موضوع هام للنقاش: متفاعلن بدل مستفعلن في البسيط

أخي خشان بارك الله بك وأنت السابق في الفضل والكرم


الأخوة الأحبة،
طالما أن الأمور لا يمكن لها أن تحسم من خلال مقاربة أكثر من نظرية في هذا الموضوع خاصة وان من شأن نظرية الايقاع هذه السابق تقديمها تغيير جملة من الأمور فلعلي أوافق ما اقترحه أخي سمير من تأجيل الحديث عن النظرية هذه وفسح المجال لوقت مناسب ليتسنى للجميع الاطلاع عليها ثم ان رغبتم مناقشتها جرى ذلك باذن الله ونترك لاخينا سميرا تحديد وقت مناسب لهذا الامر من خلال تنسيقه هو بما يرده من الاخوة عند اكتمال رغبتهم واستعدادهم لذلك.

هذا أولا أما ثانيا فأراني أيضا أميل الى ما ذهب اليه أخي سمير ومحمود وجمال وهذا شبه اتفاق أصبح واضحا ويتسم فعلا بمنطق سليم ألا وهو طالما أننا قبلنا بالنقاش من داخل عروض الخليل نفسه وحيث أنه ما أدرج مثل ذلك في البسيط ولا وصل إلينا ما يفيد بذلك أو يدلل عليه ولا أن قواعده التي وضعها تبيح توليد متفاعلن من مستفعلن ولو كانت تبيح العكس من جهة حتى وان كانت أيضا ممكنة منطقيا ،ولانه ان ثبت الامكان تاليا في ما هو قادم من زمن لن يعوزنا الا ان يعود من يأتي بعدنا فيعتمده بسيطا ويعتبر لنا أجر من اجتهد فأخطأ من جهة أخرى لا سيما وأن الأمر لا يخرج عن ولادة طبيعية غير قيصرية وفرع عن اصل ، فان ثبت ان الفرع ما هو الا الاصل عادت الاحكام الا الاصل لاتساقهما ولم تخسر العروض ولا خسر اهلها ...

لذا فان أصوب الصواب مما قدمناه وحيث انه ما زال استقبال بحر آخر ممكن على رأي العروضيين ونرى في جمعكم واستاذنا خشان أيضا ما هو اهل للحكم أن ننحو نحو قبول فكرة إطلاق بحر جديد تسمونه ما تريدون وحيث أن أخي محمودا قد سبق له وقدم أنه حاول ذلك ونظم عليه مكتملا وقصَدُه على أساس الجدة فهو كما أعتقد أولى منا جميعا باختيار التسمية ونحن بانتظاره أن يرسل فيعتَمد لدينا.

وبذلك أعتقد أنا ننهي هذا الموضوع ونبارك لأخي سمير هذا الانجاز للواحة ...

مع محبتي وتحياتي للجميع


أخوكم/ ايمن

أخي أيمن

هذا الذي ترونه في جعل مستفعلن متفاعلن في البسيط يندرج تحت اعتبار تعميم تعريف الفاصله بأنها من سببين
أولهما يكون خفيفا أو ثقيلا والثاني يكون خفيفا دائما. (وهذا حسب عروض الخليل يقتصر على الكامل والوافر) والذي ترونه في البسيط شأنه شأن أي سببين متتاليين في أي بحر وليس في البسيط فحسب. على أن هذا كله – في رأي العبد الفقير – ينبغي أن يتم تحت مسمى غير الشعر خوفا من انفلات الأمر. فإن فتحنا هذا الباب على الشعر فهل نملك أن نوصده في وجه من سيذهب أبعد من ذلك.
وبعض هذا ثقيل وبعضه أقل ثقلا. ولعل أقربه إلى الشعر ما كان في الرمل.
2 3 2 2 3 2 2 3 = فاعلاتن فاعلاتن فاعلا
وتصبح = 2 3 11 2 3 2 2 3 2 = فاعلاتُك فاعلاتن فاعلاتن، وعليه من شعر للدكتور مانع سعيد العتيبة.

