أرحب بك مجدداً هنا أيها الشاعر المميز ويسعدني أن أقرأ لك شعراً جميلاً ورقيقاً.
وللحق فإن لك شعراً زاهياً ، وشعوراً نادياً يتخلل القلب بسهولة.
ولكن أستأذنك أخي في أن أشير إلى بعض ملحوظات أخذتها على المشارمة هنا فعادتنا في الواحة التناصح والتدبر:
أولاً أراك جمعت هنا بين قصيدتين من بحرين مختلفين وقافيتين مختلفتين على غير عادة ولا حاجة.
ثانياً وجدتك تكثر العطف بالفاء مما أذهب ببعض قوة السبك في القصيدة.
ثالثاً دعني أشير إلى هذه الأمور:
أأنا أحبُّ، ومن تكون حبيبتي
أفراشةٌ أخرى تجئ لهيبا
بل تجيء
إني لأعرفني حزينٌ دائما
فعلام سمتي لا يكون كئيبا
أرى النصب أحق بها "أعرفني حزينا"
مرَّاً أحسُّ اللهَ أودعَ كاستي
فشربتها، لكن ظللتُ جديبا
مَن أنتَ ؟ قل لي، ملاكٌ ؟ دميةٌ ؟ رجلٌ
كُن ما تشاءُ، ولكن لا تقل أنتَ
ملاك الأمر قوامه ، ومفرد ملائكة هو ملَكٌ.
ولا يفوتني أن أثني جداً على تقطيعك العروضي في الصدر فهو بحق مما يجب أن يشار إليه. وكنت أحببت لو أضفت ألف الإطلاق إلى أنت.
حتى سعاداتيَ الصفراء كاذبةٌ
هل أنتَ صاحبها ؟ أرجوكَ ، قل : لستَ
السعادة قيمة لا جمع لها ، ويمكنك أن تستبدلها بـ "ابتساماتيَ" فهي صحيحة وتناسب النعت "الصفراء" الذي جرت عليه العادة.
ما وجدت جواب سؤالك إلا أن تكون "لستُ" وفي هذه الحالة ستختلف حركة الروي.
صدِّق ظننتُ بأني طاعنٌ جدا
وأنتَ رُحْتَ، فكنتُ الليلَ مذ رُحْتا
حتى إذا قلت إني رائعٌ جدا
حتى لَوَ اصْلَحْتُ ما بالأمس أفسدتا
عروض البسيط لا يكون إلا "فَعِلِن" ///0 إلا أن يكون تصريعاً وهنا لا مسوغ لك في غير ذلك.
ختاماً أرى لشعرك مكانة عالية جداً وصياغة تضعك في مصاف الشعراء الكبار وما كانت تلك الهنات لتذهب بروعة ما قرأنا لك.
تحياتي