أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: بعض ُ مماورد في تفسير طه :

  1. #1
    الصورة الرمزية زاهية شاعرة
    تاريخ التسجيل : May 2004
    المشاركات : 10,345
    المواضيع : 575
    الردود : 10345
    المعدل اليومي : 1.42

    افتراضي بعض ُ مماورد في تفسير طه :

    إبن كثير :

    روي عن ابن عباس قال: {طه} يا رجل، وهكذا روي عن مجاهد وعكرمة والضحّاك، وأسند القاضي عياض في كتابه "الشفاء" عن الربيع بن أنَس، قال: كان النبي صلى اللّه عليه وسلم إذا صلى قام على رجل ورفع الأخرى، فأنزل اللّه تعالى: {طه} يعني طأ الأرض يا محمد (هذا التفسير غريب ولم ينكره ابن كثير رحمه اللّه ولم يثبت في أحاديث صحيحة عنه صلى اللّه عليه وسلم أنه كان يقوم على رجل واحدة وإنما ثبت أنه كان يقوم من الليل حتى تفطرت قدماه، فتفسير (طه) بمعنى طأها مستبعد، واللّه أعلم)

    القرطبي :

    قوله تعالى: "طه" اختلف العلماء في معناه فقال الصديق رضي الله تعالى عنه هو من الأسرار ذكره الغزنوي ابن عباس معناه يا رجل ذكره البيهقي وقيل إنها لغة معروفة في عكل. وقيل في عك قال الكلبي: لو قلت في عك لرجل يا رجل لم يجب حتى تقول طه وأنشد الطبري في ذلك فقال:
    دعوت بطه في القتال فلم يجب فخفت عليه أن يكون موائلا
    ويروى مزايلا وقال عبدالله بن عمر يا حبيبي بلغة عك ذكره الغزنوي وقال قطرب هو بلغة طيء وأنشد ليزيد بن المهلهل:
    إن السفاهة طه من شمائلكم لا بارك الله في القوم الملاعين
    وكذلك قال الحسن معنى "طه" يا رجل وقال عكرمة وقال هو بالسريانية كذلك ذكره المهدوي وحكاه الماوردي عن ابن عباس أيضا ومجاهد وحكى الطبري أنه بالنبطية يا رجل وهذا قول السدي وسعيد بن جبير وابن عباس أيضا قال:
    إن السفاهة طه من خلائقكم لا قدس الله أرواح الملاعين
    وقال عكرمة أيضا هو كقولك يا رجل بلسان الحبشة ذكره الثعلبي والصحيح أنها وإن وجدت في لغة أخرى فإنها من لغة العرب كما ذكرنا وأنها لغة يمينية في عك وطيء وعكل أيضا وقيل: هو اسم من أسماء الله تعالى وقسم أقسم به وهذا أيضا مروي عن ابن عباس رضي الله عنهما، وقيل: هو اسم للنبي صلى الله عليه وسلم سماه الله تعالى به كما سماه محمدا وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال (لي عند ربي عشرة أسماء) فذكر أن فيها "طه" و"يس" وقيل هو اسم للسورة ومفتاح لها وقيل إنه اختصار من كلام الله خص الله تعالى رسول بعلمه وقيل إنها حروف مقطعة يدل كل حرف منها على معي واختلف في ذلك فقيل الطاء شجرة طوبى والهاء النار الهاوية والعرب تعبر عن الشيء كله ببعضه كأنه أقسم بالجنة والنار وقال سعيد بن جبير الطاء افتتاح اسمه طاهر وطيب والهاء افتتاح اسمه هادي وقيل "طاء" يا طامع الشفاعة للأمة "هاء" يا هادي الخلق إلى الله وقيل الطاء من الطهارة والهاء من الهداية كأنه يقول لنبيه عليه الصلاة والسلام يا طاهرا من الذنوب يا هادي الخلق إلى علام الغيوب وقيل الطاء طبول الغزاة والهاء هيبتهم في قلوب الكافرين بيانه قوله تعالى "سنلقي في قلوب الذين كفروا الرعب" وقوله "وقذف في قلوبهم الرعب" وقيل الطاء طرب أهل الجنة في الجنة والهاء هوان أهل النار في النار وقول سادس إن معنى "طه" طوبى لمن اهتدى قال مجاهد ومحمد بن الحنفية وقول سابع إن معنى "طه" طأ الأرض وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتحمل مشقة الصلاة حتى كادت قدماه تتورم ويحتاج إلى الترويح بين قدميه فقيل له طأ الأرض أي لا تتعب حتى تحتاج إلى الترويح حكاه ابن الأنباري وذكر القاضي عياض في "الشفاء" أن الربيع بن أنس قال كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا صلى قام على رجل ورفع الأخرى فأنزل الله تعالى "طه" يعني طأ الأرض يا محمد الزمخشري وعن الحسن "طه" وفسر بأنه أمر بالوطء وأن النبي عليه الصلاة والسلام كان يقوم في تهجده على إحدى رجليه فأمر أن يطأ الأرض بقدميه معا وأن الأصل طأ فقلبت همزته هاء كما قلبت [ألفا] في (يطأ) فيمن قال:
