أحدث المشاركات
صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 12

الموضوع: الفرق بين الروح والنفس / د . حقي إسماعيل

  1. #1
    قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : Dec 2005
    الدولة : طير عراقي مهجر
    العمر : 57
    المشاركات : 324
    المواضيع : 45
    الردود : 324
    المعدل اليومي : 0.05

    افتراضي الفرق بين الروح والنفس / د . حقي إسماعيل

    [move=right]الفرق بين الروح والنفس / قراءة ذاتية[/move]


    إن حياتنا بدت مليئة بالسيئات التي تعددت مصادرها تعددا غريبا حتى بدت مفروضة على الإنسان ، جنبكم اللـه ـ تعالى ـ وإيانا هزات الشيطان وارتكاب السيئات ما ظهر منها وما بطن .
    وددت في هذا الموضع أن أشير إلى الفرق بين الروح والنفس ؛ لأن كثيرا منا لا يفرق بين الروح والنفس ، أي شخص منا يتلمس فرقا بينهما ، لكنه لا يستطيع أن يترجم هذا الفرق في ألفاظ ، فنجد أن العيون تبدأ في التنقل ، والحيرة تظهر على الوجوه .
    لست واعظا دينيا ، ولست على قدر كبير من التدين ، لكني أحس أن بدواخلي أشياء ، أفرغها على ورق كالمجنون أحيانا ، وكالعاقل أحايين أخرى ، وأقتدي ـ هنا ـ بما قاله الشيخ الجليل محمد الكندي ـ يرحمه اللـه ـ في زمن غابر في القدم متأثرا بنزعة الإسلام ـ وهو منه ـ عل اللـه ينفعنا بما نفعه بعد أن نهييء أنفسنا لذلك :
    قال محمد الكندي ـ رحمه اللـه جل وعز ـ وهو من باب الحكم ، والإيثار على النفس وملازمة الحق :
    " إذا احترت في أمرين أيهما يفيدك ؟ ، فوازن بينهما ، واختر ما هو قريب إلى نفسك وقلبك ، فخالفه ، فإن الحق في مخالفة الهوى " .
    ورد لفظ نفس ـ هنا ـ وقلب ، أي أن النفس والقلب بينهما صفات متماثلة متشابهة ، كما أن بينهما فرقا ، ومن هذه الصفات المتماثلة المتشابهة التقلب ، فهي مبنية على العاطفة ؛ ومن هنا وصفت في القرآن الكريم بأنها أمارة بالسوء ، قال تعالى : " وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء " ، وقد جاء لفظ : ( أمارة ) على هيأة صيغة مبالغة ، وصيغة المبالغة تفيد التكثير والمبالغة ( التكثير علن طريق التضعيف الموجود في اللفظ هنا ) ، والمبالغة ؛ لأن العرب استعملت هذا اللفظ للدلالة على الكثرة ؛ ولأن النفس كثيرا ما تأمر صاحبها بارتكاب المعاصي والفواحش والمحرمات ، ومن هنا نفترق : ( النفس ) عن : ( الروح ) ، وحين يسأل أحدنا عن حد : ( الروح ) أو : ( النفس ) ، يجيب إجابة قرآنية محضة ؛ ولذلك حين يموت شخص يقال : ( انتقلت روحه الطاهرة ) ولا يقال : ( انتقلت نفسه الطاهرة ) ؛ لأن النفس لا تمثل طهارة ، لأنها ليس من أمر ربي ، والروح طاهرة ؛ لأنها من أمر ربي .
    إذا كانت الروح ليس من أمر ربي فكيف صارت ؟؟؟؟ سؤال يفرض نفسه فرضا كاملا ، وإجابته ـ بإذن اللـه ـ : أن النفس كانت طاهرة مثلها مثل الروح ، وكان كلتاهما في عالم الفضيلة ( العالم المثال ) ، بيد أن النفس ارتكبت معصية تجاه الخالق ، فـ : ( عوقبت ) بإنزالها إلى عالم الرذيلة ( الأرض ) فبدأت قصة الخلق ، أي أن هناك عالم الفضيلة ( العالم الإلهي ) وتمثله الروح ، وهناك عالم الرذيلة ( عالم الأرض ) وتمثله النفس ، ومن هنا ينتقل ما هو طاهر إلى أصله ، ويبقى في عالم الرذيلة ما هو خال من الفضيلة في غالبه الأعم ؛ ولذلك وصفت النفس بأنها أمارة بالسوء ، ولم توصف الروح بذلك .


    جنبنا اللـه ـ وإياكم ـ الشبهات ، وجعلنا ممن تتساوى عندهم الروح مع النفس في الطهارة .

    دمتم
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  2. #2
    أديب
    تاريخ التسجيل : Dec 2005
    الدولة : الامارات
    العمر : 36
    المشاركات : 51
    المواضيع : 2
    الردود : 51
    المعدل اليومي : 0.01

    افتراضي

    جزيت خيرا أستاذنا....
    أفدتنا عظيم الفائدة...
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعيتحية معتقةنقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  3. #3
    قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : Dec 2005
    الدولة : طير عراقي مهجر
    العمر : 57
    المشاركات : 324
    المواضيع : 45
    الردود : 324
    المعدل اليومي : 0.05

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سعيد بن عتيق
    جزيت خيرا أستاذنا....
    أفدتنا عظيم الفائدة...
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعيتحية معتقةنقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    أخي الحبيب أستاذ سعيد .
    تحية واحتراما .
    شكرا لمداخلتك التي أسعدت ذاتي على وجه الحقيقة ؛ لسرعة التفاعل مع النص ، أفادك اللـه بما عند الناس وأفاد الناس بما عندك أخي الحبيب ..
    تقديري

  4. #4
    قلم منتسب
    تاريخ التسجيل : Dec 2005
    المشاركات : 58
    المواضيع : 6
    الردود : 58
    المعدل اليومي : 0.01

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د . حقي إسماعيل
    [move=right]الفرق بين الروح والنفس / قراءة ذاتية[/move]


    إذا كانت الروح ليس من أمر ربي فكيف صارت ؟؟؟؟ سؤال يفرض نفسه فرضا كاملا ،


    جنبنا اللـه ـ وإياكم ـ الشبهات ، وجعلنا ممن تتساوى عندهم الروح مع النفس في الطهارة .

    دمتم
    اخي الكريم و استاذي الدكتور حقي اسماعيل .

