أحدث المشاركات
صفحة 1 من 6 123456 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 56

الموضوع: الحداثة في ميزان الإسلام

  1. #1
    الصورة الرمزية زاهية شاعرة
    تاريخ التسجيل : May 2004
    المشاركات : 10,345
    المواضيع : 575
    الردود : 10345
    المعدل اليومي : 1.42

    افتراضي الحداثة في ميزان الإسلام


    كنت قد تلقيتُ رسالة من أخي الفاضل د0حسام يدعوني فيها للاطلاع على موضوعه (الحداثة في ميزان الإسلام) قرأت الموضوع وكانت لي فيه مشاركة بسيطة ونظراً للفائدة المرجوة من الموضوع أحببت أن أنقله لكم في واحة الخير مع توجيه الشكر للأخ الكريم د0الحسام على ماقام بع من تحضير لهذا الموضوع الهام .
    يقول د0حسام في بداية الرسالة :
    الحداثه فى ميزان الاسلام ...
    وهى دراسة عكفت على الاعداد لها منذ فترة طويله وانشرها الان على حلقات فى المنتدى
    وبالرغم ان تلك الدراسة قد لاقت مهاجمة شديده من الكثير من الكتاب الحداثيين بالمنتدى
    الا اننى سأكملها بعون الله وارجو ان يتقبلها الله ويجعلها فى ميزان حسناتى .
    آمين

    وتبدأ أولى الحلقات
    حسبي اللهُ ونعم الوكيل

  2. #2
    الصورة الرمزية زاهية شاعرة
    تاريخ التسجيل : May 2004
    المشاركات : 10,345
    المواضيع : 575
    الردود : 10345
    المعدل اليومي : 1.42

    افتراضي

    بســــــم الله الرحمـــــــــــــن الرحيـــــــــــــم


    إن الوسائل لها أحكام الغايات ، ولا يمكن أن نتوصل لغاية شريفة بوسيلة دنيئة ، ولذلك لا يمكن في الإسلام أن ننظر للنص الأدبي من الناحية الفنية الجمالية فقط بعيداً عن مضامينه وأفكاره ، ولا يغتفر للإنسان من ذلك إلا ما كان خطأ غير مقصود ، أو نسياناً ، أو كان صادراً من نائم أو مجنون ، وما عدا ذلك فإن الإنسان مؤاخذ بما يفعل ويقول على الأقل في الدنيا ، وأمره في الآخرة إلى الله ، إن شاء غفر له وإن شاء عذبه ، إلا من مات على الكفر فهو خالد في عذاب جهنم .

    قدمت بهذه الكلمات لكي يعلم الاخوة والاخوات ما هو المعيار الذي نقيس به أفعال وأقوال الناس ، وعلى هذا الأساس سيكون حديثنا عن المنهج الفكري للحداثيين لدينا ، حتى وإن أبوا أن يكون الإسلام الحكم بيننا ، أو فسروه بما يروق لهم مما يتفق مع أفكار أساتذتهم .
    وسأعرض في هذا المبحث لأمرين :
    الأمر الأول :
    دعوى أهل الحداثة أن الأدب يجب أن ينظر إليه من الناحية الشكلية والفنية فقط ، بغض النظر عما يدعو إليه ذلك الأدب من أفكار ، وينادي به من مبادىء وعقائد وأخلاق ، فما دام النص الأدبي عندهم جميلاً من الناحية الفنية ، فلا يضير أن يدعو للإلحاد أو الزنى أو اللواط أو الخمر ، أو غير ذلك ....
    وسنرى بعون الله أن هذه المقولة مرفوضة شرعاً وعقلاً ، وأنها وسيلة لحرب الدين والأخلاق ، يتستر وراءها من لا خلاق له ، وسنرى أن أذواقهم الأدبية فاسدة مفسدة ، حتى لو سلمنا بمقولتهم تلك . وأنهم يرفضون من النصوص ما كان جميلاً ، ويشيدون بما كان غامضاً سقيماً .
    أما الأمر الثاني :
    فهو أن هذه الدعوى السابقة التي يدعيها الحداثيون ، وهي عدم اهتمامهم بمضمون الأدب ، ليست صحيحة ، بل إنهم أصحاب فكر تغييري ، يسعى لتغيير الحياة وفق أسس محددة ومناهج منضبطة ، وموقفها من الإسلام محدد سلفاً .

    *********
    إن الحداثة ــ في أصلها ونشأتها ــ مذهب فكري غربي ، ولد ونشأ في الغرب ، ثم انتقل منه إلى بلاد المسلمين ، وحتى يكون القارىء على بينة من الظروف التاريخية التي نشأت الحداثة فيها في الغرب ، قبل انتقالها إلينا ، و حتى نعرف من هم رموز نشأتها من الغربيين قبل معرفة من هم ببغاواتها لدى المسلمين ، نضع هذا المبحث . ولاشك أن الحداثيين العرب حاولوا بشتى الطرق و الوسائل ، أن يجدوا لحداثتهم جذوراً في التاريخ الإسلامي ، فما أسعفهم إلا من كان على شاكلتهم ، من كل ملحد أو فاسق أو ماجن مثل : الحلاج ، وابن عربي ، وبشار ، وأبي نواس ، وابن الراوندي ، والمعري ، وعمر بن ابى ربيعه والقرامطة ، وثورة الزنج ، لكن الواقع أن كل ما يقوله الحداثيون العرب، ليس إلا تكراراً لما قاله حداثيو أوربا و أمريكا ، ورغم صياحهم وجعجعتهم بالإبداع والتجاوز للسائد والنمطي ــ كما يسمونه ــ إلا أنه لا يطبق إلا على الإسلام وتراثه ، أما وثنية اليونان ، وأساطير الرومان ، و أفكار ملاحدة الغرب ، حتى قبل مئات السنين ، فهي قمة الحداثة وبذلك فهم مجرد نقلة لفكر أعمدة الغرب مثل : إليوت ، وباوند ، وريلكه ، ولوركا ، ونيرودا ، وبارت ، و ماركيز ، وغيرهم إلى آخر القائمة الخبيثة التي اضطرنا حداثيونا إلى قراءة سير أهلها الفاسدة ، وإنتاجها الذي حوى حثالة ما وصل إليه فكر البشر .....
    والواقع أعظم شاهد على أن الحداثة العربية ابن غير شرعي للمفكرين الغربيين ، منذ بودلير ، وإدجار آلان بو ، حتى يومنا هذا ويكفيك للتأكد من ذلك أن تتصفح أي منشور حداثي ، شعراً أو رواية أو مسرحية أو قصة أو دراسة نقدية ، لتجدها تصرخ بقوة ، وتعلن أنها من نبات مزابل الحي اللاتيني في باريس ، أو أزقة سوهو في لندن ......

    ******
    ولأن كثيراً من العلماء والأدباء الغيورين ، يظنون أن الخلاف مع الحداثة ، خلاف بين جديد الأدب وقديمه ، و أن المسألة لا تستحق كل هذا الاهتمام ، وهذا ما يحاول الحداثيون أيضاً أن يرفعوه في وجه كل متصد لهم ، لكنني أؤكد أن الصراع مع الحداثة ــ أولاً وأخيراً ـــ صراع عقائدي بحت ، إذ إنني لا أنطلق في موضوعى هذا في الحوار مع الحداثة منطلقاً أدبياً ، يتحدث فيه المتحاورون عن عمود الشعر ، ووزنه و قافيته ، و أسلوب القصة .
    إننا نختلف معهم في المنطلقات الفكرية العقائدية ، ونعترض عليهم في مضامينهم و معانيهم التي يدعون إليها ، و ينافحون عنها ، وعن هذه فقط سيكون حديثنا . إن كل من يصدق أن الحداثة مدرسة أدبية في الكتابة والشعر والقصة واهم أو جاهل بواقع الحال ، أطالبه بأن يتابع معى هذا الموضوع، ثم يحتكم إلى كتاب ربه وما يمليه عليه إيمانه فقط
    ******
    وإلى "دعاة الحداثة"...اتوجه بكلماتى:
    تشابهت قلوبكم فتشابه كلامكم ....
    وماعادت أساليبكم تخفى على الناس!!
    قال ربنا وربكم:
    "فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ماينفع الناس فيمكث في الأرض"
    وعما قريب سيبعث الله لكم من يكشف زيفكم وينزع أقنعتكم التي تراكم عليها الغبار....
    "فستذكرون ماأقول لكم وأفوض أمري إلى الله.."

