جارة القمر

سلام اللـه عليك ورحمته وبركاته

تحية قطفتُها لكِ من قلبي

حوراء الحبيبـة،

جارةُ القمـر مشتاقةٌ لكِ شوقَ الأرض للغيث، كثيراً كثيراً !
أرسلتُ لكِ معَ النسماتِ قصائدَ شوقٍ ودعاء، حاولتُ جاهدةً ألاّ أفتح للدمعِ باباً لكنّـه استفزّني وهَطَــل !

حفظكِ ربّي ورعاكِ، وجعلَ السعادةَ تاجَ قلبِكِ وخطوِكِ أينما حللتِ وارتحلتِ
حوراء، لاتنسي وصيتي :ابتسمي ودائماً

ننتظركِ بكل الشوق والوفاء
لكِ قلبي
وألف باقة من الورد والندى

يا جارة القمر
يا شقيقة لم أرها بعد
يا قلباً حمل همّ أوجاع نبضي
أي شيء صنعت بكِ ؟
أأنا أحبكِ و أسقيك الذبول على ظمأ ! ويح روحي ما أشقاها الآن بمحبتكِ يا أخيّة ! فمتى تنزعين علائق الود عن شغاف قلبكِ ؟ متى يا أسماء تكفين عن حبي ؟
لم يعد الوداد بيننا سنابل قمح مثقلة بالخير .. بل حبيبات خاويات من الراحة تثني عودها عواصف الوجع المقيم في فؤادي ، فما حصادكِ يا كل الأسماء الطيبة ؟ ما حصادكِ !
أي شيء ستجمعين لشتائك القاسي ، و ما ميرتكِ مني ؟!
قلب جفت فيه عروق الحياة حتى خوى ، فأي جرعة ود سقاكِ و أي لقمة وداد يقتسمها معكِ ؟!
لا تحملي إلي في إيابكِ سلاسلاً محملة بالأمل و لا تحزمي إلي مع العودة حقائب تسكنها الهدايا من فرح ؛ فقد آن أن تتعلمي أن الحقل استوطنته حرائق الهجير و هجرته ربابات الغداة ، و لا تكف رياح السموم عن الزيارة .. زيارة ثقيل .
أرأيتِ ما فعلت بكِ صحبتي ؟ سهر دائم و وجع مقيم ! فأي صحبة ترجو منها الروح و هذا نتاجها ! فهل لا زلت تأملين أن تراقصي الفرح بين يديك وليداً ؟
أمالكِ عريضات يا ابنة الخير .. آمالكِ عريضات و الله .
كفي عن التعلق بأستار صحبتي فالخيوط أوهى من أن تتحمل أثقال حبكِ الكبير و ارقبي ضياء القمر ينير وجهكِ الجميل ، فإن لم يكن ضياؤه لكِ .. فلم يكون ؟!

العزيزة حوراء
أراك في اجنحة الطيور مسافرة مع الكلمة الجميلة
اراك في تباريح الصباح تبوحين للضوء الحزين
أحاسيس فراشة غجرية يقتلها الشوق
لذيذ نصك يا اختاه
مودتي

أدعو الله عزَّوجل أن تعود أسماء إلينا سريعاً وتخرجك أختي الغالية الحرَّة حرَّة من وحدتك
إنه على كلِّ شيء قدير

و أنا الآن أدعو الله أن تعودي إلى واحتك يا زاهية ، فقد اشتقنا إليك .

كل ودي .

لكنكِ الفضلى ؛ فهاهي أشواك الصبر بين يديك تغدو زنابق .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اختي الغالية حرة ما اروعها من كلمات احسست تنفذ الى اعماقي .
رائعة بحق كلماتك ..........
شكرا لهذا القلم الاكثر من رائع

شكر الله لك جميل المرور و عذب التعليق .

كل ودي .