    لعلك هنا قصدت النفس و ليس الروح؟؟ أرى أنها سقطت سهوا نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    واسمح لي بعودة , فكما تعلم انا غلباوي وراح اغلبك هنا نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    احترامي نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    واحة المسلم إيمانه

  5. #5
    أديب
    تاريخ التسجيل : May 2004
    العمر : 52
    المشاركات : 788
    المواضيع : 56
    الردود : 788
    المعدل اليومي : 0.11

    افتراضي




    السلام عليكم أيها الحبيب
    تشوقت لك ولعقليتك المتميزة

    فما رأيك في وصف الروح بالخبث ( في الحديث اخرجي أيتها الروح الخبيثة ) فهي مخلوقة ما بين طيبة ودنيئة، بحسب علم الله تعالى عن اختيار صاحبها للهدى أو الضلال، وغيابها يسمى الحياة النباتية للإنسان (يشبه النبات أثناء النوم مثلا وتكون متصلة اتصالا خفيفا خلاف ساعة الموت ) :


    أضع نقلا عميقا أيضا للتباحث والتعلم :

    الحمد للّه رب العالمين، روح الآدمي مخلوقة مبدعة باتفاق سلف الأمة وأئمتها وسائر أهل السنة، وقد حكى إجماع العلماء على أنها مخلوقة غير واحد من أئمة المسلمين، مثل محمد بن نصر المروزي، الإمام المشهور، الذي هو أعلم أهل زمانه بالإجماع والاختلاف، أو من أعلمهم‏.‏

    وكذلك أبو محمد بن قتيبة، قال في كتاب ‏[‏اللقط] ‏لما تكلم على خلق الروح قال‏:‏ النَّسَم‏:‏ الأرواح‏.‏ قال‏:‏ وأجمع الناس على أن اللّه خالق الجثة، وبارئ النسمة، أي‏:‏ خالق الروح‏.‏ وقال أبو إسحاق بن شاقلا فيما أجاب به في هذه المسألة‏:‏ سألت رحمك اللّه عن الروح مخلوقة أو غير مخلوقة، قال‏:‏ هذا مما لا يشك فيه من وفق للصواب، إلى أن قال‏:‏ والروح من الأشياء المخلوقة، وقد تكلم في هذه المسألة طوائف من أكابر العلماء والمشائخ، وردوا على من يزعم أنها غير مخلوقة‏.‏

    وصنف الحافظ أبو عبد اللّه بن مَنْدَه في ذلك كتابًا كبيرًا في ‏[‏الروح والنفس‏]‏، وذكر فيه من الأحاديث والآثار شيئًا كثيرًا، وقبله الإمام محمد بن نصر المروزي وغيره، والشيخ أبو يعقوب الخراز، وأبو يعقوب النهرجوري، والقاضي أبو يعلى، وغيرهم؛ وقد نص على ذلك الأئمة الكبار، واشتد نكيرهم على من يقول ذلك في روح عيسى ابن مريم، لا سيما في روح غيره ،كما ذكره أحمد في كتابه في ‏[‏الرد على الزنادقة والجهمية‏] فقال في أوله‏:‏

    الحمد للّه الذي جعل في كل زمان فَتْرَة من الرسل بقايا من أهل العلم، يدعون من ضل إلى الهدى، ويصبرون منهم على الأذى، يحيون بكتاب اللّه الموتى، ويبصرون بنور اللّه أهل العمى، فكم من قتيل لإبليس قد أحيوه، وكم من ضال تائه قد هدوه، فما أحسن أثرهم على الناس وأقبح أثر الناس عليهم، ينفون عن كتاب اللّه تحريف الغالين؛ وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين، الذين عقدوا ألوية البدعة، وأطلقوا عقال الفتنة، فهم مختلفون في الكتاب، مخالفون للكتاب، متفقون على مخالفة الكتاب، يقولون على اللّه، وفي اللّه، وفي كتاب اللّه بغير علم، يتكلمون بالمتشابه من الكلام، ويخدعون جهال الناس بما يشبهون عليهم، فنعوذ باللّه من فتن المضلين، وتكلم على ما يقال‏:‏ إنه متعارض من القرآن إلى أن قال‏:‏

    وكذلك الجهم وشيعته، دعوا الناس إلى المتشابه من القرآن والحديث، وأضلوا بشرًا كثيرًا، فكان مما بلغنا من أمر الجهم عدو اللّه أنه كان من أهل خراسان من أهل الترمذ، وكان صاحب خصومات وكلام، كان أكثر كلامه في اللّه، فلقى أناسًا من المشركين يقال لهم ‏‏السمنية‏ ‏فعرفوا الجهم، فقالوا له‏:‏ نكلمك، فإن ظهرت حجتنا عليك دخلت في ديننا، وإن ظهرت حجتك علينا دخلنا في دينك‏.‏

    فكان مما كلموا به الجهم أن قالوا‏:‏ ألست تزعم أن لك إلهًا‏؟‏ قال الجهم‏:‏ بلى‏.
    ‏‏ فقالوا له‏:‏ فهل رأيت إلهك‏؟‏ قال‏:‏ لا‏.‏
    قالوا‏:‏ فهل سمعت كلامه‏؟‏ قال‏:‏ لا‏.
    ‏‏قالوا‏:‏ فهل شممت له رائحة‏؟‏ قال‏:‏ لا‏.‏ قالوا له‏:‏ فوجدت له مَجَسا‏؟‏ قال‏:‏ لا‏.‏ قالوا‏:‏ فما يدريك أنه إله‏؟‏ قال‏:‏ فتحير الجهم، فلم يدر من يعبد أربعين يومًا، ثم إنه استدرك حجة مثل حجة زنادقة النصارى، وذلك أن زنادقة النصارى يزعمون أن الروح الذي في عيسى هو روح اللّه، من ذاته، فإذا أراد أن يحدث أمرًا دخل في بعض خلقه، فتكلم على لسان خلقه، فيأمر بما شاء، وينهى عما شاء، وهو روح غائب عن الأبصار‏.‏

    فاستدرك الجهم حجة مثل هذه الحجة، فقال للسمني‏:‏ ألست تزعم أن فيك روحًا ‏؟‏ قال بلى‏.‏
    قال‏:‏ فهل رأيت روحك‏؟‏ قال‏:‏ لا‏.‏ قال‏:‏ فهل سمعت كلامه‏؟‏ قال‏:‏ لا‏.
    ‏‏ قال‏:‏ فوجدت له حسًا ومَجَسّا‏؟‏ قال‏:‏ لا‏.‏ قال‏:‏ كذلك اللّه، لا يرى له وجه، و لا يسمع له صوت، ولا يشم له رائحة، وهو غائب عن الأبصار، ولا يكون في مكان دون مكان‏.
    ‏‏
    وساق الإمام أحمد الكلام في ‏[‏القرآن‏] ‏و[‏الرؤية‏]‏ وغير ذلك، إلى أن قال‏:‏ ثم إن الجهم ادعى أمرًا، فقال‏:‏ إنا وجدنا آية في كتاب اللّه تدل على القرآن أنه مخلوق، فقلنا‏:‏ أي آية‏؟‏ قال‏:‏ قول اللّه‏:‏ ‏{‏‏إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ‏}‏‏ ‏[‏النساء‏:‏171‏]‏ وعيسى مخلوق‏.‏

