أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 6 من 6

الموضوع: غزوة الأحزاب .. ودور المرأة الجهادي

  1. #1
    الصورة الرمزية عدنان أحمد البحيصي شهيد العدوان على غزة 2008/12/27
    تاريخ التسجيل : Feb 2003
    الدولة : بلد الرباط (فلسطين)
    العمر : 41
    المشاركات : 6,717
    المواضيع : 686
    الردود : 6717
    المعدل اليومي : 0.87

    افتراضي غزوة الأحزاب .. ودور المرأة الجهادي

    غزوة الأحزاب .. ودور المرأة الجهادي



    بقلم: د.أحمد محمد بحر

    أ.د.الجامعة الإسلامية - غزة - فلسطين

    لقد كرَّم الله سبحانه المرأة في كل أحوالها سواء أكانت بنتاً أم زوجة أم أماً وحفظ لها حقوقها منذ الميلاد حتى الممات، وجعل التفاضل بينهما بالتقوى " يا أيها الناس إنا خلقناكم " الحجرات.

    ولم يحجر عليها المشاركة في كل الميادين من خلال المصلحة التي تحفظ عليها شرفها ودينها وكرامتها، فهن شقائق الرجال حتى أنه لم يحرمها شرف المشاركة في الجهاد في سبيل الله خاصة إذا وطأ العدو شبر أرض من ديار المسلمين أصبح الجهاد فرض عين على كل مسلم ومسلمة بحيث تخرج المرأة دون إذن زوجها ويخرج الخادم دون إذن سيده، كيف لا والأقصى أسير في قبضة الصهاينة المجرمين ؟! ومن هنا كان للمرأة المسلمة دورها الكبير في المساهمة في بناء وتربية جيل النصر في كل زمان. فهي التي تقف من وراء زوجها وأولادها وتحضهم على الشهادة في سبيل الله كما تقوم بواجبها في المعركة بسقي ومداواة الجرحى ثم حمل السلاح إذا اقتضت الضرورة لذلك وهذا هو الدور الطليعي الذي مارسته المرأة المسلمة في معظم المعارك التي خاضتها في سبيل إعلاء هذا الدين ولقد تجلى هذا الدور الطليعي في غزوة الأحزاب حين تمالأ الكفار واليهود والمنافقون لاستئصال الدعوة الإسلامية في المدينة المنورة والقضاء على محمد (صلى الله عليه وسلم) ولكن الله رد كيدهم إلى نحورهم وهزمهم شر هزيمة قال تعالى: " وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزًا " الأحزاب آية 25-26.

    فكان لفهم المرأة المسلمة لدورها المنوط بها أثر في معركة الأحزاب فلقد روى البخاري عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: " إنا كنا يوم الخندق محفرِ(اسم فاعل من حفر) فعرضت كدية شديدة، فجاؤوا النبي (صلى الله عليه وسلم)، فقالوا: هذه كدية عرضت في الخندق، فقال: أنا نازل ثم قام وبطنه معصوب بحجر، ولبثنا ثلاث أيام لا نذوق ذوقاً فأخذ النبي (صلى الله عليه وسلم) المعول، فضرب في الكدية فعاد كثيباً أهيل أو أهيم. قال جابر: فقلت يا رسول الله أئذن لي إلى البيت، فقلت لامرأتي: رأيت النبي (صلى الله عليه وسلم) شيئاً ما كان في ذلك صبر فعندك شيئ؟ فقالت: عندي شعير وعناق، فذبحت العناق وطحنت الشعير، حتى جعلنا اللحم بالبرمة(أي في القدر)، ثم جئت النبي (صلى الله عليه وسلم) والعجين انكسر والبرمة بين الأثافي (الحجارة التي تنصب ويجعل القدر عليها)، وقد كادت أن تنضج، فقلت: طعيم لي، فقم أنت يا رسول الله ورجل أو رجلان، قال: كم هم؟ فذكرت له، فقال: كثير طيب قال: قل لها لاتنزع البرمة ولا الخبز من التنور حتى آتي. فقال: قوموا، فقام المهاجرون والأنصار، فلما دخل على أمرأته قال: ويحك جاء النبي بالمهاجرين والأنصار ومن معهم، قالت: هل سألك؟ قلت: نعم، فقال: ادخلوا ولا تضاغوا (أي لا تتزاحموا)، فجعل يكسر الخبز ويجعل عليه اللحم ويخمر البرمة والتنور إذا أخذ منه، ويقرب إلى أصحابه ثم ينزع فلم يزل يكسر الخبز ويغرف حتى شبعوا وبقي بقية، قال: كلي هذا واهدي فإن الناس أصابتهم مجاعة. يظهر من موقف امرأة جابر رضي الله عنها أن للمرأة المسلمة دوراً فعالاً في مشاركة المسلمين في معركة الخندق خاصة أن المسلمين منشغلون بحفر الخندق وقد أصابهم الجوع، فقد روى أن الصحابة كانوا يربطون الحجارة على بطونهم من شدَّة الجوع حتى أنهم شكوا أمرهم إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فما كان منه (صلى الله عليه وسلم) إلا أن كشف عن بطنه وإذا بحجرين " لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا" الأحزاب آية 21.

