|
أطلقْ فقد ملَّ اللســـــــــان لجاما |
مهــرَ البـيـان وجَـيـِّش ِ الأقــلامـا |
واجعل على نـُجـْو الحقيقة راميا |
حرفـا يـصـدُّ عـن النبـي قـتامـا |
حرَّا وُلِدَتَ فكيـف تخفت والجوى |
نار تشبُّ بكــيفـما وإلامـــا |
لـم تــبــق إلا زيـنـــة ٌ ومـجامــــرٌ |
وترى القواعد للـحدود صِماما |
انظر مدادَ العهر كحـَّل أســـــــطرا |
بســـواده لـيـؤمم الأفـهــامــــــا |
وأُعِدَتْ الأحبارُ من صدأ الرؤى |
لتخطَّ في ربض الدجى آثامـــا |
أربتْ إناثُ الجبن ريشة َ قصدهم |
ترعى أفون التـَّرُهات ثـَغـَاما |
وتعهدتْ داء الجناح بريشــــــهم |
فروى (بفيروس) الدجاج زكاما |
من مومس التـَّدْجـِيل أرضعت الخنا |
صدر الأذى ( لـِتـُدجـَّنَ )الأفـلاما |
لو كانت الأحبارُ تعرف (هتلرا) |
لجرى اليراع على النسيء زؤاما |
وأظن أن سوادها وأكـــــاد أن |
أرقى المنى ، ما قالت الأوهاما |
حرَّا خـُلقت فكيف ترضى مطعما |
مـرَّ المذاق وقد ملكت حســــاما |
أسرج خيول الضاد منها مهرة الـ |
آيات تجعلْ ما يثار حطــــــاما |
واجعل لها صدر القصيد كنانة |
ومن المعاني للرَّويِّ ســــهاما |
ولها القوافي سادنٌ محرابُه |
صلى به حرف الإباء قـيـامــا |
(فلـُهاثُ صعلوك الحروف) كما أرى |
تـُنـْبِـِي بفتح للعقول لـــِــزاما |
هذا زمان الشدِّ فاشتدي لها |
( زيَّـم ٌ ) تكـفـَّـلها الصهيل نظاما |
ما عاد يومُك مثلَ أمسِك يُـشتـرى |
قـنـَّاً يشدُّ على الخميص زماما |
قـُصِرَتْ على حــدِّ اللهاة عبــــــارة |
عزباء فانـْقدها الشعورَ غراما |
واضربْ لها قصر الشغاف (حرملكا) |
تهوى بناتُ (نـُواسِها الخيـَّاما ) |
لا (أمُّ مِلدَم ) من وباء زمانهم |
عادت تراشـــي بالقيود ظلاما |
عشنا ولم نخطبْ لبنت شفاهنا |
حرفا سوى آه تــزيد غـمـامـا |
وإذا بناتُ الفكر في عرس اللغى |
طللٌ تناجي بالنواح أيـامــــى |
هيا (خناس) وامسحي هل غادر الـ |
شعراء نجعا من حوراي نشامى |
قـولي (تماضرُ) فالبحور تماوجـت |
شــعـرا لـه وزن الإبــا خــدَّاما |
قـِرْنـَا صيام واللسان على الطوى |
صلى لطاغوت الخنوع وصاما |
قلْ لا تخفْ ، وافتح نوافذ مِخْدَع |
فالشمس تـُنـْبـِتُ عوسجا و ثماما |
إن لم تغامرْ باللســــــــان فــإنــه |
يرعى خشاش الصاغرين فطاما |
بكر المعاني بالجهالـة تـكــتــوي |
إن لم تـغـرِّدْ للســحور حـمـامـا |
بالحرف تهتز السيوف لجولة |
حـمـراء لم يألـف لهـن لـثـامـــا |
يَلِجُ القصور على الطغاة مدفدفا |
متنكبا وتـر الـثــبـور حِـــمـاما |
لا زبدة ( الدَّنـَمَرْكِ ) يحجم دونها |
قلم القصاص به الرجا إحجاما |
قالوا ألا ليت الكناية قلت ما |
ثدي التمني يـُغـْرِيَنَّ بـِلامـا |
أرنو فيخترق السراب جدار فمي |
وجدا ويستعر الصـدى إلهاما |
ما نفع ليت وحبذا وعسى وقد |
إن لم يكن جزم يشد خطاما |
وإذا وبئس وطال عمرك ربما |
نسي اليراع وبعثر الأرقاما |
فأجبتهم : (كونوا الرماح إذا اعترى |
خطب ) ولا تستمرئوا الآلاما |