    فقلنا‏:‏ إن اللّه منعك الفهم في القرآن، عيسى تجرى عليه ألفاظ لا تجرى على القرآن؛ لأنه يسميه مولودًا، وطفلًا، وصبيًا، وغلامًا، يأكل ويشرب، وهو مخاطب بالأمر والنهي، يجري عليه الوعد والوعيد، ثم هو من ذرية نوح ومن ذرية إبراهيم، ولا يحل لنا أن نقول في القرآن ما نقول في عيسى، هل سمعتم اللّه يقول في القرآن ما قال في عيسى ‏؟‏ ولكن المعنى في قول اللّه‏:‏‏{‏‏إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ‏}‏‏ ‏[‏النساء‏:‏171‏] ،فالكلمة التي ألقاها إلى مريم حين قال له‏:‏ كن، فكان عيسى بكن، وليس عيسى هو الكن، ولكن بالكن كان، فالكن من اللّه قول، وليس الكن مخلوقًا‏.‏

    وكذب النصارى والجهمية على اللّه في أمر عيسى، وذلك أن الجهمية قالوا‏:‏ عيسى روح اللّه وكلمته، إلا أن الكلمة مخلوقة، وقالت النصارى‏:‏ عيسى روح اللّه من ذات اللّه، وكلمة اللّه من ذات اللّه، كما يقال‏:‏ إن هذه الخرقة من هذا الثوب‏.
    ‏‏
    وقلنا نحن‏:‏ إن عيسى بالكلمة كان، وليس هو الكلمة‏.‏ قال‏:‏ وقول اللّه‏:‏ ‏{‏‏وَرُوحٌ مِّنْهُ‏}‏‏ يقول من أمره كان الروح فيه، كقوله‏:‏ ‏{‏‏وَسَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِّنْهُ‏}‏‏ ‏[‏الجاثية‏:‏13‏]‏، يقول‏:‏ من أمره، وتفسير روح اللّه‏:‏ أنها روح بكلمة اللّه، خلقها اللّه، كما يقال‏:‏ عبد اللّه، وسماء اللّه، فقد ذكر الإمام أحمد أن زنادقة النصارى هم الذين يقولون‏:‏ إن روح عيسى من ذات اللّه، وبين أن إضافة الروح إليه إضافة ملك وخلق، كقولك‏:‏ عبد اللّه، وسماء اللّه، لا إضافة صفة إلى موصوف، فكيف بأرواح سائر الآدميين‏؟‏ وبين أن هؤلاء الزنادقة الحلولية يقولون بأن اللّه إذا أراد أن يحدث أمرًا دخل في بعض خلقه‏.‏

    وقال الشيخ أبو سعيد الخراز أحد أكابر المشائخ الأئمة من أقران الجنيد، فيما صنفه في أن الأرواح مخلوقة، وقد احتج بأمور منها‏:‏ لو لم تكن مخلوقة لما أقرت بالربوبية، وقد قال لهم حين أخذ الميثاق وهم أرواح في أشباح؛ كالذر ‏{‏‏أَلَسْتَ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى شَهِدْنَا‏}‏‏ ‏[‏الأعراف‏:‏172‏]‏، وإنما خاطب الروح مع الجسد، وهل يكون الرب إلا لمربوب ‏؟‏ قال‏:‏ ولأنها لو لم تكن مخلوقة ما كان على النصارى لوم في عبادتهم عيسى، ولا حين قالوا‏:‏ إنه ابن اللّه، وقالوا‏:‏ هو اللّه‏.‏

    قال‏:‏ ولأنه لو كان الروح غير مخلوق ما دخلت النار، ولأنها لو كانت غير مخلوقة لما حجبت عن اللّه، ولا غيبت في البدن، ولا ملكها ملك الموت، ولما كانت صورة توصف؛ ولأنها لو لم تكن مخلوقة لم تحاسب ولم تعذب، ولم تتعبد ولم تخف، ولم ترج‏.
    ‏‏ ولأن أرواح المؤمنين تتلألأ وأرواح الكفار سود مثل الحمم‏.‏

    وقال صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏‏"‏أرواح الشهداء في حواصل طير خضر ترتع في الجنة، وتأوى في فناء العرش ، وأرواح الكفار في برهوت"‏‏ [بئر عميقة بحضرموت لا يستطاع النزول إلى قعرها]‏‏.‏

    وقال الشيخ أبو يعقوب النهرجوري‏:‏ هذه الأرواح من أمر اللّه مخلوقة ‏.
    ‏‏خلقها اللّه من الملكوت، كما خلق آدم من التراب، وكل عبد نسب روحه إلى ذات اللّه أخرجه ذلك إلى التعطيل، والذين نسبوا الأرواح إلى ذات اللّه هم أهل الحلول الخارجون إلى الإباحة، وقالوا‏:‏ إذا صفت أرواحنا من أكدار نفوسنا فقد اتصلنا، وصرنا أحرارًا، ووضعت عنا العبودية، وأبيح لنا كل شيء من اللذات من النساء، والأموال وغير ذلك‏.‏
    وهم زنادقة هذه الأمة وذكر عدة مقالات لها وللزنادقة ‏.
    ‏‏
    قلت‏:‏ واعلم أن القائلين بقدم الروح صنفان‏:‏

    صنف من الصابئة الفلاسفة، يقولون‏:‏ هي قديمة أزلية لكن ليست من ذات الرب، كما يقولون ذلك في العقول، والنفوس الفلكية، ويزعم من دخل من أهل الملل فيهم أنها هي الملائكة‏.‏

    وصنف من زنادقة هذه الأمة وضلالها من المتصوفة والمتكلمة والمحدثة يزعمون أنها من ذات اللّه، وهؤلاء أشرُّ قولًا من أولئك، وهؤلاء جعلوا الآدمي نصفين‏:‏ نصف لاهوت، وهو روحه، ونصف ناسوت، وهو جسده، نصفه رب ونصفه عبد‏.‏

    وقد كفَّر اللّه النصارى بنحو من هذا القول في المسيح، فكيف بمن يعم ذلك في كل أحد ‏؟‏ حتى في فرعون، وهامان، وقارون، وكل ما دل على أن الإنسان عبد مخلوق مربوب، وأن اللّه ربه وخالقه ومالكه وإلهه، فهو يدل على أن روحه مخلوقة ‏.‏

