|
لا القلبُ قال لها و لا لرسولِــها |
لولا بكور ِ وداعها و رحيلِــها |
في ليلةٍ عرواءَ أطولَ نجمُها |
عجبُ الليالي أن تطولَ بطولــِـها |
سار الجميعُ فهل لنا من مطلبٍ |
غير الصبابةِ صعبها وسهولِــها |
ولقد بلغتُ الى حشاشةِ قلبِـها |
فإذا طلبتُ أخذتُ خير جزيلـها |
كنا تعاقدنا وصال قلوبنا |
صار الوصالُ قصائداً بأفولها |
ولقد سئمتُ الهجرَ بعد درايةٍ |
ورأيتُ عيني قد قـَـذتْ بمسيلـها |
وشبَبْتُ في عشق ِ الحسانِ لربمـا |
بعضُ الشقاوةِ تسْـتبحْ بقليلها |
يا طائراً صَـعِـداً إلى أجوائهِ |
أرجو فضولكَ فاتـَّـجهْ لـسبيلـها |
ونشرتَ أجنحة النـَّـوى و طويْتهـا |
والشمسُ بين غروبـِـها وأصيلها |
فإذا بلغتَ المرجَ في أوطانها |
وجدتَ أمامكَ دارياً بسبـيـلها |
عرفَ الطرائقَ نحوَ بيتِ خـُـدُورها |
وطرائقَ بالحـيِّ بين سهولها |
لا تقربَ الواشي بناديهِ فـلا |
يأتي منَ الواشي غيرَ عـُــدُ ولـِـها |
إنـَّا لنأملُ منكَ رداً عاجلاً |
فلقد تعبتُ من كثيرِ همولـها |
ولقد عرفتَ محبتي وصبابتي |
فاسرعْ إليَّ بردِها و مقُولـِـها |
قال الرسولُ ففرحتُ حين لـقِـيـتُـها |
وتنبـَّهتْ فأتيتُـها بدليــلها |
فتبـسَّـمتْ من قلبها وكأنَّــها |
حـنَّــتْ إلـيَّ. وأقبلتْ بقبولـــها |
ودموعُ مُقلتِها أطاعتْ قلبَـها |
والشوقُ مثل هواكَ في تفضيـلــها |
فارثي لحُـبِّكَ في قصِــيدِ كَ إنــَّــني |
أرثي لحالكَ في رثاء ِ حليـلها |
فهذا وداعٌ لا صداقة َ بــعدهُ |
فابكي على يوم ِ الوداع ِ ورحيـلــها |
تـُـمْـسي بعيدَ الوجدِ مُنقطِـعَ الرجا |
في بُعـدِها وبلوغِـها و حلولِــها |