الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
أشكرك عزيزتي نورية
ما شاء الله جهد طيب منك
وجزى الله الدكتور إسلام خيرا على إضافته القيمة الهامة
وبالطبع لا نستطيع إنكار ما جاءت به المدارس النفسية عامة
ولا نستطيع إنكار مدى استفادتنا منها
والاعتراف بتقصيرنا دينا ودنيا
ولكن هذا لا يدفعنا إلى الوقوف موقف التسليم والتلقي لكل ما جاءت به ولا الرفض له بمجمله
فعندما ندرس مثلا علم إجتماع الجريمة أو العائلة أو التربية أو علم النفس الإجتماعي أو العيادي أو أو نشعر أن هناك حلقة أو حلقات مفقودة
وأحيانا نشعر أن ما فيها صوابا لكن ليس بتلك الطريقة وليس بذاك التعقيد وليس بذاك الغموض
ونشاهد التناقض والتخبط عندما نرى رفضهم مثلا لنظريات فرويد ثم تعاملهم على أساسها في موضع تطبيقي آخر
وطبقنا تجريب المدرسة السلوكية وتمرنا عليها فوجدنا فيها من النقص ما فيها إلى جانب النقد الذي وجه لها
إن ديننا الحنيف لا يرضى لنا الرضى بالباطل وليس مسموحا لنا التكيف معه حتى التكيف السلبي ليس مسموحا
" من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان"
والانكار القلبي هو المغادرة والمفارقة لقوله تعالى "وإذا سمعت آيات الله يكفر بها ويستهزء بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذن مثلهم.."
إلا في حالات الإكراه المعتبر شرعا
والأمراض النفس_جسمية هي نتيجة التناقض بين تصور الإنسان وتصور المجتمع المحيط به
فبالرغم من أنه على حق وللطاعة والإيمان حلاوة لكن الإنسان أيضا يتألم ويحتاج إلى جماعة وإلى شعور بالمشاركة والتضامن وو
ولكن هذا لا يقدح بالحق بل هو سنة الله تعالى وابتلائه وحكمته ولن تكون الصحة النفسية بالحصول على جماعة وخسارة رضى الله تعالى
ثم هذا الصراع الذي جعلوه طبيعيا ومحتما بين الهو والأنا والأنا الأعلى يلغي حقيقة الفطرة التي فطر الله الناس عليها
"كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه"
ولو ترك لفطرته لجرت حياته سلسة حلوة سهلة طيبة
وحقيقة النفس اللوامة أوسع كثيرا من الأنا الأعلى
فالأنا الأعلى تتكون من العادات والتقاليد والتربية والتعليم والمحيط ووو
ولكننا نرى من يفارق أهله ويرى في نفسه داعيا للحق الذي لم يسبق له أن تعلمه أو عايشه بين قومه
إنه داعي الحق والفطرة التي في نفسه
(وايضا ترضي الانا الاعلى بان لا تفعل اي شيء خطأ يثيرها ويستفزها... في هذه الحالة فقط ستكون الانا مطمئنة هادئة آمنة)
عندما تتغير الفطرة تنقلب الموازين وتتغير وقد يصبح الحق باطلا والباطل حقا والخطأ صوابا والصواب خطأ، ثم تلتزم الشخصية بما تعتبره صوابا وتبتعد عما تعتبره خطأ لكنها تبقى غير مطمئنة وغير هادئة وغير آمنة وهو ما نشاهده في أنفسنا وفي مجتمعاتنا
لأن الاطمئنان هو في السير مع هذا الكون وفي ركب السنن التي لا تتغير
أعاننا الله وإياكم على فعل ما يرضيه سبحانه ويسمو بنا إلى النور والخير
رد مع اقتباس
