|
رمزَ الفداءِ وآيةَ الأحرارِ |
سِرْ باختيـالٍ فـي رُبـى الأبـرارِ |
طلَّقْتَ أهواء الحياة بركلـةٍ |
نفْـسُ الكريـمِ تُـذلُّ كـلَّ إسـارِ |
ولقد بعثت النور في رحم الدجى |
وأزلتَ سِتْرَ الليـل بالإسفـارِ |
طعمُ الحقيقةِ حين ذُقْتَ رحيقه |
أجلى الغيوب وأظهرَ ا لمتـواري |
فتلألأتْ أشواقُ نفسك فرحةً |
وتأ لقـت شغفـا بـذي الأنـوارِ |
تاقت إلى المجد العظيم ودورهِ |
روح تسا متْ عن دنـئ العـارِ |
ففككتَ عنها قيدها فتململـت |
مشبوبـة تبغـي رضـا القهـارِ |
ما شدَّها طيفُ لدنيا أو ونى |
من عزمها بـرقٌ لمُلْـكٍ جـاري |
قُمْ علِّمِ الدنيا الفـداءَ وحبـه |
واحيـي قلوبـا عُلِّقـت بالـدارِ |
يا مَنْ سما فوق الخطاب ولفظه |
وعلا عن التنظيـرِ والأعـذارِ |
لم تنثنِ 0 لمَّا دعاك أجبته |
أرخصتَ روحا في نـداءِ ا لبـاري |
وقد اشتراها نفحةً عُلْويةً |
نعم المباعُ 0 ونعـم نعـم ا لشـاري |
وأتاك من حور الجنانِ وخودها |
ما قد سما وصفا عن الأشعـارِ |
والآن روحك في الخلود محلقٌ |
رفض البقاءَ على شفيـرٍ هـارِ |
عشرون عاما في ا لدنى أغليتها |
بقرون أمثالـي مـن الشُّعَّـارِ |
عشرون عاما قد حُمِدتَ وربِّنا |
من ذا يطاولهـا مـن الأعمـارِ |
عشرون عاما بالجهادِ ختمتَها |
أخجلتنـا فـي مُلكنـا الغـرارِ |
كم من زعيم عنتري في الوغى |
حمل اللسـانَ وقلبـه لفـرارِ |
كم من زعيم قد أضاع أمانةً |
خوفا على مُلـكٍ كسيـفٍ عـاري |
كم من زعيم قد توارى لوْ لهُ |
بالمكرُماتِ تواصـلُ الأحـرا رِ |
لبسوا لباس المُلك فيهِ تنافسوا |
وكساكِ ربُّكَ من لبـاس ِ وقـارِ |
جمعوا ا لحشودَ لقمةٍ محمومةٍ |
فتمخضت عن ألف ألـف قـرارِ |
ذلٌ وتسليـم وكـلُّ مهانـةٍ |
بُعـدا لـكـل مُـخَـوَّنٍ غــدارِ |
لم يبلغوا رغم ارتفاع عروشهم |
من بعض فضلك ما مدى معشارِِ |
أنت الجدير بكل كل كرامةٍ |
أنت الرفيـعُ وغيـركَ المتـواري |
أنت الذي قد نال كل المبتغى |
روحا ترفرف في جوار البـاري |
زينَ الشبابِ تحيةً و محبـةً |
مـن كـل قلـب بالهـدى مـوارِ |
وا قرأْ سلامي للنبي وصحبه |
ما حـن قمـريٌ علـى أشجـارِ |