    المـــــــراجع:
    ========
    **" ثلاثون عاماً مع الشعر و الشعراء ".. (رجاء النقاش)..
    **" معجم المصطلحات الأدبية المعاصرة "..( د . سعيد علوش )..
    ** " شعرنا الحديث إلى أين "... ( غالي شكري )..
    **" الرحلة الثامنة ".... ( جبرا إبراهيم جبرا ) ..
    **" الحداثة في ميزان الإسلام ".... (د . عوض القرني . )..
    **" الانحراف العقدي في أدب الحداثة وفكرها "...(د . سعيد بن ناصر الغامدي)..


    يتبــــــــــــــــــــــ ــع
    ....

  3. #3
    الصورة الرمزية زاهية شاعرة
    تاريخ التسجيل : May 2004
    المشاركات : 10,345
    المواضيع : 575
    الردود : 10345
    المعدل اليومي : 1.42

    افتراضي

    مقدمه ضروريه


    بداية يجب ان نعى تماما ان كثيرين يحاولون الخلط بين المعنى اللغوى والمعنى الاصطلاحى للحداثه..
    و"الحداثه" في الإصطلاح هي الموضوع الذي نحن بصدده...
    فالحداثة لغوياً : هي كل ما استجد أي تحديث الشيء، وهذه لاشيء فيها ...
    أما حديثنا فى هذا الموضوع فينصب على الحداثه كمذهب يرى الكثيرون انه يتعارض مع الدين الاسلامي ..... ولكن هذا بطبيعة الحال لن يجعلنا نوسوس ونخلط الامور على بعضها ونتهم الناس بالباطل ونقول لهم أنتم حداثيون مجرمون لانكم كتبتم قصيدة بلاقافيه ولا وزن وبكلام لم نفهمه!!
    فالحداثة مذهب كامل وليست في الشعر الذي قد يغيضك كلما قرأته من احد الرواد لتبدأ بالهجوم عليه هو ومن يعلق على نصه بالسب والتكفير والدعاء !!!!
    فالشعر قد ينسرد تحت قائمة الحداثيات المباحه مادام لم يعارض الدين ، مثل الحضاره وما افرزت من تغيرات ، إذا ، فالحداثة دخلت كل شيء ولكن يجب أن نعلم بأن هناك حداثة مباحه وهناك حداثه غير مباحه ...
    إذا يجب أن ندرك شيئاً ما مهماً هو اننا عندما ننتقد فأننا لانقصد كل من كتب قصيدة لانها كتبت باسلوب حداثي ، فيجب أولا أن نعي عدة أمور هل هذه القصيدة مثلا تتعارض مع الدين الاسلامي في شيء ، فإذا كان الجواب لا ، فلماذا نحرّمها ، فهي تماما مثل الطائرة والسياره والكمبيوتر واى شى، مستحدث حسن... لاشيء فيها سوى أنها بلا قافية او وزن و كتبت بديكور حديث.... فليس كل من كتب قصيدة غير موزونه أو بدون قافيه وبديكور القصيدة الحداثيه اصبح آثماً ، وحتى لو كانت القصيده يصعب فهمها ، فالمعنى في بطن الشاعر كما يقولون ، وعمق المعنى لم يكن في يوم من الايام يعارض الدين ابدا ، فان استطعنا فهم القصيده او القصه فهذا جميل وان لم نستطع فلعل الخلل فينا نحن او بمعني اخر يجب ان نحسن النيه في الناس والعقول ولا نتهم احدا حتى يتبين لنا الامر ولا ناخذه بجهاله مجرد شك لا اكثر ونقول( ربما يقصد من وراء هذه الكلمه شيء يخالف الدين) ولم لانقول العكس ، فالمتهم بريء حتى تثبت ادانته ،فلعل الكاتب يقصد كلمة بينه وبين من وجه له خطابه مثلا او يقصد بالكلمة شيء لا نعرف معناه ، وبالطبع نحن لانعلم كل شيء في هذه الدنيا ....
    ولاكون اكثر وضوحاً فالحداثه التى نتحدث عنها فى هذا الموضوع ونضعها فى ميزان الاسلام هى ليست التى تدعو الى الخروج عن المجال التقليدي للأدب والتحرر من اللغه والقواعد المتعارف عليها فحسب، بل هي أشمل من ذلك وأوسع، فهي ثورة على كل الثوابت والرموز بما في ذلك الدين واللغة ، بل وحتى الأعراف والتقاليد...

  4. #4
    الصورة الرمزية زاهية شاعرة
    تاريخ التسجيل : May 2004
    المشاركات : 10,345
    المواضيع : 575
    الردود : 10345
    المعدل اليومي : 1.42

    افتراضي

    لمحة موجزة عن تاريخ الحداثة في الغرب .

    وقبل الحديث عن أفكار الحداثة في عالمنا الإسلامي، لابد أن ننبش عن جذورها الفكرية في منبتها الأصلي " الغرب "، لنعقد مقارنة الأفكار بالأفكار، ولنتعرف على الحداثة دون لف أو دوران، أو تحفظ ربما فرضه العرف ومراعاة الواقع والحال .
    فالحداثة نبتة غربية ، وهي مذهب فكري لم يكن وليد لحظة أو مصادفة، وإنما مذهب أنتجته تحولات فكرية متعاقبة، فبعد سقوط الكنيسة من واقع الناس وقلوبهم، نشأت في الغرب مذاهب إلحادية تحاول أن تفسر الكون والإنسان والحياة تفسيرا مادياً بعيدا عن تفسير الدين وأطروحات الكنيسة، وكلما فشل مذهب انتقل الناس إلى غيره . وفيما يلى عرض للمذاهب الأدبية الفكرية الغربية مرتبة وفق تسلسلها الزمني :
    1)الكلاسيكيه:

    كان امتداداً لنظرية المحاكاة التي أطلقها أرسطو الأب الروحي للحضارة الغربيةالتي ألَّهت العقل والطبيعة، ، وكما قال إحسان عباس في كتابه (فن الشعر) ص40 ( فإن الكلاسيكية تؤمن أن الإنسان محدود في طاقته ، وأن التقاليد يمكن أن تكون ذات جوانب حسنة جميلة ، فهي تميل دائماً إلى التحفظ واللياقة ومراعاة المقام ، والخيال الكلاسيكي خيال مركزي ، مجند في خدمة الواقع ) ...ولم يمرَّ على الكلاسيكية إلا وقت يسير حتى أدرك الناس أن العقل بمفرده عاجز عن تفسير الكون والإنسان، فجاء من يدعو إلى الاعتماد على الشعور والخيال في تفسير الحياة والإنسان، والإجابة على الأسئلة المصيرية حولهما، وهذا هو مذهب :
    2)الرومانسيه:

    وهو مذهب يؤلِّه ( الطبيعة والشعور )،
    جاءت فكانت ثورة وتمرداً على الكلاسيكية ، فقدست الذات والبدائية والسذاجة ، ورفضت الواقع ، وادعت أن الشرائع والتقاليد والعادات هي التي أفسدت المجتمع ، ويجب أن يجاهد في تحطيمها . ومع كل هذا الرفض والثورة وعدم وجودالبديل لدى هذا المذهب ، فشل الرومانسيون في تغيير الواقع ، فأوغلوا في الخيال المجنح ، والتحليق نحو المجهول .
    وقد كان من أساطين هذا المذهب في الغرب : بايرون ، وشيلي ، وكيتس ، ووردزورث ، وكولريدج، وشيلر ،وأدخل هذا المذهب الأدبي الفكري في بلاد العرب : شعراء المهجر ، ومدرسة الديوان ، وجماعة أبولو ، على اختلاف بينهم في مقدار التأثر به
    ثم انتقل الناس من الرومانسية - بعد ظهور فشلها- إلى

