ها هي الساعات تتوالى في غيابكِ ، سوادٌ عقيم ٌ يَلُفُ كواكبيَ الدُريَّة ، لا نجوم قريبة بعينيكِ أراها ، أُمسكها ، أتنقل بينها ..
القلبُ والقمرَ في انكسارٍ يبكيانِ غيابَ نورهما الفضي ، المنبعثُ من شمس جبينكِ ، ابتسامتكِ ، حنانكِ ، قربكِ .. ليسيرا الخطوةُ تحثُ الخطوة إلى العدم ..
أهيَ أنانيةٌ منكِ أيتها الشمس ..؟ أم هو غرور الجمال في ذاتكِ ..؟ أم أن فضاءاتُ العشقِ لديَّ ما عادت تليقُ بإطلالتكِ ..؟ فقررتِ الإشراق بفضاءٍ أرحبَ وأوسعَ من فضاءاتي .. !! أيُّ فضاءٍ سيحتويكِ ..؟
يا مّنْ خُلِقَ لها ، معها ، بها ، فضاءُ صفائيَ فما كان إلا لكِ ، معكِ ، بكِ ..
يا مَنْ هَزَجَ لها ، معها ، بها فضاءُ روحيَ فما استشعرَتُ الحياة إلا معكِ و بكِ ..
يا مَنْ اتسع لها ، معها ، بها فضاءُ عينيَّ فما احتوت إلاكِ ولا أبصرتُ نورَ سواكِ ..
يا مَنْ عُمِّرَ بها ، معها ، لها فضاءُ قلبيَ فما خَفَقَ بين جنبيَّ إلا بحُبكِ ، لحُبكِ وفي حُبكِ ..
يا مَنْ أُقِيمَ لها ، معها ، بها مِحرابُ عشقي فكان جبينُكِ لي قِبلتي .. ولا تقدَّمتُ العاشقين فيه إماماً إلا وتَغَشَّتني السكينة حينَ مناجاتكِ ..
يا مَنْ أنتِ أنا وأكثرَ ، أكثرَ من كُلِّي ، أينَ أنا منكِ ..؟ أينَ أنا من كُلِّي ..؟؟
مَنْ سيؤويني وقلبيَ .. ؟ إن طُردنا من رياضِ قُربكِ .. غير صحارٍ مِنَ الحزنِ و التشتتِ والقهرِ والضياع ..
أيُ حُضنٍ سنرتعُ فيه ..؟ بل أيُ حُضنٍ سنلج ُ فيه ليحتوينا بالحنانِ ..؟ إن ضننتِ وأغلقتِ أبواب الجنة في حضنكِ بساعديكِ.. غير حُضنِ مِنَ جحيمِ الخوفِ والريبةِ والقسوة ..
من سيسمو بنا .. ؟ إن أنكرتِ واستصغرتِ الحب علينا ، فينا .. غير وحلٍ الكذبِ والرذيلة .. وليس فيهما سموٌ يُرتجى ..
أيُ روحٍ ستشاركنا فرحة الميعادِ واللقيا والحياة .. ؟ إن غادرتِ بروحكِ النَفَسَ والنبضْ .. غير روحٍ من الموتِ وللموت ..
آآآآآهـٍ أيتها الشمس .. في غيابكِ ، أبحثُ عن النورِ في عينيَّ ، كوني ، عمري .. فلا أجدُ إلا ظلمةً حالكة ..
أبحثُ عن سعادتي في مختلف الوجوه.. فلا أراها إلا سرابٌ مُحالٌ أن أصله أو يتحقق ..
أبحثُ عن الحياة في روحي .. فوجدتها تشربُ الموت الزؤام ..
أيتها الشمس .. ستظلين تُحفةَ قلبي الأثرية التي تزدادُ قداسةً مع الأيام ، شمعةُ أيامي ، نبراسُ حياتي ، مرجعي في أحلكِ أوقاتي ، ملاذي عند زحمة الأشجان ... وكيفَ لا ..؟؟!!
وقد صُهِرَتْ هذه الروح بروحكِ ، لتغدينَ روحاً للروح ، قلباً للقلب ولأسأل الله أن أهبكِ كُلَّ الحب و الحياة .. أو لتهبيني سُكْرَةَ الموت وتبقي أكثر ، أكثر .. من كُلِّي ..