أحدث المشاركات

قراءة فى بحث تجربة ميلغرام: التجربة التي صدمت العالم» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» مصير الكوكب على متن الشراع الشمسي» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح »»»»» وذُلّت الأعناق مقتطف من رواية قنابل الثقوب السوداء...» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح »»»»» الفصل الثاني من رواية وتستمر الحياة بين يأس و تفاؤل الأم الجريحة» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» و تستمر الحياة بين يأس و تفاؤل الفصل الأول من الرواية بقلم بوشعيب» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة في بحث أمور قد لا تعرفها عن مستعمرة "إيلون موسك" المستقبلية» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» نعم القائد» بقلم عطية حسين » آخر مشاركة: احمد المعطي »»»»» قراءة في مقال يأجوج و مأجوج ... و حرب العوالم» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»» الطفل المشاكس بقلمي» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»» @ تَعَاويــذ فراشَــةٍ عَاشِقـَـة @» بقلم دوريس سمعان » آخر مشاركة: دوريس سمعان »»»»»

النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: البطل في رواية «كائن مؤجل» لفهد العتيق بين العجز والمُطاردة

  1. #1
    شاعر
    تاريخ التسجيل : Mar 2005
    المشاركات : 1,000
    المواضيع : 165
    الردود : 1000
    المعدل اليومي : 0.14

    افتراضي البطل في رواية «كائن مؤجل» لفهد العتيق بين العجز والمُطاردة

    البطل في رواية «كائن مؤجل» لفهد العتيق بين العجز والمُطاردة

    بقلم: أ.د. حسين علي محمد
    .........................................