    3) المذهب البرناسي ، ثم المدرسة الواقعية التي تطورت إلى الرمزية التي كانت الخطوة الأخيرة قبل الحداثة .
    "الواقعية" ظهرت كردة فعل عكسية على المغالاة في اعتماد الشعور، ومن الواقعية انتقل الناس إلى اللامعقول وهو مذهب حوَّل الإنسان إلى حيوان لا همَّ له إلا إرواء غرائزه وشهواته، وأما الحياة في نظر أصحاب هذا المذهب فهي حقيرة تافهة لا غاية منها، وقد أسلمت تلك المذاهب والاتجاهات القياد أخيرا إلى الحداثة التي تعني الثورة على الماضي بكل ما فيه، والدعوة إلى التجديد والتغيير المستمر، وتأليه العقل، وألا حقيقة إلا ما كان منتجا عقليا، فالحداثة ليست إلا مرحلة من مراحل التفكير الغربي وليست نهايته، وهذا التحول ليس تحولا مبرمجا ومقصودا، وإنما هو دليل على مدى التخبط والحيرة التي يعيشها الغرب، فمع غياب المرجعية الدينية الحقة لا يدري هؤلاء أي المذاهب هو الحق وأيها هو الباطل، وإذا دلهّم فكرهم على صحة مذهب ما في عصر ما، لم يلبث الزمان إلا ويكشف لهم سوءات المذهب السابق فيبطلونه وينتقلون إلى غيره وهكذا دواليك .
    ويمكن تلخيص ركائز تيار الحداثة الغربية - وفق رأي بعض الكتاب - في النقاط التالية:
    1- الحداثة تعني سيادة العقل .
    2- تتعارض الحداثة مع كل ما هو تقليدي، وهي تنفي كل الثقافات السابقة عليها.
    3- الحداثة تعني التغيير المستمر، وهذا التغيير يؤدي إلى أزمات داخل المجتمعات التي تجد نفسها مضطرة إلى مراجعة القديم على أساس من العقلانيّة، والعقلانية هي التي تؤدي إلى الحداثة وليس العكس . وهذا ما حدث تاريخياً في أوروبا.
    4- الحداثة تعني أنّ الحقائق تستمد قيمتها من كونها نتاجاً للعقل البشري، وهي تعني حرية الاختيار للقيم والأساليب، وبالتالي تُحلُّ العلم محل الإله .

    وكان الأمريكي "إدغار ألن بو" من رموز المدرسة الرمزية التي تمخضت عنها الحداثة في الجانب الأدبي على الأقل، وقد تأثر به كثير من الرموز التاريخية للحداثة مثل: "مالارميه" و"فاليرى وموباسان"، وقد كانت حياة إدغار حياة عربدة وسكر لا علاقة لها بالأخلاق والحق؛ فقد كانت حياته موزعة بين القمار والخمور، والفشل الدراسي والعلاقات الفاسدة، ومحاولة الانتحار بالأفيون، حتى قيل عنه عند موته في إحدى الصحف الأمريكية "ومما يبعث الأسى لموته، هو ـ قبل كل شيء ـ الاعتراف بأن الفن الأدبي قد فقد نجماً من أسطع نجومه ولكن من أمعنهم في الضلال".
    وعلى خطى إدغار سار تلميذه "بودلير" أستاذ الحداثيين، ممعنا في الضلال، وبعيداً عن الحق والأخلاق . وكان يعتبر عميد المدرسة الرمزية والتي تعد الخطوة الأولى للحداثة من الناحية الأدبية على الأقل، وإلا فهناك روافد أخرى ساهمت في تشكيل الحداثة . وقد نادى "بودلير" بالفوضى في الحس والفكر والأخلاق.
    ويكفي للدلالة على خسته أن فرنسا على ما فيها من انحلال وميوعة ومجون وفساد، منعت بعض قصائده عندما طبع ديوانه في باريس سنة 1957م
    ومشى على آثار "بودلير" "رامبوا" وتبعه من بعده "مالارميه" و "بول فاليري"، ووصلت الحداثة في الغرب إلى شكلها النهائي على يدي الأمريكي اليهودي "عزرا باوند"، والإنجليزي "توماس إليوت"..
    وقد تأثرت بهم الموجات الأولى من الحداثيين العرب مثل : السياب ، ونازك ، والبياتي ، وحاوي ، وأدونيس ، وغيرهم تأثراً كبيراً ، وتعتبر قصيدة الأرض الخراب لإليوت هي معلقة الحداثيين العرب ،بما حوته من غموض ورمزية ، حولت الأدب إلى كيان مغلق ، تتبدى في ثناياه الرموز والأساطير ، واللغة الركيكة العامية ، إلى ما نراه اليوم من مظاهر لأدب الحداثيين اليومي ، ثم واصلت الحداثة رحلتها حين قادها مجموعة من الشيوعيين مثل : نيرودا ، ولوركا ، وأراجون ،وناظم حكمت ، ويفتشنكو ، أو من الوجوديين مثل : سارتر ، وسيمون دي بوفوار ، والبير كامو ..
    هذا بإيجاز شديد تاريخ الحداثة الغربية ....


    (يتبــــــــــــــــــع)

  5. #5
    الصورة الرمزية زاهية شاعرة
    تاريخ التسجيل : May 2004
    المشاركات : 10,345
    المواضيع : 575
    الردود : 10345
    المعدل اليومي : 1.42

    افتراضي


    (موجز تاريخ الحداثة العربية)

    بعد أن انتقل منهج الحداثة إلى ديار العرب على أيدي بعض التائهين فكرياً ، ولقيت الرفض من المجتمع الإسلامي في بلاد العرب ، أخذوا ينقبون عن أي أصول لها في التاريخ العربي ، لعلها تكتسب بذلك الشرعية ، وتحصل على جواز مرور إلى عقول أبناء المسلمين ، إذ لايعقل أن يواجهوا جماهير المثقفين المسلمين في البداية بفكرة غربية ولباسها غربي ، فليبحثوا عن ثوب عربي يلبسونه الفكرة الغربية حتى يمكنها أن تتسلل إلى العقول في غيبة يقظة الإيمان والأصالة .

    يقول أدونيس في كتابه (الثابت والمتحول )ج3 ص9-11 :
    ومبدأ الحداثة هو الصراع بين النظام القائم على السلفية ، والرغبة العاملة لتغيير هذا النظام ،وقد تأسس هذا الصراع في أثناء العهدين الأموي والعباسي ، حيث نرى تيارين للحداثة : الأول سياسي فكري ويتمثل من جهة في الحركات الثورية ضد النظام القائم ، بدءاً من الخوارج وانتهاء بثورة الزنج مروراً بالقرامطة ، والحركات الثوريةالمتطرفة ،ويتمثل من جهة ثانية في الاعتزال والعقلانية الإلحادية في الصوفية على الأخص ................
    أما التيار الثاني ففني ، وهو يهدف إلى الارتباط بالحياة اليومية كما عند أبي نواس ، وإلى الخلق لا على مثال خارج التقليد وكل موروث عند أبي تمام ، أبطل التيار الفني قياس الشعر والأدب على الدين ، أبطل - بتعبير آخر - القديم ، من حيث إنه أصل للمحاكاة أو نموذج ...
    أخذ الإنسان يمارس هو نفسه عملية خلق العالم . هكذا تولدت الحداثة تاريخياً من التفاعل والتصادم بين موقفين أو عقليتين في مناخ من تغير الحياة ونشأة ظروف وأوضاع جديدة ، ومن هنا وُصف عدد من مؤسسي الحداثة الشعرية بالخروج ) .


