أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 8 من 8

الموضوع: الفنار

  1. #1
    قلم فعال
    تاريخ التسجيل : Jan 2006
    المشاركات : 1,003
    المواضيع : 52
    الردود : 1003
    المعدل اليومي : 0.15

    افتراضي الفنار

    الفنار


    أحس ببرد الشتاء القارص بدأ رحلته من جديد .....
    أسمع زمهرير الريح تضرب النوافذ والجدران وتعصف بالأشجار تكاد تقتلعها من الجذور .....
    والوحدة .....
    وحيد فى فنار بحرى بجزيرة صخرية ناتئة .. مقفرة .. مجدبة .. حيث لا صوت إلا اصطدام الأمواج المتكسرة على صخور الشاطئ تتحداها فى عناد أبدي .... وصوت الطائر البحرى يتحدى الصمت ويشق السماء ليضيع مع زئير الرياح ....
    وحيد .... وحيد ....
    منتهى أمله أن يرى شراعاً من بعيد .... فلا شراع يأتى إليه أبداً .... كل بصره وتمردت عليه عيناه .... ما بالك ترنو للأفق ؟؟ ... أين أنت من الأشرعة والحلام ؟؟ ...
    ها أنت تتسكع على صخور الشاطئ المسننة ... تروح وتجئ ... وعيناك مثبتتان على موقع أقدامك ... وتروح تبحث عن الغذاء ... ثم تناجى نجوم السماء إذا ما خلت السماء من السحب والضباب ....
    أنظر كيف تضمحل الآمال ؟؟ ... فيصير أقصى ما تأمله نفسك ليلة مقمرة صافية ... خالية من سحب الشتاء المعتمة ...
    لا فرق بين يوم ويوم .. أو ليلة وليلة .. كل الليالى متشابهات ... إلا من رياح مخيفة تهب فتكاد تقتلع فنارك فى ليلة شتوية طويلة ... كئيبة ... أو نجوم تتلألأ بعيداً ... بعيداً ... فى أعماق السماء فى ليلة صيفية قصيرة ... ثم بعد ذلك ... أنت هو أنت ... والأشياء هى الأشياء ... هى نفس المنضدة عليها ترقد اوانى الطعام القذرة ... والمقاعد الخشبية المتهالكة التى لن يجلس عليها غيرك ... وهناك المصباح الصدئ ونوره الشاحب المتقطع يبدد روعة الظلام ... وغير بعيد فراشك ينتظر تقلبك عليه كل ليلة ... وهذه الأوراق القديمة ... والثقب اللعين فى الجدار الكئيب ... نافذتك للأفق ... للشراع ...
    هى أشياؤك التى تشهد مصرعك كل يوم وكل ليلة ... هى هى ... حتى الحنق عليها والتبرم منها لا تستطيعه ... فأين المفر منها ؟؟ ... ليس إلا صخور الشاطئ المسننة ... والعراء ... والرياح ... والعواصف ... و الأنواء ...
    لا تدرى كم مضى من عمرك .؟
    ولا ما تبقى ... فلا شئ يهم ...
    لك وتلك الأشياء سنوات وسنوات .. طوال .. طوال ..
    صرعت فيك كل شئ .. كل شئ ...
    قلبك صريع ... نفسك صريعة ... روحك صريعة ... آمالك صرعى ...
    هل مازلت تحلم بالشراع ؟؟؟ ...
    يأتى إليك من أعماق الليل المظلم ... ويدنو .. حتى يكاد يلامس صخر الشاطئ ويلقى إليك بطوق النجاة ؟؟؟ ....
    ينتزعك من فنارك الكئيب ... ويأخذك ... ويأخذك ...
    إلى ... ما عدا الفنار ...
    عد إلى رشدك أيا الشقى ....
    فمن ينير الفنار غيرك ؟؟؟ ...
    أنت من يشعل قناديله كى تبتعد السفن والأشرعة عن جزيرتك ...
    هذا قدرك ... وهذه هى أشياؤك ..
    ستظل أبداُ .. أنت والمنضدة .. والمقاعد ... والمصباح ..
    ودع عنك هذا الأمل المستحيل ...
    فلن يقترب الشراع ....
    راودته الخواطر ثم توجه للنافذه العتيقة ومد بصره منها للأفق العريض ...
    يترقب شراعاً يأتى لجزيرته ..... تدفعه أشرعة الأمل ......

  2. #2
    قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : May 2005
    المشاركات : 673
    المواضيع : 177
    الردود : 673
    المعدل اليومي : 0.10

    افتراضي

    الاخ الكريم البحترى
    بارك الله فيك وفى نثرك..ونفعنا بك
    نقطة بسيطة بخصوص التعليق على تحليل الشخصية من خلال العمل الادبى
    هذه مسالة موضع نظر بين علماء النفس وحتى الذين يؤيدونها يعتمدون فى ذلك على جملة ضخمة من البيانات الشخصية عن صاحب العمل مثل
    السن والجنس والتعليم والنشاة وبعض الصفات الجسمية والاخلاقية ويعتمدون على معظم ان لم يكن كل انتاجه الادبى وثمة امور اخرى
    اريد ان اقول:
    عرضك النثرى اعجبنى ورايت فيه شخصا يشعر بالوحدة ومن ثم الشعور بالرتابة والروتينية التى تفجر داخلك طاقة لكسر تلك القيود ممثلة فى امل تحسه مع كلمتك
    (راودته الخواطر ثم توجه للنافذه العتيقة ومد بصره منها للأفق العريض ...
    يترقب شراعاً يأتى لجزيرته ..... تدفعه أشرعة الأمل ...... )