    ... لا هناك المرتع
    ثم بنى عليه هذا الأمر والهاء للسكت وقال مجاهد كان النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه يربطون الحبال في صدورهم في الصلاة بالليل من طول القيام ثم نسخ ذلك بالفرض فنزلت هذه الآية وقال الكلبي: لما نزل على النبي صلى الله عليه وسلم الوحي بمكة اجتهد في العبادة واشتدت عبادته، فجعل يصلي الليل كله زمانا حتى نزلت هذه الآية فأمره الله تعالى أن يخفف عن نفسه فيصلي وينام، فنسخت هذه الآية قيام الليل فكان بعد هذه الآية يصلي وينام وقال مقاتل والضحاك فلما نزل القرآن على النبي صلى الله عليه وسلم قام وأصحابه فصلوا فقال كفار قريش ما أنزل الله هذا القرآن على محمد إلا ليشقى فأنزل الله تعالى "طه" يقول: رجل "ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى" أي لتتعب؛ على ما يأتي وعلى هذا القول إن "طه" (طاها) أي طأ الأرض فتكون الهاء والألف ضمير الأرض أي طأ الأرض برجليك في صلواتك وخففت الهمزة فصارت ألفا ساكنة وقرأت طائفة "طه" وأصله طأ بمعنى طأ الأرض فحذفت الهمزة أدخلت هاء السكت وقال زر بن حبيش قرأ رجل على عبدالله بن مسعود "طه، ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى" فقال له عبدالله "طه" فقال: يا أبا عبدالرحمن أليس قد أمر أن يطأ الأرض برجله أو بقدميه فقال "طه" كذلك أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم. وأمال أبو عمرو وأبو إسحاق الهاء وفتحا الطاء وأمالهما جميعا أبو بكر وحمزة والكسائي والأعمش وقرأهما أبو جعفر وشيبة ونافع بين اللفظين واختاره أبو عبيد الباقون بالتفخيم قال الثعلبي وهي كلها لغات صحيحة النحاس لا وجه للإمالة عند أكثر أهل العربية لعلتين إحداهما أنه ليس ههنا ياء ولا كسرة فتكون الإمالة والعلة الأخرى أن الطاء من الحروف الموانع للإمالة فهاتان علتان بينتان.
    قوله تعالى "ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى" وقرئ "ما نُزِّل عليك القرآن لتشقى" قال النحاس بعض النحويين يقول هذه لام النفي وبعضهم يقول لام الجحود وقال أبو جعفر وسمعت أبا الحسن بن كيسان يقول إنها لام الخفض والمعنى ما أنزلنا عليك القرآن للشقاء والشقاء يمد ويقصر وهو من ذوات الواو وأصل الشقاء في اللغة العناء والتعب أي ما أنزلنا عليك القرآن لتتعب قال الشاعر:
    ذو العقل يشقى في النعيم بعقله وأخو الجهالة في الشقاوة ينعم
    فمعنى لتشقى "لتتعب" بفرط تأسفك وعلى كفرهم وتحسرك على أن يؤمنوا كقوله تعالى "فلعلك باخع نفسك على آثارهم" [الكهف: 6] أي ما عليك إلا أن تبلغ وتذكر ولم يكتب عليك أن يؤمنوا لا محالة بعد أن لم تفرط في أداء الرسالة والموعظة الحسنة وروى أن أبا جهل لعنه الله تعالى والنضر بن الحرث قالا للنبي صلى الله عليه وسلم إنك شقي لأنك تركت دين آبائك فأريد رد ذلك بان دين الإسلام وهذا القرآن هو السلم إلى نيل كل فوز والسبب في درك كل سعادة وما فيه الكفرة هو الشقاوة بعينها وعلى الأقوال المتقدمة أنه عليه الصلاة والسلام صلى الله عليه وسلم بالليل حتى تورمت قدماه فقال له جبريل أبق على نفسك فإن لها عليك حقا أي ما أنزلنا عليك القرآن لتنهك نفسك في العبادة وتذيقها المشقة الفادحة وما بعثت إلا بالحنيفية السمحة


