركبتيها ، دارت حول نفسها ، لن يغلبني أحد ...

    ^**^**^**^

    العيون ترقبها ، الكل يتأملها ، نظرات الاعجاب تحيط بها ، تقترب منها ...

    نظرات السخط تنفر منها ، تغمض عينيها تقززاً من حالها ...

    السفيهات يلاحقنها بالتعليقات الساخرة ...

    رقصت على انغام الموسيقى ، اهتز جسدها ...

    تنوعت الأغاني وتنوع رقصها ... لم يسبقها أحد ، ولم يغلبها أحد ...

    الكل يتابعها ، الكل يتحدث عنها ...

    من أين أتت بكل هذا ؟

    كيف تعلمت كل هذا ؟ وكيف حفظت كل هذه الأغاني ؟ الكل يعرف الإجابة ...


    ^**^**^**^

    توقفت عن الرقص ، سقطت على الأرض ، ارتفع الصراخ

    تدافع النساء إلى المسرح ، نادوها فلم تجب ، حركوها فما تحركت

    ارتفع الصراخ ، حملوها ، أحضروا الماء ، مسحوا وجهها ، بكت الأم والأخوات

    ارتفع العويل ، علا النحيب ، تدخل الأب والأخ

    اختلطت الأمور تحول الفرح إلى حزن ، والضحكات إلى بكاء ، توقف كل شيء ...

    ألبسوها ... غطوا ما ظهر من جسدها ...

    حضر الطبيب ، أمسك بيدها ، وضع سماعته على صدرها

    أرخى رأسه قليلا ، انطلقت الكلمات من شفتيه لقد

    ماتت ... لقد ماتت ...


    ^**^**^**^

    ارتفع النحيب ، جرت الدموع ...


    ألقت الأم بجسدها على صغيرتها الجميلة

    أخفى الأب وجهه بين يديه ، الأخ يدافع عبراته

    خلاص يا أمي خلاص ...

    قامت الأم مذهولة ، صرخت ، لقد تحركت ، تحولت الأنظار نحوها

    لقد جنت ، لقد ماتت هكذا قال الطبيب ...

    أسرع الأب والأخ والأخوات نحو الأم ...

    المشهد رهيب ، والمنظر مؤلم ...

    سقطت الأم على الأرض...

    الأخوات فقدن السيطرة على مشاعرهن ...

    والأخ يصرخ ... لا ... لا ... مستحيل ...

    تجلد الأب ، أمسك بالأخ ، وبلهجة حازمة أخرج الأخوات

    وهن يحملن أمهن ...

    حضر بعض النسوة من الأسرة ...

    نظروا إلى الميتة ، ترقرقت الدموع ، وضعت الكبيرة منهن يدها على رأسها

    انطلقت منها كلمة : فضيحة ... فضيحة ...

    أسرعت نحو الأب ، يجب أن تستر عليها ، أحضروا المغسلة هنا

    ادفنوها بين الصلوات ، إنها فضيحة ، ماذا يقول الناس عنا ...

    أرخى الأب رأسه ، نعم ، نعم ...

    إنا لله وإنا إليه راجعون ...

    ^**^**^**^

    جاءت المغسلة ، جهزت سرير الغسل ، وضعت الأكفان والطيب ، جهزت الماء ...

    أين جثة المتوفاة ؟...

    سارت العمة أمامها ، فتحت الباب ...

    الفتاة على السرير مغطاة بغطاء سميك ..

    وبجانب السرير وقفت الأم تكفكف دموعها ...

    أمسكت بورقة الوفاة ، الاسم ............ العمر : ثمانية عشر عام

    سبب الوفاة : سكتة قلبية ...

    شعرت بالحزن ، نطقت بكلمات المواساة للجميع ...

    كشفت الغطاء ، تحول الحزن إلى غضب ، لماذ تركتموه على هذا الوضع

    لقد تصلبت أعضائها ، كيف نكفنها ...

    الحاضرات لم يستطعن الإجابة ، سكتن قليلاً ...

    زاد حنق المغسلة ، انبعث صوت الأم ممزوجاً بالبكاء ...

    لم تكن هكذا حينما ماتت ، لقد اتخذت هذا الوضع بعد لحظات من موتها ...

    لقد سقطت على المسرح وهي ترقص

    حملناها جثة هامدة ، حضر الطبيب ، كتب التقرير

    ايقنت حينها بأنني قد فارقت ابنتي ، ألقيت بجسدها عليها

    رحت أقبلها ، وأبكي ، شعرت بيدها اليمين ترتفع

    ويدها اليسرى تعود وراء ظهرها ، أما قدمها اليسرى فقد تراجعت للوراء

    أرعبني الموقف ، صرخت حينها ثم سقطت على الأرض

    لأجد نفسي في غرفتي ومن حولي بناتي يبكين أختهن

    ويبكين نهايتها المؤلمة ...