    يميل بعض كتابنا المعاصرين إلى استخدام الرمز في أعمالهم الفنية، ويتفاوت استخدام الأديب الواحد للرمز من عمل إلى آخر ضمن منظومة إنتاجه، وكل فن حقيقي إنما هو فن رامز "واحتمال الرمز في الفن آت من طبيعته الخاصة من حيث كونه تعبيراً عما في ذات الفنان، فهو غوص في الأعماق النائية عن التحديد والتسطيح"(1).
    ولا يمكن فصل الرمز عن نسيج العمل الفني أو النظر إليه باعتباره الهدف الذي يريد الكاتب أن يقدمه لقارئه، إنما هو وعي الفنان بعصره ووسيلته الفنية المتخفية القادرة على الإشارة والإيحاء، المتفقة مع وسائل التقنية في الجنس الأدبي الذي يكتبه الأديب لإحداث هدف آخر متخف يريد أن يحققه الفنان المهتم بمجتمعه، الحامل لهمومه تحت جلده حياةً وإبداعاً في عمله الفني «وهذا الاهتمام ليس معناه التعمد، فالتعمُّد عملية آلية بينما الاهتمام نابع من التفاعل حين تتركّز رؤية المبدع في أمر محاولاً معالجته بوسائله الفنية. ويأتي الناقد بعد ذلك ليُعيد الاكتشاف مُسلِّطاً الضوء على ذلك الموجود الخافي»(2).
    ولأن الأدب "ظاهرة اجتماعية تتمثل في تلقي الواقع وإعادة تشكيله من خلال الصور المبدعة، فمعيار العمل الفتي الأول هو صدقه في مدى عكسه الواقع المتخيَّل بجميع مكوِّناته"(3)، ومن ثم فإننا نرى أن مدى وعي الفنان بمجتمعه الذي ينطلق منه ويُحيط به يُحدد مستوى رمزه، كما أن مستويات الرمز تختلف حسب الاتجاه الفني، أو المدرسة الفنية التي ينتمي لها الأديب، وكلما اقترب الأديب من الواقعية بدرجاتها المختلفة كان فنه أكثر رمزاً للواقع وإشارة له والتحاماً به، فأدبه في هذه الحالة "مؤسس للوعي التاريخي والاجتماعي بقدر ما هو نتيجة له"(4).
    ويتمثل الرمز في رواية «كائن مؤجَّل» (2004م) لفهد العتيق(5) في ثلاثة أقسام، هي: الرمز العام، والرمز الإيحائي، والرمز التوليدي.
    أ-الرمز العام:
    الرمز العام في هذه الرواية هو عدم انتماء البطل ومُطاردته وعجزه. والروائي لا يصل اعتباطا أو بعفوية إلى ما يرمز إليه، في حياة البطل وسلوكه ومواقفه، ولا يُشير إلى ذلك بعبارات مباشرة، أو تقريرية، إنما يصل إلى ما يبغيه من خلال جدلية الحدث مع البطل / المكان / الزمان.
    ففي هذه الرواية نجد الحدث يتصل بالمكان؛ بمعنى أن المكان لو تغيَّر ما وُجِد البطل أو الحدث!:
    «يمشي في الطريق وحيداً، ثوبه الواسع يُحركه هواء لذيذ، يمشي وهو يقبض بيد ساخنة على ذكريات تنهض الآن بقوة، على إيقاع شمس العصر الذي منح جُدران هذه البيوت المُتلاصقة لون الليمون.
    يمشي بطيئاً، ويُحرك بقدميه هذا التراب الراكد.
    هذا هو الطريق الذي يعرفه منذ سنوات، فيه تعلّم المشي والكلام.
    من هنا سوف ينفذ إلى الشارع الأسود المعروف، الشارع الأسود الصامت الذي فقد بهجته وضجيجه، ولكن أين أهله وناسه؟، وكيف فقد حياته هكذا فجأة؟!»(ص97، 98).
    إننا نجد السارد يعيش في عالمه الخاص، الذي لا تؤثر فيه أية أحداث قد تُدخل السعادة أو الإحساس بالتغيير، عند غيره.
    ومن ثم فإن السارد يرصد لنا ـ نحن المتلقين ـ مشاهد من حياته الداخلية (أو السرية)، التي تتآزر لترسم لنا صورة هذا البطل العاجز اللامنتمي المُطارد.
    إن البطل حينما ينتقل من بيته القديم إلى بيته الجديد داخل مدينة الرياض (أو من الحي الشعبي إلى حي الصفوة)، يرصد عدم جدوى ذلك التغيير في فِقَر دالة، تُرينا أن هذا الانتقال لن يكون فيه خلاص روحه، ولن يجلب له السعادة:
    1-«يشعر بغربة عميقة ورغبة في البُكاء» (ص20).
    2-«دخل البيت الذي حلمت به العائلة ثلاثين عاماً، وهاهو يتحقق أمامهم الآن، لكن بلا روح» (ص21).
    3-«كان يظن أن حياتهم سوف تنطلق إلى فضاءات جديدة، لكن لا سبب واضحاً لهذا الإحساس بالملل والغربة والفراغ» (ص20).م
    4-«هل يشعر والدي بالغربة أيضاً في هذه الحارة الجديدة، وفي هذا البيت الواسع الذي طال انتظارنا له، شعر بكآبة عابرة وهو يفكر بحالهم، التي تُشبه شمعة على وشك الانطفاء، شمعة تُقاتل هذه الريح التي تهب عليها من كل الجهات لكي تبقى، كان يحس أن الزمن، مثل نهر قوي يريد أن يجرفهم جميعاً إلى أماكن لا يعرفونها» (ص22، 23).
    أن الفقرات السابقة ترينا حيرة البطل المغترب من خلال جدلية الحدث في المكان / الزمان (أو صراع البطل في بيئته المكانية والزمانية)، ويُريد السارد أن يُطلعنا على تجليات غربته وعدم انتمائه، ولذا يُشير بعد الفقرة السابقة في بيان خطابي لا يُضيف شيئاً إلى ما عرفناه من قبل:
    «وفكَّر: إنه زمن الطفرة الاقتصادية، زمن الأغنياء والأقوياء وأبناء الذوات، وليس زمن الفقراء والمرضى والحالمين، زمن الانتقال نحو عالم غامض لا يعرفون عنه شيئاً، يشعر فيه كأنه ضائع ومعطل» (ص23).
    وهكذا يكون رمز عدم الانتماء (المتمثل في الإنسان الرياضي (نسبة إلى الرياض) البسيط، ابن الحي الشعبي المتواضع الذي صعقته مرحلة الطفرة، هو البطل لهذه الرواية الفاتنة، ولكنه ـ بجوار عدم الانتماء ـ ترينا الأحداث والوقائع أنه بطلٌ مُطارد(6): مُطارد من الآخر / الذي ليس عدوا يُريد أن يسلب منه وطنه، ولكنه مُطارد ـ طوال الوقت، ويا للفجيعة! ـ من داخل أسرته، ومجتمعه (قلعته الصغيرة، التي كان يجب أن يحتمي بها). ثم هو بطلٌ عاجز عن تحقيق ذاته.
    يقول السارد: «الآن في نومه اليقظ، في مكتب الشيخ إبراهيم يشعر أن آباء كثيرين يُلاحقونه بوجوه مُتشابهة، ولحى كثة، يُلاحقونه. كل واحد يُريد أن يكون أباً له. آباء بعدد شوارع الرياض، يُطاردونه في هذه اللحظة. يُريدون أن يكون ملكاً لهم، كما لو أنه قطعة أرض. آباء كثيرون، وهو الحالم المريض، يريد ـ بعد أن يتجاوز مًُراهقته ـ أن يهرب منهم جميعاً، وينطلق ...» (ص31).
    وربما تكون هذه الأبوية ـ الطاغية ـ وراء كل ما نراه من عجز، ومُطاردة، وعدم انتماء.

