موكب النور
يواصل العدو في مسافات الحياة
لا يثنيه شيء
من البدء وحتى
تلكم الأعتاب المتاخمة للمساء
يذرع الكون ضياء ويزرع المسافات
جفون يقظة وانتباهة عيون
موكب النور / قبلة الحياة
على شفاه الكون يهمي بها
قنديل السماء
يوقظ جذوراً على أهداب التذكر غفت
ويمنح منابت الأمل الحياة
يلبي نداء النوافذ ويرحل
لينهض ألف باب و باب
,
المرتدون عتمة النفس
انكمشوا في وحشة التفرد حتى أخمصهم
تاهت خطى الأحداق
في كهوف الوحدة ومنعرجات الظلام
النور يحنو عليهم
يمنحهم شيئاً من ضياء
ينسجون من خيوط البصيص أحلاما
تُدون في أخيلة الوهم حروفا
أن كل هذا النور لهم
يقفون عند نقطة الغي
يغادرهم النور
يجرّ أذيال ظلال
تهدم قصور الأماني وتمحو
ما تبقى من حروف
على سطور الخيال
,
على تخوم المغيب
يسبل النور جفنيه ويُودِع
أحلامه حنايا الليل
شعلة فنار
تتقد في أعين التوجس أمنا
وترسم على درب الصواري
آمال اللقاء
,
ذاك الـــ نور روح
تعبر وليجة النفس وتمضي
تبحث عن انسان
تاه في ألوان المشاعر وذاب
في تبدّل الأقنعة واهتراءات الأشياء
,
ذاك الـــ فنار وهج
يضيء بالحب قلوباً
ويحرق
أخرى تيبست بالفهم السقيم
,
بين الـــ نور وذاك الـــ فنار
تشققات عطش
أنبتت بارتواء الوهم أحلاما
لها حق الولادة
وليس لها أن تعيش
.
ابن المدينة / يوسف الحربي