أنا هنا ..
لازلت أرى صدري يعلو ويهبط .. إذا أنا أتنفس ..إذا أنا لاأزال أحيا ..
قبل أن أفيق من تأملاتي .. أو أصطدم بصخرة واقعي ..
قبل أن أتنفس هواء حجرتي المتقطن ..
قبل أن أجرؤ على النظر حولي ..
وجدتني أتحسس مكانا ما على صدري ..
أبحث بسبباتي عن رتق أعلم أنه موجود ..
أقفل عائدا أحمل على كاهلي ألم اللحظة التي تنتظرني ..
لحظة الولوج إلى هذه الدنيا القاسية ..
ألمح وجوها تطل على ..
ابتسامات شاحبة ..
زغاريد مصطنعة ..
ورائحة البخور تعج بالمكان ...
إنه ولد ... ألف مبروك .. أذكر أنني شققت ضجيج المكان بما يسمونه صرخة الولادة ..
هناك على الطرف الآخر ..
رجل يمد ساقه على أرض قاحلة ..
الأخرى تتدلى في حفرة لم تكن عميقة .. لكنها تكفي لأن تواري جسده الذي شفه المرض ..
بين هذا وذاك يقبع إنسان ثالث .. وحقبة مظلمة ..
بين يقيني بيوم القدوم ولحظات الأزوف .. بين إشراقي والغروب .. لازلت أجد تلك المرارة التي اقترنت ببني البشر الموتورين ..
قبل أن أعود لأغفي .. أبصر في الأفق ..
رجالا يتواترون على مضجعي .. وأكف تمسح على جسدي ..
والظلام يلف المكان حاملا معه قسوة الأرض وقهر الإنسان .. وبقع الحرمان الداكنة ، ورائحة الأجساد المتعفنة ..
قبل أن أقعد لأجيب عن أسئلة كثيرة تذكرت وتذكرت ...
تذكرت أصوات الزغاريد وتلك الابتسامات الشاحبة الصفراء وتلك الملامح القاسية التي أخذت قسوتها من جبال قريتي ..
تذكرت مالا يجب أن أتذكره ..
أغمض عيني بلا حدود .. ألتحف ضعفي ..وأعود باحثا عن رتق في صدري ... لا أجد صدري هذه المرة ..
..