    ب-الرمز الإيحائي:
    وهو أن يوحي لك الروائي بما يريد أن يقوله، وهذا هو الرمز البسيط، الذي وجدناه في عدة مشاهد من الفصل الأول الذي يحمل عنوان «جسد وروح»، ولنأخذ منه هذه اللقطات:
    1 ـ «في حصة الرسم بالابتدائي، رسم وجهاً لبنت بجديلة قصيرة، وقف المدرس على رأسه، ثم وضع علامة (ضرب) على رقبة البنت» (ص7).
    2 ـ «مرة رسم شمساً وقمراً في لوحة واحدة.
    ضحك الأستاذ:
    هذا لا يحصل أبداً يا ولدي» (ص7).
    3 ـ «في مسرح الجامعة مثَّل نصا مُترجماً ـ مع زملائه ـ عن الذئاب الكبيرة التي تنهب الوطن، فأغلقوا المسرح للصيانة، وحين كتب عن وخز ضميره الذي أمرضه، وأرسل ما كتبه للجريدة، قالوا لا تصلح للنشر لأنها خيالية» (ص8).
    وهذه الفقر الإيحائية توحي بأن مجتمع النص الروائي غير قابل لفتوحات المخيلة (سواء أرسمت شيئاً من الواقع الممكن تصوره (كالطفلة ذات الجديلة)، أو الخيال الجامح الذي يجمع بين المتناقضات (كرسم الشمس والقمر معاً في لوحة واحدة) أو التجرؤ على النقد (كتمثيل مسرحية ترصدُ مشهد الذئاب الكبيرة التي تنهب الوطن ـ حتى ولو كان النص مترجماً؛ يتحدث عن بلاد بعيدة)!.
    ولا حظ أن علامة الضرب هذه (x) تعني الشطب والإلغاء، فكأننا نضرب مخيلة الطفل الصغير، ونريد أن يكون صورة منا ـ نحن الكبار المدجنين ـ وإلا سيتم ضربه، وإيذاؤه جسديا، وإلغاؤه، وتكميم مخيلته.
    هذه الإحباطات الصغيرة ـ تكون ناجحة بامتياز للإسهام في رسم بطل عاجزٍ، مغترب، لا منتمٍ، يرى نفسه دائرة الكون ومداره!، وأن العالم خارجه يقف له بالمرصاد.
    ولعل اللغة المقطرة ـ التي بلا زوائد ـ ساعدت الروائي على إبراز رمزه:
    «قد تكون أحلام اليقظة هي ملاذه الوحيد، إنها الجحر الآمن الذي يهرب إليه حين يشعر بالملل ورتابة أجواء الكبت المُحيطة بحياته. كان يرى أن كل شيء يسير وفق قوانين صارمة، حتى في (الكلام) مع الناس يفترض أن تقول (كذا) في الموقف كذا، ولا تقول (كذا) في الموقف كذا. بمعنى: يجب أن تحفظ لغتهم جيداً، وتعرف كيف تردد كلام الرجال (مثل الببغاء)، حتى لا يقال إنك لست رجلاً. لكن أحلام اليقظة تُقربه من ذاته الحقيقية، من ذاته المنطلقة» (ص8).
    وكأنه ـ من خلال أحلام اليقظة ـ يُحاول أن يرى نفسه وقد صارت حرة تُكسِّر أغلال قيود المجتمع الذي كبّله!.

