أحدث المشاركات

قراءة في مقال حقائق مذهلة عن الكون المدرك» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» بكاء على الاطلال» بقلم أحمد بن محمد عطية » آخر مشاركة: أحمد بن محمد عطية »»»»» مصير الكوكب على متن الشراع الشمسي» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة فى بحث تجربة ميلغرام: التجربة التي صدمت العالم» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» وذُلّت الأعناق مقتطف من رواية قنابل الثقوب السوداء...» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح »»»»» الفصل الثاني من رواية وتستمر الحياة بين يأس و تفاؤل الأم الجريحة» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» و تستمر الحياة بين يأس و تفاؤل الفصل الأول من الرواية بقلم بوشعيب» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة في بحث أمور قد لا تعرفها عن مستعمرة "إيلون موسك" المستقبلية» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» نعم القائد» بقلم عطية حسين » آخر مشاركة: احمد المعطي »»»»» قراءة في مقال يأجوج و مأجوج ... و حرب العوالم» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»»

صفحة 1 من 7 1234567 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 63

الموضوع: من نفائس القرآن الكريم اللغوية والنحوية

  1. #1
    قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : Dec 2005
    الدولة : طير عراقي مهجر
    العمر : 57
    المشاركات : 324
    المواضيع : 45
    الردود : 324
    المعدل اليومي : 0.05

    افتراضي من نفائس القرآن الكريم اللغوية والنحوية

    من المعروف عند كثيرين أن القاعدة اللغوية تفترق عن القاعدة النحوية ، فالقاعدة اللغوية هي التي تحكم اللغة ، والقاعدة النحوية هي التي تحكم اللسان ، هنا نعرض ـ بإذن اللـه تعالى ـ قاعدتين لغويتين وردتا في القرآن الكريم .
    قال تعالى : (( واذكر اسم ربـّك وتبتـّل إليه تبتيلا )) من سورة المزمل : 73 / الآية 8 .
    الفعل : ( تبتـّل ) مصدره : ( تبتّلا ) مثل : ( تكلّم ـ تكلما ، تحصّن ـ تحصنا ، تنبّه ـ تنبّها ) .
    والفعل : ( بتـّل ) مصدره : ( تبتيلا ) ، مثل : ( كلّم ـ تكليما ، حصّن ـ تحصينا ، نبّه ـ تنبيها ) .
    هذا يعني أن النص القرآني الكريم استعمل فيه الفعل ( تبتـّل ) مع مصدر الفعل الآخر ( تبتيلا ) ؛ لأن الفعل ( تبتـّل ) ( تبتلا ) وليس ( تبتيلا ) .
    كانت العرب إذا سلكت هذا النمط من الاستعمال فإنها تقصد به التدرج في الحكم المنصوص عليه في النص ، والفعل : ( تبتـّل ) يعني ( تعبّد ) ، وبما أن العبادة لا تأتي مرة واحدة ، وإنما هي سلوك يمارسه المتعبد بالتدريج ؛ لذلك جاء معبرا عنه بهذا النمط ، ومن هنا وضعت القاعدة اللغوية : ( إذا استعمل مصدر لفعل مع فعل آخر يشترك معه في الجذر المعجمي للكلمة ( ب ت ل ) فإن ذلك يفيد التدرج في الحكم المقصود في النص ، ومعنى النص : ( انقطع إلى اللـه عما سواه بالعبادة انقطاعا يختص به واستغرِق في مراقبته ) ..
    ومن هذا المعنى قوله تعالى : (( واللـه أنبتكم من الأرض نباتا )) من سورة نوح : 71 / الآية 17 ؛ لأن الفعل : ( أنبت ) مصدره : ( إنبات ) وليس : ( نبات ) ؛ لأن : ( نبات ) مصدر للفعل : ( نبت ) ، فكما أن النبات لا ينبت ويكبر ويثمر مرة واحدة ، كذلك العبادة .
    ــــــــــــــــــ
    وقال تعالى : (( يا أيّها النـّبيّ قل لأزواجك إن كنتنّ تردن الحياة الدّنيا وزينتها فتعالين أمتّعكنّ وأسرّحكنّ سراحا جميلا )) من سورة : الأحزاب : 33 / الآية 28 .
    الفعل : ( سرّح ) مصدره : ( تسريح ) ، ولفظ ( سراحا ) اسم مصدر . استُعْمِلَ الفعل هنا مع اسم مصدره ؛ لأن هذا الاستعمال في اللغة ـ وعلى وفق ما استعملته العرب ـ له وجهان :
    ( 1 ) أن يسرحهن النبي ( صلى اللـه عليه وسلم ) تسريحا جميلا .
    ( 2 ) وأن لا يسرحهن النبي ( صلى اللـه عليه وسلم ) تسريحا جميلا .
    فإذا استعمل الفعل مع اسم مصدره جاز حدوث الأمر من عدم حدوثه ؛ ولذلك قال الشيخ الجليل عبد اللـه بن عباس ( رضي اللـه عنه وأرضاه ) في قوله تعالى : (( وكلم اللـه موسى تكليما )) من سورة النساء : 4 / من الآية 164 لو كان اللـه قد قال ( وكلم اللـه موسى كلاما ) لجاز حدوث التكليم الحقيقي من عدمه ، فلما قال تعالى ( تكليما ) يعني أن التكليم قد وقع فعلا ؛ ولذلك قيل في سيدنا موسى ( صلى اللـه عليه وسلم ) : ( كليم الـله ) ؛ لأن اللـه كلمه على وجه الحقيقة .
    لأن الفعل : ( كلّم ) مصدره : ( تكليما ) ، واسم مصدره : ( كلام ) .
    واللـه أعلم .

