أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: مكالمة دافئة في ليلة باردة

  1. #1
    شاعر
    تاريخ التسجيل : Dec 2005
    المشاركات : 104
    المواضيع : 28
    الردود : 104
    المعدل اليومي : 0.02

    افتراضي مكالمة دافئة في ليلة باردة

    كان علي أن أتعود على صوتك, يأتي مفعما بلهجتنا البحرية !

    وأن أحاول التخلص خلال الكلام معك من انغماسي في اللهجة الشامية !

    لا أعلم كيف استسغت ذلك الصوت فجأة, والبرد ينعكس في خلفيته مثلما تنعكس امرأة جميلة في المرآة, مع أنني أعلم أنك تشكُ في صدق تلك الرنة الساخرة التي تطفو على صوتي الحزين !

    ليلة باردة أليس كذلك يا صديقي ؟

    أشعرُ أن العالم ليس عادلا الليلة , فبينما كنت أنا ملفوفة في ثياب القطن ومندسة تحت لحاف زهري في سرير دافيء بشباك مطل على فضاء البحر كنت أنت في منفى بعيد ومتجمد, في شارع كئيب من مدينة الضباب تختلس الأحلام التي سقطت عليك من بين شفاه امرأة تحبها ولا تحبها !

    أشعر ان العالم ليس عادلا الليلة, فبينما أنا أمسك بين أصابعي الهدية الثمينة التي أرسلتها لي ذات صباح جميل من خلف السبعة بحار , كنت أنت تمسك بين أناملك حالة رشح وحالة فوضى روحية تشتت أفكارك في فضاءات قرمزية !

    أشعر أن العالم ليس عادلا الليلة , لأن قلبي حزين أكثر من اللازم , أشكوه لك كأنك سلطة عليا يمكنها إٍرسال كتيبة شرطة تقبض على نبضي وتسوقه إلى الحب ..أو إلى الموت , فالأمر سيان بالنسبة لي ولم أعد أهتم كثيرا بما يأتي بعد كلاا الحالتين .

    همست لي :
    الجو بارد !

    فأجبتك َ : ليتني كنتُ معك !

    واستغربت أنت من الطلب الغريب فسألتني لماذا ؟
    - لأني أحبُ أن اكون في مكان بارد جدا حين ترتفع حرارة مشاعري الداخلية !

    ولا بد أنك لم تفهم كثيرا ما يدور في رأسي لأنه مرتبط بطفولتي البعيدة :
    أتذكر أنني كنتُ في طفولتي أبتهج كثيرا في ليلات الشتاء الباردة جدا , أحب صوت المطر الذي يغمر الظلام حولي وصوت عويل الرياح وهياج الطبيعة بينما اكون مندسة تحت أكوام الأغطية في سريري, كنتُ أدخلُ كلية تحتها ولا أترك إلا منفذا صغيرا للهواء تتأكد أمي ليلا من وجوده حتى لا أختنق في نومي !
    وهناك , تحت الغطاء, أستسلمُ للحلم...ويترآى لي عالمي الخاص المليء بالفرح !
    تحت الغطاء , كان يجتاحني شعورٌ غريبٌ بالأمان والسكينة...وكأنني ما دمتُ هناك لا شيء يمكنه أن يؤذيني ...مع أني لم أكن اخاف الظلام في طفولتي ولا حتى الغيلان !
    كنتُ أخاف شيئا أخر...لا أعرف ماهو !

    خوف مثل خوفك من صوتي أليس كذلك ؟؟؟
    صوتي الهامسُ هاته الليلة عبر هاتفك النقال, وهاتفي النقالُ يحن إلى صوت يبهج لونه الداكن ولوحته المشعة بالأزرق
    صوتي...
    , المتمرد على جدران غرفة بيضاء...فيها بعض الفوضى...وجهاز كمبيوتر في خلفيته صورة ثوب مغاربي...وتنبعث منه اغنية لفيروز !

    هناك حقيبة سوداء أيضا...أجهزها لرحيل محتمل , و كمية مهولة من الورق والكتب التي مضت تملؤ المكان بعبق الحبر !

    اشعر ان هاته الليلة غير عادلة , ابتسمتُ وهمستُ لك :

    - عد الى البيت
    حنين

  2. #2
    قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : Nov 2005
    الدولة : هنا .. تماماً !!
    المشاركات : 603
    المواضيع : 45
    الردود : 603
    المعدل اليومي : 0.09

    افتراضي

    مرة أخرى تُثبتي أنني لم أتسرّع عندما وعدتكِ أنني سأقرؤكِ كثيراً .


    أنا هُنا كحضور أول .. و دائم.


    رائعة أنتِ هُنا بحق .



    اسمحي لي بمُداخلة قصيرة مُتواضعة جداً .



    صوتان يجمع بينهما حُلم

    و يتدثّران بالبرد وطناً .!!



    لكِ مني كل تقدير .. بقدر الاحترام


    أحمد فؤاد
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

المواضيع المتشابهه

  1. ليلة من ألف ليلة و ليلة
    بواسطة المختار محمد الدرعي في المنتدى الأَدَبُ السَّاخِرُ
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 05-09-2015, 08:46 PM
  2. مكالمة....
    بواسطة صهيب توفيق في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
    مشاركات: 24
    آخر مشاركة: 21-10-2014, 09:15 AM
  3. إكسير رمضان وقصة مكالمة هاتفية
    بواسطة زاهية في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 19-10-2006, 12:31 AM
  4. ليلة شتاء باردة
    بواسطة كمال عوض في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 28-10-2005, 10:32 PM