الخير فيكم أمة جادت على |
صبِّ المفاوز كوثرا ومداما |
يا سيدي مهج القلوب تكللت |
بتليد رأيك للنهى أحكاما |
يا والد الزهراء طرَّزتَ الهدى |
بندى يديك لمن بُعثت خياما |
ألبستَ جلباب البلاغة بردة ً |
عرباءَ تغري بالفصيح سُلامى |
بانت سعاد وكعب ما نسي الضنى |
فرمى القنوط وأسـعـدَ الهندما |
جادتْ يداك ببردة محبوكة |
بالعـفـو تـزهـو للرؤى أنغاما |
من طهر ماء المجد وضَّأت العلا |
رأسا وناصية السجود وهـاما |
لو كنت فظَّ القلب ما أنست بك الـ |
زوراء أو وصل الحفاة الشاما |
أو زارت البطحاءَ حجاجٌ لهم |
شــتـَّى المراتب سادة وعواما |
بالحرف من غار التـَّبـَتـُّل جئتنا |
معنىً كآفاق المحال تسامى |
وإذا الحروف كما رأينا آية |
تجلو بمعجزة اليتيم سخاما |
ويسيل من ثغر النبوة راحق |
عذبٌ ترَّنـَمَهُ الحـُداة بغاما |
كالناي يعزف للوجود حروفه |
نسكا يُجوِّده الرباب رهاما |
لبيك ناصية المعاني صاغها |
قيثار تلبية الفداء سلاما |
طافت بأرجاء الخلود منارة |
تشدو بلابلُ أيكِها الأنساما |
وكما ذكـاء للـنـجـوم هـداية |
كنت الرسول وما تزال إماما |
فقرأتُ في وجه السماء هويتي |
ورفعت عن قلم الحجا الأختاما |
وحفظتُ إنسانيتي منذ استوى |
والرسل تـَتـْبـَعُ والأمينُ أماما |
كيف الحقيقة تنجلي وقضاتها |
عزفت على دَجـَنَ الضلال حراما |
بمحاكم التفتيش عبقرُ ما رأى |
يرويه من كمد القريض ضراما |
يحصي ويجفل والمعاني تزدري الـ |
أسبان والطليان كـان لهـا ما |
القتلُ ثم الصلبُ ( الفـُنـْسُوْ) لـَهَـا |
بـدمٍّ يسيل وصرخـة تـتـرامى |
وَلـَعـَاً (بإيزابيـْلَ) لا ذمما رعى |
حتى تنشـَّقـَهُ الغليل ذمـاما |
ورسولنا ـ أفديه ـ قال تواضعا : |
لا خوفَ عـدنا إخـوة أرحاما |
لا حقدَ ، لا إرهابَ فيما ســنـَّه |
والعدل بين العالمين تنامى |
عملا بأخلاق السماء نبينا |
أبكى مآقيَ قومه استعظاما |
أيكون مفتاح الرجاء ـ أقول: لاـ |
لبيوت أضياف النجاة سطاما؟ |
ما عدلكم من عدله إلا كما الـ |
عذَّال تحمل ما يبلُّ أواما |
من عدله تاج السماحة زُيـِنـَتْ |
بعقيق إنصاف الهدى إسلاما |
ترقى لذاكرة الخلود مبادئ |
أضحت لناصية القرون وساما |
أيــام كــنـَّا للـمنابـر حـجـة ً |
كنتم لآذان الــدجى اسـتـفـهامـا |
ولنا المحالُ على خلاف صنوفه |
طوعَ الشـكـيمة بالإشـارة قـامـا |
ذرعا بهرطقة التـَّفـَلـْسِف ِ ضاق مَنْ |
جعل الحـقـيقـة بالهوى إجـراما |
والأرض دارت ( يا أرسطو) والمدى |
أقصى الشموس وبدد الأجراما |
قلتم لنا: حرية التعبير ما الـ |
جدوى إذا ماسيئت استخداما |
لم ينكر الشيطان محرقة هذى |
زورا يزمُّ على العقول عكاما |
وعلى ربا (جينين) إن رسم الفدا |
ياته قلتم يحارب (ساما) |
وبدمعة الشيطان أسرجتم نهى |
قنديل إبليس ينـزُّ جذاما |
أقلامكم يا عارَ ما حفلت به |
أضغاث حلم للنهار تعامى |
لو كان من تخريفكم قلتم لنا |
أسطورة (الدالاي عَمـَّدَ لاما) |
لكنه ابن لطاهرة النـســا |
ء طعامها يـَبـَسُ القـديـد إذاما |
