|
ذكرى تمر والـف طيـف يعبـر |
وشذا السنا مسكـا زكيـا ، ينشـر |
ومعالـم بكـت السمـاء غيابهـا |
كانـت لنـا قلـلا تتيـه وتزخـر |
جادت بها الأيـام ، لمـا أقبلـت |
جنـد الحمـاس بعزمهـا تتبختـر |
وتغنت الأرجاء ، وهـي سعيـدة |
بروائـع النصـر القريـب تبشـر |
ذكرى انطلاقـة دعـوة عملاقـة |
أسد الشرى تمضي بهـا وتزمجـر |
يا دعوة الياسيـن ، أنـت منـارة |
كل المنابـر تحتهـا ، تتصاغـر |
أقوت لك العزمات ، فهـي كليلـة |
والعـزم فيـك مثابـر يتسـعـر |
لمـا رمـوك بكـل داهيـة ذوت |
وترنحت صرعـى تخـر تكسّـر |
وشمخت أنت على الورى ، في عزة |
يـا دعـوة القسـام ، لا تتـأثـر |
وتـلألأت فيـك النجـوم كأنهـا |
شهب على أفق السمـاء تسيطـر |
وتعالـت الهامـات مـن أفذاذهـا |
تفدي الإله ، وفي الوغى تستنفـر |
ريانة الألحاظ ، يـا أنـت التـي |
بك كل نبض مـن دمانـا يفخـر |
خلـدت للأبطـال ذكـرا عالـيـا |
ما انفك معطـاء يفـوح ويزهـر |
فازت حماس فنعم ما فـازت بـه |
أردانك الخضراء فهـي الانضـر |
لثماني عشر قد مضـت أعوامهـا |
تـزداد فيـهـا قــوة تتكـاثـر |
تشتـد لا تألـو برغـم جراحهـا |
لـم تثنهـا الأيــام لا تتقهـقـر |
وعدوهـا مـن خيفـة متـرقـب |
أعيـاه عمـق نفوذهـا المتجـذر |
فهي التي مـدت بأشطـان القنـى |
ورمت بها حممـا تغيـظ وتقهـر |
إن أعلنوا حربا ضروسـا اشعلـت |
أو أحجموا مكر ا ، تقـر وتنظـر |
في كـل ميدانـا تريـك نبوغهـا |
حتـى تظـن ، بأنهـا تتمـكـر |
لكنهـا صنعـت بعيـن مليكـهـا |
فـإذا ارتضـى بتغيـر تتغـيـر |
بالأمس كان الأفق يشهـد قصفهـا |
واليوم صنـدوق السياسـة يفخـر |
ساست ولما تنثنـي عـن عهدهـا |
فحداؤهـا الإيمـان وهـو الآمـر |
والفوز بالجنـات غايـت جندهـا |
انعـم بجنـد بالجـنـان تفـكـر |
برد على الأدنى ، ونـار للعـدى |
تشوي الوجوه ،ِ وجـذوة لا تفتـر |
سيان كان الموت أم كـان الـردى |
من جفنهـا مـر الـردى يتعثـر |
غزلت جدائلهـا بسنبـك خيلهـا |
فارتاع منهـا الغاصـب المتهـور |
فرمـت بـه رميـا يشـل كيانـه |
فغـدا كسيـح الشـان لا يتكـبـر |
مدت أيادي العـون للجيـل الـذي |
حمـل الأمانـة ، واثقـا يتبختـر |
نعمت به لما مضـى وسمـا بهـا |
فتعانقا روحـان ن نعـم المنظـر |