    انتحبت بالبكاء ، أنا السبب أنا من فرط في تربيتها

    أنا من غشها ، ياويلي وياويلها من عذاب الله ياويل أباها وياويلنا جميعاً ...

    كانت تحب الرقص والغناء ، فماتت ......

    وستدفن في قبرها ........ يارب ارحمها يارب ارحمني يارب اغفر لها ...

    محاولات لأعادة جسدها إلى وضعه الطبيعي ، الفشل كان النتيجة ...

    بذلت المغسلة مجهوداً جباراً في تكفينها ...

    وفي لحظة هدوء وبعيداً عن العيون ، نقلت الجنازة إلى المقبرة ...

    وهناك صلى عليها الأب والأخ وبعض المقربين ...

    نعم لقد دفنت وهي في وضع راقص ...


    اللهم ثبتنا عند الموت

    وجعل خاتمتنا أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله

    اللهم ارحمنا اذا غسلنا اهلونا وارحمنا اذا كفنونا ياارحم الراحمين
    اللهم يا من تعلم السِّرَّ منّا لا تكشف السترَ عنّا وكن معنا حيث كنّا ورضِّنا وارضَ عنّا وعافنا واعفُ عنّا واغفر لنا وارحمنا

  4. #54
    قلم فعال
    تاريخ التسجيل : Jul 2004
    الدولة : غزة فلسطين
    العمر : 72
    المشاركات : 2,005
    المواضيع : 323
    الردود : 2005
    المعدل اليومي : 0.28

    افتراضي

    قصص من الحياة ( 19 )

