|
حماس أيا حبا نما وترعرعا |
وفوق سويداء الفؤاد تربّعا |
حماس وقلبي يا حبيبة خافق |
بحبِّك والأشواق تنهلُّ أدمُعا |
أحبك حبا لا قياس لقدره |
فقدرك أعلى أن يقاس ويجمعا |
أتانا بشير من فلسطين صادق |
بأنك حزت السبق والمجد أجمعا |
وما ذاك يا نور العيون بحادث |
فقد كنت للأمجاد أصلا ومربعا |
لقد كنتِ بنتَ الدين منه تشربت |
حناياك إيمانا وعزَّا مُمَنَّعا |
ولدتِ فأضحى البذل دربا ومسلكا |
وأضحى فؤاد الظالمين ممزعا |
فلسطين يا جرحا تطاول عهده |
وخرقا على رُقَّاعِهِ قد توسعا |
وقصةَ عمْرٍ مخلصٌ بعض من روى |
تفاصيلها والبعضُ زيّفَ وادعى |
وقد ملَّت الأسماع زيْفا مكررا |
وقد مجّت الأرواح زورا مُصَنَّعا |
مللنا مللنا من حديث تفاهة |
يؤمِّلنا أرضا وقدسا مضيعا |
مللنا مللنا من مواعيدَ خُلَّبٍ |
وصرنا لتجار السخافة مرتعا |
وقد آن أن ننهي حكاية بؤسنا |
بعود حميد للهدى طاب منبعا |
لقد آن للأحرار أن يتسربلوا |
بسربال إيمان سجودا ورُكَّعا |
فوالله ما غيرُ الإلهِ نصيرُنا |
وليس سوى القرآن حصنا ومَفْزَعا |
هنيئا فلسطين الحبيبة فتية |
على صهوات العزِّ جاؤوك سُرَّعا |
تراهم ليوثا في النهار كواسرا |
وفي خلوات الليل لله خُشَّعا |
رعى أحمدُ الياسينَ غرس إبائهم |
فطب أحمدَ الياسينَ يا خير من رعى |
وسار على درب الكرامة ثُلَّةٌ |
روته دماً حراً زكى وتضوَّعا |
فذاك ابن رنتيسَ الأبيُّ سحابةٌ |
سقى غيثُها أهلا هناك وأّربُعا |
وذاك صلاحٌ من صلاحٍ مَعينُهُ |
شحادةُ ذاك الشهمُ قاد التجمُّعا |
وذاك أبو هنّودَ يا أنس خاطري |
أذاق عدوَّ الله سمّاً مُنَقَّعا |
وسلّم على عياش عاش له الهوى |
بقلبي وقلبِ العاشقين مُشَعْشَعا |
وذاك عمادُ العقلِ أسطورةُ الفدى |
أحال أماني الغاصبين بلاقعا |
وقافلة لا ينتهي عطرُ ذِكْرِها |
أبتْ لجدار البغيِ إلا التصدَّعا |
مضى من مضى منها ويبقى أسودُها |
يزيحون عن وجه الجبانِ البَراقِعا |
وهمسةُ حبٍّ زانها الصدقُ منطِقا |
إلى الشرفا من فتحَ فلنرتقي معا |
كفانا كفانا ما شربناه علقما |
وقد أخلف الجزّار عهدا وضيَّعا |
وراقَ عدوَّ الله منا تخاذلٌ |
وغايتُه في الأمرِ أن نتنازعا |
ونصبحَ أشتاتاً فتَذهبَ ريحُنا |
فيثْخِنَ جُرحاً أو يُهَيِّئَ مَصرَعا |
فضُمُّوا أياديكم جميعا ووحِّدوا |
صفوفا تَروا صفَّ العدوِّ مُزَعزَعا |
لك الله يا نورَ العيونِ تقَدَّمي |
وسيري إلى العلياء قد فاز من سعى |
لك الله ترجين الكرامةَ مسلكا |
تكونُ بدنيا الناس طبعا وواقعا |
حماسُ سلامُ الله أهديه بُكرَةً |
وفي الخلوات الحبُّ والشوقُ والدُّعا |
فديتكِ لا ترْضَيْ سوى اللهِ غاية |
وموعدنا الفردوسُ والغرسُ أينعا |