    انتهت الحلقة الأولى ....

  2. #2
    الصورة الرمزية د. سلطان الحريري أديب
    تاريخ التسجيل : Aug 2003
    الدولة : الكويت
    العمر : 58
    المشاركات : 2,954
    المواضيع : 132
    الردود : 2954
    المعدل اليومي : 0.39

    افتراضي

    سأكون أول الحاضرين في الحلقة الثانية ، وسأتابع مسلسلك الشيق الذي يقف على جواهر من كنوز القرآن العظيم ..
    شكرا لك يا د. حقي على هذه الفائدة .
    ولك مني خالص الود والتقدير
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  3. #3
    قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : Dec 2005
    الدولة : طير عراقي مهجر
    العمر : 57
    المشاركات : 324
    المواضيع : 45
    الردود : 324
    المعدل اليومي : 0.05

    افتراضي

    الأخ الفاضل دكتور سلطان الحريريّ .
    تحيّة طيّبة ، وبعد ؛؛؛
    فقد تركت أثرا بالغا في ذاتي بمرورك الكريم ، وسأكون ـ بإذن اللـه تبارك وتعالى ـ من المواظبين جدّا ما مكّنني اللـه ـ تعالى ـ على إيداع هذه الحلقات ، وأعدك خيرا ، ستكون حلقة في كلّ أسبوع تشتمل على جواهر اللغة القرآنيّة ونفائسها ، وبتوسّع يسير ...
    أحيي في حضرتك حضورك .
    تقبّل تقديري .
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  4. #4
    قلم فعال
    تاريخ التسجيل : Jul 2004
    الدولة : غزة فلسطين
    العمر : 72
    المشاركات : 2,005
    المواضيع : 323
    الردود : 2005
    المعدل اليومي : 0.28

    افتراضي

    بارك الله فيك أخي الدكتور حقي على هذه الكنوز الثمينة
    وسأكون أول المتابعين ( آسف .. ثاني المتابعين ) لهذه الدرر الثمينة
    دمتم بألف خير
    ونلتقي على طاعة الله

  5. #5
    في ذمة الله
    تاريخ التسجيل : Sep 2005
    المشاركات : 3,415
    المواضيع : 107
    الردود : 3415
    المعدل اليومي : 0.50

    افتراضي

    ما أعظم ولا أبهى من الجلوس في معية الله ، والحديث والتمعن بجليل وعظيم الكلمات .

