|
تأْتي بنا الذكرى المصائب تنعق |
تجتاح أُمتنا تَدِبُّ وتصعق |
تغتـال نـوراً .. بالسنا يتعمـلق |
تغتاب ذاتك سيدي تتدفـق |
بالْهَزْءِ .. بالفن الرخيص عباءة |
بِالْهَزْلِ بالإفكِ الصُّرَاح تَشَقَّقُ |
تشدو وتصدح في الورى حرية |
حرية مفقـوءة تَتَزَوَّقُ |
حـرية .. ضَجُّوا لها .. يا ويلها |
وُئِدَتْ عِيَانَاً في الورى تتمزق |
داسوا عليها .. لم يهزوا شعرة |
كُلٌّ يُتَاجر باسمها .. يتملَّقُ |
يسطو على التاريخ يطمس دُرَّهُ |
سفهاً يُعَرْبِدُ في الدجى يَتَسَلَّقُ |
مُتَجَرِّئَاً .. يهجو النبي وصحبه |
ما شاءت الأهواء فيهم يُلْصِقُ |
هل يُبْصِرُ الشمس السنية أرْمَدٌ |
بَخْسَاً يُبَاعُ بكل كَفٍ يلْعَقُ |
يا سيدي عُذْرَاً .. غُرَابٌ أسْوَدٌ |
يجتاح أقْصَانا .. علينا يُطْبِقُ |
ليلاً نهاراً .. لا يَفُكُّ .. أواره |
ملأَ الفضَا يسبي الحياة ويسرقُ |
خَمْسٌ وَعَشْرٌ: كل طَرْفٍ ثُلَّةٌ |
يَقْضُونَ في لَمْحٍ بِوَمْضٍ يُبْرِقُ |
أحقاد أحفاد اليهود تَسَوَّدَت |
تُغْرِي العداوة بيننا وتُصَفِّقُ |
تغتال طُهْرَاً قد تَفَجَّرَ عِــزَّةً |
تمضي به العلياء شمساً تُشْرِقُ |
تَكْسُوهُ من رَوْضِ الجِّنَانِ أريجها |
يمشي الهوينى في الْعُبَابِ يُحَلِّقُ |
يمضي على رغم الطغاة تَحَـدِّيَا |
ويطوف في دنيا الورى ويُحَدِّقُ |
ويود لو أن الأماني تُجيبه |
فيعود يقدح بالزناد ويرْشُقُ |
مستبشراً يمضي على سُنن الهدى |
يَهْوَى لِقَاء محمد يتشوق |
تأْتي بنا الذكرى الرياح تُصَفِّقُ |
تغزو أزاهير الرُّبَا تتفتَّقُ |
رغم استعار النوء تُرْسِلُ عطرها |
مَوَّارَة .. دامي الجراح تُرَتِّقُ |
رغم الردى يفشو يُعَرْبِدُ في الْوَرَى |
نقشت أناملها العهود تُوَثِّـق |
في كل رابية .. هنالك ثُـلة |
عَضَّتْ على النور السَّنِي تَتَنَشَّقُ |
فَاَجَاءَهَا إنَّ الْمَخَاضَ اَجَاءَهَا |
في ظِلِّ جِذْعِ النخل نَسْمَاً يُورِقُ |
الله أكْـبَرُ دعوة ٌ قُدُسِيَّةٌ |
تمضي على فَيِّ الزمان وَتَطْرُقُ |
دانت بِعِزِّ جلالها طوعاً أتت |
هذي السما والأرض كُلٌّ يُشْفِقُ |
وتفتحت بين الجذور خميلةٌ |
تسمو بأنْوار الهدى وتُشَقْشِقُ |
فإذا العدا شرقاً وغرباً شَنَّفُوا |
شَدُّوا حصاراً حولها وتحلَّقُوا |
يا سيدي عُذْرَاً وأنت الأبْلَقُ |
نجم سما .. مَلأَ السما تتحرَّقُ |
شَوْقَاً إليه أن تُجَاورَ طُهْرَهُ |
في ظِلِّ رَبٍّ بالنعيم يَصَدَّقُ |
عُذْراً إليك أنْ تُقَصِّرَ هِمَّتي |
لأصوغ شعري بالشكاية أغْرَقُ |
إذْ ليس غير النظم لي مِنْ حيلةٍ |
صَادٍ أنا .. بجوار نهرك أشْرَقُ |
أدعوه ربي أنْ يَدَارَكَ أُمَّةً |
ضَلَّتْ سبيل رشادها تَتَزَحْلَقُ |
أنْ يُسْبِغَ النُّعْمَى علينا وحدة |
تمضي بنا زحفاً بِصَفٍّ نَسْبِقُ |
النَّجْمُ .. أنت النجم في عليائه |
والبدر .. أنت البدر .. كُلٌّ يعشقُ |
يا من بحبك كُلُّ ذَرٍّ يَشْهَدُ |
أنت السنا ولك الشفاعة مَوْثِقُ |
أُمْنَنْ علينا .. أنت رحمة ربنا |
فلعلنا .. بدعائكم .. قد نَلْحَقُ |