    ولم يقف الأمر عند إعداد الطعام وتقديمه للجيش بل تعداه إلى تثبيت امرأة جابر زوجها وطمأنته حين دخل عليها فقال: افتضحت، جاء رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بالخندق أجمعين، فقالت: هل كان سألك كم طعامك؟ قال: نعم قالت: الله ورسوله أعلم، ونحن أخبرناه بذلك، فقال جابر: فكشفت عني غماً شديداً، وهذا يدل على وفور عقلها وكمال فضلها كما ذكر ابن حجر العسقلاني في شرح الحديث . فلما أراد الرسول (صلى الله عليه وسلم ) الانصراف نادته: يا رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) صل عليَّ وعلى زوجي، فقال (صلى الله عليه وسلم ) صلى الله عليك وعلى زوجك، فعاتبها جابر، فقالت له: اكنت تظن أن الله يورد رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) إلى بيتي ولا أسأله الدعاء.

    ومن النساء اللواتي وقفن في معركة الخندق من وراء الجيش ابنة بشير بن سعد فيما ذكره ابن هشام في سيرته تقول: دعتني أمي عمرة بنت رواحة فأعطتني حفنة من تمر في ثوبي ثم قالت: أي بنية، اذهبي إلى أبيك وخالك عبد الله بن رواحة بغدائهما قالت: فأخذتها فانطلقت بها فمررت برسول الله (صلى الله عليه وسلم ) وأنا ألتمس أبي وخالي، فقال: تعالي يا بنية ما هذا معك ؟ فقلت يا رسول الله هذا تمر بعثتني به أمي إلى أبي بشير بن سعد، وخالي عبد الله بن رواحة يتغذيانه قال: هاتيه قالت: فصببت في كفي رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) فما ملأتها، ثم أمر بثوب فبسط له ثم دعا بالتمر عليه فتبدد فوق الثوب ثم قال لإنسان عنده: اخرج في أهل الخندق أن هلمَّ إلى الغذاء فاجتمع أهل الخندق عليه فجلعوا يأكلون منه وجعل يزيد حتى صدر أهل الخندق عنه، وإنه ليسقط من أطراف الثوب.

    أما موقف صفية بنت عبد المطلب عمة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فكان موقفاً بطولياً حين قتلت اليهود الذي حاول أن يقتحم مكان النساء، فقد روى الحاكم عن صفية بنت عبد المطلب أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) لما خرج إلى الخندق جعل نساءه في أُطم (البناء المرتقع) يقال له: فارع وجعل معهن حسان بن ثابت، فجاء اليهود إلى الأطم يلتمسون غرة نساء النبي (صلى الله عليه وسلم ) فترقََّى إنسان من الأطم علينا، فقلت له: يا حسان قم إليه فاقتله فقالت: والله ما كان ذلك فيَّ ولو كان ذلك لكنت مع النبي (صلى الله عليه وسلم ) فقلت له: اربط هذا السيف على ذراعي فربطه فقمت إليه، فضربت رأسه حتى قطعته، فقلت: خذ باذنيه فارم به عليهم، فقال: والله ما ذلك فيَّ فأخذت برأسه فرميت به عليهم فتضعضعوا وهم يقولون: قد علمنا أن محمداً لم يكن ليترك أهله خُلوفاً ليس معهن أحد. قالت وكان رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) إذا اشتد على المشركين شدَّ حسان مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) وهو معنا في الحصن.

