إذ كيف لفراشة جميلة أن تطارد فراشة أخرى؟
وتسألت هل هي غيرة الجمال من الجمال؟؟
وبعد جهدا جهيد رجعتى إلى حيث أجلس وانتى منهكة القوى.
وأنفاسك كأمواج البحر تارة مرتفعه وأخرى منخفضة وتبسمتى وقلتي :
لقد اتعبتنى تلك الفراشة.
عندها نظرة إليك باسما وقلت:
أما كان أفضل لكي أن تنظري إليها وحسب؟؟
فنظرتي الى نظرة لم أجد لها إلا تفسيرا واحدا
وكأنك تقولين لي: لقد استفزيتنى بسؤالك هذا.
عندها وقفتي وأشرتى إلى زهرة حمراء تحيطها الأزهار من كل جانب وقلتي
مارآيك في تلك الوردة الحمراء؟
ألا تعتقد بأنها ملفته للنظر؟
وتدعوك لكي تقطفها؟
عندها تأكدت باننى استفزيتك بسؤالي
فقلت لكي : إن ذنب الورد انه جميل.
وذنب الجمال انه يأسر صاحبه.
وذنب صاحبه انه لا يستطيع إلا أن يحظى بالقرب منه , وذنب اليد التي تقطفها انه لم تحتمل جمالها الساحر وهى تدرك أن قطفها هو نهايتها.
عندها جلستي فعرفت أن كلماتي أصابت في نفسك
مقتلا.
وعاد الصمت من جديد يرمى بظلاله على جلستنا
وقطع صمتنا صوت تغريد طائرا جميل يتنقل بين الأغصان عندها نظرة إليك وقلت :
إن هذا الطائر أشبه ما يكون برحالة يجوب الفيافي
والقفار بحث عن مكان أو تجربة جديدة وأنا كذالك
رحالة ولكنني ابحث عن ذاتي في عيناك .
عندها نظرتي اليى نظرة بقدر ما تعجبت منها
بقدر ما سلبتني من نفسي .
إذ أن النظرات تحمل سرا خفيا وكلاما لا تبوح به الشفاه .
عندها وقفت ووضعت يدي وكاننى أضمك.
فتبسمتى و قلتي لي:
هل هو الحنين إلى الضم؟
فقلت لكي:
لقد ذكرتينى بقول الشاعر:
وضعت يدي من فوق صدري مبادرا
فقالوا محب بالعناق يشير
فقلت ومن لي بالعناق وإنما
تداركت قلبي لا يكاد يطير
عندها وقفتي وضممتني إلى صدرك وقلتي في
همس:
ويلي من حبك فانه يخرجني من ذاتي إلى ذاتك
دون أرادت منى .
كنت أظن باني أحبك حب الأم لطفلهاولكننى وجدت نفسي أحبك حب الطفل لأمه.
فقلت لكي :
إذا فهي ولادة أخرى .
فأنتي في قلبي الأم التي احتضنت الحب, وأنا في قلبك الطفل الذي يحتاج إلى هذا الحب.
فلا يكون عندها حب الأم يوازى حب الطفل.
فحب الأم عطاء وحنان ورحمة, وحب الطفل احتياج
ولهفة واشتياق.
عندها تركني خيالي لواقعي استفقت على صوت
أبنت أختي وهى ترتمي في احضانى وتقول:
خالي ممكن تلعبني بالأرجوحة؟؟؟
فتبسمة وغمرتها بقبلات على خدها ورفعتها على كتفي و وانطلقت بها إلى حيت توجد المراجيح..
تمت