ما شاء الله
الله أكبر
أدام الله هذه الأخوة والصداقة والتوافق به وله سبحانه... دائما إن شاء الله
فلنجعل حزننا إيجابيا، يعيد النبض لحياتنا، ويدفعنا للجد والاجتهاد
الحزن الذي وصف بأنه حزن الصادقين المخلصين أمثالكما
نحسبكما على خير
هذا وندعو الله أن يزيل عنكما الكرب والحزن ويجعلكما من أهل الجنة حيث لا هم ولا حزن
(وقالوا الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن)

آمين ، و لك بمثل ما دعوت و زيادة .

نحن في شوق إليك يا أخيّة ، فكوني بخير أينما كنت و حيثما .

كل ودي و ودادي .

إلى حرة إلى اسماء
يا جارة الوادي
نحو اليسار بصيرتي
ترنو لأسلاك غفت
أشواكها فوق الجدا
خلف الجدار
يا نظرة ثكلى السها
نجم المحال
فتلوح في أفق التشرد غيمة
حبلى بأكوام السواد
أمامها سرب الضياع
فلا يراع ظهيرتي
فيه المداد
ولا الدفاتر في كنانتها
بياض أو سؤال
كيما يسطر أمسَها
فجرُ الفصاحة من براءته المراد
بحر الصقيع على الجلود
محنط وأنامل
الفوضى تجوس بملحِها
المنبوشِ ِ من تل الجماد
إن ماج في ذهني هوى
نحو اليمين
مجنحَ الأفكار
للقطب الأسير
برؤية التخمين
للرؤيا وطار
أقتات من صبر
الخيالِ
على ذرا كسيت
عواءُ هضابها بعيون
قانصة الجدال
وإن استخفت نظرة
بعيون من تحصى الرؤى
ونهلت من نبع المحال
وشرعت أبحر
فكرتي
ما بين أمواج الحوار
وبين عاطفة المجون
لعلها تـَجري
بأشرعة الأنامل
والسوار
لاقيت إعصار العثار
تلتف من أقصى
اليمين إلى الشمال
أبدو كقرصان الحسان
معربدا بين القناني
والخوان
ويداي في عبث القرار
توقعان على الجرار
بأصابع المشلول
مذهولا بما صنع الكبار
فوق السطور محاولا
عبث الكلام أخطه بغناء
مجداف الملام مرددا
( يا جارة الوادي)
سلام
وطربت من سكر التصعلك
بين أروقة الصناعة
والتجارة ساسها
حبل النفاق
بعد أن طار الحمام
وغدوت من( شوقي)
إلى وتر الصباح
مراودا سحر القوافي للدجى
حيران من غلس
السواحل تكتسي ثوب الغمام
فعادني ( ما يشبه الأحلام )
من ذكرى تضمد غربتي
بكرى عيون وشائج
سبحت بآفاق الخصام
( ولقد ذكرتك )
أمتي ليلا وأسياف الطغاة
على دمي ولغت به
خمسين عاما
في فمي
ماء تفجر نبعه
من طهر هاجر
زمزم
**********
حول البحار مراودا
جدلا لأعبر شاطئا
ضاق السفين بملحه
وصخور أسنان العباب
تردني
فإذا المراكب ترتدي
سود النوازل
لا مجال
لأن أرى غير السنابك
والأسنة والحراب
وبمرفأ التخمين
مجدافي هوى للقاع
لا جدوى
ولا ( جودي) السلامة مبحر
قبطانه نوح السراب
ولقد ذكرتك
سالفا والذهن في وكر الغراب
لكنني ـأسفاـ
أردد إنني
ما زلت أجتاح الإجابة
لا يفارقني
الجواب
يا أيها الوجه الملطخ
بالأسى
بالأمس بالزيتون
بالقمح المدمى
إن قسا
غصن على عش الصغار
لا بد من قطف الثمار
حتى وإن فرضا رسا
طين على جلباب
عذراء الخمار
******
ليل العروبة ثيبٌ
حمل الظلام بلا رحم
في عينه كبر الزناة
فأفسدوا قمر البراءة
والطفولة خانها
قنديل حارسة القيم
نصبت موازين الفحولة
فوق أشداق الأثافي
واللجم
منها الخيول
سدى ترفرف للذرا
ولجارة الوادي تنادي
ويحكم
عذراء تــُوأد عفة
كرفات غبراء الندم

كم كنت بحاجة لأسطرك هذه تسقيني بعض البلل و قد جفت الأرض و غيض الماء ، و السماء عارية .. عارية إلا من كرة نار .