    شكر الله لك تلك الكلمات ونفعنا الله بها وبك
    سيد يوسف
    سيد يوسف

  3. #3
    الصورة الرمزية نورا القحطاني قلم فعال
    تاريخ التسجيل : Nov 2005
    الدولة : لنــــدن
    المشاركات : 2,077
    المواضيع : 71
    الردود : 2077
    المعدل اليومي : 0.31

    افتراضي


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    *
    *
    كاد أن يقفد الأمل لولا أن راودته خواطر جديدة تشع بالأمل من جديد

    البحتري.... رائع
    سلمت ودمت بخير

    *
    *
    *
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    أرق التحايا
    نـورا

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  4. #4
    الصورة الرمزية سحر الليالي أديبة
    تاريخ التسجيل : Sep 2005
    الدولة : الحبيبة كــويت
    العمر : 38
    المشاركات : 10,147
    المواضيع : 309
    الردود : 10147
    المعدل اليومي : 1.49

    افتراضي

    أخي البحترى :

    أبحرت مع كلماتك ،فأخذتني الي شاطيء الأمل ...

    قلمك رائع

    سلمت لنا ،وبإنتظارك قلمك دوما

    لك خالص تقديري المعطرة بالورد

  5. #5
    قلم فعال
    تاريخ التسجيل : Jan 2006
    المشاركات : 1,003
    المواضيع : 52
    الردود : 1003
    المعدل اليومي : 0.15

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سيد يوسف
    الاخ الكريم البحترى
    بارك الله فيك وفى نثرك..ونفعنا بك
    نقطة بسيطة بخصوص التعليق على تحليل الشخصية من خلال العمل الادبى
    هذه مسالة موضع نظر بين علماء النفس وحتى الذين يؤيدونها يعتمدون فى ذلك على جملة ضخمة من البيانات الشخصية عن صاحب العمل مثل
    السن والجنس والتعليم والنشاة وبعض الصفات الجسمية والاخلاقية ويعتمدون على معظم ان لم يكن كل انتاجه الادبى وثمة امور اخرى
    اريد ان اقول:
    عرضك النثرى اعجبنى ورايت فيه شخصا يشعر بالوحدة ومن ثم الشعور بالرتابة والروتينية التى تفجر داخلك طاقة لكسر تلك القيود ممثلة فى امل تحسه مع كلمتك
    (راودته الخواطر ثم توجه للنافذه العتيقة ومد بصره منها للأفق العريض ...
    يترقب شراعاً يأتى لجزيرته ..... تدفعه أشرعة الأمل ...... )

    شكر الله لك تلك الكلمات ونفعنا الله بها وبك
    سيد يوسف
    الصديق الفاضل سيد يوسف
    أشكر مرورك الثرى بالمعلومة
    غير أن الخاطرة كلها رمزية لأى إنسان بكون دوره فى الحياة أن يعطى الآخرين ولا يستطيع أن يغير ذلك حتى وإن استطاع..... فهذا قدره وهذه أشياؤه.
    ليتنا جميعاً ذلك الرجل
    تقبل عميق شكرى

  6. #6
    قلم فعال
    تاريخ التسجيل : Jan 2006
    المشاركات : 1,003
    المواضيع : 52
    الردود : 1003
    المعدل اليومي : 0.15

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نورا القحطاني

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    *
    *
    كاد أن يقفد الأمل لولا أن راودته خواطر جديدة تشع بالأمل من جديد

    البحتري.... رائع
    سلمت ودمت بخير

    *
    *
    *
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    أرق التحايا
    نـورا

    نورا القحطانى
    لمست المعنى فيجب أن نتشبث بالأمل حتى وإن أنكرته معايير الواقع
    دعوة لنا كعرب ألا يموت الأمل داخلنا ونحن فى مستنقع واقع مؤلم
    الشراع قادم لا محالة
    تحياتى وتقديرى

  7. #7
    قلم فعال
    تاريخ التسجيل : Jan 2006
    المشاركات : 1,003
    المواضيع : 52
    الردود : 1003
    المعدل اليومي : 0.15

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سحر الليالي
    أخي البحترى :

    أبحرت مع كلماتك ،فأخذتني الي الأمل ...

    قلمك رائع

    سلمت لنا ،وبإنتظارك قلمك دوما

    لك خالص تقديري المعطرة بالورد

    سحر الليالى
    أشكر عاطر كلماتك
    الآمل إن لم يوجد فعلينا أن نرسمه أو نحفره أو نستدعيه أينما كان
    الحياة بدون أمل هى موت يتنفس
    تقبلى امتنانى لجميل مرورك

  8. #8
    مشرفة عامة
    أديبة

    تاريخ التسجيل : Aug 2012
    المشاركات : 21,156
    المواضيع : 318
    الردود : 21156
    المعدل اليومي : 4.94

    افتراضي

    راودته الخواطر ثم توجه للنافذه العتيقة ومد بصره منها للأفق العريض ...
    يترقب شراعاً يأتى لجزيرته ..... تدفعه أشرعة الأمل ......

    قصة غارقة في الرمزية كثيفة مميزة بعمق طرحها
    . قد نيأس وننكسر .. ولكن ما نلبث حتى نستعين بالذي عينه لا تنام... لنحيا بالأمل من جديد...
    فما أضيق الحياة لولا فسحة الأمل ـ فلا حياة بلا أمل ولا أمل بلا حياة بالأمل .
    بوركت ـ ولك تحياتي. نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

المواضيع المتشابهه

  1. ما ضرك لو أنرت الفنار
    بواسطة هاشم فزع في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 19
    آخر مشاركة: 18-09-2013, 10:58 PM