|
مالَ الزّمانُ فمــــــالتِ الأصحــــابُ |
واستحكمتْ برِتاجِهــــــا الأبوابُ |
فالعاصفاتُ رمتْ عليـــــكَ نوائبــــاً |
يا قلبُ صبرُك فالرِّيـــاحُ غِضابُ |
إصبرْ على عصفِ الزّمان وميلِــــهِ |
فالنَّازلاتُ جــــــــــــوارحٌ وذئابُ |
فعطاءُ دهرِكَ إنْ حَبـــاكَ لَمُـــــدهِشٌ |
وإذا تَمنَّعَ فالعطـــــــــــاءُ حِرابُ |
لا تلتجئ إنْ صارَعَتْكَ مصيبةٌ |
نذلَ الرِّجــــــــــــــــالِ فإنَّهُ كَذَّابُ |
واقصدْ كريمَ النَّفسِ في عليـــــــــائهِ |
إنَّ الكرامَ إذا طلبتَ أجــــــــــابوا |
وأعلمْ بأنَّ الخِلَّ خــِـــــــــــــلُّ مَودةٍ |
فإذا دَهَتكَ مصيبــــــــــةٌ فَيُصابُ |
إنَّ الصواحبَ في الرّخاءِ أحِبـّــــــةٌ |
إنْ غابَ سعدُكَ , عنك هم غُيّابُ |
فأشحتَ عني يا فؤادي ســــــــاخراً |
وكأنَّ نصحيَ قد علاه ضبـــــابُ |
وهممتَ بعد الضيقِ صحبَكَ قاصداً |
وظننتَ أنكَ ما طلبتَ مُجـــــــابُ |
وطرقتَ في عنفٍ على أبــــــوابِهم |
حتى تعبتَ فما أتاكَ جـَــــــــوابُ |
فرجعتَ عن طيبٍ تبرّرُ نَكــــــرَهمْ |
إنَّ الحياةَ مشاغلٌ وصِعـــــــــابُ |
أوَلستَ في الأفـــراحِ كنتَ مُضيفَهم |
في كلّ يومٍ سهرةٌ وشـَــــــــرابُ |
آهٍ ... تُبرّرُ للخؤون خيــــــــــــــانةً |
أتُحبّهُ ياقلبُ حـيـنَ يـُعـابُ ؟؟ |
فإليكَ يا مســـــــــكينُ خيرَ نصيحةٍ |
هذي الحياةُ وحوشُها الأصحـابُ |
علماً بأنّي ما نَطقتُ جهـــــــــــــالةً |
يا قلبُ إنّي إنْ أُصِبتَ أُصــــــابُ |
فاحذرْ, فؤاديَ لا تكنْ مُتهـــــــــالكاً |
إنَّ التّماسكَ في الصّعابِ صَوابُ |