غابت أسماء و ربما لن تعود ، و سيغدو القمر بلا جارته يتيماً !

تفتقدك الواحة أيها الفاضل فكن بخير أينما كنت و حيثما .

كل التقدير لك .

أما زال في هذه الدنيا من يحمل بين جنبيه هذا النقاء والطهر والوفاء ، أما زال في أبناء العربية من يحمل بين أنامله قلما يمتاح من قلبه برشاء العقل دررا وجواهر كلم كلما تطاول بها الزمان عرفت نفاستها ، وأنها من معدن نادر مركب من طهر القلب ، وشفافية الروح ، وحصافة الفكر ، وسحر البيان .

ما الذي أراه هنا يا أختاه ؟ أهما شمس وبدر يستبقان الخطو عشقا ولهفة كلاهما يجري خلف صاحبه ، فلا يظفران إلا بليال معدودة تشرق فيها حروف الشمس على صفحة البدر .

ما الذي أراه هنا ؟ كأني أرى بكِ يمامة خرجت من قفصها ، فإذا الأزهار ذابلة ، والأيك شوك ، والأنهار آسنة ، والنسائم أعاصير ، والعصافير غربان ؟!

رفقا بنفسك ، فالله أخرج ذا النون من ظلمات بعضها فوق بعض ، وإن الفرج لقريب ، وإن مع العسر يسرين .

جمع الله بينكما في جنات النعيم على سرر متقابلين

جفت الورود وسقطت بتلاتها ، ولم يبق إلايباس الشوق يدمينا ..
قد التقيتما في جدب الوفاء ، على نبع نقاء زلال ، يسقي غراس الأمل في أكفكما ، فتفتق الفل والياسمين ، وعشعشت يمامة رافقتكما رحلة عمر جمعكما رسول شوق ..
جارة القمر أيتها الحرة الآن هناك ؛ في أصيلة تصطاد الموجات الفارة ، تسكنها مواجعها ، ةتهدي البحر في كل يوم زنبقة ، وتزرع في كل صدفة من أصدافه حلما ..
هي هناك حيث القمر سكن صفحة الماء ، وخط أسطورته الأزلية ، وقصة عشقه للشمس التي ما فتئ في سفر إليها ، بقطفان أدمع العشاق لآلئ ، ليصنعا منه قلاة لأمير الشوق الآتي على صهوة جواد من نور ، مشرعا رمحه المسنون في وجه جيوش الألم الزاحفة إلى قلبيكما .
جارة القمر أيتها الزنبقة البرية هناك ، تجوب أزقة أصيلة ، تقطف نوار البرتفال ، تطرز به ثوب الأمل ، لترسله لك مع يمامتها ساعة شروق ، وتغزل من خيوط الشمس أرجوحة مزينة بزهور البنفسج ، لموعد ضربته مع الشوق لتلتقيك ..

الزنبقة حرة ..
جارة القمر أسماء ..
ما أجملكما بهذا التواد ، وههذه المشاعر الصادقة النبيلة ، وهذه الأواصر الإتساتية التي تجمعكما ..

عذرا لفقر حرفي وغثاثته أمام إبداعكما ..
تقبلا محبتي في الله وودي وطاقة ورد قطفتها من روض القلب .

يكتنز هذا الحرف


أضعه في الضفة اليسرى

كباقة أنيقة مسحورة

لا تتكرر