موال مثقل
غريب الخطى ما زلت في الدربِ اهتفُ
وللوعد إملاقٌ وفي الروح مشغفُ
فهذا أنا يا شعرُ قلب مؤرجح
خباياه مثل الريش حبا ترفرفُ
جعلتُ اعتراف القلب حرفا مغردا
يقول الذي يرضاه من ليس ينصفُ
تعلمتُ أن الشعر دنيا تمدنا
بما غاب عن أيامِ دنيا تُسوفُ
تمدُّ الذي مجناه في تلة الرضا
تَدَلاّ وصدق الود يدني ويَقطِفُ
لصنعاءَ كم أجريتُ الحان مولعٍ
يعود الذي يهوى ونجواه تَعزفُ
وصنعاء ما صنعاء .. أنثى جميلةٌ
توافي لها بالحبِّ كالصبح أحرُفُ
كأني بها والشمسُ تلقي شروقها
على فجوة ( النهدين ) للسحر تَكشِفُ
وهذا أنا .. يا شعر أمسى يلفني
جفافٌ عصيّ البوحِ بالروحِ يعصِفُ
ويدري الركود المرُّ ماذا بخاطري
وما لونُها شكوى مساءٍ يُشنِّفُ
يقولون كم تقتاتُ بالوهمِ هذه
بحورٌ فسيحاتٌ إلى كم تُجدِّف ُ
ومثلي يشقُّ البحرَ يطوي طويلَه
سفائني تعلوه .. لا شيء يوقِفُ
أقولُ وجرحُ الأرضِ موال مثقلٍ
يغذيه بالأحزانِ هذا التصلُّفُ
بصدري أنا بغدادُ والقلبُ كلما
تراءت له الأوضاعُ ينسلٌّ .. يَنزفُ
أريدُ لحلقِ الحرفِ إفراغَ ما به
لعل الذي يلقيه شيئا يخفِّفُ
عبد القادر النهاري
10/12/2005 م