    الطبري :

    قال أبو جعفر مـحمد بن جرير: اختلف أهل التأويـل فـي تأويـل قوله: طَهَ فقال بعضهم: معناه يا رجل. ذكر من قال ذلك:
    18082ـ حدثنا ابن حميد, قال: حدثنا أبو تـميـلة, عن الـحسن بن واقد, عن يزيد النـحويّ, عن عكرمة, عن ابن عبـاس: طه: بـالنّبَطية: يا رجل.
    18083ـ حدثنـي مـحمد بن سعد, قال: ثنـي أبـي, قال: ثنـي عمي, قال: ثنـي أبـي, عن أبـيه, عن ابن عبـاس, قوله: طه ما أنْزَلْنا عَلَـيْكَ القُرآنَ لِتَشْقَـى فإن قومه قالوا: لقد شَقِـي هذا الرجل بربه, فأنزل الله تعالـى ذكره طَهَ يعنـي: يا رجل ما أنْزَلْنا عَلَـيْكَ القُرآنَ لِتَشْقَـى.
    18084ـ حدثنا القاسم, قال: حدثنا الـحسين, قال: ثنـي حجاج, عن ابن جريج, قال: أخبرنـي عبد الله بن مسلـم, أو يعلـى بن مسلـم, عن سعيد بن جبـير أنه قال: طه: يا رجل بـالسريانـية.
    قال ابن جريج: وأخبرنـي زمعة بن صالـح, عن سلـمة بن وهرام, عن عكرمة, عن ابن عبـاس, بذلك أيضا. قال ابن جُرَيج, وقال مـجاهد, ذلك أيضا.
    18085ـ حدثنا عمران بن موسى القزّاز, قال: حدثنا عبد الوارث بن سعيد, قال: حدثنا عُمارة, عن عكرمة, فـي قوله: طَهَ قال: يا رجل, كلـمه بـالنبطية.
    حدثنا ابن حميد, قال: حدثنا يحيى بن واضح, قال: حدثنا عبد الله, عن عكرمة, فـي قوله طَهَ قال: بـالنبطية: يا إنسان.
    18086ـ حدثنا مـحمد بن بشار, قال: حدثنا أبو عاصم, عن قرة بن خالد, عن الضحاك, فـي قوله طَه قال: يا رجل بـالنبطية.
    حدثنا مـحمد بن بشار, قال: حدثنا عبد الرحمن, قال: حدثنا سفـيان, عن حُصَين, عن عكرمة فـي قوله طَهَ قال: يا رجل.
    18087ـ حدثنا بشر, قال: حدثنا يزيد, قال: حدثنا سعيد, عن قتادة, قوله طَهَ قال: يا رجل, وهي بـالسريانـية.
    18088ـ حدثنا الـحسن, قال: أخبرنا عبد الرّزاق, قال: أخبرنا معمر, عن قتادة والـحسن فـي قوله: طَهَ قالا: يا رجل.
    حُدثت عن الـحسين, قال: سمعت أبـا معاذ, يقول: أخبرنا عبـيد, يعنـي ابن سلـيـمان, قال: سمعت الضحاك يقول فـي قوله طَهَ قال: يا رجل.
    وقال آخرون: هو اسم من أسماء الله, وقَسَم أقسم الله به. ذكر من قال ذلك:
    18089ـ حدثنا علـيّ, قال: حدثنا عبد الله, قال: ثنـي معاوية, عن علـيّ, عن ابن عبـاس, فـي قوله: طَهَ قال: فإنه قسم أقسم الله به, وهو اسم من أسماء الله.
    وقال آخرون: هو حروف هجاء.
    وقال آخرون: هو حروف مقطّعة يدلّ كلّ حرف منها علـى معنى, واختلفوا فـي ذلك اختلافهم فـي الـم, وقد ذكرنا ذلك فـي مواضعه, وبـيّنا ذلك بشواهده.
    والذي هو أولـى بـالصواب عندي من الأقوال فـيه: قول من قال: معناه: يا رجل, لأنها كلـمة معروفة فـي عكَ فـيـما بلغنـي, وأن معناها فـيهم: يا رجل, أنشدت لـمتـمـم بن نُويرة:
    هَتَفْتُ بطَهَ فِـي القِتالِ فَلَـمْ يُجبْ فخِفْتُ عَلَـيْهِ أنْ يَكونَ مُوَائِلا
    وقال آخر:
    إنّ السّفـاهَةَ طَهَ مِنْ خَلائِقِ كُمْلا بـارَكَ اللّهُ فِـي القَوْمِ الـمَلاعِينِ
    فإذا كان ذلك معروفـا فـيهم علـى ما ذكرنا, فـالواجب أن يوجه تأويـله إلـى الـمعروف فـيهم من معناه, ولا سيـما إذا وافق ذلك تأويـل أهل العلـم من الصحابة والتابعين.
    فتأويـل الكلام إذن: يا رجل ما أنزلنا علـيك القرآن لتشقـى, ما أنزلناه علـيك فنكلفك ما لا طاقة لك به من العمل. وذُكر أنه قـيـل له ذلك بسبب ما كان يـلقـى من النّصَب والعناء والسهر فـي قـيام اللـيـل.

