الأخ أحمد تحيةأشرقت شمس هذا اليوم فتلفت يمينا وشمالا كأنني شعاع من أشعتها بعد أن ضاقت عليّ الديار وبعد علي المزار وتنكر عليّ كل شيء وساءلتني روحي عن سبب سهدي ونوحي وغربتي وكتماني وماذا جرى!قلت الدالر هي الدار ولكن غاب عني من يحبب لي البقاء على ترابها وإن كنت لا أحظى بلقائه كفاني شعوري بقربه وجواره ،وماذا أريد إذا حصل لي مطلوبي بسعادة من أحب وهنائه ،ولماذا تعبي وعنائي ومن أحبه سعيد وهانيء ،وكم قلت لنفسي عيشي له كما يريد هو لا كما تريدين أنت وكما يأمر هو لاأنت.
ولمن له في النفس طيب المحل والمكان يسرني أن أبعث ما جادت به القريحة التي استقلت في الإنشاد له والتزمت ألا تخرج عن حدود محيطه الزاكي إلى من دخل عالم أشعاري فأسرها بحبه وسحرها بجميل طبعه بعد أن بهرها ببدر جماله وقمر دلاله وطيب أخلاقه فصارت له من جملة خدمه وزمرة حشمه وهي بين يديه تسامره كل ليلة وتؤنسه من كل وحشة ..جعلتها عني نائبة وعن حبي ناطقة وتشرفت أن يكون لها حكما وناقدا بعد أن تسامت لما صار لها قارئا ومطالعا.
وما هذه القصيدة إلا فيض من وابل إلهامه ونبع من معين جماله أقدمها بين يديه لا تمشي إنما يطيّرها الشوق إليه وإن كان قد آثر كما صرح من قبل الهروب مني فمالي من حيلة إلا الهروب إليه وله الحق في كل ما يأمر ويرى وكفاني أن أراه راضيا.
راحل عنك فما جدوى الجفاءْ هب حياتي نظرة قبل القضاءْ إن أتيت الدار عني سائلا ثم أعلمت بما أجرى البلاءْ فاسكب الدمع على إثري غدا رب ذكرى أورثت حفظ الوفاءْ عش بهجري كيفما يحلو فقد كسفت شمسي وعزاني العزاءْ وتنعم في غيابي بالمنى ممرعا ترفل بعدي بالبقاءْ تمنح الحب لغيري ناسيا كل ليل فيه عانقنا الصفاءْ ناسيا موعدنا بعد الغروبْ وبواح السر في سمع المساءْ وانتظاري همس نعليك وقد جئت تخطو في ثياب الكبرياءْ كم تلاقت بالهوى أنظارنا فتهامسنا على رجع النداءْ قلت لي هذا جمالي ساطع قمْ فداعبه بشعر وغناءْ واستمر الليل في سكنته واستمر الشعر يغذوك العطاءْ وطفقت الليل أشدو صادحا عل عطفا منك يوليني الرجاءْ قلتَ لي مهلا فما قلبي سوى وتر أضناه شدو الشعراءْ يا حبيبي حسب شعري عاشقا أن يرى في غيرك القول هباءْ أنت من عينيّ مرأى ناظري لو نأى عنك نأى عنه الضياءْ ساعة طافت بعمري وغدت في عداد الغيب ذكرى من خواءْ لم تطل لكن أطالت فرحتي وانقضت والعمر دوما في انقضاءْ هل ستنساني وقد ولى العمرْ وانطوت قي الغيب ساعات البقاءْ وثوى في الترب قلب طالما صدق الود وأهداك الولاءْ كنت في الدنيا ترجّيني المنى هل سيحظى منك قبري برجاءْ فوحق الحب يا روحي أدمْ خطوة تؤنس تربي في العراءْ قف على قبري سويعات وقلْ يا رهين الترب هل يجدي النداءْ وتناول من ترابي حفنة وانتشق منها حنين الأوفياءْ لم تزل ذكراك مطوى كفني حملتْهاالروح مني للثواءْ يا منائي يوم أن توحشني غربة الأوطان أو دنيا العناءْ إن تكن أزمعت من حبي الهروبْ ها أنا قد مت فافعل ما تشاءْ
ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــ
صابئ هل يلام النداء يا فؤادي كل نبض بك شاء تقحم الآفاق تهويم أماني بجناح زاره طيف الشقاء يعتلي أحلام نفس صاغرت ديمة الروح بتسويف الولاء كلما حل عراها كشفت سوءة الأزرار عن جسم النقاء لا تلمني ، كيف لا لوم وذا من فعال العجز في ساح الرماء
تحياتي أخي ، ولك باقة ود