كنت أقف على شاطئ البحر وحيدا
أصرخ تارة بقصيدة ميخائيل نعيمة
سقف بيتي حديد ركن بيتي حجر
وتارة لناجي
وتارة للشابي
فكانت هذه القصيدة
الطلاسم
((يا رياح الوجود))
((يا بحار الألم ))
((يا جبال الهموم))
يا لهيب الحمم
يا حراب الفنا
يا فيافي العدم
((زمجري اغضبي اقدحي بالشرر))
((زلزلي اطحني احفري الحفر))
((اسخري بالمسا قهقهي بالسحر))
كل زرعي ذوى كل صرحي اندثر
فعلى م الأسى و على م الحذر
ها عروشي همت
ها نجومي سهت
نور قلبي انثوى
والظلام انتشر
فلماذا الأسى ولماذا الحذر
كل طيري انتحر
كل غصني انكسر
كل وردي غدا
ملعبا للقدر
فلماذا الأسى ولماذا الحذر
((يا رياح الوجود))
((يا بحار الألم ))
((يا جبال الهموم))
يا لهيب الحمم
يا حراب الفنا
يا فيافي العدم
لست أخشى العذاب لست أخشى الخطر
((قد جرى زورقي))
((في دياجي الظلام))
في خضم التياه
في بحار الألم
فالنجا النجا
لست أردي النجاة
لست أردي سوى أنني في ألم
كان أمري بهم
كان شأني بهم
كان نوري حياتي وعيشي بهم
لست أردي سوى أنني في ألم
قد فقدت الضيا
قد فقدت الأمل
قد فقدت الرجا
قد فقدت النفس
فلماذا الأسى ولماذا الحذر
يا إله الوجود
يا إله البشر
إنني قد أتيت
من دياجي الظلام
ليس لي من سنا
ليس لي من قدر
ليس لي من رجا
ليس لي من حذر
فوجدت الطريق في خشوع الصلاة
في رحاب الكتاب في هزيع السحر
ووجدت الطريق في شموخ الجبال
في بهاء السحاب في زهاء القمر
ووجدت الطريق في أصيل الصباح
في نجوم السماء في همو المطر
ووجدت الطريق في ربوع الكرام
في دروب الإخاء في صروح السير
فلذا قد بكيت
ولذا قد شكوت
بعض بعضي
ونبضي ونفس النفس
يا إله الوجود
يا إله البشر
يا لطيف القضا
يا رحيم القدر
إنني قد رضيت
بالقضا والقدر
فاغفرن زلتي
واغفرن ما انحسر
واغسلن حوبتي
واغسلن ما انعكر
يا إله الوجود
يا إله البشر
إنني قد رضيت
قد رضيت القدر