أنطلقْ يا صغيرُ لترى أمّك ,,هنــاك عنّد التلّة ،؛ ترشفُ أمنياتٍ لكَ بين الحقولِ تباهي بكَ الطيورَ وتعاودُ
رسمكَ بذاكرة السنابلْ ،،
أمّــــــي
أفتقدُ صوتكِ الـ يهدي دمائي لونها الأحمر القاتم ،
أفتقدُ وجهكِ الـ يلوّن سقفَ بيتنا كأقواس الله الجميلة ،
أفتقدُ طبطبتكِ على أكتافي المجهدة عند عودتي من سفري ،
أفتقدُ وأفتقدُ وأفتقدْ
ياااااااه
كم من كمٍّ هو افتقادي لكِ أيتها الحانية،
تذكرين ..عندماكنتُ أسابقُ النسماتِ كلّ صباحٍ قبيل مغادرتي ،،لأغرف من حضنكِ الدافئ لحظاتِ تجلّي ، وأحتضن ريحكِ الطاهرة بُعيد الفجرِ لأعرف بعدها أنّ يومي محميّ من الله ,,
ريحكِ ما زالتْ تراود ذاكرتي المعطوبة أمّـــاه
ونسمة العطرتلكَ ،غدتْ لحناً من صنيع القدر الجميـلِ، يوماً بلا عودة كأغنياتِ الشجر الأخيرة،
تذكرين ..تلكَ النظراتِ التي رضعتُ منها دنوّاً من الذاتِ وفرحةً لا تقاسُ بمقاساتِ الأزمنة ,,ألحضكِ وأنت تغادرين بعباءتكِ الملائكيّة رغم سوادها الممزوج باحمرارٍ دالاً على قِدمهِ ،لتعودي بما لذّ وطاب لأولئكَ الصبيةِ المتحلّقين حولكِ كأجراسِ الميلاد ،تبادلين صخبهم بعوالم (الباعْ) تحيطين بالجميع كالوطنْ ..،
كنتُ أتساءلُ دائماً أيّ قلبٍ هو ما تحملينه بين جنباتكِ النحيفة ؟ أراه يخصّ كل من حولك بذائقةالحنانِ كأنكِ بستانٌ من الوردِ لا يملّ وارده من التنفس فيه،،
ولا ينتهي مهما قلتُ عنكِ أخصّه روحي قبل دواتي لكتابتهِ
وأنتِ هنــــــــاكْ
**
أمـــــاهُ إني في بعـــادكِ تائـــــهٌ
أمحو الدروبَ بأحرفٍ برّاقـــــة
مرّتْ سنونٌ لستُ أعلمُ عدّهـــا
والروحُ أضناها النوى مشتاقة
هذي بقايا النفسِ حطّت ههنــا
حبراً أراقَ الدمعَ ذكركِ شاقــــه
******