    قصــــة مريـــرة
    فتاة في المرحلةالحامعية- كلية الآداب- قسم علم نفس ولها أخوات ثلاث، منهن من تدرس في المرحلة الثانوية والأخريتان في المرحلة المتوسطة. وكان الأب يعمل في محل بقالة ويجتهد لكي يوفر لهم لقمة العيش. وكانت هذه الفتاة مجتهدة في دراستها الجامعية، معروفة بحسن الخلق والأدب الجم كل زميلاتها يحببنها ويرغبن في التقرب إليها لتفوقها المميز
    قالت : في يوم من الأيام خرجت من بوابة الجامعة، وإذ أنا بشاب أمامي في هيئة مهندمة، وكان ينظر إلي وكأنه يعرفني، لم أعطه أي اهتمام، سار خلفي وهو يحدثني بصوت خافت وكلمات صبيانية مثل: يا جميلة… أنا أرغب في الزواج منك.. فأنا أراقبك منذ مدة وعرفت أخلاقك و أدبك. سرت مسرعة تتعثر قدماي.. ويتصبب جبيني عرقأ، فأنا لم أتعرض لهذا الموقف أبداً من قبل. ووصلت إلى منزلي منهكة مرتبكة أفكر في هذاالموضوع ولم أنم تلك الليلة من الخوف والفزع والقلق وفي اليوم التالي وعند خروجي من الجامعة وجدته منتظراً أمام الباب وهويبتسم، وتكررت معاكساته لي والسير خلفي كل يوم، وانتهى هذا الأمر برسالة صغيرة ألقاها لي عند باب البيت وترددت في التقاطها ولكن أخذتها ويداي ترتعشان وفتحتها وقرأتها وإذا بها كلمات مملوءة بالحب والهيام والاعتذار عما بدر منه من مضايقات لي. مزقت الورقة ورميتها وبعد سويعات دق جرس الهاتف فرفعته وإذا بالشاب نفسه يطاردني بكلام جميل ويقول لي قرأت الرسالة أم لا ؟
    قلت له : إن لم تتأدب أخبرت عائلتي والويل لك.. وبعد ساعة اتصل مرة أخرى وأخذ يتودد إلي بأن غايته شريفة وأنه يريد أن يستقر ويتزوج وأنه ثري وسيبني لي قصراًويحقق لي كل آمالي وأنه وحيد لم يبق من عائلته أحد على قيد الحياة و.. و.. و..فرق قلبي له وبدأت أكلمه وأسترسل معه في الكلام وبدأت أنتظر الهاتف في كل وقت. وأترقب له بعد خروجي من الكلية لعلي أراه ولكن دون جدوى وخرجت ذات يوم من كليتي وإذا به أمامي.. فطرت فرحاً، وبدأت أخرج معه في سيارته نتجول في أنحاء المدينة، كنت أشعر معه بأنني مسلوبة الإرادة عاجزة عن التفكير وكأنه نزع لبي من جسدي
    كنت أصدقه فيما يقول وخاصة عند قوله لي أنك ستكونين زوجتي الوحيدة وسنعيش تحت سقف واحد ترفرف عليه السعادة والهناء .. كنت أصدقه عندما كان يقول لي أنت أميرتي وكلما سمعت هذا الكلام أطير في خيال لا حدود له وفي يوم من الأيام وياله من يوم كان يوماً أسوداً ... دمر حياتي وقضى على مستقبلي وفضحني أمام الخلائق ، خرجت معه كالعادة وإذا به يقودني إلى شقة مفروشة ، دخلت وجلسنا سوياً ونسيت حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا يخلون رجل بامرأة إلا كان ثالثهما الشيطان" رواه الترمذي
    ولكن الشيطان استعمر قلبي وامتلأ قلبي بكلام هذا الشاب وجلست أنظر إليه وينظر إلي ثم غشتنا غاشية من عذاب جهنم.. ولم أدر إلا وأنا فريسة لهذا الشاب وفقدت أعز ما أملك.. قمت كالمجنونة ماذا فعلت بي؟ - لا تخافي أنت زوجتي. - كيف أكون زوجتك وأنت لم تعقد علي. - سوف أعقد عليك قريبأ. وذهبت إلى بيتي مترنحة، لا تقوى ساقاي على حملي واشتعلت النيران في جسدي..يا إلهي ماذا أجننت أنا.. ماذا دهاني، وأظلمت الدنيا في عيني وأخذت أبكي بكاء شديداً مراً وتركت الدراسة وساء حالي إلى أقصى درجة، ولم يفلح أحد من أهلي أن يعرف كنه ما فيَّ ولكن تعلقت بأمل راودني وهو وعده لي بالزواج، ومرت الأيام تجر بعضها البعض وكانت علي أثقل من الجبال ماذا حدت بعد ذلك؟؟ كانت المفاجأة التي دمرت حياتي.. دق جرس الهاتف وإذا بصوته يأتي من بعيد ويقول لي.. أريد أن أقابلك لشيء مهم.. فرحت وتهللت وظننت أن الشيء المهم هو ترتيب أمرالزواج.. قابلته وكان متجهماً تبدو على وجهه علامات القسوة وإذا به يبادرني قائلأ قبل كل شيء لا تفكري في أمر الزواج أبداً .. نريد أن نعيش سوياً بلاقيد... ارتفعت يدي دون أن أشعر وصفعته على وجهه حتى كاد الشرر يطير من عينيه وقلت له كنت أظن أنك ستصلح غلطتك.. ولكن وجدتك رجلاً بلا قيم ولا أخلاق ونزلت من السيارة مسرعة وأناأبكي، فقال لي هنيهة من فضلك ووجدت في يده شريط فيديو يرفعه بأطراف أصابعه مستهترا وقال بنبرة حادة .. سأحطمك بهذا الشريط قلت له : وما بداخل الشريط. قال : هلمي معي لتري ما بداخله ستكون مفاجأة لك وذهبت معه لأرى ما بداخل الشريط ورأيت تصويرأ كاملأ لما تم بيننا في الحرام. قلت ماذا فعلت يا جبان... ياخسيس..قال: كاميرات "خفية كانت مسلطة علينا تسجل كل حركة وهمسة، وهذا الشريط سيكون سلاحأ في يدي لتدميرك إلا إذا كنت تحت أوامري ورهن إشارتي وأخذت أصيح وأبكي لأن القضية ليست قضيتي بل قضية عائلة بأكملها؟ ولكن قال أبداً .. والنتيجة أن أصبحت أسيرة بيده ينقلني من رجل إلى رجل ويقبض الثمن.. وسقطت في الوحل- وانتقلت حياتي إلى الدعارة- وأسرتي لا تعلم شيئأ عن فعلتي فهي تثق بي تمامأ. وانتشر الشريط.. ووقع بيد ابن عمي فانفجرت القضية وعلم والدي وجميع أسرتي وانتشرت الفضيحة في أنحاء بلدتنا، ولطخ بيتنا بالعار، فهربت لأحمي نفسي واختفيت عن الأنظار وعلمت أن والدي وشقيقاتي هاجروا إلى بلاد أخرى وهاجرت معهم الفضيحة تتعقبهم وأصبحت المجالس يتحدث فيها عن هذا الموضوع. وانتقل الشريط من شاب لآخر. وعشت بين المومسات منغمسة في الرذيلة وكان هذا النذل هو الموجه الأول لي يحركني كالدمية في يده ولا أستطيع حراكأ؟ وكان هذا الشاب السبب في تدمير العديد من البيوت وضياع مستقبل فتيات في عمر الزهور. وعزمت على الانتقام .. وفي يوم من الأيام دخل عليّ وهو في حالة سكر شديد فاغتنمت الفرصة وطعنته بمدية. فقتلت إبليس المتمثل في صورة آدمية وخلصت الناس من شروره وكان مصيري أن أصبحت وراء القضبان أتجرع مرارة الذل والحرمان وأندم على فعلتي الشنيعة وعلى حياتي التي فرطت فيها
    وكلما تذكرت شريط الفيديو خُيل إليّ أن الكاميرات تطاردني في كل مكان. فكتبت قصتي هذه لتكون عبرة وعظة لكل فتاة تنساق خلف كلمات براقة أو رسالة مزخرفة بالحب والوله والهيام واحذري الهاتف يا أختاه .. احذريه. وضعت أمامك يا أختاه صورة حياتي التي انتهت بتحطيمي بالكامل وتحطيم أسرتي ، ووالدي الذي مات حسرة ، وكان يردد قبل موته حسبي الله ونعم الوكيل أنا غاضب عليك إلى يوم القيامة