    وأدونيس هذا الذي نقلنا عنه محاولة إيجاد جذور لهم في التاريخ الإسلامي ، يعتبر المنظر الفكري للحداثيين العرب وكتابه (الثابت والمتحول) هو إنجيل الحداثيين كما يقول محمد المليباري ،ومهما حاول الحداثيون أن ينفوا ذلك فإن جميع إنتاجهم يشهد بأنهم أبناؤه الأوفياء لفكره .

    وحين يتحدث أدونيس عن أبي نواس وعمر بن أبي ربيعة ، وعن سبب إعجاب الحداثيين بشعرهما ، يقول : إن الانتهاك - أي تدنيس المقدسات - هو ما يجذبنا في شعرهما ، والعلة في هذا الجذب ، إننا لاشعورياً نحارب كل ما يحول دون تفتح الإنسان ، فالإنسان من هذه الزاوية ثوري بالفطرة ، الإنسان حيوان ثوري .
    انظر الثابت والمتحول ج1 ص 216.

    بل إنهم يعتبرون رموز الإلحاد والزندقة ، أهل الإبداع والتجاوز ، وأهل المعاناة في سبيل حرية الفكر والتجاوز للسائد ، وألفوا في مدحهم القصائد والمسرحيات والمؤلفات ، كما فعل صلاح عبدالصبور مع الحلاج ، الذي اعتبره شهيد الحرية ، وضحية الظلم والطغيان والرجعية .

    تقول الكاتبة الفاضلة سهيلة زين العابدين في كتابها القيم (الحداثه....الى اين؟) الطبعه الاولى ص 7 :


    (الحداثة في شعرنا العربي المعاصر نجدها -للأسف الشديد - قد حققت ما هدفت إليه الماسونية وبروتوكولات صهيون ، إذ نجدها في مراحلها المختلفة حققت بالتدريج هذه الأهداف ، إلى أن حققتها جميعها في مرحلتها الأدونيسية)

    والحداثة فى بلاد العرب مرت بالمراحل التالية :

    1) المرحلة الأولى :

    وبدأت سنة 1932م ، نشأت جماعة أبولو التي دعا إلى تكوينها الدكتور أحمد زكي أبو شادي ، و تبنت هذه الجماعة مذهب الفن للفن ، وهو مذهب علماني ، يهدف إقصاء الدين وإبعاده عن كل جوانب الحياة ، تمهيداً لتقويضه والقضاء عليه . واعتناق جماعة أبولو لهذا المذهب جعل السريالية والرمزية والواقعية تتسرب إلى شعرهم .
    2) المرحلة الثانية :

    وهي المرحلة اللاأخلاقية ، والتي ظهرت في شعر نزار قباني ....... وفيه تمرد على التاريخ ، ودعوة إلى الأدب المكشوف .

    3) المرحلة الثالثة :

    التي بدأت سنة 1947م عندما نشرت أول قصيدة كتبت بالشعر الحر لنازك الملائكة ، ويمثل هذه المرحلة البياتي ، وصلاح عبدالصبور ، والسياب .

    4) المرحلة الرابعة :

    ويحتلها أدونيس ، وهذه المرحلة من أخطر مراحل الحداثة ، ودعا فيها أدونيس إلى نبذ التراث ، وكل ما له صلة بالماضي ، ودعا إلى الثورة على كل شيء ، وهو في هذا يدعي أنه من دعاة الإبداع والابتكار مع أن ما يردده ليس بجديد ، فهذه دعوة الماركسية والصهيونية ألبسها لباس ثورته التجديدية لتحقيق الإبداع الذي يدعيه ) .

    أخوتى الأحبه... هذه هي جذور الحداثة التاريخية والمياه التي سقت بذرتها فخرجت ثمرتها مراً لا يساغ ولا يستساغ .....](يتبـــــــــــــــــبع

  6. #6
    الصورة الرمزية زاهية شاعرة
    تاريخ التسجيل : May 2004
    المشاركات : 10,345
    المواضيع : 575
    الردود : 10345
    المعدل اليومي : 1.42

    افتراضي

    ((مراجع جديدة أستخدمت فى استكمال الموضوع ووجب اضافتها للاطلاع))


    ** "الكتابة خارج الأقواس " (سعيد السريحي)
    ** "الثابت والمتحول" (أدونيس)
    ** "مقدمه للشعر العربى" (ادونيس)
    ** "الحداثه....الى اين؟" (سهيله زين العابدين)
    ** " بحثاً عن الحداثة " ( أنطوان سعادة )
    ** "محمود درويش شاعر الأرض المحتلة" (رجاء النقاش)
    ** " أفق الحداثة وحداثة النمط " ( حسين مروة )
    ** " القصيدة الحديثة وأعباء التجاوز " ( أنطوان أبو زيد )
    ** "الاسلام والحداثه" (جابر عصفور)
    ** موقع صحيفة الشرق الاوسط على الانترنت
    ** موقع مجلة الشرق على الانترنت
    ** موقع جريده اليوم على الانترنت
    ** موقع جريده الندوه على الانترنت
    ** موقع مجله اليمامه على الانترنت
    ** موقع جريده عكاظ على الانترنت
    ** العديد من المواقع الادبيه والاسلاميه على شبكة الانترنت
    ** مجله (فصول الادبيه)
    ** "مدن الملح" (عبد الرحمن منيف)..
    ** ديوان (محمود درويش)..
    ** ديوان(سعدى يوسف)...
    ** الاعمال الكامله:
    1-(نزار قبانى)
    2-(ادونيس)
    3-(توفيق صايغ)
    4-(أمل دنقل)
    5-(صلاح عبدالصبور)
    6-(ممدوح عدوان)
    7-(البياتى)

  7. #7
    الصورة الرمزية زاهية شاعرة
    تاريخ التسجيل : May 2004
    المشاركات : 10,345
    المواضيع : 575
    الردود : 10345
    المعدل اليومي : 1.42

    افتراضي



    (الغموض في أدب الحداثة والغاية منه )


    إن أول ما يصدم القارىء لأدب الحداثة هو تلفعه بعباءة الغموض ، وتدثره بشعار التعتيم والضباب ، حتى أن القارىء يفقد الرؤية ولا يعلم أين هو متجه ، وماذا يقرأ : أجد أم هزل ، حق أم باطل ، بل يقطع أحياناً بأن ما يقرأه ليس له صلة بلغة العرب . إن من يقرأ أدب الحداثة يقع في حيرة من أمره لمن يكتب هؤلاء ، وماذا يريدون ؟!

    يقول أحد رموزالحداثه (عبدالله الصيخان) في قصيدة حداثية نشرت في مجلة اليمامة عدد896

    قفوا نترجل ،
    أو قفوا نتهيأ للموت
    شاهدة القبر ما بيننا
    يا غبار ويا فرس
    يا سيوف ويا ساح يا دم يا خيانات
    خاصرة الحرب يشملها ثوبها
    كان متسخاً
    مثل حديث الذي يتدثر بالخوص
    كي لا يرى الناس سوأته
    كنت أحدثكم ، للحديث تفاصيله فاسمعوني
    فقد جئت أسألكم
    عن رمال وبحر وغيم وسلسلة زبرجد


    وفي اليمامة أيضاً في العدد 901 يقول (زاهر الجيزاني) :


    وحدي بهذا القبو
    أعثر في حطام الضوء
    في كسر المرايا ،
    ويداي مطفأتان ،
    ويداي موحشتان ،
    ويداي ترسم بالرماد فراشة ،
    ويداي تأخذني ،
    وأسأل من أكون
    سبعاً بهذا القبو أورثناه حكمتنا ،
    وأورثنا الجنون


    واليكم ايها الاخوه والاخوات نموذجاً آخر من هذا الإبداع .... إليكم بعض ما قاله (هاشم الجحدلي) في عكاظ العدد 7524 تحت عنوان ( مريم وذاكرة البحر والآخرون )