    فإن الإنسان عبارة عن البدن والروح معًا، بل هو بالروح أخص منه بالبدن، وإنما البدن مطية للروح،كما قال أبو الدرداء‏:‏ إنما بدني مطيتي، فإن رفقت بها بلغتني، وإن لم أرفق بها لم تبلغني‏.
    ‏وقد رواه ابن منده وغيره عن ابن عباس قال " لا تزال الخصومة يوم القيامة بين الخلق حتى تختصم الروح والبدن، فتقول الروح للبدن‏:‏ أنت عملت السيئات، فيقول البدن للروح‏:‏ أنت أمرتني، فيبعث اللّه ملكًا يقضى بينهما، فيقول‏:‏ إنما مثلكما كمثل مُقْعَد وأعمى دخلاً بستانًا، فرأى المقعد فيه ثمرًا معلقًا، فقال للأعمى‏:‏ إني أرى ثمرًا، ولكن لا أستطيع النهوض إليه، وقال الأعمى‏:‏ لكني أستطيع النهوض إليه ولكني لا أراه‏.‏ فقال له المقعد‏:‏ تعال، فاحملني حتى أقطفه، فحمله وجعل يأمره فيسير به إلى حيث يشاء فقطع الثمر‏.
    ‏‏ قال‏:‏ الملك‏:‏ فعلى أيهما العقوبة‏؟‏ فقالا‏:‏عليهما جميعًا قال‏:‏ فكذلك أنتما‏".‏

    وأيضًا، فقد استفاضت الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم بأن الأرواح تقبض، وتنعم وتعذب، ويقال لها‏:‏ اخرجي أيتها الروح الطيبة ،كانت في الجسد الطيب، اخرجي أيتها الروح الخبيثة، كانت في الجسد الخبيث، ويقال للأولى‏:‏ أبشري بَروْح ورَيْحان، ويقال للثانية‏:‏ أبشري بحَمِيم وغَسَّاق وآخر من شكله أزواج، وأن أرواح المؤمنين تعرج إلى السماء، وأن أرواح الكفار لا تفتح لها أبواب السماء‏.‏

    وفي صحيح مسلم عن عبد اللّه بن شَقِيق عن أبي هريرة رضي اللّه عنه قال‏: "إذا خرجت روح المؤمن تلقاها ملكان يصعدان بها‏"‏‏، قال حماد‏:‏ فذكر من طيب ريحها وذكر المسك؛ قال "فيقول أهل السماء‏:‏ روح طيبة جاءت من قبل الأرض صلى اللّه عليك، وعلى جسد كنت تعمرينه، فينطلق به إلى ربه، ثم يقول‏:‏ انطلقوا به إلى آخر الأجل‏"‏‏، قال‏:‏ "‏‏وإن الكافر إذا خرجت روحه"‏‏، قال حماد‏:‏ وذكر من نتنها وذكر لعنًا، ‏"‏‏فيقول أهل السماء‏:‏ روح خبيثة جاءت من قبل الأرض، قال‏:‏ فيقال‏:‏ انطلقوا به إلى آخر الأجل"‏‏‏.
    ‏‏ قال أبو هريرة رضي اللّه عنه‏:‏ فلما ذكر رسول اللّه صلى الله عليه وسلم النتن رد على أنفه ريطة كانت عليه‏.
    ‏‏
    وفي حديث المعراج الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى آدم، وأرواح بنيه عن يمينه وشماله، قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏‏"‏فلما علونا السماء فإذا رجل عن يمينه أسْوِدَة، وعن شماله أسودة‏، قال: فإذا نظر قِبَل يمينه ضحك، وإذا نظر قبل شماله بكى، قال‏:‏ مرحبًا بالنبي الصالح والابن الصالح قال‏:‏‏ قلت‏:‏ يا جبريل، من هذا ‏؟‏ قال‏:‏ هذا آدم صلى الله عليه وسلم ،وهذه الأسودة عن يمينه وشماله نسم بنيه، فأهل اليمين أهل الجنة، والأسودة التي عن شماله أهل النار، فإذا نظر قبل يمينه ضحك، وإذا نظر قبل شماله بكى"‏‏‏.‏

    [‏والأسودة جمع سواد، وتجمع على أساود، وهي الجماعات المتفرقة، وقيل‏:‏ هي جمع لـ ‏(‏سواد‏)‏، وهو الشخص، كذلك؛ لأنه يرى من بعيد] ‏وقد ثبت أيضًا أن أرواح المؤمنين والشهداء وغيرهم في الجنة، قال الإمام أحمد في رواية حنبل‏:‏ أرواح الكفار في النار، وأرواح المؤمنين في الجنة، والأبدان في الدنيا، يعذب اللّه من يشاء، ويرحم بعفوه من يشاء‏.‏
    وقال عبد اللّه بن أحمد‏:‏ سألت أبي عن أرواح الموتى‏:‏ أتكون في أفنية قبورها‏؟‏ أم في حواصل طير‏؟‏ أم تموت كما تموت الأجساد‏؟‏ فقال‏:‏ قد روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال‏:‏ ‏"‏نَسَمَة المؤمن إذا مات طائر تعلق في شجر الجنة، حتى يرجعه اللّه إلى جسده يوم يبعثه"‏‏‏.‏

    وقد روى عن عبد اللّه بن عمرو أنه قال‏:‏ أرواح المؤمنين في أجواف طير خضر كالزَّرَازِير‏[‏جمع زرزور، وهو نوع من العصافير]‏، يتعارفون فيها ويرزقون من ثمرها، قال‏:‏ وقال بعض الناس‏:‏ أرواح الشهداء في أجواف طير خضر، تأوى إلى قناديل في الجنة معلقة بالعرش‏.‏

    وقد روى مسلم في صحيحه عن مسروق قال‏:‏ سألنا عبد اللّه يعني ابن مسعود عن هذه الآية‏:‏ ‏{‏‏وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ‏}‏‏ ‏[‏آل عمران‏:‏169‏]‏، فقال‏:‏ أما إنا قد سألنا عن ذلك رسول اللّه صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏إ"إن أرواحهم في جوف طير خضر، لها قناديل معلقة بالعرش، تسرح في الجنة حيث تشاء، ثم تأوى إلى تلك القناديل، فاطلع عليهم ربك اطلاعة فقال‏:‏ هل تشتهون شيئًا‏؟‏ فقالوا‏:‏ أي شيء نشتهي ونحن نسرح في الجنة حيث نشاء‏؟‏ ففعل بهم ذلك ثلاث مرات فلما رأوا أنهم لن يتركوا من أن يسألوا قالوا‏:‏ يا رب ،نريد أن ترد أرواحنا في أجسادنا؛ حتى نقتل في سبيلك مرة أخرى، فلما رأى أن ليس لهم حاجة تركوا‏"‏‏‏.‏

