كلما أعدت ماكتبت ألحظ أني أستبشر أكثر بفطنتك أيها الاخ الحبيب
لذا أعذرني أن أعود قليلا" الى الجزء الاول من مقالك الهام
أولا"
قولك
كما فعل الغرب معنا عبر مستشرقيه ممن درسوا الشرق العربي والاسلامى بمخالطة أهله وقراءة دراسات مفكريه ..
وهي دعوة الاستاذ حسن حنفي في تأسيس علم الاستغراب كمقابلة لعلم الاستشراق
وهي فكرة جديرة بالمناقشة ولكنها بحاجة الى تأصيل من طراز خاص
وكنت ارسلت للاستاذ حنفي بأعتراضي الوحيد على أصل الفكرة ولربما لم تصله كلماتي فلم أسمع منه رأي وكم أنا فخور بأمثال هذا المفكر المكرم ..,. قلت أننا لانستطيع تطبيق الفكرة الا بعد أن نتأكد من محو فكرة ( المؤامرة ) من فضاء الثقافة العربية أو على الاقل تهذيب الفكرة بمحاولة دراسة عوامل الضعف الداخلي لدينا ففايرسات الغرب الفكرية لم يكن لها ذلك الحظ الوافر في التغلغل في بعض البنى في قواعدنا مالم يكن لنا ضعف في الجهاز المناعي او على حد عبارة الاستاذ ( مالك بن نبي ) قابليتنا للاستعمار من قبل ان يطأ ارضنا هذا المستعمر
ولو ان بن نبي عاش رحمه الله الى ساعتنا هذه لشاهد الحروب الاستدعائية كيف أفسدت الحياة فوق ارض الفراتين...
على أية حال ليس هنا مكان هذه الطروحات فقط اردت ابداء ملاحظة وحسب
وحتى أبقى في صلب الموضوع أيها الحبيب
ثانيا"
أقول
وأرسل الرئيس السادات الى الملك فيصل برقية مختصرة مجملة تقديره لصنيعه الذى لا ينسي قال فيها " أنجز حر ما وعد "
وأسأل هنا هل يمكن لهذا الصنيع أن يدوم لا أقول سنين بل شهور ؟؟؟
وأنت رجل ذو تفكير عملي ؟
ترى لو أستعنا بالاحصاءات الدقيقة هل نستطيع القول أن دولنا النفطية اكمال ثلاثة أشهر مع توقف الصادرات ؟ أترك الجواب للأرقام تتكلم
\
ثالثا"
قولك \ كانت والله أياما ... وأحداثا .. لو تم استغلالها حق الاستغلال لأصبح للعروبة شأن آخر
الحق أقول أننا يجب أن نفتح أ‘يننا الى حقيقة ألازمات فيما بين دولنا
ولاأريد أن اعود الى الامس الذي وجدت فيه ايلول الاسود وتدخل ناصر في اليمن والعراق في الكويت وسوريه في لبنان والى عشرات مناطق التوتر العربي \ العربي
والله لو أعترفنا بهذا المرض وقل الوباء لربما هدانا الله الى طبه وعلاجه
لكننا قوم نتجمل
ولانتكلم الا عن ما مضى لان الغد هو الشىء الوحيد الذي لايمكن أن نحركه أونغيره
نحن بحاجة الى مصارحة لانشاء دستور ( اتحاد المصالح ) الذي تكلمنا عنه ، يحوي آليات تبادل ثقة وتبادل همة وقبول باختلاف زاوية الرؤية ... لا التعالي الاجوف
وكما قلت انت ايها الحبيب
" حاذروا من اتحاد مصالح العرب "وقد تحولت من عبارة انشائية الى قنبلة مهددة لمخالفينا
نعم ياحبيب نعم (أما اتحاد المصالح .. فهو اتحاد السياسة الخارجية بما يصبح معه المصلحة العامة للدول المتحدة فوق المصالح الشخصية للدول الأعضاء )
رابعا"
قولك
ونحن ..
نتفق فى الدين واللغة والموروث التاريخى الغنى ..
ونعجز عن تجاوز خلافات .. أقل ما يقال عنها أنها شديدة التفاهة مبعثها المظهرية أو الحسد أو المطامع فى توثيق العلاقات مع الغرب مع ضرب عرض الحائط باسم العروبة ومن ينادى بها
أوربا ..
لاأوافقك فيه البتة
أن خلافاتنا من العمق بحيث وصلت الى ثارات تسيل فيها الدماء
في دولنا يعيش الانسان ( حاكما" ومحكوم ) يقظ لاشكالية خطيرة أراها جعلته اليوم من السكارى وماهو من السكارى
ذلك ان المال صار عنده غاية
والجاه غاية مالك المال هذا
والتملق غاية من عنده جاه
صار المال للأسف ... قيمة
والمفجع ان حملة القيم هم هم من يهرول الى
التملق والجاه والمال لتتكون لديه شخصية معنوية داخل مجتماعتنا ... أنهم أذا شبعوا سكتوا وركنوا الى الدعة
واذا جاعوا طلبوا ... الشبع
وصار التقاتل مألوفا" على المال
وصار الثأر بديلا" بديهيا" ... لقيمة القصاص والتي محيت من دفاترنا
أقل ما يقال عن خلافاتنا أنها شديدة التعقيد وبحاجة الى كم مذهل من التبصير والتمحيص والمصارحة
بعد دقائق سيطفىء عندي الكهرباء
لذا سأؤجل تكملة الحديث غدا" أو
لقابل الايام أن أمد الله لنا الاعمار
\
سروري بك عظيم عظيم أيها المحب الفاضل
كما الشكر موفور لاختي زاهية التي أهدتنا صداقتك وهي ثمينة