    ارتق وجه السماء المغطاة بالعشب
    أدون ما يشدو البحر به
    هو الليل يأتي لنا حاملاً شمسه
    هو الموت يبدأ من أحرف الجر حتى السواد
    وينسل طيف الأرانب بين المفاصل والأمكنة
    يضيء الغدير المعبأ بالخيل والليل والكائنات الكئيبة
    وللنهر بيض يفقس بعد المساء الأخير
    وللخوف وجه الذي يشتهيه الشجر



    إن هذه الأمثلة التي سقتها لكم غيض من فيض مما تزخر به الملاحق الأدبية في صحفنا ومجلاتنا ، وما يلقى في أمسياتنا و نوادينا الأدبية وينشر في مطبوعاتنا وما تمتلىء به الصفحات الادبيه فى منتدياتنا ....
    يقول سعيد السريحي في كتابه ( الكتابة خارج الأقواس ) صفحة 17 : إن ظاهرة الغموض التي من شأنها أن تعد السمة الأولى للقصيدة الجديدة ، نتيجة حتمية أفضت إليها سلسلة من التطورات التي طرأت على العلاقة المتوترة بين الشاعر المبدع والقارىء المتلقي .
    ويقول في صفحة 31 من الكتاب : ومن هنا أصبح من الصعب علينا أن نتفهم القصيدة الجديدة ، بعد أن تخلت عن أن يكون لها غرض ما ، وأصبحت اللغة فيها لا تشير أو تحيل إلى معنى محدد ، وإنما هي توحي بالمعنى إيحاء ، بحيث لا تنتهي القصيدة عند انتهاء الشاعر من كتابتها ، وإنما تظل تنمو في نفس كل قارىء من قرائها ، حتى يوشك أن يصبح لها من المعاني بعدد ما لها من القراء .
    وتصل صراحة السريحي مداها في المطالبة بإلغاء اللغة حين يقول في صفحة 29 من الكتاب :
    ومن هنا فإن علينا أن ندرك أن أول خطوة نخطوها نحو العالم المغلق للقصيدة الجديدة ، هو أن نبرأ من هذا التصور اللغوي القديم ، بحيث يكون وقوفنا أمام الشعر وقوفاً أمام لغة الشعر نفسها .

    إذاً فهم يسعون ، من خلال الغموض ، إلى إنشاء وإيجاد واقع فكري جديد ، منفصل ومقطوع عن واقع الأمة الفكري ، وماضيها العلمي والعقلي والأدبي ، في الشكل والمضمون ،بالإضافة إلى أن غموضهم فيه من الرموز الوثنية والإشارات الإلحادية ما يفك طلاسم تلك الرموز أمام الباحث ، ويحدد له وجهة أهلها و غايتهم في الحياة ....


    (يتبـــــــــــــــــــــ )

  8. #8
    الصورة الرمزية زاهية شاعرة
    تاريخ التسجيل : May 2004
    المشاركات : 10,345
    المواضيع : 575
    الردود : 10345
    المعدل اليومي : 1.42

    افتراضي


    الحداثة منهج فكري يسعى لتغيير الحياة .)



    وسأعرض في هذا المبحث لأمرين :

    الأمر الأول
    :

    دعوى أهل الحداثة أن الأدب يجب أن ينظر إليه من الناحية الشكلية والفنية فقط ، بغض النظر عما يدعو إليه ذلك الأدب من أفكار ، وينادي به من مبادىء وعقائد وأخلاق ، فما دام النص الأدبي عندهم جميلاً من الناحية الفنية ، فلا يضير أن يدعو للإلحاد أو الزنى أو اللواط أو الخمريات ، أو غير ذلك .
    وسنرى بعون الله أن هذه المقولة مرفوضة شرعاً وعقلاً ، وأنها وسيلة لحرب الدين والأخلاق ، يتستر وراءها من لا خلاق له ، وسنرى أن أذواقهم الأدبية فاسدة مفسدة ، حتى لو سلمنا بمقولتهم تلك . وأنهم يرفضون من النصوص ما كان جميلاً ، ويشيدون بما كان غامضاً سقيماً .

    أما الأمر الثاني :

    فهو أن هذه الدعوى السابقة التي يدعيها الحداثيون ، وهي عدم اهتمامهم بمضمون الأدب ، ليست صحيحة ، بل إنهم أصحاب فكر تغييري ، يسعى لتغيير الحياة وفق أسس محددة ومناهج منضبطة ، وموقفها من الإسلام محدد سلفاً .


    فأما الأمر الأول :

    وهو ما يسمونه ! الأدب للأدب والفن للفن . فيقول عبد الله الغذامي في كتابه ( الخطيئة والتكفير ) صفحة 10 :
    وهذا كله فعالية لغوية ، تركز كل التركيز على اللغة ، وما فيها من طاقة لفظية ، ولا شأن للمعنى هنا ، لأن المعنى هو قطب الدلالة النفعية ، وهذا شيء انحرفت عنه الرسالة ، وعزفت عنه ، ولذلك فإنه لابد من عزل المعنى ، وإبعاده عن تلقي النص الأدبي ، أو مناقشة حركة الإبداع الأدبي . انتهى

    وهكذا بكل بساطة يقررالغذامي أن المسلم عند مناقشته وتقويمه للنصوص الأدبية من نثر وشعر ، يجب أن يطرح جانباً النظر في المعاني ، أي أن ينسلخ من عقيدته ودينه وفكره ، ولا يكون لها أي دور فيما يعرض أمامه من أدب ، ولولا أن خدع شبابنا بهذه المقولات الغافلة أو المتغافلة ، لما أصبح الشيوعيون أئمة للفكر والأدب يشاد بهم في صحافتنا .

    ويقول عبدالله الغذامي في مقابلة أجرتها معه صحيفة الشرق الأوسط في 10/3/1987 الصفحة 13 : يجب أن نفصل الآن بين الأيديولوجية والممارسة النقدية . (انتهى)
    وباح في نفس المقابلة حين قال : الذي نعرفه نحن أن من طبيعة الإبداع ، التمرد على كل ما هو سابق من قبل ، فكيف بي أفرض سائداً سابقاً على نص متمرد ، وهذا السابق يشمل الأيديولوجية ، ويشمل الفلسفة ، ويشمل المبدأ المقرر سلفاً . (انتهى)

    هكذا انقلب الغذامي داعياً إلى أن يكون الأدب تمرداً على كل عقيدة ومبدأ وفلسفة ، مما هو سائد سابق على النص .
    وهل لدينا من مبدأ أو عقيدة سائدة قبل النص غير الإسلام . أما ماهي المعايير الفنية واللفظية النصية ، التي ينادون بمحاكمة النصوص إليها ، بعيداً عن العقائد والمبادىء ، فلا أعلم أي معايير يقصدون ، بعد أن نادوا بتحطيم اللغة ، وجعلوا تحطيم دلالاتها وتغيير قواعدها والقضاء على معانيها ، شرطاً أساسياً لكل عمل إبداعي لديهم

    أما الأمر الثاني :

    وهو إثبات أن الحداثة منهج فكري ، ذو نظرة محددة للكون والحياة والإنسان ، وعلاقتها ببعضها وبدايتها وغايتها ونهايتها ، وأنه يتخفى تحت مسميات الأدب الجديد والحداثة في الأدب . فهذا ما سنتحدث عنه في هذه السطور .

    نشرت مجلة اليمامة العدد 901 صفحة 62 :قول أحد الكتاب الحداثيين :
    ينبغي أن نخلع جبة الأصول و قلنسوة الوعظ ؛لنترك للشاعر حرية مساءلة التجربة ونقض الماضي وتجاوزه ،ولنترك لأنفسنا فسحة لنصغي لتجربته الجديدة ، وما تقترحه من أسئلة ، ليس هذا من حق الشاعر فحسب ، ولكنه حق حياتنا المعاصرة علينا .

    وفي أمسية شعرية نشرت تفاصيلها في مجلة الشرق العدد369 ، تبدى كثير مما كان يخفيه الحداثيون ، فمثلاً يقول السريحي في تلك الأمسية : للحداثة مفهوم شمولي ، هو أوسع مما منح لنا وارتضينا لأنفسنا ، ذلك أن الحداثة نظرة للعالم أوسع من أن تؤطر بقالب للشعر . وآخر للقصة وثالث للنقد ، إنها النظرة التي تمسك الحياة من كتفيها ، تهزها هزاً ، وتمنحها هذا البعد الجديد .