    البغوي :

    أخبرنا عبد الواحد المليحي ، أخبرنا أبو منصور السمعاني ، أخبرنا أبو جعفر الرياني ، أخبرنا حميد بن زنجويه ، أخبرنا ابن أبي أويس ، حدثني أبي عن أبي بكر الهزلي ، عن عكرمة ، عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " أعطيت السورة التي ذكرت فيها البقرة من الذكر الأول ،وأعطيت طه والطواسين من ألواح موسى ، وأعطيت فواتح القرآن وخواتيم السورة التي ذكرت فيها البقرة من تحت العرش ، وأعطيت المفصل نافلةً " . " طه " ، قرأ أبو عمرو بفتح الطاء وكسر الهاء ، ويكسرهما حمزة و الكسائي و أبو بكر ، والباقون بفتحهما . قيل : هو قسم . وقيل : اسم من أسماء الله تعالى . وقال مجاهد ، و الحسن ، و عطاء ، و الضحاك : معناه يا رجل . وقال قتادة : هو يا رجل بالسريانية . وقال الكلبي : هو يا إنسان بلغة عك . وقال مقاتل بن حيان : معناه طأ الأرض بقدميك ، يريد : في التهجد . وقال محمد بن كعب القرظي : أقسم الله عز وجل بطوله وهدايته . قال سعيد بن جبير : الطاء افتتاح اسمه الطاهر ، والهاء افتتاح اسمه هاد . وقال الكلبي : لما نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم الوحي بمكة اجتهد في العبادة حتى كان يراوح بين قدميه في الصلاة لطول قيامه ، وكان يصلي الليل كله ، فأنزل الله هذه الآية


    السعدي :


    من جملة الحروف المقطعة ، المفتتح بها كثير من السور ، وليست اسما للنبي صلى الله عليه وسلم .


