أحدث المشاركات

مصير الكوكب على متن الشراع الشمسي» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة فى بحث تجربة ميلغرام: التجربة التي صدمت العالم» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» وذُلّت الأعناق مقتطف من رواية قنابل الثقوب السوداء...» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح »»»»» الفصل الثاني من رواية وتستمر الحياة بين يأس و تفاؤل الأم الجريحة» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» و تستمر الحياة بين يأس و تفاؤل الفصل الأول من الرواية بقلم بوشعيب» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة في بحث أمور قد لا تعرفها عن مستعمرة "إيلون موسك" المستقبلية» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» نعم القائد» بقلم عطية حسين » آخر مشاركة: احمد المعطي »»»»» قراءة في مقال يأجوج و مأجوج ... و حرب العوالم» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»» الطفل المشاكس بقلمي» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»» @ تَعَاويــذ فراشَــةٍ عَاشِقـَـة @» بقلم دوريس سمعان » آخر مشاركة: دوريس سمعان »»»»»

النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: لن يعتنق المستحيل خطونا

  1. #1
    قلم منتسب
    تاريخ التسجيل : Jan 2006
    الدولة : سوريا
    المشاركات : 28
    المواضيع : 9
    الردود : 28
    المعدل اليومي : 0.00

    افتراضي لن يعتنق المستحيل خطونا

    لن يعتنق المستحيل خطونا

    بقلم / حنان الزريعي

    يغتصب بكائي عنوة أملاً بأن لا يكون قد حدث له أي مكروه ، تتلاعب حيرتي بما تبقى لي من صبر ، ترتجف لهفتي حال سماع رنين هاتفي المحمول ، فأسمع صوتاً غير صوته .. لينهار هدوئي المصطنع ، وأصبح كتلة أعصاب تحترق .
    - لِمَ تملأ الدموع عينيكِ ؟
    جاءني صوتها المنهك ليسترجعني من غيبوبة قلقي ، ابتسمتُ لها ودون أن أشعر كُسرت بسمتي لأجهش بالبكاء ، وكأنني كنت أنتظر فتيلاً يشعل ألماً بداخلي . هربتُ من أمـام سريرها صــوب النافذة ، وخوفَ ملامة كبريائي لدموع هُدرت علانية ، تجاسرتُ على بكائي فنفيته وراء تلال قلبي .
    استدرتُ لأجد عينيها السوداوين الجميلتين وقد لوّنهما الفزع .. " هل .. هل .. سأبقى في المستشفى لفترة أخرى .. ؟ ألم أشفى .. ؟ ألــم تقولي لي قبل قليل بأنني سأخرج بعد يومين ؟ "
    " بسببكَ حبيبي تناسى قلقي عليك مشاعر الغير ، ومارستْ عفويتي نحيبها ليتردد صداهــا ملامساً – بعنفٍ – ستائــر قلب هـذه الصغيرة " ، جلستُ بجوارها مقبّلة جبينها ، مطمئنة إياها بأن سبب بكائي أمر يخصني ، وليس له علاقة بها .
    كم أحببتُ هذه الطفلة ، عندما جاءوا بها للمستشفى – قبل أسبوعين – كانت تبكي بمجرد اقتراب أي شخص يلبس اللون الأبيض منها ، أذكر أن والدتها قالت يومها أن طفلتها لديها عقدة من المستشفيات ، لكنها تقبلتني بسرعة ، أول لقاء لي بها عندما طلبني الطبيب المشرف على حالتها في غرفتها ؛ كي يستفسر مني على تحليل قد أجريته لها ، عند دخـولي غـرفتها كـانت نائمة .. أشبـه بملاك يداعب قوس قزح ببسمته ، ومنذ ذلك اليوم .. أغتنم فترات راحتي لأذهب إليها وأجلس على سريرها لتحدثني عن أشيائها الصغيرة ، وأحدثها بدوري عن أشيائي الكبيرة ، لا أدري لِمَ سلبتْ هذه الصغيرة كل اهتمامي ، أبسبب إصابتها بفشل في إحـدى كليتيها وهي ما زالـت في الثامنة من عمرها .. أم بسبب اسمها والذي داعب ذكرى ذلك اليوم حين حلمتُ ومروان أن تحمل ابنتنا هذا الاسم .. أم لأنها احتوت بقلبها الصغير .. دفاتر حبي له .
    ارتشف صوتها جنوح أفكاري ؛ لتلامس بأصابعها خاتمي الذي نُقش عليه اسمه ، وبسمة ماكرة تختال على شفتيها .