  5. #55
    قلم فعال
    تاريخ التسجيل : Jul 2004
    الدولة : غزة فلسطين
    العمر : 72
    المشاركات : 2,005
    المواضيع : 323
    الردود : 2005
    المعدل اليومي : 0.28

    افتراضي

    قصص من الحياة ( 20 )

    ليلة زفاف دامية ..




    كثيرة حفلات الأعراس في ربوع فلسطين ، ما أطيب رائحتها ، وأكثر عشاقها ، الكل يفرح لفرح العريس ، حينما تُزف عروسه إليه ، النساء تزغرد ، والرجال مهنئون ، والأولاد يمرحون ويلعبون ، في أيديهم اللُّعَب ، وملابسهم تزهو بألوانها المختلفة .
    لكن العرس الفلسطيني ليس كأي عرس ، إذا حضرته شممت رائحة المسك ، وأي مسك لا تجده في عالم الدنيا ، فكثير من الصحابة – رضوان الله عليهم-شموا رائحة الجنة وهم في الدنيا ، وما فصلهم عنها إلاّ بضع تميرات فرموها من اليد ، وتقدّموا فوصلوا إلى جنات النعيم .
    عريسنا حقيقة زفّ لعروسه ، وهو يرتدي بدلة عرسه ، ورائحة الطيب تفوح من ملابسه ، بل من جسده ، كان طويل الجسم أسمر البشرة ، لا تغادر الابتسامة شفتيه ، كلما لاقى أحداً صافحه وسلّم عليه ، وكان يقبض على يد صديقه فلا يتركها حتى يبادر الآخر بترك يده ، إنه قوّام ليل ، صوّام أيّام الإثنين والخميس ، هادئ الطبع لا ينفعل ، مكسور النظر إلى الأرض ، لا يطيش له نظر ذات اليمين وذات الشمال ، سئل عن ذلك .. لماذا أنت هكذا ؟ فقال : الحياء شعبة من الإيمان .
    إذا خلا بنفسه قرأ القرآن بصوت مسموع ، إذا خالط الآخرين ترى حركة شفتيه ، ظنه بعض الناس أنه يعاني من رعشة في شفتيه ، وعندما سئل ضحك وقال : أمر طبيعي .. فألحّ عليه بعض الإخوة ذات مرة ، فقال : الأعمار دقائق معدودة ، فما فات لن يعود ، وعلينا استغلال الوقت الذي نُسأل عنه غداً ، أما إصراركم على الإجابة لماذا هذه الرعشة على شفتيك فأقول : –الحمد لله ما مرّت عليّ ساعة إلاّ وأنا مع كتاب الله تعالى ، أو في تسبيح أو تهليل ، فلا أدع مجالاً للشيطان أن يدخل ذاكرتي ، وإذا خلوْتُ بنفسي رفعت صوتي بقراءة كتاب الله تعالى .
    هكذا حياتي لا يوجد فيها الفراغ الذي يدّعيه الناس ، ولا الملل الذي يُمرضهم ، ولا الشرود الذهني الذي يضيعهم .
    هذا هو صاحبنا عريس هذه الليلة .. جاء ليدخل على عروسه ، وإذا بقوات الاحتلال تداهم المنزل ، بحثاً عن مطلوب نتيجة بلاغ كاذب ، والمُبلِّغ رجل حاسد حاقد ، يريد أن يوقع في أهل العريس غصّة في نفوسهم ، وألماًً في قلوبهم ، وجعل فرحهم نكداً .
    أطلق الجنود النار لترويع الناس ، وتثبيتهم في أماكنهم حتى لا يغادر أحد منهم المكان ليتم القبض على المطلوب .
    وكانت بداية رقصات العريس ، إذ هوت الرصاصة الأولى ، فاخترقت قلبه والثانية في رقبته ، أما الثالثة ففي الرأس ، فهوى العريس أرضاً يفوح منه المسك ، الدم أحمر قاني ، والرائحة رائحة المسك ليس لها في الدنيا مثيل ، وانطلق صوت الأم - لكن الصبر عند الصدمة الأولى - قالت : إني أزغرد لهم ، لقد زُفّ في هذه الليلة زفافين لعروسين اثنتين ، وانهالت عليه تقبّله ، وهو كالوردة يتثنى بين يديها ، الناس لا تصدّق ، أهي زغاريد فرحة عرس !! أم أن الأم أصابها انهيار عصبي فأصبحت لا تميّز بين العرس والعرس !

