رجم إبليس بالدنماركية
الشيطان حر في خطاباته وإطلاق ألسنته وأياديه في كل مقدّس، لكنه أقرّ لله بالعزة واستثنى عباده المخلصين من مجال غواياته. فأين حكومة الدانمارك من طبيعة الشياطين؟
كان بودي أن أستثني من بيدهم تنفيذ بنود القانون ؛ ذاك المقدّس المصنوع كثوب مخيط الأكمام وكاشف السوءة ... تلبسه دولة اللا قيم، لتعرضه زيا تتبختر فيه أمام أعين العالم مكتوب على ظهره من الفقرات ما يوحي بسلوك إنساني يعظّم من شأن ياقة العهر والتفسّخ والانحلال. ياقة الحرية ؛ تلك الذريعة التي بها تباح كل التصرفات الحيوانية بما فيها من عبادة الشهوات وضرب القيم عرض الحائط، مع تمجيد الكلاب والخنازير التي تصنع لها تماثيل ويشاد بها أكثر مما يقام من اعتبار لمن خدموا البشرية وقدّموا لها من خير عميم...أقول؛ كان بودّي استثناء صانعي القرار ممن جعل الله "منهم القردة والخنازير وعبد الطاعوت" ، ولكني وجدت بكل أسف أن من وكّلتْ إليهم الأمور في بلاد الدنمرك ليسوا بشرا...وحتى أبرهن على ماأقول ، أدعو القارئ للعودة إلى تحديد الصفات التي تجعل منا بشرا : يعلّمنا التاريخ أن شعوبا عاشت منذ غابر الأزمان على وجه الأرض ، لم تكن متحضّرة ولا متمدنة ولكن كانت لها معتقدات وديانة . وذلك أن خاصية التفكير لدى الإنسان تجعله يتساءل عن مصيره و تضعه أمام حيرة لا نتجلي إلا بالركون للاستقرار الروحي –الذي مازال يفتقده الكثير – والذي يضع حجر الأساس للتعايش بين سكان الأرض ؛ وبدونه تغدو الحياة عثا في عبث.
وقد جهد المفكرون والعلماء في البحث عن أجوية لما يحيط الإنسان من ألغاز وأسرار منذ زمن بعيد ؛ فتباينت وجهات نظرهم واتفقت آراء الكثير منهم على أن الإنسان كائن [ميتافيزيقي] أي له نظرة لما وراء الطبيعة. ولا تتحقق لديه التوازن النفسي إلا بالإيمان والتسليم بأشياء جاءت بها النبوءات والرسالات السماوية . واحترموا وقدّروا الرسل واعتبروهم من المصلحين –على أقل تقدير- ولم يتعرضوا لهم بالإساءة فيما كتبوا ... وإن من يسيئ لموسى أولعيسى أو للنبيئين من قبلهم فقد أساء لخاتم المرسلين الذي جاء بكتاب تحدّى البلغاء والفصحاء أن يأتوا بسورة من مثله وبيّن للناس كافة أن رسل الله لهم جميعهم مقامات عليا يجب أن تحترم دون تفريق بين الرسل حتى يكون الدين كله لله. وإن دين الإسلام يحث على مقابلة الإساءة بالإحسان ما لم تتعلق بالأسس والأركان...
ومن يعتقد أن ما نشرته خرقة " جيلاندز بوستن" سيمر مر السحاب واهمٌ ، ومن يعتقد أن المتطرفين سينسون هذا الحدث أحمق. فما زال العالم أمام مشكل معقّد طرحته ظاهرة ما سمي بالإرهاب، حتى جاءت تلك الرسوم كأسوء منشط للإرهاب أهدته خرقة " جيلاندز بوستن" للمتطرفين ؛ بل هو حجر بحجم جبل وضعته في سبيل الفكر المقاوم للإرهاب ... فأي منطق سنتعامل به مع من يسيئون لأعظم شخصية عرفتها البشرية؟ وأي مجال تركت للعقل كي يفكّر في حل لغز الإرهاب الذي تدّعي كل دول العالم أنها تخطط لمحاربته ؟
ولمن تعلّم كيف يخربش بريشة وجهلَ كيف يُعملُ عقله ، أقول: عُد لتاريخ أمتك واقرأه من جديد لترى ما فعله رجال الكنيسة خلال القرون 11 و 12 و 13 ثم فكّر هل يتحمل السيد المسيح عليه السلام وزر ما فعله هؤلاء... وعُدْ إلى يومنا هذا وفكّر كيف سوّل لك حمقك أن تصف محمدا خاتم المرسلين، من جاء رحمة للناس كافة بالإرهابي لمجرّد قصور في عقلك إن كان لك عقل أصلا . قارنت بين جاهل متزمت صنعوا صورته كما أرادوا لتبدو مشوهة الأنقى عقيدة، وأعظم رمز للدين الإسلامي بعث ليتمم مكارم الأخلاق.
فأنت فعلا أبعد ما تكون عن الإنسان الأوروبي " المتحضر" كما يراه سكان العالم المتخلف في المتحضّرين. ولست سوى كائنا مريضا عقليا كان أجدر بمجتمعك أن يودعك مشفى الأمراض العقلية. والأدهى والأمر أن حكومة بلادك تقف عاجزة عن اتخاذ أبسط قرار حيال ما نشرت لك خرقة " جيلاندز بوستن" ؛ فأنتم في إذكاء نار الإرهاب سواء ، إذ أنتم تغلقون الدائرة المفرغة المستدامة التي تقود البشرية للدمار المحقق...واأنت تثير غبارا ً لن يزيدك إلا لعنة ولن يزيد دين الإسلام إلا رفعة وسمواً .
وإني لأقف ضد من يسعون لقتلك جسديا . لأني أريدلك كل ثانية قتلة. وتبقى تتذوق وبال حياة خنزير أغرز فيي عينيه دبوسا صدئا مع كل مطلع شمس وبكل اللغات لأعلمك كيف يرجم إبليس في عالم الرقميات.
رد مع اقتباس