    - ما رأيكِ لو غيّرتُ مكان الخاتم لإصبع يدك اليسرى .. مثل ماما .
    " آه صغيرتي .. تحـاولين اقتناص السعــادة لقلبي الــذي أنهكته دموع غياب صوته عني "
    أمسكتُ يدها قائلة : " أتدرين تسنيم .. كل قلقي كان بسبب عدم اتصال مروان بي .. وعدني بأنه سيتصل بي حال وصوله لعمان وها قد مرّ أسبوع على وصوله .. أخاف أن يكون مريضاً أو .. لا أدري .. " ، وكمن يخاف أن يسرقَ الهواء كلماته ؛ بترتُ جملتي خشية أن يتحقق هذا الخاطر الذي لامس زوايا قلقي ، وبالأساس هل ستفهم الصغيرة معنى أن يمرّ يوم على قلب ؛ دون الاطمئنان على الروح التي بها ينبض .
    - جيهان .. ما رأيكِ لو فاجأتِه وسافرتِ إليه هناك .. ها ما رأيكِ بفكرتي .
    - حبيبتي .. قال بأنه لن يمكث كثيراً هناك ، كما أنني لا أعرف له عنواناً ، حيث أنه سيقيم عند بعض معارفه لحين إتمام عمله ، ومن ثم سيرجع لفلسطين .
    وبصرخة فرحة ؛ انتعشت كلماتها لتقول : " إذن اسبقيه إلى فلسطين ، وعند عودته سيسعد كثيراً لرؤيتك .. " ، توقفــتْ عن الكلام فجأة لتستدرك مسرعة .. " لا .. لا .. لا أريدكِ أن تتركيني .. اطلبي منه أن يأتي هو عندما ينهي عمله .. فأنا أيضاً أرغب بمعرفته .. فقد شوقتني لرؤيته " .
    ضحكتُ والقلب نازف للحقيقة التي معها ولدنا ، ماذا سأقول لكِ صغيرتي ، سأكون قاسية معك حينها ، عندمـا أريكِ حقيقة وطننـا ، وهل سيصدق بيـاض قلبك سـواد عالمنا ، ماذا سأقول .. أأقول لكِ بأن خطبتنا تمت في دولة غير الدولتين التي يقطن كلانا فيهما ، وهاأنا الآن أنتظر ذلك التصريح لدخول بلدي منذ سنتين ؛ لأنني أحمل لقباً يعطيني الامتياز بأن لا أدخل وطني .. أأقول بأنه ممنوع عليه التعطر بهواء بلدكِ .. لأنه فقط فلسطيني ، آه صغيرتي .. ما زلتِ تمسكين قوس قزح بأهدابكِ ؛ ولمْ ترِ بعد اللون الأسود الذي ألبسوه بوقاحة لآمالنا .
    طرق صوتها باب انكفاء أفكاري على نفسها .. " لا أحب رؤيتكِ حزينة .. أين بسمتكِ التي كنتِ تهدينها إياي كل صباح ؟ "
    " ما أجملك صغيرتي .. الوجع بداخلك .. ولا زالت سماءكِ تمطر فرحاً " .
    قبلتها ونهضتُ لأسـدل ستــارة النافــذة .. " ارتـاحي الآن تسنيم .. وسـأمرّ عليكِ عند المساء " ، وقبل خروجي من غرفتها نادتني ؛ لأجدها قد أرسلت لي قبلة بشفتيها الصغيرتين .
    *********
    تلتهم ممرات المستشفى خطواتي المسرعة التعبى من حمل غربة جسد لا يحيا سوى بنبض صوته الآتي من وراء عشرات الحدود .
    قالوا بأن طُرقات حياتي ستتدثر بأوراق انتظاري له ، ونسوا أن الشمس تداعبني كل صباح مثلما تداعبه ، إذن أنا معه على ذات الكوكب . هو – فقط – لقب ولدتُ معه ؛ لترى شوراع غزة ومنازلها غربتي المطلة عليها من نافذة التلفـاز ، وليتعـطـر كيـاني كله بعبير رام الله عبر أحاديثه لي عنها . لكـن أغصان ذكرياتي لا زالت تزهر الياسمين ؛ ولا زال نسيم طيفه يراقص أريجها ، لتلامس بدعةٍ ذاكرتي .. يوم خطبتنا .. عندمـا لامست يداه أناملي ليلبسني الخاتم ، فرنتْ نظراتي الخجلى الولهى إلي عينيه ، عندها غازلت مآذن روحي ينابيع الجنة ، ليتكئ عمري على أرائك قلبه ، وتعاهدنا أن لا يعتنق المستحيل خطونا .
    لمْ ينتبه سمعي المغّيب – رغماً عنه – إلى رنين هـاتـفي المحمـول ؛ وفي آخر لحظة أخرجت الهاتف من جيبي ، وبيأس اعتادته يـداي مـن كثرة خيبة أملي أن لا يكون هو ، وبأصابع مرتجفة خوف الموت بطعنات سماع صوت غير صوته .. فتحت هاتفي .. ليأتيني – أخيراً – صوته بنبراته الحنونة ، مستفسراً عن أخباري ، فاحتارت كلماتي .. أتشكو قسوة نسيانه لحبيبة داعب الخوف شواطئها ، أم تتناسى ذلك القلق الذي اعتلى عرش هدوئها وتناجيه بكلمات شوق ، فإذا بكلماتي تُجهض قبل أن تــولــد ؛ ليغتسل اسمــه بين شفتي ببكائي .. " فقد أرعبني غيابكَ عني حبيبي " .