    قالت للناس : اسمعوا .. إن الله اختاره لزوجته من الحور العين قبل أن يدخل على زوجته من الآدميين ، لا تظنوا أني جُننت ، بل أنا بكامل قواي العقلية ، باركوا لي .. باركوا لي .. ما أحسن اختيار الله ، وما أفضل نعمه ، أريده عريساً في الدنيا ، وأراده الله عريساً في الأخرى ، مبروك يا ولدي .. مبروك يا ولدي ، يا صاحب الزفافين ، أنت إبني وأنا أمك ، مبروك مبروك يا ولدي .. وانهالت الدموع من عينيها وأخذت تقبّله والناس يقولون لها : كفى كفى ، وهي تقول : ألا يحق للأم أن تُودّع ولدها !! فهي تفرح لفرحه ، دعوني أُشبِع ولدي قبلات قبل أن تقبّله زوجاته المنتظرات ، الأولى ها هي ترتدي بدلتها البيضاء ، وتنتظر دخوله عليها .. والثانية أيضاً في انتظاره ، ولكن لا نراها .
    أخذ الناس يبكون ، وانقلب العرس إلى حزن ، وأما العروس التي كانت في الانتظار ، نزلت وتقدّمت لزوجها ، فنظرت إليه وقالت كلمتها المشهورة : كنت لي اليوم ، ولكنك حُرّمت عليّ ، فأصبحت لغيري ، وزُففت لها وتركتني ، اللهم اجمعني معه غداً ، ولا تُفرّق بيننا يا رب العالمين .
    عاث جنود الاحتلال في المدعوّين تنكيلاً ، وفتّشوا المكان ، ثم انسحبوا تاركين وراءهم شهيداً يتلطّخ في دمه ، وبات الناس في هرج ومَرج ، فأصرّت الأم والأب على إدخاله على عروسه الليلة قبل الغد ، وقالوا : لا تتركوا محمداً بدون عروس هذه الليلة ، أسرعوا في إجراء الدفن الليلة قبل الغد ، وسرعان ما نُفّذ طلب الأبوين ، ودفن العريس الشهيد .
    وأما أنتِ أيتها العروس ، ما بالك صامتة واجمة لا يرتد إليك طرف ، وما كان منها إلاّ أن وقفت وقالت : دعوني أُغيّر ملابسي ثم أرجعوني إلى أهلي حتى يشاء الله أن أُزَفّ مثل هذا الزفاف الذي زُفّ فيه زوجي إلى زوجته .
    وفي الصباح كان رجوع العروس إلى بيت أهلها ، ودامت الأفراح بل التعازي لتلك الدار في ذاك المخيم ثلاثة أيام ، والناس يُعزّون ، والكل يبارك .. وكان حديث الشهر ( العريس الشهيد .. الشهيد العريس ) . تم بحمد الله

  6. #56
    قلم فعال
    تاريخ التسجيل : Jul 2004
    الدولة : غزة فلسطين
    العمر : 72
    المشاركات : 2,005
    المواضيع : 323
    الردود : 2005
    المعدل اليومي : 0.28

    افتراضي قصة حقيقية تقشعر لها الأبدان

    قصص من الحياة ( 21 )
    قصة حقيقية تقشعر لها الأبدان

    طفلة اكلت من شجرة في القبر!!!

    السلام عليكم و رحمة الله و بركاته,,

    طفل .. عمره لم يتجاوز الثمانية أشهر و شقيقته في الخامسة من عمرها
    مات أبوهما .. و لحقت به الام بعد فترة قصيرة من الزمن
    أخذهما العم شقيق الوالد ليشرف على تربيتهما و رعايتهما
    فلم يكن لديهما قريب غيره ..
    لم تتحمل زوجة العم عبء الرعاية و التربية و المسئولية
    فطلبت من زوجها الطلاق او إبعاد الأطفال عنهم ..
    وقف الزوج في حيرة من أمره فعليه أن يقرر بقاء زوجته او الأطفال
    و هداه تفكيره الشيطاني الى حمل اطفال اخيه
    و تركهما بمقبرة العائلة التي يرقد فيها جثمان امهما و ابيهما
    نعم تركهما احياء الى جوار الأموات
    اقـــــــفل القبـــــــــر
    و لكن القدرة الالهية جعلته لا ينتبه الى تلك الفتحة الصغيرة
    التي تركها في غفلة منه .. فكانت لهما حياة و هواء للتنفس
    من تلك الفجوة المتروكة عفوا

