سلام الله عليك ورحمته وبركاته
تحيـة مكتوبة برحيق البنفسج
أستاذي العزيـز د. جمـال،
تبِعْتُ أريجَ زهرِ البرتقال كي أعثرَ على زهرته، فإذا بي أدخل وإياه إلى شرفةِ حروفك بمملكة النثـر وارفة الظلال، وأجلسُ إلى مساحة البوح المرهفة الممتدةِ بنصك امتدادَ المطر..فامتدّ معها العبَقُ وروح الشعر التي سكَنَته كما تسكن روحك، ليضوعَ بالمملكة كلها..
أوراق الخريف، حبات المطر، زهرة العشق البرية، البحر، الشجر، النورسة البحرية، دمع الشمس، كف القمر، الزيتون والرمان والثمر، الياسمين، الكواكب..كلها أوتارٌ للحنٍ حزين ونديّ في الوقت نفسه، لحن امتدّ عزفُه حتى موانئ السفر، لتحمله الأشرعةُ إلى أرض الأحلام..
.."هم يزرعون الخوف فوق شفاهنا، هم يخنقون الحب فينا،الحب يهوِي ، يُحتَضَر . و على مشارف اللحن الحزين وقفوا هنالكَ يضحكون، يقهقهون و يشربون نخب اغتيال الياسمين، و يسلبون عذرية الكواكب في المدار، فيسقط النهار يتلوه النهار، و تقرع الأرض أجراس الخطر "..
ستفشل ريحهم أستاذي، أتعلم لِمَ؟ لأنهم مهما زرعوا الخوف وسقوه لينمو، مهما خنقوا أحلامَنا وأحرقوا أشرعة سفرنا إلى أرض الحلم بالغد الجميل/الأجمل، مهما اقتربَ الإحساس من شرفة الاحتضار بسببهم- ولن يُحتضَر-، مهما اغتابوا أحلامنا بقهقهاتهم، مهما سخروا من خطوات الأمل القادمة بقوافلها، مهما حاولوا اغتيال الياسميـن وإسقاط الكواكب عن عرشها، فلن يسقط النهار، حتى وإن كان مثقلا بجراح العالم كلها .. لأنّ إيماننا بالزهور سيحرسنا منهم، وأشرعتنا التي رتَّبَتـْهـا حباتُ المطر وزهرة العشق البرية والبحر والشجر والنورسة البحرية ودمع الشمس وكف القمر والزيتون والرمان والثمر والياسمين والكواكب..ستكملُ سفرَنا إلى الغد الأجمـل..حتى وإن سافرتْ معنا ومعها قوافل الحزن كلها..
لقد شرُفتُ بالسفر مع حروفك أستاذي، وهي ترتب الياسميـن بمملكة النثـر..
تقبّل مني خالص التقدير والتحايا والإعجـاب
وألف باقة من الورد والمطـر