    بارك الله لك في حُسن التوضيح والشرح أستاذي الفاضل
    د . حقي إسماعيل

    ومازلت أنتظر بقية الحلقات ، بعد التسبيح والشكر لله ، على جميل تواجدك بمتصفحنا بالواحة الموارفة بجميل المعاني والإبداع الثقافي والديني والأدبي .

    تحياتي أستاذي

  6. #6
    قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : Dec 2005
    الدولة : طير عراقي مهجر
    العمر : 57
    المشاركات : 324
    المواضيع : 45
    الردود : 324
    المعدل اليومي : 0.05

    افتراضي

    أخي الكريم أستاذ عطية العمري .
    أختي الكريمة أستاذة عبلة محمد زقزوق .
    تحية صادقة ـ بإذن اللـه ـ لحضرتكما .
    أشكر لكل من حضرتكم المرور الأثير ها هنا ، وأدين لكما بالشكر الجزيل على ما سطر كل منكما من كلمات بحق المشاركة .. بإذنه ـ تبارك وتعالى ـ سأقوم بنشر هذه الحلقات من القرآن الكريم ، تركتما عبقا متوهجا شذاه في هذا المكان . قد جمعنا اللـه ـ جل وعز ـ على طاعته وستدوم المعاشرة في ظلال كتابه العظيم ـ بمشيئته ـ .
    تقديري .

  7. #7
    قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : Dec 2005
    الدولة : طير عراقي مهجر
    العمر : 57
    المشاركات : 324
    المواضيع : 45
    الردود : 324
    المعدل اليومي : 0.05

    افتراضي من نفائس القرآن الكريم اللغوية / ح 2

    ومن النفائس اللغوية والنحوية في القرآن الكريم قوله تعالى : (( من ذا الذي يقرض اللـه قرضا حسنا فيضاعفه له أضعافا كثيرة واللـه يقبـض ويبسط وإليه ترجعون )) من سورة البقرة : 2 / الآية 245 .

    حيث نجد أن الفعل : ( يقبض ) ، والفعل : ( يبسط ) فعلان متعديان بالأصالة ، بدلالة قبول كل منهما هاء المفعول ( هاء غير المصدر ) ، ولكنهما وردا لازمين على مستوى الاستعمال ؛ لأمور ، منها :
    ( 1 ) : عدم إرادة المفعول : ( المقبوض ) ، ولا : ( المبسوط ) ، بل أريد التركيز على الحدث الموجـود في الفعل : ( القبض ) ، و : ( البسط ) .

    ( 2 ) : والتنصيص على شمولية زمنٍ ( استمراريته ): ( القبض ) ، و: ( البسط ) ، حيث لا يمكننا أن نعرب : ( يقبض ) ، و: ( يبسط ) فعلين مضارعين ، وإن كانا كذلك في الصورة اللفظيــة ، إلا أن تحديد الزمن المضارع بالحال أو الاستقبال ، أو كليهما يخالف المعنى ، فاللـه ـ سبحانه وتعالــى ـ القابض والباسط كل وقت ؛ ولذلك كان الزمن هنا محررا عن كل قيد ؛ لأنه يقبض ويبسط متى ما شاء ويشاء .

    ( 3 ) : والتركيز على فاعل الحدث ( القبض والبسط ) ، فإذا كان التركيز منصبا على الحدثية المعززة بشمولية الزمن فإن القصد توجه إلى الفاعل الحقيقي للقبض والبسط وهو لفظ الجلالة الذي تقــدم
    على فعليه الحقيقيين ؛ لإفادة معنى الثبوت ، إذ تغير نمط الجملة من الفعلية إلى الاسميــة ؛ لإرادة
    معنى الثبوت ، فمما هو معلوم في الدس النحوي أن التعبير بالجملة الاسمية يراد به الثبـــــــوت ،
    والتعبير بالجملة الفعلية يراد به التجدد والحدوث والاستمرار ـ وهذا مما يمنحه للفعل الزمـــــــــن
    الموجود فيه ـ .
    ولذلك نزل الفعل المتعدي منزلة الفعل اللازم ومن هنا يمكن القول أن ما نصصنا عليه إنما هـــو : " عام في كل شيء فهو القابض الباسط " .
    ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــ
    ومنها أيضا قوله تعالى : (( وآية لهم الليل نسلخ منه النهار فإذا هم مظلمون )) من سورة ياسين : 36 / الآية 37 .
    استعمل الفعل : ( نسلخ ) على غير حقيقته ، على غير ما قاله النحويون ، فهو ـ عندهم ـ فعل متعد فـــي الأصل ، يقال : ( سلخ فلان جلد الشاة ) ، ولكن الذي دفعنا لأن نذكر هذا النص الكريم المعنى النحـــــوي للفعل : ( نسلخ ) ، وإعرابه ، والإعراب يتم على أساس المعنى ، حيث إنه لا إعراب بلا إدراك للمعنـى ، وكثير من الناس يعلمون أن النهار يسلخ من الليل قياسا على ظاهر النص الكريم ، لكنهم حقيقـــــــــة لا يدركون المعنى كما يجب أن يفهموه ، فالقاعدة النحوية تقول : ( إن الجمل بعد النكرات صفات ، وبعـــد المعارف أحوال ) وبناء على ظاهر النص الكريم فإن لفظ : ( الليل ) معرف بـ : ( ال ) .

