كانت تطعم أصغر الأولاد و تلاعبه
لم تنتبه لعينه تراقب المشهد السحري
و ليست ترى من سحره إلا بصيص ابتسامة الصغير لوالدته
لم تلمح عينه سكون الليل الأسود في شعرها المنسدل برقة
و لا أسرت للون الكحل في عينيها
ما يزال في غيبوبة ....
ربما كانت تلمس اعتراضه على سواد الليل و رغبته في إشعال ناره كتلك الصورة الزيتية التي رسمتها يده منذ زمن بعيد
رأتها معلقة على حائط منزلها منذ دخولها عروسا لهذا المنزل
و لكثرة تعلق العينين بنار الصورة حزمت أمرها
و عادت إلى البيت يوما بشعر ناري
و كان أن ابتسم راضيا
فرحت يومها
أحبت ابتسامه الحب من عينيه الغاليتين
و لكن لون النار غادر الليل الساكن بعد أسابيع
و عاد يبتسم للوحته الزيتية فقط
-و من يفسد ظلام الدجى بلون النار
-ألم يكفيه ضوء القمر في ليلي هنا
حيرة و استغراب ......غربه و دموع
و بعيد عن العين بعيد عن القلب
نسيت في دوامه البيت عينيه
و ما عادت تجري خلف نظرة الحب تلك
بخيل أنت يا صاحب النار
أما ليلي أنا فلن أفسد جماله و لن ينيره إلا القمر
و غرق في لوحاته و ناره المحببة
و لون الليل الحزين ما استطاع يلفته عنها
اقترب العيد
و في مركز التسوق كان الموعد
جامدا كصنم ..يحدق مذهولا
أربعة أولاد مع والديهم
ناره كانت تشتعل فوق رؤوسهم
و الأم هي صاحبة اللوحة الزيتية
عشر سنين و هي تراها على حائطها
و هي اليوم على أرض مركز التسوق
كانت السيدة تخفي النار و لكن ضياءها ما يزال يشع خلف الأستار
و لمحته ..و ابتسمت
و اقتربت منه تمسك يد زوجها
-مرحبا أستاذ عادل
ألا تذكرني
غيداء من قسم الفن التشكيلي
أعرفك زوجي محمد
محمد هذا أستاذي عادل
كان لي كالوالد أيام الدرس
أستاذي القدير أتسمح أن أناديك أبي
و ارتبك صاحب النار
و في المنزل أدركت مصدر ناره و كان قلبها ينطق سعادة
أنزلت نارا أحرقت يوما قلبها
و علقت لوحة رسمتها ريشتها هي
تحكي قمرا ينير ليلا داجيا
و للقمر عين كحيلة
تنظر أخر جمرات ناره