    وقد قال اللّه تعالى‏:‏ ‏{‏‏يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي‏}‏‏ ‏[‏الفجر‏:‏ 27-30‏] فخاطبها بالرجوع إلى ربها، وبالدخول في عباده ودخول جنته، وهذا تصريح بأنها مربوبة‏.‏
    والنفس هنا هي الروح التي تقبض، وإنما تتنوع صفاتها، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح لما ناموا عن صلاة الفجر في السفر قال‏:‏"إن اللّه قبض أرواحنا حيث شاء، وردها حيث شاء‏)"‏‏ وفي رواية‏:‏ ‏‏"‏قبض أنفسنا حيث شاء‏" ‏، وقال تعالى‏:‏ ‏{‏‏اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ‏}‏‏ ‏[‏الزمر‏:‏42‏]‏، والمقبوض المتوفى هي الروح، كما في صحيح مسلم عن أم سلمة قالت‏:‏ دخل رسول اللّه صلى الله عليه وسلم، على أبي سلمة وقد شق بصره، فأغمضه، ثم قال‏:‏ ‏"‏إن الروح إذا قبض تبعه البصر فضج ناس من أهله فقال‏:‏‏ لا تدعوا على أنفسكم إلا بخير، فإن الملائكة يُؤَمِّنُون على ما تقولون ثم قال‏:‏ اللّهم اغفر لأبي سلمة، وارفع درجته في المهديين، واخلفه في عقبه في الغابرين، واغفر لنا وله يا رب العالمين وأفسح له في قبره، ونور له فيه‏"‏‏‏.‏


    وروى مسلم أيضًا عن أبي هريرة قال‏:‏ قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏‏"‏ألم تروا أن الإنسان إذا مات شَخَصَ بصره؟ قالوا‏:‏ بلى‏.‏ قال‏:‏ ‏فكذلك حين يتبع بصره نفسهى فسماه تارة روحًا، وتارة نفسًا"‏‏.‏

    وروى أحمد بن حنبل، وابن ماجه عن شداد بن أوس قال‏:‏ قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏إذا حضرتم موتاكم فأغمضوا البصر؛ فإن البصر يتبع الروح، وقولوا خيرًا، فإنه يُؤَمَّن على ما يقول أهل الميت‏"‏‏‏.‏

    ودلائل هذا الأصل وبيان مسمى ‏[‏الروح والنفس‏] ‏وما فيه من الاشتراك كثير لا يحتمله هذا الجواب، وقد بسطناه في غير هذا الموضع‏.‏

    فقد بان بما ذكرناه أن من قال‏:‏ إن أرواح بني آدم قديمة غير مخلوقة، فهو من أعظم أهل البدع الحلولية، الذين يجر قولهم إلى التعطيل، بجعل العبد هو الرب وغير ذلك من البدع الكاذبة المضلة‏.‏

    وأما قوله تعالى‏:‏ ‏{‏‏قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي‏}‏‏ ‏[‏الإسراء‏:‏85‏]‏، فقد قيل‏:‏ إن الروح هنا ليس هو روح الآدمي، وإنما هو ملك في قوله‏:‏‏{‏‏يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا‏}‏‏ ‏[‏النبأ‏:‏38‏]‏، وقوله‏{‏‏تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ‏}‏‏ ‏[‏المعارج‏:‏4‏]‏، وقوله‏:‏ ‏{‏‏تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ‏}‏‏ ‏[‏القدر‏:‏4‏]‏ وقيل‏:‏ بل هو روح الآدمي، والقولان مشهوران، وسواء كانت الآية تعمهما، أو تتناول أحدهما، فليس فيها ما يدل على أن الروح غير مخلوقة لوجهين‏:‏

    أحدهما‏:‏ أن الأمر في القرآن يراد به المصدر تارة، ويراد به المفعول تارة أخرى وهو المأمور به، كقوله تعالى‏:‏ ‏{‏‏أَتَى أَمْرُ اللّهِ فَلاَ تَسْتَعْجِلُوهُ‏}‏‏ ‏[‏النحل‏:‏1‏]‏، وقوله‏:‏ ‏{‏‏وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَّقْدُورًا‏}‏‏ ‏[‏الأحزاب‏:‏38‏]‏ وهذا في لفظ غير الأمر، كلفظ الخلق والقدرة والرحمة والكلمة وغير ذلك‏.
    ‏‏ ولو قيل‏:‏ إن الروح بعض أمر اللّه أو جزء من أمر اللّه، ونحو ذلك مما هو صريح في أنها بعض أمر اللّه، لم يكن المراد بلفظ الأمر إلا المأمور به لا المصدر؛ لأن الروح عين قائمة بنفسها، تذهب وتجيء وتنعم وتعذب، وهذا لا يتصور أن يكون مسمى مصدر‏:‏ أمر يأمر أمرًا‏.
    ‏‏ وهذا قول سلف الأمة وأئمتها وجمهورها‏.‏

    ومن قال من المتكلمين‏:‏ إن الروح عرض قائم بالجسم، فليس عنده مصدر‏:‏ أمر يأمر أمرًا ‏.‏

    والقرآن إذا سمى أمر اللّه، فالقرآن كلام ‏اللّه ‏والكلام اسم مصدر‏:‏ كَلَّم يُكَلِّم تكليمًا وكلامًا، وتَكَلَّم تَكَلمًا وكلامًا‏.
    ‏‏
    فإذا سمى أمرًا بمعنى المصدر كان ذلك مطابقًا، لا سيما والكلام نوعان‏:‏ أمر وخبر‏.‏

    أما الأعيان القائمة بأنفسها فلا تسمى أمرًا لا بمعنى المفعول به وهو المأمور به كما سمى المسيح كلمة؛ لأنه مفعول بالكلمة، وكما يسمى المقدور قدرة والجنة رحمة، والمطر رحمة، في مثل قوله‏:‏ ‏{‏‏فَانْظُرْ إِلَى آثَارِ رَحْمَتِ اللَّهِ كَيْفَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا‏}‏‏ ‏[‏الروم‏:‏50‏]‏، وفي قول النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه أنه قال للجنة‏:‏ ‏‏"‏أنت رحمتي أرحم بك من شئت‏"‏‏، وقوله‏:‏ ‏‏"‏إن اللَّهَ خلقَ الرحمة يوم خلقها مائة رحمة‏" ونظائر ذلك كثيرة، وهذا جواب أبي سعيد الخراز، قال‏:‏ فإن قيل‏:‏ قد قال تعالى‏:‏ ‏{‏‏قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي‏}‏‏ ‏[‏الإسراء‏:‏85‏]‏ وأمره منه قيل‏:‏ أمره تعالى هو المأمور به المكون بتكوين المكون له ‏.
    ‏‏
    وكذلك قال ابن قتيبة في‏ [‏كتاب المشكل‏]‏‏:‏ أقسام الروح، فقال‏:‏ هي روح الأجسام التي يقبضها اللّه عند الممات، والروح جبريل، قال تعالى‏:‏ ‏{‏‏نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ‏}‏‏ ‏[‏الشعراء‏:‏193‏]‏، وقال‏:‏‏{‏‏وَأَيَّدْنَا ُ بِرُوحِ الْقُدُسِ‏}‏‏ ‏[‏البقرة‏:‏87، 253‏]‏، أي‏:‏ جبريل، والروح فيما ذكره المفسرون ملك عظيم من ملائكة اللّه تعالى يقوم وحده فيكون صفًا، وتقوم الملائكة صفًا، وقال تعالى‏:‏ ‏{‏‏وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي‏}‏‏ ‏[‏الإسراء‏:‏85‏]‏، قال‏:‏ ونسب الروح إلى اللّه؛ لأنه بأمره، أو لأنه بكلمته‏.‏