    ومضت اربعة ايام قبل ان يكتشف احد امرهما
    حتى قدمت جنازة في مقبرة مجاورة و بعد انتهاء مراسم الدفن
    سمع الناس اصوات اطفال يتحدثون و يلهون
    بحثوا عن مصدر الصوت حتى وجدوا الطفلين في القبر
    و اخرجوهما و تولت الجهات المسؤولة العناية بهما
    ثم تم القبض على العم المجرم و سألوه عن سبب جريمته
    و لماذا لم يضعهما بملجأ او ميتم فلم يجب !
    سألوا الطفله كيف عاشت و اخوها اربعة ايام دون طعام او شراب
    فقــــالت قــــولا عجيــــبا
    شعرت بقشعريرة القدرة الالهية تعتريني كالكهرباء
    تسري في عروقي و تجمد دمي
    قالــــــــت الطفـــــــــلة
    كانت هناك شجرة مثمرة من جميع انواع الفاكهة
    و
    كنت اقطف منها حين اجوع ..
    أما اخي فكان يبكي حين يجوع
    فيحضر إلينا شيخ كبير ذو لحية بيضاء يحمله بين ذراعيه
    و يضعه على ثدي امي ليرضع حتي ينام

    ظللت اردد الشهادة و انطقها ساعات و ساعات في رجفة قلبي
    كانت هذه قدرة الرحمن و جلاله و معجزاته و عظمته

    ارسل جنوده و ملائكته الى القبر لإنقاذ ارواح بريئة لا تعرف الشر ..
    لإنقاذ الانسان من ظلم الإنسان
    فسبحان الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار
    المتكبر القادر على كل شئ سبحانه ...

    سبحان الله العظيم

  7. #57
    الصورة الرمزية د. محمد حسن السمان شاعر وناقد
    تاريخ التسجيل : Aug 2005
    المشاركات : 4,319
    المواضيع : 59
    الردود : 4319
    المعدل اليومي : 0.63

    افتراضي

    سلام الـلـه عليكم
    الاخ الفاضل الاديب والمربي الكبير الاستاذ عطية العمري

    اتابع سلسلة قصص من الحياة , ولايسعني في كل مرة , ازور هذه السلسلة , في متصفحك هذا , إلا ان ادعو الـلـه لك بالخير وطيب الجزاء , لهذه القصص ذات الهدف التوجيهي , والتي تدعو الى العبرة والاتعاظ .
    بوركت ايها المربي , وجزاك الـلـه خيرا .

    اخوكم
    السمان

  8. #58
    قلم منتسب
    تاريخ التسجيل : Mar 2006
    الدولة : Cairo, Egypt
    المشاركات : 33
    المواضيع : 14
    الردود : 33
    المعدل اليومي : 0.01

    افتراضي امرأتان والفارق كبير

    قصص من الحياة ( 22 )

    قصتان حدثتا مع امرأتين فقيرتين بنفس المستوى وهما مختلفتين سوف أسردهما لكم لما فيهما من معاني كبيرة وارتباط وثيق بخلقنا مع رب العالمين وشكر نعمته سبحانه، والصبر والرضا بقضاؤه

    الأولى

    بائعة خضار في الشارع، شكلها متواضع جدا، قصيرة وضئيلة ومنحنية الظهر، ويظهر عليها تعب سنين مع أنها في الثلاثينات من عمرها، ذهبت اليها لأول مرة لاشتري منها شيئا فاشتكت لي أن زوجها متزوج عليها وأنه لا يعاملها بنفس القدر وأن ضرتها معها في البيت ويظل زوجها يضحك مع الثانية طيلة الليل ويتركها وهي تبكي وكلها حسرة، قلت لها هذا ابتلاء من الله واصبري فإن الله إذا أحب عبدا ابتلاه كي يرجع له ولا يتلهى عن ذكره سبحانه بمتاهات الدنيا، ولن تشعري بلذة العبادة إلا مع شعورك بالاحتياج الشديد لله عز وجل، وإن كان هذا هو ابتلائك فإن وراء هذه الشرفات التي تنظرين اليها ابتلائات أخرى لا طاقة لك بها، فاحمدي الله على ذلك، وتضرعي له فليس لكِ غيره ..

    وظلت شكواها تتكرر في كل مرة اشتري من عندها شيئا

    وأعيد لها ما سبق وأقول لها لا تشتكي لأحد إلا لغرض أنه سيساعدك ولكن أنت بذلك تشتكين ربك، اتركي مسألة زوجك والجئي لله، ناجيه طوال الليل قولي له ما تريدين فأنا لا أملك لك شيئا ولكنه هو سبحانه من يملك.