يا فتاتـي لا تخافـي حبنا لن يقتلوهْ =232 /232 /232/ 32ه
2 3 4 3 4 3 4 3 ه
دربنا صعبٌ ولكن لن أحيد ولن أتوهْ =232/ 232/ 1132/ 32ه (لنْ أحيدَوَ =1132= فاعلاتُكَ)
2 3 4 3 4 3 (4) 3 ه
كم كتابٍ مزّقوا صفَحاتهِ أو مزّقوهْ =232/ 1132/ 232/ 32ه (مزّقوا صَفَـ =1132=فاعلاتُكَ)
2 3 4 3 (4) 3 4 3 ه

..

الأخوة الأحباب:

ارتأينا كما قدم أخي أيمن أن نحفظ مثل هذه الحوارات للقادم من الأيام لتكون أكثر فاعلية وأكثر مشاركة ونصل بها إلى الفائدة المرجوة بوجود هذه النخبة من الأعلام والعلماء جزاهم الله خيراً ...

وعلى أي حال فلم يضع هذا الحوار هباء بل استفدنا منه لاشك واتفقنا - على الأقل - بشبه إجماع على أن لا نعتمد متفاعلن في البسيط بل يكون محور النقاش القادم على توليد بحر جديد والاتفاق على تسميته والنظم عليه ...


تحياتي وامتناني لكم جميعاً وإلى لقاءات حوارية كثيرة في القريب القادم ...

نسخة للتميز الأدبي

للرفع لتجديد الحوار حولها.


تحياتي

الشاعر القدير الدكتور / سمير العمري

مبحث متميز ، وحوار أدبي وعروضي أكثر من رائع
لذا اسمح لي

بالتثبيت

لأهمية هذا الموضوع للمختصين والشعراء

ولتحقيق الفائدة

مع تحياتي

علا حسان

تبارك الله !

حوار ثريّ .. عمره ستة أعوام! استمعتُ به كثيراً .. وأرجو أن يكون لمشاركتي مكان بين هذه القامات السامقة!

بداية .. أوضّح أنني أشرتُ في مداخلاتٍ لي مع الأستاذ العزيز خشان والدكتور العزيز أبوستة منذ زمن في غير هذا المكان إلى أنّني أعتمد "السماع" وليس "القياس" أساساً لموسيقى الشعر. وكان من الأمثلة المطروحة بحر المضارع، الذي وجدتُ الخليلَ جنح فيه إلى القياس دون برهان من كلام الأوّلين. ولذلك نعلم الجدل القديم الجديد حول زحافات (مستفعلن) الثانية في البسيط، و(مستفعلن) الثانية في السريع، إذ الاستساغة تكون سماعية لا قياسية.

ولكن .. لماذا جاءت الاستساغة السماعية في البسيط استناداً إلى تفعيلة (مستفعلن) وليس (متفاعلن)؟ أرجو في كلماتي المتواضعة التالية أن أوضّح هذا الأمر وفق ما أراه:

تفعيلة الطبقة الأولى وتفعيلة الطبقة الثانية

التفاعيل لديَّ مقسّمة إلى طبقات بعضها فوق بعض، وهذا يفسّر لي السرّ وراء فصل العرب موسيقى هذه عن تلك:

*** (مُتــَفاعِلـُنْ) تفعيلة من الطبقة الأولى، وهي أساس لبحر الكامل. وصورتها المزحفة هي تفعيلة من الطبقة الثانية (مُتـْـفاعِلـُنْ).
- هذه التفعيلة الثانوية تتطابق مع تفعيلة أخرى من الطبقة الأولى لبحر آخر، وهي (مُسْتـَفـْعِلـُنْ) التي هي أساسُ بحر الرجز.
- وصورها الثانوية المزحفة (متفعلن) (مستعلن) (متعلن) مرتبطة بالرجز وليس الكامل.

*** (مُفـَاعَلـَتـُنْ) هي تفعيلة من الطبقة الأولى، وهي أساس لبحر الوافر. وصورتها الثانوية المزحفة هي تفعيلة من الطبقة الثانية (مُفـَاعَلـْتـُنْ).
- هذه التفعيلة الثانوية تتطابق مع تفعيلة أخرى من الطبقة الأولى لبحر آخر، وهي (مَفـَاعِيْلـُنْ) التي هي أساسُ بحر الهزج.
- وصورتها الثانوية المزحفة (مَفـَاعِيْلُ) مرتبطة بالهزج وليس الوافر.