    فقوله تعالى : (( وآية لهم الليل نسلخ منه النهار فإذا هم مظلمون )) ، " أي : وعلامة دالة علــى توحيد اللـه تعالى وقدرته ووجوب إلاهيته ، والسلخ : الكشط والنزع ، يقال : سلخه اللـه من دينه ، ثـــم تستعمل بمعنى الإخراج ، وقد جعل ذهاب الضوء ومجيء الظلمة كالسلخ من الشيء وظهور المسلــوخ ، فهي استعارة ...... والمعنى : نسلخ عنه ضياء النهار ، ( فإذا هم مظلمون ) أي : ظلمة ؛ لأن ضوء النهار يتداخل في الهواء فيضيء فإذا خرج منه أظلم " .

    وحقيقة الأمر أن : ( ال ) هنا لم تكن للتعريف ـ وإلا لتغير الحكم في غير القرآن الكريم ـ ، وإنما كانــــــت لاستغراق الجنس .
    وعلامة : ( ال ) التي تفيد استغراق الجنس صحة إبدالها بلفظ : ( كل ) ؛ ولذلك يكون إعراب الفعل هنــا صفة لا حالا ؛ والصفة تفيد أمرين في هذا الموضع :

    ( 1 ) الشمولية عن النعت : حيث إن النعت أخص من الصفة ، والصفة أعم من النعت .
    ( 2 ) والثبوتية : حيث إن الصفة تفيد الثبوت ، والنعت يفيد التغير .
    وهذا المعنى هو المقصود بالحكم ـ واللـه أعلم ـ .

    وعلى ذلك يكون المعنى : كل ليل نسلخ منه النهار ، فالنهار هو المسلوخ من الليل ، والليل هو المسلوخ عنه النهار ، وهي شبيهة بإخراج النور من الظلمة ، والحق من الباطل ، والعدل من الظلم ، والإيمان من الشرك ، والأبيض من الأسود .

    ومن هنا كان التنصيص على سلخ النهار من الليل ( إخراجه وانتزاعه منه ) ؛ ولذلك أريد بالزمن مــــن الفعل بالاستمرار ، فالإخراج والانتزاع المعبر عنهما بـ : ( نسلخ ) تكون مستمرة لا مقيدة ، وعلى فاعل السلخ ـ وهو لفظ الجلالة الذي يعبر عنه بالمقدرة الإلهية العظيمة ـ .
    أما لفظ : ( النهار ) فكثير من الناس ـ أيضا ـ يعربه مفعولا فيه ( ظرف زمان ) ، على أساس أنه يفيــد
    التعبير عن زمن ـ وهو ما ليس كذلك ـ ؛ لأنه لو أعرب كذلك لكان قد غيب المفعول الحقيقي للفعــل ؛ لأن المفعول فيه على ما جاء في كتب النحو هو : " زمان أو مكان ضمن معنى : ( في ) باطـــراد " ، فيكون المعنى : ( كل ليل نسلخ منه في نهار ) ، فيكون المعنى بشكل عام أن الليل هو المسلوخ مـن النهار ، والنهار هو المسلوخ عن النهار ، أي : يتغير المعنى فيكون عكس ما أريد له في النص القرآني الكريم ؛ ولذلك كان لفظ : ( النهار ) مفعولا به في الآية الكريمة ، على أساس أن : ( ال ) في لفـــــــظ : ( النهار ) تفيد استغراق الجنس ـ أيضا ـ ، كما أنه لو حذف لفظ : ( النهار ) من النص في غير القـــرآن الكريم لنقص المعنى ؛ ولذلك يتوجب ذكره فذكر .