    وأحاول اثنائها عن تركيزها مع زوجها ومع شكواها لي وأن تتجه بهذه الطاقة إلى الله ولكن بلا فائدة، حتى أصبحت تنتظرني لتقول لي كم صلت وماذا فعلت في صلاتها وكأنها تصلي لي، فلفت نظرها لذلك ولكن بلاجدوى، حاولت أن أريها كم من نعم أنعمها الله عليها وهي على نفس النبرة، حتى أن ابنائها يسمونها مجنونة فلان على اسم أبيهم (ولكني نسيت الاسم) وهم يستنكرون عليها ما تفعله،

    حتى قابلتني بعد شهور طويلة من المحاولات المستميتة معها، قابلتني في وقت متأخر من الليل كنت وقتها قد نسيت شيئا في السيارة وخرجت أحضره وكانت عائدة إلى منزلها، ولكن بدأت أعصابي تتفلت مني، وقلت لها بنبرة أعلى مما كنت أتحدث به، احمدي الله على صحتك فقد عافاك الله أنت وأولادك من المرض، احمدي الله أنك أنت وابنتك طول اليوم في الشارع ولم يتعرض لكم أحد، احمدي الله أن لديك وظيفة تعملين بها غيرك لا يجد شيئا يعمله، احمدي الله أن زوجك لا يؤذيكي فهناك من الزوجات من تتمنى ان يبعد عنها زوجها حتى تنئى بنفسها عن أذاه وأنت كل مشكلتك أنه لا يقول لك كلمة طيبة ..

    فقال لي وبصوت صارخ ""أنا من حقي جوزي يعاملني كويس"

    فرددت عليها بنبرة أشد لمن تقولين "أنا من حقي"، نحن في الثلث الأخير من الليل وثالثنا الله وتقولي له "أنا من حقي"، حرام عليكِ، أنت تقذفين بنفسك إلى التهلكة، من تتحدي؟ من يقف أمام الله ويقول "أنا من حقي"

    ثم هدأت وناديت ابنتها ولطفت الجو حتى ابعد، فقد بدات أفقد صبري معها ..

    وزرتها بعدها فوجدت ما اشتريه منها لم يعد مثل ذي قبل فهو يصيبه العفن سريعا بعد أن كان يظل في البيت مدة، فشعرت بأن هناك شيئا يحدث لها، وبعد أسبوع من وقفتنا في هذه الليلة وجدت الحي وقد أزال الهيكل الذي كانت تبيع تحته الخضار والفاكهة ولم أراها منذ ذلك الوقت.

    الثانية

    امراة سمراء طويلة في نفس حدود سن الأولى ولكنها تبدو قوية البنيان متواضعة الملابس، أجدها كل صباح تعبث داخل صفائح القمامة الكبيرة التي بالشارع، يحميها كلبين من الكلاب الضخمة فهي مصدر طعامهم الذي تجده وهي تبحث عن رزقها في الصناديق .. هي تراني وتعرفني وعرضت علي أن تقوم لي بأي عمل في المنزل، ولكني لم اهتم لأني أحب أن أرعى كل شئ بنفسي، ولكن في مرة أثارت فضولي فقلت لها عما تبحثين في هذه الصناديق، فقالت، عن الأشياء البلاستيكية، فقلت، وماذا عن الكراتين وما إلى ذلك قالت أما بالنسبة للكراتين فاعطيها لرجل على أول الشارع ويعطيني فيها جنيه أو جنيهان ..

    ومنذ ذلك الوقت قررت أن أساعدها بأن لا أرمي كل شئ في سلة القمامة وأن أضع لها ما تبيعه في كيس نظيف منفصل بنية التصدق به، ثم رأيتها في الصباح وقلت لها أن تأتي وتأخذ مني الأكياس فعرّفتني بأولادها فقلت لأحدهم هل أنت في مدرسة؟

    فردت ببساطة شديدة: هو كان المفروض يبقى في ثانية ابتدائي لكنه الآن في أولى لأن السنة اللي فاتت كان يعالج من جلطة

    وقلت لها والثاني؟

    ردت علي بنفس البساطة وقالت لي أنه خرج بعد رابعة ابتدائي لأنه كان يعالج من مشاكل في القلب وأُرهق من المدرسة

    ثم صعدت معي إلى الدور الثالث وهي تحكي لي أنها تضطر للعمل لأن زوجها قعيد الفراش بمصائب اخرى، وأثناء صعودنا توقفت ووجدتها في حالة ضيق نفس شديد واعتذرت لي على ذلك وشرحت لي أن لديها مرض في الرئة بسبب استنشاقها لما في القمامة ..