*** (فـَاعِلـُنْ) هي تفعيلة من الطبقة الأولى، وهي أساس لبحر المتدارك. وصورتها الثانوية المزحفة هي تفعيلة من الطبقة الثانية (فـَعِلـُنْ).
- هذه التفعيلة الثانوية تتطابق مع تفعيلة أخرى من الطبقة الأولى لبحر آخر، وهي (فـَعِلـُنْ) التي هي أساسُ بحر الخبب.
- وصورها الثانوية المزحفة (فـَعْلـُنْ) (فـَعْلـُن ِ) (فـَعِلـُن ِ) مرتبطة بالخبب وليس المتدارك.

.. باقي التفاعيل الأوّلية لا تتطابق تفاعيلها الثانوية مع تفاعيل أوّلية أخرى: فعولن، فاعلاتن، مفعولات.

من هنا كان تفريق العرب بين تفعيلة الكامل وتفعيلة الرجز في البحور المشتملة على (مستفعلن): البسيط، السريع، المنسرح، المجتث. إذ تأتي (مستفعلن) هنا باعتبارها تفعيلة من الطبقة الأولى (تأتي معها تفاعيلها الثانوية) وليست من الطبقة الثانية (المنقلبة عن تفعيلة أصلية).

.. ولذلك لا يمكن أن تأتي (متفاعلن) بدل (مستفعلن) في البسيط لا قياساً ولا سماعاً !!

ولكم خالص تقديري ومودتي

أخي الكريم أحمد الأقطش:

سعدت بوجودك هنا ، وسعدت أكثر بما أثريت به هذا الموضوع القديم.

وللحق فأنا مثلك أجد أن قواعد الشعر سماعية وتخضع للذائقة السليمة ، وما نرتكز على ما أصل له لخليل إلا ليكون منصة انطلاق ومحور ارتكاز وذلك لما لاحظنا من سوء استخدام أو تفسير لهذه المقولة مما دفع العدد الأكبر ممن لما يتقنوا الشعر ولما يبرعوا فيه أن يحتجوا بأخطائهم على المألوف والمعروف سماعيا ويجعلون من تلك الأخطاء قواعد لهم ، ولك أن تتصور ما يمكن أن يؤول إليه الحال لو أصبح كل من يكتب شعرا مكسورا ممن يؤصل لهذه القواعد ويعتبرها مرجعا ولا أحسب حينها إلا أن الشعر ينقلب إلى فوضى في زمن قياسي.


أعود لأقول بأننا لا نرى قداسة لما وضعه الخليل من قواعد ولكنني شخصيا أرى قداسة للفظة الشعر وما تحمل من معنى ومبنى وهذا حديث يطول لا مجال لتناوله الآن. وأقول أيضا بأن دعاوى التجديد مقبولة من أهل الاجتهاد ووفق حدود دنيا ووفق شوط كافية تتوفر فيهم. وهنا كان الحوار في تلك الجزئية الصغيرة وامهمة في ذات الوقت وكان الأمر هو أن الذائقة لا تقبل متفاعلن في البسيط ولا حتى يوجد له شواهد في السماع ولا القياس.

ذات الأمر ينطبق في تقديري المتواضع على زحاف مفاعلن في حشو البسيط رغم وجود تأصيل له في عروض الخليل وبعض نوادر شاذة نادرة ذلك أن مثل هذا الزحاف "يقطع انسياب النفس" إن كنت تدرك ما أعني وصدقني بأن أي حرف يرهق النفس أو يقطعه في جرس بحر ما هو مما لن تقبله الذائقة وبالتالي هو غير صائب وغير شرعي.

هذا رد انطباعي مقتضب تقديرا لما تفضلت به من رأي وتأصيل راق لي ولو من الناحية الاصطلاحية ، وأتمنى أن يكون في وجودك الكريم ما يجعلنا نطرح الكثير من قضايا الشعر سواء من حيث المبنى أو من حيث المعنى سعيا لإحقاق ما نتفق على صوابه ونرفض ما سواه مما يرسخ منهج مدرسة الواحة الشعرية.


شكرا لك وتقديري لألقك.



تحياتي

تم الحذف من قبلي