حضارة
*******
قيل لنا : الحضارة مشعل تتناقله الأمم في سباق التتابع مدى الدهر
أعجبنا جدا هذا القول , جئنا بالمشعل , صبرناه , حنطناه وصلبناه على لوحة الوسائل الإيضاحية في المدرسة إلى جانب الفراشة والزهرة ودودة القز , لنعرضه على أبنائنا في كل جيل , مؤكدين لعقولهم الغضة أن أجدادا لنا حملوا مثل هذا المشعل في غابر التاريخ.
وامعتصماه
*********
اعتلى المعتصم صهوة جواده الأبلق بوثبة واحدة فرقع سوطه في الهواء مزمجرا بصوت كالرعد : الله أكبر , لبيك يا أختاه
ركضت إليه قادمة من عمورية بعباءتها الممزقة وتعلقت بركابه مستغيثة : وامعتصماه...........
من زاوية المشهد انطلق صوت حاد غاضب : ستوب
من سمح لهذه الحمقاء بالدخول إلى موقع التصوير؟؟
بعد العودة
****
تنحنح , شد ربطة عنقه , سعل سعلة خفيفة ثم قال : هناك في البلاد البعيدة حيث كنت , تقف طيور الكركي مثل القراعيش وصمت .
كان نصف الحاضرين لا يعرفون طائر الكركي , و نصفهم الآخر لا يعرفون ما هي القراعيش .
ديمقراطية
*********
أعلن المسؤول في اذلك النادي : المدير سيستقيل وستحل الهيئة الإدارية , من حق كل فرد هنا ترشيح نفسه للمنصب
أصاب الرشح كل من في ذلك النادي حتى الآذن والبواب , مما جعل المناديل الورقية وزجاجات الدواء المهدئ للسعال تختفي من السوق .
تجمع المرشحون للاستماع إلى محاضرة عن الزكام والديمقراطية ثم تفرقوا , راحو يبحثون بقلق عن خصائص مرض السارس وأنفلونزا الطيور , بينما بقي الجهاز الإداري على حاله لم يزد فردا واحدا ولم ينقص.
اجتماع
*********
اجتمع المدير الجديد بموظفيه , وقف فيهم خطيبا : سنعمل معا على مكافحة الفساد , نحن هنا لخدمة المواطن , المواطن صاحب حق علينا كائنا من كان , لا أسمح بالرشوة , لا أسمح بالتنصل من المسؤولية , لا أسمح باهانة المواطن , لا أسمح ... لا أسمح... لا أسمح ...
حزن الموظفون الجدد بينما غطى الصبر ملامح زملائهم القدامى وانفض الاجتماع الرسمي
, اجتمع بالمدير من يكافحون مكافحة الفساد , أسروا له بكلام جعل شفتيه تنفرجان في ابتسامة , زادوه كلاما .. زادت بسمته اتساعا , بسط كفه وانتهت المقابلة
سارت الأمور في اليوم التالي مثلما كانت تسير في اليوم السابق , وانبسطت أيدي الموظفين التي ما تزال ملتهبة من شدة التصفيق
أطلال
********
مر قيس بن الملوح على الديار - ديار ليلى - ليقبل ذا الجدار وذا الجدارا
فلم يجد من الديار سوى أطلال اتخذها السابلة مكانا لقضاء الحاجة