  8. #8
    في ذمة الله
    تاريخ التسجيل : Sep 2005
    المشاركات : 3,415
    المواضيع : 107
    الردود : 3415
    المعدل اليومي : 0.50

    افتراضي

    أفادك الله أسناذنا الفاضل د . حقي إسماعيل

    الوجود معكم وبين سطوركم متعة للفكر وجميل التفكر .

    وما زلت في إنتظار باقي الحلقات .

    شكرا لك أستاذي الفاضل .

  9. #9
    قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : Dec 2005
    الدولة : طير عراقي مهجر
    العمر : 57
    المشاركات : 324
    المواضيع : 45
    الردود : 324
    المعدل اليومي : 0.05

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبلة محمد زقزوق
    أفادك الله أسناذنا الفاضل د . حقي إسماعيل

    الوجود معكم وبين سطوركم متعة للفكر وجميل التفكر .

    وما زلت في إنتظار باقي الحلقات .

    شكرا لك أستاذي الفاضل .

    العزيزة أستاذة عبلة محمد زقزوق .
    سلام عليكم .
    أشعر أن لمتابعتكم الأثر الكبير في تحفيزي على الكتابة ، كما أن لكلماتكم صدى كبيرا في تسارع نشر الحلقات .. وأعتقد أن كلماتكم أكبر من جهدي .. أعدكم أني سأكون بمستوى الفكرة التي اختزنتها ذاكرتكم .
    تقديري

  10. #10
    قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : Dec 2005
    الدولة : طير عراقي مهجر
    العمر : 57
    المشاركات : 324
    المواضيع : 45
    الردود : 324
    المعدل اليومي : 0.05

    افتراضي من نفائس القرآن الكريم اللغوية / ح 3

    من نفائس القرآن الكريم اللغوية والنحوية قوله تعالى : (( ولما جاءهم رسول من عند اللـه مصدق لما معهم نبذ فريق من الذين أوتوا الكتــــاب كتاب اللـه وراء ظهورهم كأنهم لا يعلمون )) من سورة البقرة : 2 / الآية 102 .

    فقد جاء الفعل : ( علم ) المتعدي بصيغة المضارعة وقد تقدم عليه حرف النفي : ( لا ) ، واستعمـل هنا استعمال الفعل اللازم ، واستعمال الفعل المتعدي لازما في القرآن الكريم يحمل دلالات كثيـــرة ، إذ إن التحول من التعدية إلى اللزوم له تحول في دلالة الفعل ، وإذا كان الفعلان في الآية السابقة قد استعمــــلا مثبتين فإن الفعل ـ في هذه الآية الكريمة ـ استعمل منفيا ، النفي إنما يتوجه إلى المعنى لا إلى اللفــــــظ ، ويقصد بالمعنى ـ في النحو ـ الحدث ، فجاء الحدث منفيا ؛ تناسقا مع معنى النص ودلالته ، وقوله تعالى : (( كأنهم لا يعلمون )) : " تشبيه بمن لا يعلم ، إذ فعلوا فعل الجاهل ، فيجيء من اللفظ أنهم كفروا على علم " .

    على أن قصد النفي لم يصل إلى عنصر الزمن الموجود في الفعل ، فاقتصر على نفي العلم بكتاب اللـــه ـ تبارك وتعالى ـ ؛ ولذلك توجه القصد إلى زمن الفعل ـ وهو الحال ـ لا الاستقبال ؛ لأن كتاب اللـه كان قـــد أنزل ماضيا ـ قريبا أو متوسطا أو بعيدا ـ ممتدا إلى وقت التعبير : (( كأنهم لا يعلمون )) ، ويلحــظ أن حرف النفي : ( لا ) + الفعل المضارع : ( يعلمون ) قد تحول زمنه من الحال والاستقبال إلى الماضي حقيقة .