    أضواء البيان :


    قوله تعالى: {طه}. أظهر الأقوال فيه عندي ـ أنه من الحروف المقطّعة في أوائل السُّوَر، ويدل لذلك أن الطاء والهاء المذكورتين في فاتحة هذه السورة، جاءتا في مواضع أخر لا نزاع فيها في أنهما من الحروف المقطّعة، أما الطاء ففي فاتحة «الشعراء» {طسۤمۤ} وفاتحة «النمل» {طسۤ}. وفاتحة «القصص» وأَمَّا الهاء ففي فاتحة «مريم» في قوله تعالى {كۤهيعۤصۤ} وقد قدمنا الكلام مُسْتوفي على الحروف المقطّعة في أول سورة «هود» وخير ما يفسَّر به القرآن القرآن.
    وقال بعض أهل العلم: قوله طه: معناه يا رجل. قالوا: وهي لغة بني عك بن عدنان، وبني عكل، قالوا: لو قُلتَ لرجل من بني عك: يا رجل، لم يَفهم أَنك تناديه حتى تقول طه، ومنه قول متمم بن نويرة التميمي: دَعَوت بطه في القتال فلم يجب فخفت عليه أن يكون موائلا

    ويروى مزايلاً، وقال عبد الله بن عمرو: معنى (طه) بلغة عك يا حبيبي، ذكره الغزنوي. وقال قطرب: هو بلغة طيىء، وأنشد ليزيد بن المهلهل.
    إن للسفاهة طه في شمائلكم لا بارك الله في القوم الملاعين

    ويروى: إن السفاهه طه من خلائقكم لا قدَّس الله أرواح الملاعين
    وممن روي عنه أن معنى «طه»: يا رجل، ابن عباس ومجاهد وعكرمة وسعيد بن جبير وعطاء ومحمد بن كعب وأبو مالك وعطية العوفي والحسن وقتادة والضحاك والسدي وابن أبزى وغيرهم، كما نقله عنهم ابن كثير وغيره. وذكر القاضي عياض في الشفاء عن الربيع بن أنس قال: كان النَّبي صلى الله عليه وسلم إذا صلى قام على رجل ورفع الأخرى، فأنزل الله «طه» يعني طأ الأرض بقدميك يا محمد. وعلى هذا القول فالهاء مبدلة من الهمزة، والهمزة حففت بإبدالها أن ألفاً كقول في الفرزدق: راحت بمسلمة البغال عشية فارعى فزارة لا هناك المرتع

