الإختلاف في مفهوم الإسلام

موضوع شائك جدا ، خصوصا في ظل المعطيات الحالية ، حيث أن الإختلاف بات يجعل الصديق عدوا والقريب بعيدا ولا حول ولا قوة إلا بالله

دعوني أفرق بين نوعين من أنواع الإختلاف وهما :
1_إختلاف مذموم
2_إختلاف محمود
فأما المذموم فهو الإختلاف فيما لا يصح فيه الإختلاف كالإختلاف في أصول العقيدة ، ونشأ عن الإختلاف المذموم هذا مدارس الكلام مثل المعتزلة والجهمية والشيعة وغيرها ، وأدى ذلك إلى تشتت الفكر وإنشغال الناس بالأخذ والرد حتى أنه في مرحلة من المراحل أغفل المسلمون الجهاد في سبيل الله تعالى وانشغلوا بالكلام
وألفت نظر الأحباب إلى أن الإختلاف في الفقهيات (مع كونه محمودا بالعموم) قد يصبح مذموما إذا انتصر أتباع كل مذهب إلى مذهبهم الفقهي دون النظر إلى الأدلة وقد رأى حسن البنا رحمه الله تعالى بأم عينيه الأحناف لا يصلون وراء الحنابلة فراعه ذلك وسعى إلى تأليف قلوبهم على الإتحاد على الإسلام
وقد حذر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى من التقليد الأعمى فكان بحق مجتهد ترجيح بين المذاهب ينتصر للدليل وليس للرجال ، فقد قال الإمام أحمد وروي مثله عن مالك :"إذا عارض قولي قول رسول الله صلى الله عليه وسلم فاضربوا بقولي عرض الحائط"
وقد يكون الإختلاف المذموم ليس في ما سبق فقط، إنما في المنتمين للأحزاب الإسلامية بوجه خاص ، فقد يرى أصحاب الحزب الفلاني أنهم أفضل من الحزب الآخر وهكذا حتى أن رجلا من حزب اسلامي آخر قال لي : نحن نتقرب إلى الله تعالى بعدم رد السلام عليكم ، وسبحان الله
ورأي أن الإنتماء الحزبي يجب أن لا يجعل المسلم يترك موالاة إخوانه المسلمين وحتى لو أختلف معهم وانظروا رحمكم الله لشيخ الإسلام ابن تيمية وهو يقول :
"وقد تجتمع طائفة من المسلمين على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فيتحزبون لهذه الغاية ويعينون اميرا توكل إليه مهام تسيير أمور هذا الحزب فإن كان الحزب بهذا المعنى(أي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) فهو حزب شرعي إن شاء الله تعالى بشرط أن يكون الولاء للمسلمين بعمومهم لا من يدخل داخل الحزب فقط ، وأن يكون البراء من الكفار بعمومهم .أ.هـ مع شيء من التصرف
إذا هاهو الشرط واضح حتى يكون الحزب شرعي إن شاء الله تعالى.

أما الإختلاف المحمود فهو : الإختلاف في الفقهيات والفرعيات من غير تعصب للرأي المرجوح وترك الرأي الراجح وأنظروا إلى الشيخ الإمام أحمد بن حنبل حينما كان يناقش أحدا ينتهي من المناقشة بأن يمسك يد المناقش ويقول : لا يمنعنا إختلافنا أن نكون أخوين في الله

وهذه رسالة أوجهها للجميع أن يتحلوا بالصبر والخلق القويم وأن يكون أنتصارنا للحق لا للهوى والرأي حتى يكون إختلافنا محمودا