    والوجه الثاني‏:‏ أن لفظة [‏من] ‏في اللغة قد تكون لبيان الجنس، كقولهم‏:‏ باب من حديد‏.‏
    وقد تكون لابتداء الغاية، كقولهم‏:‏ خرجت من مكة، فقوله تعالى‏:‏‏{قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي‏}‏‏ ليس نصًا في أن الروح بعض الأمر، ومن جنسه، بل قد تكون لابتداء الغاية إذ كونت بالأمر، وصدرت عنه، وهذا معنى جواب الإمام أحمد في قوله‏:‏ ‏{‏‏وَرُوحٌ مِّنْهُ‏}‏‏ ‏[‏النساء‏:‏171‏]‏ حيث قال‏:‏ ‏{‏‏وَرُوحٌ مِّنْهُ‏}‏‏ يقول‏:‏ من أمره كان الروح منه كقوله‏:‏ ‏{‏‏وَسَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِّنْهُ‏}‏‏ ‏[‏الجاثية‏:‏13‏]‏، ونظير هذا أيضًا قوله‏:‏ ‏{‏‏وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللّهِ‏}‏‏ ‏[‏النحل‏:‏53‏]‏‏.
    ‏‏
    فإذا كانت المسخرات والنعم من اللّه، ولم تكن بعض ذاته بل منه صدرت، لم يجب أن يكون معنى قوله في المسيح‏:‏ ‏{‏‏وَرُوحٌ مِّنْهُ‏}‏‏؛ أنها بعض ذات اللّه، ومعلوم أن قوله‏:‏ ‏{‏‏وَرُوحٌ مِّنْهُ‏}‏‏ أبلغ من قوله‏:‏ ‏{‏‏الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي‏}‏‏ فإذا كان قوله‏{‏‏وَرُوحٌ مِّنْهُ‏}‏‏ لا يمنع أن يكون مخلوقًا، ولا يوجب أن يكون بعضًا له، فقوله‏:‏ ‏{‏‏الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي‏}‏‏ أولى بألا يمنع أن يكون مخلوقًا، ولا يوجب أن يكون ذلك بعضًا له بل ولا بعضًا من أمره‏.‏

    وهذا الوجه يتوجه إذا كان الأمر هو الأمر الذي هو صفة من صفات اللّه، فهذان الجوابان كل منهما مستقل، ويمكن أن يجعل منهما جواب مركب، فيقال‏:‏ قوله‏:‏ ‏{‏‏الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي‏}‏‏ إما أن يراد بالأمر المأمور به، أو صفة للّه تعالى وإن أريد به الأول أمكن أن تكون الروح بعض ذلك، فتكون مخلوقة، وإن أريد بالأمر صفة ‏[‏اللّه‏]‏ كان قوله‏:‏ ‏{‏‏الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي‏}‏‏ كقوله‏:‏ ‏{‏‏وَرُوحٌ مِّنْهُ‏}‏‏، وقوله‏:‏ ‏{‏‏جَمِيعًا مِّنْهُ‏}‏‏ ونحو ذلك ‏.‏

    وإنما نشأت الشبهة حيث ظن الظان أن الأمر صفة للّه قديمة، وأن روح بني آدم بعض تلك الصفة، ولم تدل الآية على واحد من المقدمتين ‏.‏

    وقد يجيء اسم الروح في القرآن بمعنى آخر، كقوله‏:‏ ‏{‏‏وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا‏}‏‏ ‏[‏الشورى‏:‏52‏]‏، وقوله‏:‏ ‏{‏‏كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ‏}‏‏ ‏[‏المجادلة‏:‏22‏]‏، ونحو ذلك‏.‏
    فالقرآن الذي أنزله اللّه كلامه، ولكن ليس الكلام في هذا مما يتعلق بالسؤال‏.‏

    وأما قول السائل‏:‏ هل المفوض إلى اللّه أمر ذاتها أو صفاتها أو مجموعهما‏؟‏ فليس هذا من خصائص الكلام في الروح، بل لا يجوز لأحد أن يقفو ما ليس له به علم، ولا يقول على اللّه ما لا يعلم، قال تعالى‏:‏ ‏{‏‏وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولًا}‏‏ ‏[‏الإسراء‏:‏36‏]‏، وقال تعالى‏:‏ ‏{‏‏قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللّهِ الَّتِيَ أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالْطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِي لِلَّذِينَ آمَنُواْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ‏}‏‏ ‏[‏الأعراف‏:‏33‏]‏، وقال تعالى‏:‏ ‏{‏‏أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِم مِّيثَاقُ الْكِتَابِ أَن لاَّ يِقُولُواْ عَلَى اللّهِ إِلاَّ الْحَقَّ‏}‏‏ ‏[‏الأعراف‏:‏169‏]‏، وقد قالت الملائكة لما قال لهم‏:‏ ‏{‏‏أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَـؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ قَالُواْ سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ‏}‏‏ ‏[‏البقرة‏:‏31- 32‏]‏، وقد قال موسى للخضر‏:‏ ‏{‏‏هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا‏}‏‏ ‏[‏الكهف‏:‏66‏]‏، وقال الخضر لموسى لما نقر العصفور في البحر ما نقص علمي وعلمك من علم اللّه، إلا كما نقص هذا العصفور من هذا البحر‏.
    ‏‏
    وليس في الكتاب والسنة أن المسلمين نهوا أن يتكلموا في الروح بما دل عليه الكتاب والسنة، لا في ذاتها ولا في صفاتها، وأما الكلام بغير علم فذلك محرم في كل شيء، ولكن قد ثبت في الصحيحين عن ابن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم كان في بعض سكك المدينة، فقال بعضهم‏:‏ سلوه عن الروح، وقال بعضهم‏:‏ لا تسألوه فيسمعكم ما تكرهون، قال‏:‏ فسألوه وهو متكئ على العسيب‏ [‏العسيب‏:‏ جريدة من النخل‏]‏، فأنزل اللّه هذه الآية‏.‏

    فبين بذلك أن ملك الرب عظيم، وجنوده، وصفة ذلك، وقدرته أعظم من أن يحيط به الآدميون، وهم لم يؤتوا من العلم إلا قليلًا، فلا يظن من يدعى العلم أنه يمكنه أن يعلم كل ما سئل عنه ولا كل ما في الوجود، فما يعلم جنود ربك إلا هو‏
    .

    ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ
    مجموع فتاوى شيخ الإسلام أحمد بن تيمية - المجلد الرابع (العقيدة)
    طلب العلم فريضة .

