مرة أخرى ، لا تدرك القوة الغازية مدى تكتل العراقيين وانخراطهم في صفوف المقاومة المسلحة ، والتي لا تعتمد منهجا طائفيا أو عرقيا كسمة أساسية لنيل الهوية الوطنية في ساحة الجهاد والمقاومة المسحلة.



لقد اعتمد الغزاة على تركيبة طائفية وعرقية وهمية زرعها في أذهانهم رموز عميلة، في محاولة منهم لتجزئة العراق ، تمهيدا لعرقنة الصراع كي يخف ضغط المقاومة عليهم ، حينما تنشغل في معالجات جانبية بصد إطفاء ثائرة الفتن.



فاتهم بأن من يقاومهم هم رجال ونساء أم المعارك وهم المعروفون بالقدرة على الصبر و المطاولة والتضحية من أجل المباديء والقيم الأصيلة . فاتهم بأن كل الحيل التي لجأوا ويلجأون إليها كانت مكشوفة ومستوعبة من قبل كل العراقيين الشرفاء حتى قبل وقوع الغزو والاحتلال الهمجي. فاتهم بأن المقاومة المسلحة وكل رموزها باتوا يدركون هذه المآزق التي سوف تقود الجيش الأنجلو أمريكي إلى مزيد من المهالك الإضافية ، فلن يجديهم نفعا أعوانهم العملاء الذين زينوا لهم فعلهم الاجرامي والذين انفضحوا جملة واحدة وهم يتحدثون بلغة واحدة تجاه الأعداء الجدد من وجهة نظرهم ، ولن يجدي الغزاة الضغط على المقاومة بجعل أبواب السجون مفتوحة أمام هذه المليشيات العميلة المسلحة والتي باشرت وقت وقوع الحدث الإجرامي إلى قتل الأسرى من العرب والعراقيين في سجون الاحتلال والذين تحتجزهم القوات الغازية دون محاكمات ، هكذا فتحت السجون للعملاء كي يتم تصفيتهم بدم بارد وحتى لا تخرج جرائم الإحتلال إلى العلن كما حدث قبل عدة أسابيع.



هذه الجرائم وغيرها لن يخفيها تهافت بوش الغبي للتبرع لبناء القبة في سامراء . لقد قصدوا في ذلك تشويه أهداف المقاومة المسلحة والتي فضحت جرائمهم في أقل من يوم واحد وبات الكل على وعي بهذه الألاعيب رغم ترتيباتهم الغبية. وهكذا بدأ الحدث جليا وواضحا من خلال التداعيات التي تلته مباشرة وهي كما يلي:



1) وقوع الحدث الإجرامي المتعمد لمرقد الإمام الهادي في سامراء.

2) مسارعة كل من بريطانيا وأمريكا إلى إدانة هذا العمل الإجرامي.

3) إعلان الرئيس الأمريكي علنا بتبرعه لبناء المرقد المقدس.

4) الدعوة من قبل العملاء ورؤساء المليشيات المسلحة العميلة إلى الاحتجاح والإقتصاص من المجرمين.

5) الحديث بلغة واحدة على مستوى المستعمرين والعملاء ومسانديهم بالخارج عن الجهة التي يمكن أن تكون وراء هذا العمل والتي انصبت على المقاومة المسلحة أو الأجانب الذين يعيشون في العراق.

6) الإيعاز إلى المليشيات المسلحة العميلة والتابعة لرموز العمالة باجتياح كل المساجد السنية في كل أنحاء العراق وتعريضها للتخريب والتدمير بحجة الانتقام من الحادث الإجرامي.

7) فتح أبواب سجون الاحتلال لشرذمة من المليشيات العميلة وذلك لتصفية مجموعات من الأسرى العرب والعراقيين والمتهمين بمقاومة الأحتلال في ظل تعتيم إعلامي وذلك لطمس حوادث التعذيب التي تعرضوا لها وتفاديا لتكرارها مستقبلا من خلال تصريحات بعضهم في حالة إطلاق سراحهم في محاولة لرفع الحرج عن القوات الغازية.

8) قيام رموز الخيانة في الوقت ذاته بشجب ما جرى ويجري على الساحة العراقية ودعوتهم الجادة إلى تحقيق حكومة وفاق وطنيه يقوم على عاتقها عدم الإنجراف إلى حرب أهلية دامية.



وهكذا نرى بأن الإحتلال ومن خلال هذا الحدث الإجرامي الذي اقدم عليه بمساعدة رموز العمالة في العراق قد سعى إلى تحقيق عدد من المعالجات لتغطية فشله في العراق سعيا إلى تحقيق جملة من الأهداف وأهمها:



1) معالجة فشل تحقيق ما يسمى بحكومة وفاق وطني ، تسعى إلى مهادنة الإستعمار.

2) قتل السجناء والأسرى من العرب دون وقوع إشكال قانوني أو أخلاقي بعد إلصاقها بشرذمة من المتعصبين والثائرين من جراء العمل الوحشي الإجرامي ، مما يرفع الحرج عنه ويعطي رسالة إلى المقاومة بأن بمقدور أمريكا قلب المواقع في الوقت التي تريد للضغط على المقاومة بتهديد حياة رموزها في سجون الاحتلال واحتمال تعرضهم لأية حوادث أخرى مشابهة.

3) إعطاء شرعية أخلاقية لأعوانه من المتعاملين معه وذلك من خلال التصريح بخوفهم على لحمة العراق والسعي إلى اخماد الفتن الطائفية والعرقية فيه.

4) توجيه الاتهام إلى القوى المسلحة والمقاومة العراقية وتجريدها من عمقها العربي والإسلامي .



باذن الله لن ينجح الإستعمار والقوى العميلة في خداع الشعب العربي والإسلامي بعد ما انكشفت ألاعيبهم في أقل من يوم واحد وبدأت الأصوات ترتفع بتوجيه أصابع الإتهام إلى القوى الشريرة الغازية وأعوانها من الخونة والعملاء!!!؟؟؟
أسرة تحرير أنا عربى