    إن الذي ساعد في هذا التحول الزمني وجود التشبيه المعبر عنه بأداة التشبيه الـ : ( كاف ) ، فقيد الحدث بالنفي فتوجه إليه الاهتمام ، والزمن مقيد بين الماضي والحال ، وتم توجه القصد إلى فاعلي عدم العلـــم بإتيان النبي ( صلى اللـه عليه وسلم ) الكتاب .

    ولما كان المفعول قد ذكر مفصلا قبل التشبيه فلم تكن هناك حاجة لذكره ؛ لأن التنصيص كان على أربعــة مبتغيات حققها النص الكريم ؛ هي :

    ( 01 ) : العناية بالحدثية : ( منفية ) .
    ( 02 ) : والعناية بالزمنية التي يتطلبها معنى النص الكريم .
    ( 03 ) : التنصيص على فاعلي الحدث في النص الكريم .
    ( 04 ) : المحافظة على التناغم الموسيقي لنهاية الآية الكريمة مع بواقي بعض الآيات الكريمة ضمـــن
    السورة المباركة .
    ـــــــــــــــــ
    أما قوله تعالى : (( وقلنا يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة وكل منها رغدا حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين )) من سورة البقرة : 2 / الآية 35 .

    فقد ذكر الفعل : ( اسكن ) ، وهو فعل أمر زمنه مستقبل خالص ، وهو فعل ـ في الأصل ـ لازم ، واستعمل في النص القرآني الكريم متعديا ، وأكثر الأفعال اللازمة ـ وبخاصة التي يستشعر منهــا الدلالة على الظرفية ؛ زمنية كانت أم مكانية ـ إذا وقع بعدها لفظ دال على مكان محدود المساحــــة ، أو زمن محدود ( غير مطلق ) ـ تستعمل استعمال الفعل المتعدي على سبيل التوسعة في الاستعمــــــال ، ويقصد بالتوسعة ـ هنا ـ حذف حرف الجر الذي يكون بواسطة ؛ للوصول إلى المفعول الحقيقي إذا كــان الفعل لازما ، أو متضمنا معنى الفردية ، وإذا ما استعمل هذا الفعل وأشباهه استعمال الفعل المتعدي فـلا بد من أن يتضمن معنى فعل متعد ، فلا خلاف في أن اللـه ـ تبارك وتعالى ـ قد أخرج إبليس عند كفـــره ، وأبعده عن الجنة ، وبعد إخراجه قال لآدم في قوله تعالى : " (( يا آدم اسكن )) أي : لازم الإقامة ، واتخذها مسكنا ـ وهو محل السكون ـ وسكن إليه يسكن سكونا ، والسكن : النار ، والسكن : كل مـــــا سكن إليه .... ( اسكن ) تنبيه على الخروج ؛ لأن السكنى لا تكون ملكا ، ولهذا قال بعض العارفيــــن : السكنى تكون إلى مدة ثم تنقطع ، فدخولهما في الجنة كان دخول سكنى لا دخول إقامة " .

صفحة 1 من 7 1234567 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. معاني "الذكر" في القرآن الكريم.. من (الإتقان في علوم القرآن)
    بواسطة فريد البيدق في المنتدى المُعْجَمُ
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 27-07-2020, 09:55 PM
  2. من نفائس مواعظ إبن الجوزي
    بواسطة ناديه محمد الجابي في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 11
    آخر مشاركة: 24-03-2013, 03:53 PM
  3. مَن قتل مَن ؟
    بواسطة سعيد أبو نعسة في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
    مشاركات: 19
    آخر مشاركة: 01-12-2006, 10:20 PM
  4. من أغلاط المثقفين اللغوية والنحوية
    بواسطة د . حقي إسماعيل في المنتدى عُلُومٌ وَمَبَاحِثُ لُغَوِيَّةٌ
    مشاركات: 74
    آخر مشاركة: 10-11-2006, 11:54 AM