    ج-الرمز التوليدي:
    ويدور حول الألفاظ أو "الصور الرمزية التي تتولّد منها صور أخرى لها دلالات إيحائية ورمزية"(7). وتتآزر في هذا الرمز التوليدي الصورة واللفظة لإحداث الأثر المطلوب، وهو إطلاعنا على صورة البطل العاجز / اللامنتمي / المُطارد.
    وقد ساق الكاتب عدداً من المشاهد التي تُؤكد في القارئ شعور البطل أنه مُطارد من قوى لا قبل له بها، قوى غير محسوسة وغير مرئية.
    يقول في الفقرة الأولى من الفصل الرابع، الذي وضع له عنوان «يقظة غير صريحة» (ودلالة العنوان واضحة، فكأن يقظة البطل لن تكشف له عن كنه حقيقة الأشياء أو ماهيتها، أو كنه ما يريده، ولن تُحقق وجوده الحر أو قدرته على الفعل!، فهي يقظة أقرب إلى النوم، أو الهذيان):
    «أغلق جهاز التليفزيون، وهو يشعر بشيء جديد يسري مع الدم في عروقه.
    في الطريق إلى الغرفة كأن أكثر حزناً مما يظن.
    وقف يتأمل وجهه في المرآة، وسط الصالة. كان يشعر ـ بعبث ـ أن شيئاً تائهاً عن دربه، سوف يخترق الجدار خلفه، ثم يستقر في ظهره.
    ارتعد جسده ثم مال قليلاً، على إثر هذا الشعور المُباغت، رأى أنه أخفى ضحكاً مكتوماً على ما يحدث في الخارج، لكنه ظل مستمتعاً بفكرة، ذلك الشيء الضائع الذي سوف يطعن ظهره» (ص45).
    وإذا كان البطلُ كما رأينا عاجزاً، غيرَ منتمٍ، مُطارداً، فمن حقنا أن نسأل عن دلالة عنوان الرواية على النص الذي انضوى تحته في هذه الرواية.
    إن "كائن مؤجل" تُرينا بطلاً يعاني الوحدة والفراغ، أحلامه تتقاطع مع واقعه المتخثر. هذا البطل العاجز/ اللامنتمي/ المُطارد يُطلعنا على واقع المهمشين في حياتنا، وهم الذين لا يهتم بهم الساسة أو المؤرخون، بينما هم ـ وحدهم ـ الذين يصنعون سيرة أمتهم وتاريخها.
    وإن رواية «كائن مؤجل» تدعونا للتأمُّل فيما مضى من أحداث الرواية في روية وهدوء، والتنعم بتذكّر زخم الحياة وأتراحها الكثيرة وأفراحها القليلة، لأن المقابل هو الموت، أو الجنون. فكأن فهد العتيق يُريد أن يتأمَّل (ويُريد منا أن نفتح عيوننا ونتأمّل معه) في شخصيات الهامش، وليس في المتن، وهذا هو عمل الفنان الحقيقي؛ لأن رجال المتن هم عمل المؤرخ والإعلامي (حتى إشعار قادم!).
    الهوامش:
    ـــــــ
    (1) د. سليمان الشطي: الرمز والرمزية في أدب نجيب محفوظ، ط1، المطبعة العصرية الكويت 1976م، ص7.
    (2) السابق، ص7.
    (3) د. حسين علي محمد: البطل في المسرح الشعري المعاصر، ط2، مطابع الفارس العربي، الزقازيق 1996م، ص20.
    (4) السابق، ص241.
    (5) الرواية صادرة عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت (2004م) في 130 ص من القطع دون المتوسط، وسنشير إلى صفحاتها داخل النص النقدي.
    (6) عرضنا تجليات المطاردة في أكثر من كتاب لنا، انظر "البطل المحاصر في قصة "الخروج من غرناطة" لصالح الصياد، في كتابنا جماليات القصة القصيرة، ط2، الشركة العربية، القاهرة 2003م، ص ص137-144، وانظر كتابنا: صورة البطل المطارد في روايات محمد جبريل، دار الوفاء لدنيا الطباعة، الإسكندرية 1999م.
    (7) د. مراد عبد الرحمن مبروك: الظواهر الفنية في القصة القصيرة المعاصرة في مصر (1967-1984)، ط1، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة 1989م، ص227.

  2. #2

المواضيع المتشابهه

  1. عندما اندس بين الجمهرة الطائفة بالبيت العتيق!!
    بواسطة ضفاف أماني في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 14
    آخر مشاركة: 17-11-2008, 07:05 PM
  2. اعترافٌ مؤجَّل
    بواسطة محمود موسى في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 20
    آخر مشاركة: 05-11-2008, 09:17 PM
  3. أنا كائن فيما أكون
    بواسطة صالح أحمد في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 12
    آخر مشاركة: 22-04-2006, 07:48 AM
  4. كائن العزلة في معرض القاهرة الدولي للكتاب
    بواسطة محمود الغيطاني في المنتدى الاسْترَاحَةُ
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 10-03-2006, 12:12 AM