في زيارة مكوكية لمدينتي الحزينة (الموصل) أمسِ ،كنتُ أحاول جاهداً أن اعمل أربعة أشياء في مدة لا تتجاوز خمس ساعات !
الأولى أن أتنفس كثيراً جداً وأنا أشاهد دجلة الخير على إحدى الضفاف ،لما ذهبت صباحاً كأوّل ما ينبغي عملهُ وجدتُ الضفاف ما عادت ضفافاً /الأوساخ في كل مكان كما الأمريكان فلم أستطع التنفس هناك فقفلتُ هارباً إلى غايتي الأخرى ، والثانية أن أذهب لأبارك حبيبين لي وأخوين جميلين على عقد قرانهما ، فوجتهما بعملهما الشاق جداً ولم يكن لي معهما من الوقت سوى دقائق بسيطة ! والثالثة أن أزور الحلاوجي النقي ذاك المتفضّل عليّ كثيراً فما زاد البعد سوى بالشوق واللهفة لأعانق روحه الطاهرة ، ذهبتُ لمحل العمل وإذا بهِ ليس هناك وكأن القدر لا يريدني أن أكحل عيني برؤيتهِ واحتضانه ! والرابع أن أجلس مع أخوتي و(أتغدّى ) معهم أكلتي المفضلة (الكبة الموصلية) وإذا بي قد تأخرت مع جلوسي على مائدة الطعام وجائت السيّارة لترجعني من حيثُ أتيت ! يا سبحان الله !!!!!!!
ربما سيتسائل أحدكم أين قضيت باقي الوقت ،، الجواب بسيط
في ازدحام السير
وبعض نقاط التفتيش التي يبدو أنها لم تردع تلك الحيوانات لأكل لحوم أهلينا هناك ..!
خرجتُ منها حزيناً كالعادة
ربّ وانت معي في عودتي
إجعلنا نعود إلى سالف أفراحنا
خير عودة
واحمي العراق وأهله
حبي وحزني