    وجلست تنتظرني أعد لها الأشياء فسألتني هل اتذكر البنت الكبيرة التي كانت تساعدها واستطردت قائلة أنها ابنتها وكانت 16 عاما ولكنها ماتت منذ عدة أشهر عنما انفجرت في وجهها الموقد الذي يعدون عليه الطعام ..

    ثم انتقلت بحوارها معي لشئ غريب، فوجدتها على الرغم من أنها لا تعرف القراءة والكتابة أصبحت داعية إلى الله في المكان المتواضع الذي تعيش فيه، وتحكي لي ببساطة كيف أنها كلما ذهبت المسجد أخذت احد صديقاتها لتعلمها الالتزام لكن بلا فائدة، وأخبرتني أنها دائما ما تقول للنساء من حيِّها لا تجلسوا في الطرقات هكذا وتقول أحاديث الرسول (ص) أو ما حفظته منه أثناء حضورها لبعض الدروس، وتقول لهم أين حق الطريق،

    ثم اشتكت لي – وكانت هذه هي الشكوة الوحيدة في مجمل حديثها معي - أن جيرانها يسخرون منها ويطلقون عليها اسم "الشيخة" وأنها تتأذى من ذلك لكنها مصرة على أنها لن تتوقف عن توجيههم لما يحبه الله،

    أما أنا فكان كل دوري في هذا الحوار أن أوضح لها جزاء ما تفعله وجزاء الأذى الذي تلاقيه من الدعوة إلى الله ومكانة الذي يقوم بهذا العمل عند الله، ولم أتحدث لها كثيرا بالقدر الذي سمعته منها وتعلمت



    هذين النموذجين كنت أتعامل معهما في نفس الوقت ولذا كان التناقض واضحا جليا، وهو الذي دفعني لأن أكتب لكم

    كلنا لدينا مصائب وكلنا ما كان ليحتمل مصائب غيره لكن المميز بيننا

    هو الذي يرضى عن كل ما فعله الله به

    فمن أي الفئتين أنت ؟؟!!

    ومع أي المرأتين تريد أن ينتهي بك الحال في الآخرة ؟؟!!



    داليا رشوان
    أرجو زيارة موقعي للاطلاع على المزيد من الموضوعات المماثلة المفيدة
    www.alameron.com/front.html[/align]

  9. #59
    قلم فعال
    تاريخ التسجيل : Jul 2004
    الدولة : غزة فلسطين
    العمر : 72
    المشاركات : 2,005
    المواضيع : 323
    الردود : 2005
    المعدل اليومي : 0.28

    افتراضي

    الأخت الكريمة داليا رشوان حفظها الله

    أشكرك على جهودك

    وقد اطلعت على موقعك ( الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر )
    فوجدته كنزاً ثميناً ، وقد أضفته عندي على المفضلة
    وأنصح الجميع بالاطلاع عليه والاستفادة مما فيه من كنوز ثمينة

    ودمتِ بألف خير

  10. #60
    أديبة
    تاريخ التسجيل : Jul 2003
    المشاركات : 5,436
    المواضيع : 115
    الردود : 5436
    المعدل اليومي : 0.72

    افتراضي

    أخي الفاضل

    مررت من هنا أمس و كتبت رداً على قصة تلك الصغيرة المنصورة ، غير أني أفقد الكثير نت ردودي في ظل شبكة عربية سيئة .

    لكن هول القصة و أثرها في نفسي أعادني إلى هنا ؛ فما أمرّ الظلم و وقعه على النفوس أخي ، و ما أرحم ربنا بكل مظلوم و ما أعدله ، و من غيره ينصرهم و هو ناصرهم و لهم نصير ...
    قد ملأ الظلم البر و البحر أخي ، و ضاقت نفوس الناس و بلغت القلوب فيها الحناجر ، و استمرئ - حتى العقلاء - اجترار الظلم و لوكه ، ويحهم من رب قهار جبار عظيم .

    كل تقديري .

صفحة 6 من 13 الأولىالأولى 12345678910111213 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. يا مَنْ تمَكَّنَ مِنْ فُؤادِي حُبُّها
    بواسطة أحمد موسي في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 58
    آخر مشاركة: 31-05-2010, 02:51 PM
  2. "مَن كذَبَ عليَّ مُتعمِّداً، فليَتَبوّأْ مقعدَهُ منَ النّـار "
    بواسطة أسماء حرمة الله في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 25-03-2008, 01:17 AM
  3. مَن قتل مَن ؟
    بواسطة سعيد أبو نعسة في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
    مشاركات: 19
    آخر مشاركة: 01-12-2006, 09:20 PM
  4. اقتراح بوضع ركن ثابت بعنوان ( قصص من الحياة )
    بواسطة عطية العمري في المنتدى النَادِى التَّرْبَوِي الاجْتِمَاعِي
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 01-12-2005, 08:23 AM