    ومثل قول السريحي يقول أحمد عائل فقيه في عكاظ العدد 7371 الصفحة 10 : إننا في مجمل الأحوال ، نسير في اتجاه معاكس لما هو سائد ومكرس في بنية المجتمع ، وذلك هو المأزق الثقافي الشائك الذي لا تدري كيف يمكن بالكاد تجاوزه وتخطيه ، أنت في كل هذا ............ تصطدم مرة أخرى بجملة حقائق ومسلمات اجتماعية ثابتة راسخة رسوخ الجبال الرواسي في أذهان الناس ، ألا بديل لما هو سائد ومكرس أيضاً ، إذاً كيف يمكنك تمرير ما تحلم به ، وما نود أن تقوله علناً .

    إنها حقائق خطيرة تتجلى لنا في كتابة الحداثي أحمد عائل ، لابد أن يعيها كل مسلم غيور على دينه وبلاده رافضاً لما يخطط الأعداء لها من محاولات إفساد وتدمير ،
    ومن هذه الحقائق :
    1ــ أن الحداثيين يسيرون في خط معاكس ومغاير ومناقض لما في مجتمعنا من مثل إسلامية وقيم إيمانية .
    2 ــ أنهم في حيرة من أمرهم ، كيف يمكنهم تغيير هذه القيم الأساسية في المجتمع وتجاوزها وتخطيها ، إلى ما يريدونه من قيم أخرى .
    3 ــ أنهم لا يسعون لتجاوز بعض الأمور الهامشية ، بل إنها حقائق ومسلمات لدى المجتمع المسلم راسخة عنده رسوخ الرواسي ، ولا يرضى بها بديلاً .
    4 ــ و أخيراً فإن للحداثيين أحلاماً وتطلعات ، إلى أن يأتي اليوم الذي ينادون فيه بكل أفكارهم علناً وصراحة ،بعيداً عن الغموض الذي يتلفعون به الآن في الجملة ...


    (يتبـــــــــــــــــــــ ــــــع)

  9. #9
    الصورة الرمزية زاهية شاعرة
    تاريخ التسجيل : May 2004
    المشاركات : 10,345
    المواضيع : 575
    الردود : 10345
    المعدل اليومي : 1.42

    افتراضي

    [font=Arial](الحداثة العربية ابن غير شرعى لمذهب غربى)


    لقد نمت الحداثة في البيئة الغربية ، وكانت إحدى مراحل تطور الفكر الغربي ، ثم نقلت إلى بلاد العرب صورة طبق الأصل لما حصل في الغرب ، ولايوجد فيها شئ عربي سوى الحروف العربية ! ..

    يقول ( غالي شكري ) _ وهو شيوعي مصري وأحد منظري ورموز الحداثة العربية _ في كتابه : " شعرنا الحديث إلى أين " مانصه : (( إن المفاضلة بين الشعر التقليدي والشعر الحديث ، تصبح غير ذات موضوع ؛ لأنهما لايملكان في حقيقة الأمر من عناصر الأرض المشتركة سوى اللغة ، كما أن محاولة تبرير الشعر الحديث بميراثنا التاريخي ، من حركات التجديد في الشعر العربي ، هي محاولة غير مجدية ، بل أصبحت ضارة إلى حد ما . فالنقد الحديث الذي يود أن يرافق شعراءنا الجدد ، عليه أن يلتفت إلى جوهر القصيدة الغربية الحديثة ، إذا أراد أن يكتشف جوهر القصيدة العربية الحديثة )) // ص : 116 // ..


    وهذا ( صالح جواد ) ينقل في مجلة " فصــول " عن ( جبرا إبراهيم جبرا ) من كتابه " الرحلة الثامنة "
    قوله : (( حركة الشعر الجديد متصلة بحركة الفن الحديث في أوربا ، أو قل في العالم كله أكثر من أي شئ آخر بغير مواربة ، ... ومن العبث أن نستشهد بالقدامى ، ونستند في أحكامنا إلى سوابق لن تجدها في كتب الأدب التي وضعت قبل بضعة قرون على الأقل )) // فصول : المجلد الرابع : العدد الرابع : ص : 17 // ..[/font]

  10. #10
    الصورة الرمزية زاهية شاعرة
    تاريخ التسجيل : May 2004
    المشاركات : 10,345
    المواضيع : 575
    الردود : 10345
    المعدل اليومي : 1.42

    افتراضي


    (مخالفات الحداثيين الشرعية)

    1 – من انحرافاتهم المتعلقة بالربوبية :

    لايجد أهل الحداثة أي حرج في نفي وجود الرب جل وعلا أو التشكيك فيه _ عياذاً بالله _ .. إذ إن فلسفتهم تقوم على إبعاد الثنائية عن العالم والإنسان ، وإزاحة مفهوم أن الكون ينقسم إلى خالق مخلوق ! ..

    فهذا ( حسن حنفي ) يقول : (( مالم نقض على هذا التصور الثنائي للعالم ورؤية العالم بين حاكم ومحكوم ، وعلى المستوى الديني بين خالق ومخلوق ، فلن تستطيع حركات تحرر المرأة أن تفعل شيئاً ، ولن يستطيع المثقف العلماني أن يؤدي دوره مالم نقض على هذا التصور )) // قال ذلك في ندوة عقدت في " لندن " بعنوان : " الإسلام والحداثة " عام 1409 هـ // .. وهم ينفون أيضاً كون الله _ جل وعلا _ خالقاً ومدبراً ! .. فهذا ( أدونيس ) يقول : (( مسافر تركت وجهي على زجاج قنديلي .. خريطتي أرض بلا خالق .. والرفض إنجيلي )) // أعماله الشعرية الكاملة : 1/292 // .. تعالى الله عما يقول الظالمون علواً كبيراً .. وهم كذلك يزعمون بأن الوجود عبث ! .. يقول ( أنسي الحاج ) : (( إن الكتابة عبث فلماذا لاتكون ؛ فور ذاك ، تمريغاً لعبث الوجود بعبثها ولمحدودية الخلق بلا محدودية جنونها وهدمها ؟ ، لعل هدمها يثقب مخرجاً في جدار ، وعبثها قد يفضي إلى إيجاد غايات للوجود )) // خواتم : ص : 15 // .. بل لقد تعاظم انحرافهم حتى وصلوا إلى حد السخرية بالله _ جل وعلا _ ولاحول ولاقوة إلا بالله .. ولاأستطيع ذكر مثال على ذلك .. ومن أراد التثبت من ذلك فليراجع " ديوان أدونيس " // 2/ 139 وَ 163 // على سبيل المثال ..
    2 – من انحرافاتهم المتعلقة بالألوهية :

    من ذلك : نفي الألوهية ! ..

    فهذه ( خالدة سعيد ) تفول وبكل وقاحة : (( الشعر يحل مكان الدين ، ويصبح ميتافيزيقيا المجتمع الحديث ، حيث يلعب الشاعر دور الآلهة التي اختفت )) // البحث عن جذور : ص : 9 // ..

    ومنها : جحد حق العبادة لله ، والسخرية بالعبادة ومظاهرها ! ..

    فهذا ( توفيق الصايغ ) يقول : (( بين سطور العبادات دوران ولف .. ولاتقدم )) // الأعمال الكاملة : ص : 307 // ويقول : (( وحبي لك احتلام وديني هرطقة )) // السابق : ص : 365 // .. وهذا ( نزار قباني ) يقول : (( نقعد في الجوامع .. تنابلاً كسالى .. نشطر الأبيات أو نؤلف الأمثالا .. ونشحذ النصر على عدونا .. من عنده تعالى )) // أعماله الكاملة : 3 / 89 // ..

    ومنها : الإقرار بالعبودية لغير الله تعالى !!! ..