    وربما يحمل معنى هذا الحديث عند الناس أن حساناً كان جباناً شديد الجبن عندما قالت له صفية رضي الله عنها في أمر اليهودي حين قتلته.

    ورد بعض العلماء فقال: لو صح هذا لهجي بن حسان، فإنه كان يهاجي الشعراء كضرار وابن الزبعري وغيرهما وكانوا يناقضونه ويردون عليه، فما عيَّره أحد منهم بجبن ولا وسمه به فدل هذا على ضعف هذا الحديث، وإن صح فلعل حسان أن يكون معتلاً في ذلك اليوم بعلة منعته من شهور القتال.

    ولقد فهمت نساؤنا في فلسطين في زماننا هذا دورهن حيث ضربن أروع الأمثلة لهذا الفهم والدور الذي يجب أن يقمن به، فها هن خنساوات فلسطين قدمن أولادهن في سبيل الله ثم وقفن شامخات بكل ثقة ويقين، يستقبلن المهنئين في عرس الشهادة، وسيظل هذا الفهم بإذن الله تعالى لدى نساء الصحوة الإسلامية في فلسطين حتى يكتب الله لشعبنا النصر والتحرير وما ذلك على الله بعزيز.


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  2. #2
    الصورة الرمزية سحر الليالي أديبة
    تاريخ التسجيل : Sep 2005
    الدولة : الحبيبة كــويت
    العمر : 38
    المشاركات : 10,147
    المواضيع : 309
    الردود : 10147
    المعدل اليومي : 1.50

    افتراضي

    بارك الله فيك أخي عدنان على هذا الموضوع الجميل

    جزالك الله خير الجزاء

    دمت بخير

  3. #3
    الصورة الرمزية عدنان أحمد البحيصي شهيد العدوان على غزة 2008/12/27
    تاريخ التسجيل : Feb 2003
    الدولة : بلد الرباط (فلسطين)
    العمر : 41
    المشاركات : 6,717
    المواضيع : 686
    الردود : 6717
    المعدل اليومي : 0.87

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سحر الليالي
    بارك الله فيك أخي عدنان على هذا الموضوع الجميل

    جزالك الله خير الجزاء

    دمت بخير

    أخيتي سحر الليالي


    يسرني مرورك هاهنا

    وبارك الله فيك

  4. #4

  5. #5
    قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : Oct 2005
    المشاركات : 527
    المواضيع : 25
    الردود : 527
    المعدل اليومي : 0.08

    افتراضي

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    أخي الكريم عدنان الإسلام
    بارك الله فيك وجزاك الله عنا كل خير دنيا وآخرة
    موضوع رائع وموفق في طرحه دمت بخير
    ونلتقي على طاعة الله ورضاه أختكم في الله خوله
    إبنة اوطن الجريح .

  6. #6
    الصورة الرمزية عدنان أحمد البحيصي شهيد العدوان على غزة 2008/12/27
    تاريخ التسجيل : Feb 2003
    الدولة : بلد الرباط (فلسطين)
    العمر : 41
    المشاركات : 6,717
    المواضيع : 686
    الردود : 6717
    المعدل اليومي : 0.87

    افتراضي

    أخيتي خولة بارك الله فيك

    شكرا لك لمرورك الطيب


    ونلتقي على طاعة الله
    لنرتقي يواحة الخير


    شكرا لك

المواضيع المتشابهه

  1. المنهج ودور القائد البصير
    بواسطة هشام النجار في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 23-10-2014, 07:13 AM
  2. غزوة الأحزاب فى القرآن
    بواسطة رضا البطاوى في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 30-03-2014, 09:09 PM
  3. حديث الأسبوع .... \ الأحزاب السياسية في الميزان
    بواسطة رفعت زيتون في المنتدى الاسْترَاحَةُ
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 14-02-2011, 05:15 PM
  4. عملية الاختطاف رقم 11 في سجل القسام الجهادي
    بواسطة عدنان أحمد البحيصي في المنتدى مُنتَدَى الشَّهِيدِ عَدْنَان البحَيصٍي
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 12-07-2006, 02:22 PM
  5. الأحزاب العربية بين الواقعية والخيالية الغريبة
    بواسطة مهند صلاحات في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 06-12-2004, 11:35 PM