أنا الموجوعُ لا تحاولي أن تقتربي من هواجسي العمياءْ ،
أنا المنفطرُ والمتشققُ كجدرانِ البيوتِ القديمة، أفتح النوافذ لأجد نهاراً مقمراً كأرغفة الخبز المبعثرة في أكفّ العوانسْ ، أنجزُ وحشــةً تمتدّ بين الأضلعِ تصرخُ تستميتُ جوعاً إلى إحسانِ الماضي ،ولا إحسانَ هناكْ !
في جبيني قطراتُ ندىً تعلّقتْ بشيء من كذبةِ القلقْ ..
أنـا غريقُ موجٍ أوليّ الهطولِ وأوليِّ الصرخة
فلا تحاولي أيتها الأشرعة أن تجدي منفايَ الداكنْ
أنـا ظلّ الماضي الغابرْ والزيف العابرْ والحبِ الغامرْ
فلا تعطفي على شيءٍ لا يعرفُ نفسه ، ولا تحبّي كفناً رماديّ اللونْ
أنـا في أحسن تقديرٍ ، هاجسْ
لا تحاولي اكتشاف جنوني ، ولا تنزلي عندَ رغبة الوهلة الأولى
وفي أسوأ تقديرٍ، جحيمْ
فلا تغريكِ حروفي الناعمة ، وأمطاري الاستوائية
القليلُ من الحبر يكفي ليهب الورقة لوناً كئيباً ، والقليلُ منه يكفي ليقول أحبكِ ،والقليلُ أيضاً يستدعي اهتمام ابنة أختي الصغيرة لترسمَ طفلاً بلا أرجلْ !ووجهاً عليه تعبير السخطْ!
وبين قوسين (يعيشُ الوطنْ)
أقفُ بين يدي غضبي وأصرخُ في وجهِ ثقافتي ، من أنـــا ؟
أنــا كثبانٌ من الرحيلِ ،
فلا تتزحلقي فوق حروفي ،
ولا تعشقي ركوب الرمالِ
لأنني راحــلْ
**