(الآن قد حمي الوطيس) وقوده |
فـتـنٌ كـتـنـِّيـن ِ الكهوف تحامى |
حرب على الإسلام جامحة الخطى |
بدأت تعيد العـَالـَمَيـْن ِ ركـامـا |
سنرد في الأزمات ما سطعت لنا |
شمس تعانق بالشروق تهاما |
مثل الذين لدينهم نفروا هدى |
عـِبـَرٌ تزيح عن الرسوم طـَغاما |
ولسان حجتهم يقول : رسولـُنا |
حاجى الخصوم وبدد الأزلاما |
إن المبادئ لا تـُباع وتشترى |
فالتبر يكسـدُ إذ يصير رغاما |
شفة السحور تمضمضت من آية |
نظمت على رتل الصفاء كراما |
وكأنها بسواك فجر طهرت |
ليلا أباح من السدوف حراما |
وعلى شفير المغريات حضارة |
إفكا تخنـِّثُ للفجور غلاما |
هذا جدار الأحجيات وراءه |
شعب يعزي بالأسى أيتامى |
صنـُّا صراط العلم أيام التوى |
عـِوَجـَا ً فصار لمن يراه مراما |
وعلى طريق الحق سرنا للضحى |
نهجا تأبـَّى أن يعود ظلاما |
دنُّ النبوة لو شربتم نخبه |
صرتم لأقداح الجنان ندامى |
ما ضر جهرا من جـراء كلابكم |
خالا على خد السماء تماما |
وهل الجبال الراسيات تهزُّها الـ |
أرواحُ مهما عرَّت الأقداما؟ |
ما قاله السفهاء إلا بعضَ ما |
نشقوا من العفن الدفين زهاما |
قولوا كما شئتم فسادنُ رأيـِّكم |
هـُبـَل ٌ وِجَاءُ الفكر ساء بلاما |
فالخـلد للأطهار مهما ســـــوَّقوا |
للعـهر أو ولـجـوا به الأثــلاما |
ما تهــمة الإرهـــاب إلا ديــدن |
ضربوا عليه ورقـَّصوا الأقزاما |
من عوسج البيداء كان المصطفى |
صفوَ الفؤاد يطرِّزُ الأحلاما |
لم يعرف التاريخ أرحمَ فاتح ٍ |
إلاه ، أكـــرمْ بالمـقـال وئـامـا |
فاستعذب الإيمانَ مهد ُ صفاته الـ |
علياءُ أرضعت السها أعواما |
وعلى خطاه اليتمُ صار فضيلة ً |
باتت تهدهد بالخصال أيامى |
وعلى ربا أخلاقه الآساد ما |
قنصت بفطرة خلقها الأنعانا |
عرضوا عليه المغريات فقال : لا |
ويـبـيـت صوما لا يذوق طعاما |
وطعامه حمد وشكر جَانـَبـَا |
ما بـات يكـنـزه الطـغـاة إدامـا |
فأتى على ركب التواضع زائرا |
شــيخ الخلود (محمدا) فـأقـامـا |
وجثا يـُبـَوِّبُ للخصال فهارســا |
مسترجعا مـَنْ أَبْـجَـدَ الأعماما |
وبدا الحياء على الجبين مرددا |
سـِفـْري يُخلـِّد من فدى الأقواما |
ورأى بلالا بالهداية سيدا |
وعلى دروب الهالكين هشاما |
( سلمان منا آل بيتي ) نالها |
شرفا على غرر النجوم مقاما |
وبآية الشيطان ضلَّ رشادكم |
سلمان أنكره الأمان دوامـا |
كنـَّا وما زلنا بآيات السما |
رغم المكائد للدنا أعلاما |
رئة المعاني بالمـُصان تنفست |
آياتِ آس ٍ غازلتها خزامى |
وتضمَّختْ كفُّ الربيع لنرجس |
بثغور وردٍ قبَّل الرَّساما |
بالحرف لا بالحرب نالت أمة |
تاج الفصاحة للعقول وساما |
ألقت رؤوس الجاهلين بصيحة |
الله أكبر حطَّم الأصناما |
لله من شرع سما بركازه |
عبدٌ كمشكاة السمو تنامى |
يا آي (اقرأ) بالفصيح تكلـَّمِي |
فـَتـَكـَـلـُّمِي جرح يسيل كلاما ؟ |
إنَّ البلاغة َ علمتني سرَّها |
(سحبان) يرفعه البيان إماما |
نزلتْ بها(( إن تنتهوا يغفر لكم |
ما قد سلفْ )) نعم الكلام . ختاما |