    فهذا ( البياتي ) يقول : (( انتظرتك عشرين عاماً في المنفى دون جدوي .. حتى وجدتك في الوطن .. أيتها المعبودة ، أيتها الحمامة المقدسة ... أيتها المعبودة التي قهرت جميع معبوداتي ... آمنت بك .. وبكلماتك )) // ديوانه : 2/312 // ..

    ومنها : الحيرة والشك من الغاية في وجود الإنسان ! ..

    يقول ( البياتي ) : (( لابد أن نختار .. أن نقبض الريح وأن ندور الأصفار .. أن نجد المعنى وراء عبث الحياة .. فالعيش في هذا المدار المغلق انتحار )) // السابق : 2/96 // .. ومنها : احترامهم ومدحهم للكفر والإلحاد ولملل الكفر ! .. يقول ( يوسف الخال ) ممتدحاً مبادئ الماركسية : (( لانور لاظلام لاإله )) // أعماله الكاملة : ص : 327 // ويقول ( معين بسيسو ) : (( ورثت عن أبي لهب .. وزوجه حمالة الحطب .. ورثت جمرة وحبلاً من مسد .. الحبل في أيديكمو .. والجمر في يدي )) // أعماله الكاملة : ص : 448 // ..

    3 – من انحرافاتهم المتعلقة بالأسماء والصفات :

    منها : نفيهم للصفات ! ..

    يقول ( يوسف الخال ) : (( الله عين لاترى أحداً سوادها ملء السموات )) // أعماله الشعرية : ص : 311 // .. وتقول ( نوال السعداوي ) : (( وكتموا أنفاسهم محملقين في السماء متصورين أن الله له يد يرونها بالعين ، وسجدوا حتى لامست جباههم الأرض ، سبحانه ليس له يد ولا لسان )) // سقوط الإمام : ص : 68-69 // ..

    ومنها : وصف غير الله بأسماء الله وصفاته !! ..

    يقول ( السياب ) : (( أنا الباقي بقاء الله أكتب باسمه الآجال )) // ديوانه : ص : 215 // .. ويقول ( أمل دنقل ) : (( وأهرب نحو عينيك يطالعني الندى والله والغفران )) // أعماله : ص : 48 // ..

    ومنها : السخرية بأسماء الله وصفاته ، ومخاطبته _ جل وعلا _ بما لايليق ! ..


    يقول كبير القوم وقدوتهم ( أدونيس ) : (( أعرف أن جنس الربوبية يتأصل في أحشاء الأرض ويتناسل )) // أعماله : 1/592 // ..

    ويقول ( دنقل ) : (( حاذيت خطو الله لاأمامه ولاخلفه )) // أعماله : ص : 180 )) ..

    ويقول ( نزار ) : (( مادمت ياعصفورتي حبيبتي إذن فاإن الله في السماء )) // أعماله : 1/737 // ..

    ويقول ( محمد الماغوط ) : (( وكنت أحبك ياليلى أكثر من الله والشوارع الطويلة )) // آثاره الكاملة : ص : 26 // ..

    ويقول ( عبدالرحمن منيف ) في روايته المشهورة " مدن الملح " : (( أخطر شئ في هذه الحياة بعد الله والمال هو : السروال ، إذا كانت دكته قاسية أتعب ، وإذا ارتخت دكته أشقى وأتعب )) !!!! // : 5 / 95 ، وانظر : 5 / 296 // ..


    4 – الحداثيون النصارى يستخدمون الحداثة لنشر نصرانيتهم :

    بل هم يعتزون بنصرانيتهم .. فهذا ( يوسف الخال ) يقول : (( إنني شاعر مسيحي ، المسيحية جزء من تراثي ، عن لم تكن في جوهره وصميمه )) // أسئلة الشعر : ص : 153 // ..
    فهل سنجد مثل هذا القول عند من ينتمي إلى الإسلام من أهل الحداثة ؟؟؟ ..
    يقول ( توفيق صايغ ) : (( وكنت أستفيق .. أرتمي على قدمي المسيح .. اسقيهما بدموعي .. امسحهما بشعر رأسي .. أحاول أن أخضع ثورتي .. أفلت زمامها من يدي .. بالصلاة بصوم أسبوع بكامله )) // المجموعات الشعرية له : ص : 306 // ..

    ويقول ( جبرا ) : (( عشت مع المسيح .. ومت معه وبعثت )) // المجموعات الشعرية له : ص : 264 // ..
    ولقد تأثر بهذه الدعوة شعراء الحداثة !!!!!! ..

    فهذا ( البياتي ) _ على سبيل المثال _ يقول : (( ونهض الموتى من القبور .. يبتهلون لمسيح العالم الجديد )) !!!! // ديوانه : 2/266 // ..

    بل يقول أيضاً : (( أنا هنا وحدي على الصليب )) !!!!!!!! // السابق : 1/219 // .
    .
    5 – الانحرافات المتعلقة بحديثهم عن الملائكة :

    وسأذكر مثالين لذلك فقط ! ..
    وحسبك بهما أيها القارئ العاقل ! ..
    الحداثيون تارة ينفون وجودهم ! .. كما عند ( توفيق صايغ ) إذ يقول : (( الملائكة ، لاملائكة في الأثير )) // مجموعاته : ص : 211 // ..

    وتارة يصفون الملائكة بما لايليق ! .. كما يقول ( أدونيس ) : (( الملاك أول الحيوان )) !! // أعماله : 2/610 // ..


    6 - الانحرافات المتعلقة بحديثهم عن كتب الله عزوجل :

    يقول ( البياتي ) : (( خرجت من نار الشعر الآيات ونبيو الثورات )) // ديوانه : 2/443 // ..

    وتقول ( نازك ) : (( يارب الحانة أين الخمر ؟ وأين الكأس ؟ .. ناد الغانية الكسلى العاطرة الأنفاس .. أفدي عينيها بالقرآن وبالأقدار )) // ديوانها : 2 / 352 // ..

    ويقول ( النواب ) : (( اهبط عليهم فإنك قرآننا .. قل هي البندقية أنت .. ومالك من كفؤ أحد )) !!!!! // " مظفر النواب شارع المعارضة السياسية " : : ص : 28 // ..
    7 - الانحرافات المتعلقة بحديثهم عن الرسل :

    يقول ( السياب ) : (( والسور يمضغهن ثم يقيئهن ركام طين .. نصباً يخلد عار آدم واندحار الأنبياء )) // ديوانه : ص : 529 // ..

    ويقول ( ممدوح عدوان ) : (( إني تبرأت من أول الكلمات .. إلى آخر الصفقات .. ومن أول الأنبياء .. إلى صنم التمر )) // أعماله : 2/43-44 // ..

    ويقول ( محمود درويش ) : (( لماذا تحارب ؟ .. من أجل يوم بلا أنبياء )) !!! // ديوانه : ص : 516 // .. هكذا يقول ( محمود ) والذي يشيد بكتاباته ( د . عبدالله الغذامي ) قائلا : (( سيكون من الأجدى لنا أن ندرس العواد ، أو ننصرف لمحمود درويش وغيره من الشعراء الذين نجد فيهم حسن التجاوز والابتكار ، وكسر المألوف )) !! // " جريدة عكاظ " : عدد : 7517 : 26/5/1407 هـ : ص : 5 // ..

    ويقول ( عبدالرحمن منيف ) : (( لم يكن وصول باخرة النبي سليمان ، أو باخرة الشيطان ، كما اطلع عليها ابن نفاع ثم مغادرتها بعد غروب اليوم التالي ، السبب الوحيد في أن يمتنع الرجال عن البدء بإنشاء المدينة الجديدة )) // " مدن الملح " : 2 / 43-44 // ..

    8 - الانحرافات المتعلقة بحديثهم عن اليوم الآخر والقدر :

    يقول ( سعدي يوسف ) : (( آه لقد غدا صاحبي الذي أحببت ترابا .. وأنا سأضطجع مثله .. فلاأقوم أبد الآبدين )) // ديوانه : 112 // ..