  6. #6
    قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : May 2005
    المشاركات : 673
    المواضيع : 177
    الردود : 673
    المعدل اليومي : 0.10

    افتراضي الحبيب الغالى/د . حقي إسماعيل

    الحبيب الغالى/د . حقي إسماعيل
    دمت متميزا فى طرحك وجم ادبك وسمو لفظك
    بارك الله فيك وانتهز الفرصة لابارك لاخى الدكتور اسلام المازنى ايضا على تعليقه
    بارك الله فيكما معا ولا تحرمونا من مثل تلك الاراء القيمة
    جزاكم الله خيرا كثيرا
    سيد يوسف
    سيد يوسف

  7. #7
    قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : Oct 2005
    المشاركات : 527
    المواضيع : 25
    الردود : 527
    المعدل اليومي : 0.08

    افتراضي

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    أخي الكريم د. حقي إسماعيل
    بارك الله فيك وسدد خطانا وخطاكم على دروب الخير والحق
    وكذلك بارك الله في أستاذنا الكبير د. إسلام المازني وجزاكما الله خيرا
    موضوع مشوق ومهم لكل مسلم عاقل ولكل إنسان أراد معرفة الحق عن النفس والروح .
    والله أعلم سبحانه وتعالى وقد أبحر أستاذنا د. المازني وأجزل لنا كذلك جزاكم الله عنا خيرا
    وأردت قول شئ بهذا المعنى من باب فهمي المتواضع علي أصيب عن الروح والنفس ردا على مقولة الدكتور حقي إسماعيل بعد التحية .
    ( إن الروح من أمر ربي ... )( أما النفس إذا لم تكن من أمر ربي ) فما المعنى يكون ..؟ (والروح طاهرة ترقى إلى السماء والنفس أمارة بالسوء لذا ترجع إلى أصلها ).!!!!!
    _ أخي الكريم والفاضل لقد كان في رد أستاذنا الجليل د. المازني ردا شافيا عن الروح والنفس وكما أشار علماء الأمة بقول الله تعالى عن الروح والتي خاطبها الله بالروح تارة وتارة أخرى بالنفس ( نتوفى الأتفس ...) الآية وخاطبها الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام مرة بالروح ومرة بالنفس وإذا نحن جمعنا صفاتهما وجدناهما واحدا فالنفس تزكو وتخبث بأمر الله وإذا سميناها روحا كذلك فلا حياة لأنسان من غير روح ولا حياة له من غير نفس ويبقى المعنى النفس معناها مفصلا لكل ما يمر على الإنسان من أحوال وشر وخير , وحياة وموت, والروح معنى يوجزأو بالأحرى يختزل كل ما مر في الحياة بين الحياة والموت , بدون تفصيل والمعنى لهما واضح وواحد والله أعلم وعند الموت الجسد يبلى في التراب وليست النفس الجسد فقط يعود إلى التراب إلى أصله والنفس ترقى أو تهوي حسب حال صاحبها وهي ( الروح ) فالجسد غير النفس وإن كانت أمارة بالسوء هي بما ألهمها الله أي ألهم الروح فالنفس تسمو بصاحبها وتدنو والروح كذلك ولو كانت كلها طاهرة فهل نسمي أرواح الكفار طاهرة ؟ وهي الخبيثة ولكننا نستعمل كلمة النفس بحديثنا اليومي أكثر من الروح لمعناها الدلالي على كل ما يمر علينا في الحياة .
    يعني النفس والروح متلازمان لشئ بالأصل واحد في كل إنسان , والروح نحيا بها ونموت بها والنفس كذلك والنفس هي الذات وتعني الأنا لكل إنسان كما الروح تعني الأنا لكل إنسان
    والروح هي شئ طاهر والنفس كذلك , لمن أراد الله أن تكون روحه ونفسه طاهرتان وتكون الروح خبيثة وكذلك النفس تكون خبيثة لمن أراد الله أن تكون روحه ونفسه خبيثتان والعياذ بالله .
    سؤال ؟ هل من الممكن أن تكون نفس المؤمن خبيثة لوكانت هي شئ آخر غير الروح بالطبع لا , والعكس كذلك فالطهارة للنفس والروح قال تعالى :( ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها , قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها ) من سورة الشمس .صدق الله العظيم وهو الذي يزكي النفس ويطهرها
    مثل :
    لقد خلق الله الخلق وقسم الرزق بين العباد وجعل الإنسان مكرما عنده سبحانه وتعالى . لكن هناك تفاوتا بين الناس في الخلق والرزق والتكريم وكل قابل للزيادة أو النقصان في حكم طبائع الإنسان وما جبل عليه من خير أو شر و لقسم أقسمه الله سبحانه وتعالى على نفسه أنه سيملأ جهنم من الجنة والناس أجمعين (انظر الآية ) بخصوصه . والروح بالأصل طاهرة وهي روح آدم عليه السلام ولكن ذريته فيهم أرواح طاهرة وأخرى خبيثة .
    ولننظر : هناك فصيلان من الناس فصيل للجنه وفصيل للنار , وهناك لكل من الجنة والنار درجات متفاوته حسب عمل صاحب كل منها .
    وهناك من البشر الرسل الأنبياء والأصفياء والصديقين منهم ثم الأولياء والصالحين والمتقين ثم البشر العاديين وهم بين مؤمن وكافر وفي كل تفاوت .
    والروح والنفس في كل شخص منهم إذا الروح هنا يوجد منها الطاهرة ومنها الخبيثة والنفس كذلك توجد نفس طاهرة وأخرى خبيثة . وإذا خرجت الروح إلى بارئها و هي مخلوق , النفس هل يبقى لها وجود بالطبع لا . شيئان لو فصلناهما بالصفة والمعنى لا نستطيع فالروح والنفس لا نلمسهما ولانراهما ولكن نشعر بهما في بقائنا وكل أمورحياتنا بالتنفس والحياة والأخذ والعطاء والتعامل والعبادات في قرب الأجل ,وهل إذا منع عنا الهواء ؟ هل نحيا ؟ هل يبقى لنا وجود ؟ خرج النًفًس خرجت النًفْسْ , خرجت الروح , وكان الموت لهما لأنهما بالأصل وجهان لعملة واحدة فالنفس هي الروح والروح هي النفس إذا صلحت النفس وآمنت فهي طاهرة وإذا فسقت وغوت هي خبيثة ولنعود للفطرة التي فطرنا الله عليها حينما نتحدث عن أنفسنا في أمر ذا بال مثلا الجهاد في سبيل الله فنقول سنجود بأنفسنا وكل غال وثمين وأحيانا نقول سنجود بأرواحنا وأحيانا نقرنهما معا قائلين سنجود بأنفسنا وأرواحنا ولكن هنا للتأكيد والتضخيم وهذا حال المؤمن ولشئ جلل نجود به لشئ أعظم وأجل بطبيعة الحال والمعنى لكليهما واحد والله أعلم.
    شئ آخر أيضا أحسه داخل نفسي وأستشعر به فحين نقول النفس فتعني الأشمل أو الأوسع لكل معنى مفصل بهذا الخصوص وعندما نقول الروح فهي تعني الحياة أوالموت ويمر من خلالهما عمر الإنسان وعمله بشكل موجز . ولكنهما بالأصل واحد.
    فنحن نقول الله كل حين , والله هو كل شئ ثم نقول الرحمن الرحيم , وبينهما كل شئ والرحمن والرحيم هو الله وليس سواه ( قل ادعو الله أو ادعو الرحمن أيما تدعو فله الأسماء الحسنى ) صدق الله العظيم والله أعلم .هذا اجتهادي في الرأي أرجو أن أصيب فيه والله الموفق لما يحب ويرضى , وأن أخطأت فمن نفسي وأسأل الله السداد
    وليس بآخر
    و الله كل شئ بيده له ملكوت كل شئ وإليه المصير وكلمة الروح تذكر وتؤنث في اللغة .
    ونلتقي على طاعة الله ورضاه
    أختكم في الله خوله
    إبنة الوطن الجريح .

