**************
قالتْ: إرحل
إرحلْ حالاً
فأنا ما عدّتُ وما عاد بإمْكانى
أن أتحمّل متعة قرْبك
أو أتحمل لوّعة بعْدك
فالأمْر الأوّل أقسى وأمرّ من الثانى
والأفضل أن ترحل
كي أنساك وكي تنسانى
*****************
إحْرقْها : كل كتاباتى
مزّقْها: كل خطاباتى
وامسح ْ إسمى من ذهنك
واشْطبْ عنواني
ولأن قصائد شِعْرك نقطة ضعفى
قرّرْتُ بأنْ ألقيها فى بحر النسْيان ِ
سطراً...سطراً
شطراً...شطراً
عجزاً...صدراً
لتذوبَ الآن هى
وتُجرّبَ عنف الذوبان ِ
***************
آهات من تلك الأشعار وآه ْ
قد كانت ممتعة واللهْ
قد كانت رائعةٌ
قد كانت بارعةٌ
قد كانت..........
لا..لا...!!
ما كانت شيئا
لا...لا..!!
بل كانت قاتلة
تسْرى في الجسْم كَسُمّ الثعْبان ِ
بل كانت قاسية
تحتلّ العقل وتأسر وجْداني
بل كانت خاطفة
تستشري في المهجة كالإدمان ِ
أهٍ من أشعارك أهٍ
تفعل ما ترغب بالإحساسْ
بل تتلاعب بالأنفس كالوسواسْ
إرحل حالاً
إنى لأُفَضّـل عن أشعارك حرمانى
**********
قالت:
إرحل حالاً
حتى أنساك ْ
خذْ ما لك عندى
خذ كل هداياك ْ
خذْ باقات الزهْر ِ،
قوارير العطر ِ،
وأمْشاط الشَعْر ِ،
تصاويرك هاك ْ
خذْ هذا القرْط وخذْ هذا الخاتم
لملمْ كل بقاياكْ
خذ فرشاة الأسنان..
وأرْبطة العنق الملقاة هناكْ
خذ دمْية عيد الميلاد
وإيّاك وأن تترك شيئا إياكْ
وارحل حالاً
واعطينى الفرصة كي أنساكْ
ما عاد ــ حبيبي ــ في الإمكان
تحمّل بعدك
أو روعة لقياكْ
******