    hanansalim75@hotmail.com



  2. #2
    الصورة الرمزية زاهية شاعرة
    تاريخ التسجيل : May 2004
    المشاركات : 10,345
    المواضيع : 575
    الردود : 10345
    المعدل اليومي : 1.42

    افتراضي


    أهلاً بك أختي الكريمة
    حنان الزريعي
    في واحة الخير
    أختك
    بنت البحر
    حسبي اللهُ ونعم الوكيل

  3. #3
    الصورة الرمزية سحر الليالي أديبة
    تاريخ التسجيل : Sep 2005
    الدولة : الحبيبة كــويت
    العمر : 38
    المشاركات : 10,147
    المواضيع : 309
    الردود : 10147
    المعدل اليومي : 1.50

    افتراضي

    أهلا بك أختي الرائعة حنان في واحتك واحة المبدعين

    ومرحبا بقلم جميل

    سأقرأ لك دائما

    لك خالص تقديري المحمل بالورد

  4. #4
    الصورة الرمزية أسماء حرمة الله شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jun 2005
    الدولة : على أجنحــةِ حُلُــم ..
    المشاركات : 3,877
    المواضيع : 95
    الردود : 3877
    المعدل اليومي : 0.57

    افتراضي تحية ورد

    سلام اللـه عليك ورحمته وبركاته

    تحية زرعتُها بحديقة الياسمين

    العزيزة المبدعة حنان،

    أين أنتِ حنان؟؟؟
    اشتقنا لحرفك، فلاتطيلي الغياب..
    مازالَ من حقّ بطلة قصتك التمسك بأهداب الشمس، مازال من حقها الحلم بالتعطرّ بهواء بلدها، بأنْ يمسكَ قوسُ قزح بأهدابها، بأنْ تغادرها الدموعُ التي عشّشتْ بقلبها، لينبتَ بقلبها زهرُ الفرح.
    تأكدي بأنّ حلمَ العودة إلى الوطن الجريح سيزهرُ قريباً، ليزهرَ معه الفرح..والورد..

    أثبّتُ حروفكِ المغتسلة بالشجن والألم إكراماً لقلمك نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي وإكراماً لحلم العودة إلى أرض الجهادنقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


    ------
    ألم "أُشْفَ"
    ولم "تَرَيْ"
    و"مازالت" "سماؤكِ"
    "التعبة"

    بانتظار عودتك حنان، لتشاطرينا الفرحة والحرف، ولتشاركي معنا هنا:

    https://www.rabitat-alwaha.net/molta...4&page=1&pp=10


    تقبلي مني خالص تحياتي وتقديري واعتزازي نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    وألف باقة من الورد والمطر

  5. #5
    في ذمة الله
    تاريخ التسجيل : Sep 2005
    المشاركات : 3,415
    المواضيع : 107
    الردود : 3415
    المعدل اليومي : 0.50

    افتراضي

    من فيض عشقي للحرف ، ومن جوف ليل الغربة بعيداً عن الأهل ... ومن نبع الحنان المتدفق بين ثنايا وخبايا النفس ؛ أرسل خالص شكري لقلم مبدع أصاغ المعنى ، فأحسن الإسترسال والإرسال دون ملل ، بل بشغف تابعت وسعدت ببداية الحياة مع إنتهاء هذا الحرف .

    الشكر مبدعتنا الرقيقة ـ حنان الزريعي .

المواضيع المتشابهه

  1. لَنْ نلتقي ..!!
    بواسطة محمدحمدالله ابوزيد في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 11
    آخر مشاركة: 07-07-2021, 01:10 PM
  2. لَنْ أُهاجِر..
    بواسطة دارين توفيق طاطور في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 24
    آخر مشاركة: 16-07-2014, 03:26 AM
  3. لنْ نحـــــــرقَ الإنجيل
    بواسطة رفعت زيتون في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 19
    آخر مشاركة: 05-04-2011, 07:57 PM
  4. لَنْ أَتوب
    بواسطة الشاعر محمود آدم في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 28
    آخر مشاركة: 26-11-2008, 08:56 PM
  5. لنْ أتَرَحَّمَ عَليكَ يَا (محمود درويش)!!
    بواسطة حسين العفنان في المنتدى الحِوَارُ المَعْرِفِي
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 21-08-2008, 08:24 PM