  8. #8
    قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : Dec 2005
    الدولة : طير عراقي مهجر
    العمر : 57
    المشاركات : 324
    المواضيع : 45
    الردود : 324
    المعدل اليومي : 0.05

    افتراضي

    [move=right]
    الأحبة في اللـه وفي دينه .
    [/move]
    د . إيهاب أبو العون .
    د . إسلام المازني .
    سيد يوسف .
    خولة بدر .
    تحية طيبة .
    سعيد جدا أن وجد الموضوع صداه في ذاتكم ، وأشعر أني مغتبط جدا حين وجدت مداخلاتكم التي تفضلتم بها على النص وعلى صاحب النص .. ولا أخفي أني سعيد أيضا في أن يثيركم النص شرعيا وعلميا فتسطرو بأفكاركم كلماتكم ومداخلاتكم الكريمة ... والإجابة يجب ألا تكون عابثة ولا عبثية ... التلاقح الفكري هذا برفقة المناقشة في الحوار ـ حول الموضوع ـ من علامات الصحة في الثقافة العربية ... لي عود للإجابة عما تفضلتم به .

    [move=right]تحياتي[/move]

  9. #9
    قلم منتسب
    تاريخ التسجيل : Dec 2005
    المشاركات : 58
    المواضيع : 6
    الردود : 58
    المعدل اليومي : 0.01

    افتراضي

    استاذي الكريم دكتور حقي .

    الفرق بين الروح و النفس واضح و جلي .

    واسمح لي بأن أذكر هنا معنى الروح .

    يقول الله تعالى : " ألا له الخلق والأمر "

    والروح هي ادراك صلة الانسان بخالقه , وهذا الادراك يتمثل في صلة ذو شقين متلازمين من الآية الكريمة أعلاه .

    فهناك صلة الخلق وهناك صلة الامر .

    اما صلة الامر هو الائتمار لشرع الله واوامره , والروح هي ادراك ذلك , اي ان الروح ليست بذات الامر او التشريع , بل هي ادراك الانسان بانه مخلوق لله عز وجل .

    اما بالنسبة للنفس هي التي تصوغ طبائع الإنسان، وتشكل له شخصيته، لتمنحه نموذجا معينا بنكهة وبصمة خاصتين، ولذلك يقال أن فلان شرير لأن نفسه حسودة حقودة، كما يقال النفس طماعة أو أبية أو سخية أو ما شاكل، وهذه ميزات تتصف بها النفس على غرار الصفات التي تنسب للعقل، كقولنا أن عمروا ذكي أو غبي، نبيه سريع البديهة أو بليد .

    واذا طالعنا الآيات القرآنية نرى انها تحدثت عن النفس في 3 حالات هي :

    1 ) الامارة بالسوء :

    قال تعالى : " وَمَا أُبَرِّىُ نَفْسِي إِنّ‏َ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوء إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي إِنّ‏َ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ "

    2 ) النفس اللوامة :

    قال تعالى : " لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ وَلا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ "

    3 ) النفس المطمئنة :

    قال تعالى : " يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي "

    مع عودة ان شاء الله لمتابعة ردكم الكريم و ما يتفضل به الاخوة والاخوات الكرام .

  10. #10
    عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : Dec 2002
    الدولة : (بيتنا بطحاء مكه)
    المشاركات : 1,808
    المواضيع : 128
    الردود : 1808
    المعدل اليومي : 0.23

    افتراضي

    السلام عليكم ورحمة الله


    حياكم الله


    في كتب الإسرائليات الزبر

    الروح هى كلمة مشتقة من اسم الله القدوس

    يقدس الله فيه من يشاء انسان كان او جماد

    انسان الانبياء
    مكان
    مكه ايلياء القدس جبل طوى

    اسم الله لا يشاركه فيه احد من العالمين وانما كلمة
    ينزلها على من يشاء
    كن فيكون

    امره بين ك ن

    ومن علم الكاف هذة

    مازلت ثورة

    قادمة

    صفا صفا
    دكا دكا

    هدا هدا

    كن فيكن

    مرداد

    ادوارد

    ك ه ي ع ص -----صورة مريم ذكر رحمة ربك عبده
    زكريا إذ نادى ربه نداء خفيا,,, قال ر بي إنى وهن العظم مني وشتعل الرأس شيبا@
    شيبة الحمد...
    ال عمران+عمرو العلا=المثلاث

    تلك ايات علم الكاف
    لايلافهم فهم كاف
    ايلياء كاف مرداد

    اسرائيل اسمائيل اسحاق
    ابراهيم
    يعقوب
    احمد---السبطين--الجناحين لطير مرداد
    مرداد----الهدى الميبن

    تلك ايات الجبروت والملكوت العظيم

    في كتب حرفت وقد عادت فى السنوات الاخيرة لبنى اسرائيل وظهر البعض حتى يذكر فيها الاسلام وعودته

    مجموعاتnarnia Inside
    The Lion
    By Devin Brown

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. لاتحزن-رسالة من الشهيد إسماعيل أبو شنب إلى القائد إسماعيل هنية
    بواسطة فارس عودة في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 02-05-2012, 05:39 PM
  2. عًٍ ى دًٍ
    بواسطة اسماء محمود في المنتدى أَدَبُ العَامِيَّة العَرَبِيَّةِ
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 28-10-2008, 04:11 PM
  3. الدمع فاض من العيـون جـداولاً *** والنفس من جزعٍ عليـك تسيـلُ
    بواسطة يتيم الشعر في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 18
    آخر مشاركة: 06-04-2007, 02:03 AM
  4. الأغنية المصرية (بين عاشق الروح وطلوع الروح)
    بواسطة د0 احمد فنديس في المنتدى الاسْترَاحَةُ
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 07-05-2006, 01:14 PM
  5. حقي المنحر في قض المضاجع
    بواسطة د . حقي إسماعيل في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 07-01-2006, 02:44 AM