    وهذا ( جابر عصفور ) بعد أن يعترض على وصف الحداثة والحداثيين بالكفر ، ويجعل ذلك قائماً على تخييل إرهابي وتسلط وقمع وإرهاب _ حسب قوله _ ثم يجعل ذلك آتياً من(( المخزونات المصاحبة للقيم الدينية حيث الخوف من عذاب القبر والرعب من نار الآخرة )) // الإسلام والحداثة : ص : 204 // ..

    ويقول ( نزار ) : (( جميع أقاربي موتى .. بلا قبر ولا كفن .. أبوح لمن ؟ ولا أحد .. من الأموات يفهمني .. أثور أنا على قدري .. على صدأي على عفني )) // أعماله : 1/588 // ..
    9 - الانحرافات المتعلقة بالأحكام والسلوك ونظام الحياة :

    أ – العبث بالمصطلحات والشعائر الإسلامية :

    وذلك كثير جداً .. فمن ذلك : عبثهم بمصطلح " الآية "
    كما يقول ( نزار قباني ) : (( في سفر إلى الأعلى .. وتأخذني خطوط العرض .. أمام تقاطع ( ... ) والطرقات .. وأستلقي على ظهري .. وتنزل فوقي الآيات )) // أعماله : 2/263 // ..

    ومن ذلك : عبثهم بمصطلح " الأولياء " كما يقول ( نزار قباني ) : (( اقتليني كاسياً أو عارياً .. فلقد يجعلني القتل ولياُ مثل كل الأولياء )) // أعماله : 2/226 // ..

    ومن ذلك : عبثهم بمصطلح " التسبيح " كما يقول ( محمود درويش ) : (( وطني عيونك أم غيوم ذوبت أوتار قلبي في جراح إله ! .. هل تأخذن يدي ؟ فسبحان الذي يحمي غريباً من مذلة آه )) // ديوانه : ص : 237 // ..

    ومن ذلك : عبثهم بمصطلح " الخير والحق " كما يقول ( نزار قباني ) : (( كلما سافرت في جسد حبيبتي أحس إني أشف وأتطهر .. وأدخل مملكة الخير والحق والضوء )) // أسئلة الشعر : ص : 196-197 // ..

    ومن ذلك : عبثهم بمصطلح " الصلاة " كما يقول ( توفيق صايغ ) : (( وأصابعها تعبث بشعري ..وفمها يقرن الغناء بالصلاة )) // مجموعاته الشعرية : ص : 50 // ..
    وغيرها كثير وكثير وكثير ..

    ب – محاربة الحكم الإسلامي ، والدعوة إلى تحكيم غيره :

    يقول ( عبدالرحمن منيف ) : (( لايسعنا تصور مجتمع قائم على أسس دينية في زمننا الحاضر ، فالدين بات مسألة شخصية لايتعدى هذي التخوم ، لذا يستحيل قيام مجتمعنا على دعائم دينية )) // " رأيهم في الإسلام " : ص : 21 // ..

    ويقول ( البياتي ) : (( الإسلام كما غيره من الأديان ، حضارة وثقافة ، ولايسعه فرض نهج حياة أو نظام سياسي معين )) // السابق : ص : 52 // ..

    ويقول ( بوجدرة ) : (( الإسلام لايتفق ودولة حضارية )) // السابق : ص : 175 // ..

    ج – السخرية من الأخلاق الإسلامية ، والدعوة إلى الانحلال :

    والأدلة على هذا من كلامهم لاتسعها الأسفار !!!! ..
    ولن أضيع أوقاتكم بقراءة ذلك المجون المغرق في القذارة والتفاهة ..
    ولكني سأضع _ لمن يريد التثبت _ بعض الأرقام لصفحات في كتب ستة من أولئك الذين يطلقون على أنفسهم لقب : ( أدباء ) ثم يبيحون لأنفسهم أن ينشروا هذا الغثاء العفن بين الناس ، ثم يسمونه (( أدباً )) !!!!!! ..
    ( أدونيس : 1 / 548-566-569-570 )
    ( صلاح عبدالصبور : 222 )
    ( آثار الماغوط : 92-107-108)
    ( مجموعات توفيق صايغ : 133-187-408 )
    ( أمل دنقل : 17-225-226 )
    ( نزار : 1/431 ، 2/123 ، 3/236 ) وغيرها الكثيــــــــــر ! ..

    د – الانحرافات في القضايا السياسية والاقتصادية :

    فشعراء الحداثة لايجدون أي حرج في إعلان التبعية للغرب !! .. وهذا الأمر مستفيض عندهم وبكثرة ! .. يقول ( أنطوان أبو زيد ) : (( يؤثر كثيرون من الشعراء عدم الكتابة إلا انعكاساً كلياً لمرآة الحداثة الغربية ، وإذ نعترف بأن الغرب اليوم يقدم لنا غالبية عناصر الحداثة الأدبية الشعرية ، فإن الانقياد والانمحاء الكلي أمام نماذجه يجرداننا من تكوين لغاتنا الشعرية الخاصة )) // " مجلة حزيران " : عدد : يونيو : 1989 م : ص : 45 // ..

    ويقول ( حسين مروة ) : (( لقد كنا في لبنان مصابين بانتشار ألوان من الأدب والفن الانحلاليين ، وكان معظم أدبائنا وفنانينا متأثرين بالمؤسسات الأجنبية والمدارس الفرنسية في الأدب والفن والفلسفة )) // " مجلة الثقافة الوطنية " : عدد : 62 : 1954 م : ص : 4 // .. ولقد كانت مجلة " شعر " منبراً لهم في الإعلان عن أفكارهم .. ويكفي أن تعلم أن هذه المجلة قامت أصلاً على أفكار ( أنطوان سعادة ) ، ودعواته للاندماج في الغرب ، والانفصال عن العرب والإسلام ، تحت شعار (( الفكرة المتوسطية )) . ولقد كان أول عدد صدر لها في عام ( 1376 هـ - 1957 م ) مفتتحاً بمقتطفات لشاعر أمريكي ، وفي ذلك أبلغ دلالة على الانقطاع بين المجلة وبين السياق التاريخي الذي ولدت فيه .. ولقد ولغت مجلات " أدب " و " أصوات " و " مواقف " في مثل ماولغت فيه مجلة " شعر " // " بحثاً عن الحداثة " : ص : 48 ، " أفق الحداثة وحداثة النمط " : ص : 56 ، " القصيدة الحديثة وأعباء التجاوز " : ص : 148-150 // ..

    وبعد هذه الأدلة الدامغة ..
    والتي لاتبقي شكاً لدى المسلم العاقل في أن هؤلاء القوم بلغوا من الانحراف مبلغاً لم يسبقوا إليه ! ..
    أما آن لنا أن نقلع عن الثناء عليهم والإشادة بكتاباتهم ؟؟؟؟؟؟ ..
    إنها صرخة نذير .. وصيحة تحذير .. لعل الذمة أن تبرأ .. ولعل جاهلاً أن ينتبه ..


    (يتبـــــــــــــــــــــ ــــــــع)

صفحة 1 من 6 123456 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. تعريف الهندسة البدنية -الوراثية - فى ميزان الإسلام
    بواسطة رضا البطاوى في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 18-12-2015, 07:47 AM
  2. أزمة الحداثة الغربية وإبداع الحداثة الإسلامية
    بواسطة سامح عسكر في المنتدى الحِوَارُ المَعْرِفِي
    مشاركات: 9
    آخر مشاركة: 03-03-2012, 09:41 PM
  3. الامتناع عن الجهر بالحق في ميزان الإسلام
    بواسطة نبيل شبيب في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 03-06-2008, 08:29 AM
  4. صباح الخير (62)رشد ميزان حياتك....
    بواسطة ريمة الخاني في المنتدى الاسْترَاحَةُ
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 21-12-2006, 09:30 AM
  5. ميزان القوى
    بواسطة محمد سوالمة في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 08-02-2004, 11:01 PM