    ثم بني عليه الأمر والهاء للسكت. ولا يخفى ما في هذا القول من التعسف والبعد عن الظاهر.
    وفي قوله {طه} أقوال أخر ضعيفة، كالقول بأنه من أسماء النَّبي صلى الله عليه وسلم. والقول بأن الطاء من الطهارة، والهاء من الهداية يقول لنبيه: يا طاهراً مِن الذنوب، يا هادي الخلق إلى علام الغيوب، وغير ذلك من الأقوال الضعيفة. والصواب إن شاء الله في الآية هو ما صدرنا به، ودل عليه القرآن في مواضع أخر. قوله تعالى: {مَآ أَنَزَلْنَا عَلَيْكَ ٱلْقُرْءَانَ لِتَشْقَىٰ}. في قوله تعالى: {مَآ أَنَزَلْنَا عَلَيْكَ ٱلْقُرْءَانَ لِتَشْقَىٰ} وجهان من التفسير، وكلاهما يشهد له قرآن:
    الأول ـ أن المعنى: ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى. أي لتتعب التعب الشديد بفرط تأسفك عليهم وعلى كفرهم.
    وتحسرك على أن يؤمنوا. وهذا الوجه جاءت بنحوه آيات كثيرة، كقوله تعالى: {فَلاَ تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَٰتٍ} ، وقوله تعالى {فَلَعَلَّكَ بَـٰخِعٌ نَّفْسَكَ عَلَىٰ ءَاثَـٰرِهِمْ إِن لَّمْ يُؤْمِنُواْ بِهَـٰذَا ٱلْحَدِيثِ أَسَفاً} وقوله {لَعَلَّكَ بَـٰخِعٌ نَّفْسَكَ أَلاَّ يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ} . والآيات بمثل ذلك كثيرة جداً، وقد قدمنا كثيراً منها في مواضع من هذا الكتاب المبارك.
    الوجه الثاني ـ أنه صلى الله عليه وسلم صلى بالليل حتى تورَّمتْ قدماه، فأنزل الله {مَآ أَنَزَلْنَا عَلَيْكَ ٱلْقُرْءَانَ لِتَشْقَىٰ} أي تنهك نفسك بالعبادة وتذيقها المشقة الفادحة. وما بعثناك إلا بالحنيفية السمحة. وهذا الوجه تدل له ظواهر آيات من كتاب الله، كقوله: {وَمَا جَعَلَ عَلَيْكمْ فِى ٱلدِّينِ مِنْ حَرَجٍ} ، وقوله {يُرِيدُ ٱللَّهُ بِكُمُ ٱلْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ ٱلْعُسْرَ} . والعبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب.

    فيها جميعها لايصح إستخدام هذه التسمية كإسم للنبي ..

    منقوووول
    أختكم
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    زاهية بنت البحر
    حسبي اللهُ ونعم الوكيل

  2. #2
    الصورة الرمزية سحر الليالي أديبة
    تاريخ التسجيل : Sep 2005
    الدولة : الحبيبة كــويت
    العمر : 38
    المشاركات : 10,147
    المواضيع : 309
    الردود : 10147
    المعدل اليومي : 1.49

    افتراضي

    أختي العزيزة زاهية :

    شكرا لك على هذا النقل القيم

    بارك الله فيك

    لك حبي

  3. #3
    قلم فعال
    تاريخ التسجيل : Dec 2005
    المشاركات : 2,362
    المواضيع : 139
    الردود : 2362
    المعدل اليومي : 0.35

    افتراضي

    ممتــاز اختى الحبيبة زاهية

    قرأته كله لآخر حرف
    وأميل الى الأعتقاد بانها تعنى يا رجل

    فهو الأكثر اقناعا مما تفضلتِ بنشره
    على الاقل لى شخصيا

    والله لا ينزل الغاز على الناس والله يخاطبنا بما نفهم وهو الأصوب فى ان نعتبره نحن كذلك هكذا

    جزاك الله خيرا .. وأكثرى

    تحياتى نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

المواضيع المتشابهه

  1. <| أسئلة الطالبِ المُجِدّ وإجاباتِ المعلِّم أحمد |ّّّّ>
    بواسطة براءة الجودي في المنتدى مَدْرَسَةُ الوَاحَةِ الأَدَبِيَّةِ
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 13-04-2016, 01:59 AM
  2. تفسير "إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ
    بواسطة فريد البيدق في المنتدى الحِوَارُ المَعْرِفِي
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 18-01-2012, 06:53 AM
  3. تأثير بعض المعاملات على خواص بعض المنتجات اللبنية
    بواسطة محمود سلامة الهايشة في المنتدى عُلُومٌ وَتِّقْنِيَةٌ
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 09-02-2009, 08:53 PM
  4. فلسطيني في قلبه جراحه ....ّّّ
    بواسطة خوله بدر في المنتدى أَدَبُ العَامِيَّة العَرَبِيَّةِ
    مشاركات: 12
    آخر مشاركة: 02-12-2005, 01:16 PM